بحث فى المدونة

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

التدين والوطنية


 

اذا وهنت الأمة واختلت موازين القوى وانكسر الحكام او تواطأوا مع المستعمر الاجنبى، فان التدين هو خط الدفاع الاخير عن الاوطان فى مواجهة المخاطر والاعتداءات الخارجية.

مقطع فيديو

https://www.facebook.com/181139595277377/videos/2863843573937043/

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

مصر والنبى العربى ﷺ

 

مصر والنبى العربى ﷺ

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

 

تغيرت حياتنا فى مصر تغيرا جذريا، منذ ان جاءنا خبر ظهور نبى جديد فى الجزيرة العربية، بضع سنوات ووجدنا عمرو بن العاص على بوابتنا الشرقية. بعدها بعامين تم استكمال فتح مصر الذى كان من اهم نتائجه تحريرنا من الاستعمار الاوروبى الذى استعمرنا لما يقرب من الف عام (٣٣٢ ق.م -٦٤٢ م) بين بطالمة ورومان وبيزنطيين.

وكانت النتيجة الثانية هى دمجنا فى بوتقة واحدة مع شعوب وقبائل المنطقة فى عملية تفاعل وانصهار لبضعة قرون أسفرت على ميلاد امة وليدة فتية بلسان عربى وبهوية حضارية اسلامية اقامها وشارك فيها الجميع من مسلمين ومسيحيين.

وكانت النتيجة الثالثة هى ان اصبحت مصر للمرة الاولى فى تاريخها جزء من امة شاسعة مترامية الأطراف، تعيش فى وسطها وفى القلب منها آمنة مستقرة بعد ان انتقلت حدودها وأمنها القومى الى أقصى الشرق عند العراق والى أقصى الغرب فى المغرب والى السودان فى الجنوب، مما أهلها بحدودها المحصنة الجديدة وباستقرارها وقوتها الى ان تتصدى الى دور القيادة للامة فى كل معاركها الكبرى فى مواجهة الغزوات الاجنبية كالصليبيين والتتار.

ولذلك دائما ما نقول ان مصر فى الحقيقة هى هبة الفتح العربى الاسلامى، اما مصر التى كانت هبة النيل فقط فلقد ظلت تحت الاحتلال لما يقرب من ألف عام كما تقدم.

واينما ولينا وجوهنا؛ للمشرق او للمغرب، سنجد قصة مشابهة لقصتنا فى مصر، مع الفتح الاسلامى ومع الاستقلال والانصهار والتعريب.       

كل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير بمناسبة المولد النبوى الشريف.

*****

28 اكتوبر 2020

الاثنين، 26 أكتوبر 2020

البحث عن رجل أعمال وطنى

((اللي عايز يحارب ياخد البندقية وينزل على إسرائيل يحارب مش يقعد يعمل شعارات))

هذا ما قاله رجل الاعمال نجيب ساويرس الأخ الأكبر فى آل ساويرس أغنى عائلة فى مصر، ردًا على حالة الغضب والاستنكار الوطنى الواسع "لمهرجان الجونة السينمائى" بسبب تكريمه للممثل الفرنسى "جيرارد ديبارديو" احد داعمى (اسرائيل)

***

البحث عن رجل أعمال وطنى

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

 

·       على امتداد عقود طويلة وبالتحديد منذ نهاية حرب ١٩٧٣، شاركت كل اطياف المجتمع فى كل المعارك الوطنية، من اول رفض التبعية المصرية للأمريكان على امتداد ما يزيد عن اربعين عاما، واتفاقيات كامب ديفيد 1978 ـ 1979، والتطبيع مع (اسرائيل) ومناهضة الغزو الأمريكي للعراق، ودعم المقاومة الفلسطينية، حتى معركة الدفاع عن مصرية تيران وصنافير.

·       شارك الجميع فيها، فيما عدا فئة واحدة لم يظهر منها ولو شخص واحد يوحد ربنا ضبط متلبسا فى اى معركة وطنية، هى فئة رجال الأعمال التى تسمى فى الكتابات المتخصصة بالطبقة الرأسمالية المصرية.

·       لم يكتفوا بالتزام الصمت والسلبية وعدم المشاركة، بل على العكس تماما، كانوا يقفون وينحازون على الدوام الى الاطراف والمواقف غير الوطنية.

·       بل كانوا هم الطابور الخامس الذى اخترقت منه قوى الراسمالية العالمية بقيادة الأمريكان والشركات متعددة الجنسية ومؤسسات الاقراض الدولى، مصر لتدمير اقتصادها الوطنى ونهب ثرواتها.

·       وكانوا هم ايضا الثغرة التى اخترقت منها (اسرائيل) الاسواق المصرية وحائط المقاطعة الشعبية من خلال اتفاقيات وصفقات البترول الغاز والكويز والشتلات الزراعية والسياحة وغيرها، وكل هذا بالطبع بتوجيه ومباركة السلطة المصرية.

·       كل النقابات المهنية والعمالية والاحزاب السياسية والمفكرين والكتاب والفنانين المصريين وقفوا ضد التطبيع مع (اسرائيل)، الا رجال الاعمال فقط الذين وقفوا منفردين فى صف النظام يعقدون الصفقات مع العدو الصهيونى ويترددون على سفارته ويشاركونه فى الاحتفال بأعياده القومية.

·       وهم يدينون فى جزء كبير من وجودهم للولايات المتحدة الامريكية التى كان لها الدور الابرز فى اعادة تأسيس وبناء طبقة رأسمالية مصرية، من خلال اموال المعونة الاقتصادية التى كانت تبلغ 815 مليون دولار بما فى ذلك برنامج الاستيراد السلعى الامريكى والتى تم من خلالها ترسية مئات الصفقات والعقود بتسهيلات خيالية على نخبة مختارة من رجال الاعمال والشركات المصرية الذين أصبحوا اليوم يتصدرون السوق المصرى ويستأثرون بالنصيب الاكبر من ثروات البلاد، على حساب عشرات الملايين من فقراء المصريين.

·       الغالبية العظمى منهم مجردة من أى مبادئ أو قيم وطنية، طلاب مصلحة يعبدون المال وينافقون اى سلطة وأى نظام وعلى استعداد للتعاقد من الشيطان نفسه اذا كان فى ذلك أى ربح ومكسب.

·       كانوا هم رأس الحربة فى ضرب الصناعات الوطنية بعد أن تحول قطاع واسع منهم الى سماسرة واصحاب توكيلات يبيعون الاسواق المصرية للمنتجات الاجنبية.

·       اشتروا شركات القطاع العام وقاموا بتفكيكها على طريقة وكالة البلح فى تفكيك السيارات المسروقة وبيعها قطع غيار.

·       أخذوا الاف الافدنة من الدولة بتراب الفلوس، وحولوها الى قروض وتمويلات من البنوك بمئات الاضعاف من ثمنها، ثم الى منتجعات سكنية وسياحية تباع وحداتها بملايين الجنيهات.

·       استولوا على قروض البنوك بأقل ضمانات أو بضمانات وهمية ومزورة.

·       كونوا ثروات هائلة عن طريق الدولرة والمضاربة فى العملة، لتضاعف ثرواتهم عدة مرات مع كل تخفيض للجنيه امام الدولار.

·       بل كانوا هم القلة الضئيلة الوحيدة فى مصر التي استفادت واحتفت بالانهيار الاخير للجنيه وسط معاناة وصرخات غالبية المصريين من كل الطبقات.

·       ضللوا الناس ونجحوا فى اختراق ثورة يناير وركبوها بأموالهم وصحفهم وقنواتهم الفضائية، ليكونوا فيما بعد فى طليعة الثورة المضادة.

·       انهم الطابور الخامس الحقيقى فى مصر ولا أمل لهذ الشعب الطيب طالما يسيطر هؤلاء على اقتصاد البلاد ويستأثرون بثرواتها وينهبون خيراتها.

*****

 

 

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

الاساءة للمقدسات بين الفعل ورد الفعل

 

الاساءة للمقدسات بين الفعل ورد الفعل

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

أتصور أن الكلام المذكور فى الفيديو المرفق دفاعا عن الغضب المشروع من نشر فيلم مسئ للرسول ، ينطبق بالنص على كل الاساءات التى لا تزال توجه كل يوم لمقدساتنا، وآخرها تلك الصادرة من فرنسا.

***

ففى عام 2012 تم نصب كمين للثورة المصرية وللثوار العرب فى كل مكان، فتم نشر فيلم أمريكى منحط فيه اساءة بالغة للرسول من اجل استفزاز مشاعر المسلمين فى مصر وبلاد العالم، واستدراجهم الى ارتكاب اعمال عنف تثير الراى العام الامريكى والغربى ضدهم.

وبالفعل انطلقت المظاهرات الغاضبة وسقط فيها عدد من القتلى على أيدى المتظاهرين الغاضبين أو على أيدى من اخترق صفوفهم من الطرف الثالث. وكان أشهر الضحايا هو السفير الامريكى فى ليبيا، وفى مصر تم حصار السفارة الامريكية لاول مرة منذ عقود طويلة، وبدأ الاعلام الامريكى والغربى واتباعه فى الاعلام المصرى فى نصب محاكم تفتيش للمسلمين بتهمة العنف والارهاب وتعبيرهم عن غضبهم بطرق غير حضارية.

وفى هذا السياق تم استضافتى فى قناة  ON TVمع المذيعة ليليان داوود التى حاولت هى الاخرى وضع المتظاهرين الغاضبين فى قفص الاتهام، وقامت طوال الحلقة بدور ممثل الادعاء (النيابة).

وفى مقطع الفيديو المرفق جاء ملخص ردى وحديثى عليها، الذي حرصت فيه على قلب المائدة على من ادعى، وتحويلها الى محاكمة للغرب بكل عنصريته وعدوانيته.

رابط الفيديو

https://www.facebook.com/181139595277377/videos/776266359877539

 

 

السبت، 17 أكتوبر 2020

كل هذه العنصرية؟

 

كل هذه العنصرية؟

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

حول الأزمة المزمنة التى لم تتوقف على امتداد السنوات السابقة، من قيام شخصيات اوروبية وامريكية بانتاج ونشر افلام او رسومات مسيئة لمقدساتنا، يتلوها أعمال انتقامية فردية من شباب منسوب الى الاسلام، وآخرها ما حدث فى فرنسا، بدءا باساءة الرئيس الفرنسى الى الدين الاسلامى نفسه وليس الى المسلمين، ثم الاستفزاز الصادر من أحد المدرسين الفرنسيين بعرض رسومات مسيئة للنبى ﷺ على تلاميذه، مما ترتب عليه قيام شاب شيشانى مسلم يبلغ من العمر 18 عاما، بالانتقام منه ذبحا، فى واحدة من تلك الجرائم المماثلة التى عادة ما يتلوها عاصفة من النقد والاتهام والادانة لكل ما هو اسلامى.

نقول:

لا تقتل .. لا تقتل .. لا تقتل

ولكن عليكم أنتم أيضا أن تكفوا عن الاساءة الينا!

***

 فأى اساءة لأدياننا أو لمعتقداتنا أو لرُسُلنا جميعا عليهم الصلاة والسلام، هى عدوان عنصري وطائفي جديد على شعوبنا ومقدساتنا وكرامتنا الوطنية. سواء كنا مسلمين أو مسيحيين.

والعكس صحيح، فان أى اساءة من أى منا على ديانات ومقدسات ومعتقدات الآخرين الدينية، هو عدوان مماثل، يستوجب الرد والردع.

لأن مثل هذه الاساءات والاعتداءات العنصرية والطائفية التى تتسبب فى ايذاء مشاعر مئات الملايين من البشر، لا يمكن ابدا التحكم فى عواقبها أو السيطرة على ردود الافعال الناتجة عنها.

***

ومنذ عقود طويلة لم تنقطع مثل هذه الاعتداءات بكل صورها واشكالها بدءا باحتلال افغانستان والعراق وجرائم سجون ابو غريب ودعم الاحتلال الصهيوني وجرائمه والتمثيل بجثث المواطنين الافغان والتبول على جثثهم واستهداف كل ما هو عربى او اسلامى بعد 11 سبتمبر 2001 التى مازالت محل ريبة وشك الى يومنا هذا. وما زلنا نتذكر جريمة قتل مروة الشربينى فى المانيا وما ذكره محامى المجرم القاتل فى دفاعه بان موكله هو ضحية بيئة عامة معادية للعرب وللاسلام وللمسلمين.

 وانا هنا أتكلم عن العشرين عاما الماضية فقط، فما بالنا بما حدث لنا ولباقى شعوب العالم من جرائم قتل وابادة واحتلال وارهاب غربى استعمارى على امتداد ما يزيد عن خمسة قرون متتالية لم تتوقف حتى يومنا هذا.

***

 هذا بالاضافة الى التحقير الدائم لكل خلق الله فى افلامهم السينمائية ومنابرهم الاعلامية، التى صنعت لكل منا صورة كاريكاتيرية ساخرة مثل المصرى البدائى عند الاهرامات، والعربى والجمل فى الصحراء، والآسيوي الابله، والأفريقي المتخلف ....الخ . ليظل الغرب هو الجنس الارقى والاعلى الوحيد، تمهيدا وتبريرا بطبيعة الحال لحقه المقدس فى السيادة على الجميع واستعمار واستعباد كل بلاد العالم.

انها ذات النظرة العنصرية الاستعلائية التى سادت منذ عدة قرون، لم تتغير الا فى طريقة تناولها وتقديمها بشكل يتناسب مع ظروف كل عصر:

فمنذ ما يقرب من مائة عام، كتب اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى واصفا مصر والمصريين والعرب والمسلمين وكل شعوب الشرق: ((ان الدقة كريهة بالنسبة للعقل الشرقى .. والافتقار الى الدقة، الذى يتحلل بالسهولة ليصبح انعداما للحقيقة، هو فى الواقع الخصيصة الرئيسية للعقل الشرقى.))

أما ((الاوروبى ذو محاكمة عقلية دقيقة؛ وتقريره للحقائق خالي من أى التباس؛ وهو منطقى مطبوع، رغم انه قد لا يكون قد درس المنطق؛ وهو بطبيعته شاك (يشك) ويتطلب البرهان قبل ان يستطيع قبول حقيقة أى مقولة؛ ويعمل ذكاؤه المدرب مثل آلة ميكانيكية. أما عقل الشرقى فهو، على النقيض، مثل شوارع مدنه الجميلة صوريا، يفتقر بشكل بارز الى التناظر. ومحاكمته العقلية من طبيعة مهلهلة الى أقصى درجة. ))

اما لورنس "العرب فكتب فى مذكراته ما يلى (( كان فى نيتى ان اصنع امة جديدة، ان أعيد الى الوجود نفوذا ضائعاً، ان امنح عشرين مليونا من الساميين الأساس الذى يمكن ان يبنوا عليه من فكرهم القومى قصر أحلام ملهما. ولم تكن جميع الأقاليم الخاضعة للإمبراطورية لتساوى لدى صبيا انجليزا واحدا ميتا...))

***

ولقد انتقد "جون هوبسون" فى كتابه "الجذورة الشرقية للحضارة الغربية" نظرة الغرب الاستعلائية عن الشرق وباقى شعوب الارض ، وكيف يضعهم فى مكانة متدينة تبرر استعماره واستعباده لهم : فالعقل الغربى يرى نفسه : ديناميكى وعقلانى وعلمى ومبدع ومنضبط ومنظم وعاقل وحساس وعقلانى ومستقل وعلمى وابوى وحر وديمقراطى ومتسامح وامين ومتحضر ومتقدم معنويا واقتصاديا ...الخ

بينما الشرق وثنى مراهق نسوى منحط اعتمادى لا مبال متخلف وجاهل، سلبي لاعقلاني مؤمن بالخرافات والطقوس ، كسول مشوش غريب الاطوار فطرى أحمق عاطفى ذو توجه جسدى غريب ومنطو ، طفولى وتابع وغير عملى ومُستَعبد ومستبد وغير متسامح وفاسد ومتوحش وغير متمدن ومتاخر معنويا وراكد اقتصاديا .

***

وهكذا يجب ان ندرك ان جرائم الاساءة لديننا ولرسولنا ليست سوى امتداد لثقافة عنصرية حكمت علاقة الغرب الاستعمارى بباقى العالم على امتداد قرون طويلة، وكنا نتصور انها توقفت واندثرت وزالت مع انتشار افكار المساواة وحقوق الانسان التى يملأون بها العالم ضجيجا كل يوم.

وهي ليست مجرد ثقافة وافكار، بل هى مصحوبة باعتداءات عسكرية استعمارية لا تتوقف، على سيادة الأمم والشعوب وكرامتها الوطنية ومقدساتها الدينية.

وحين نواجه هذا العدوان والعنصرية بالرفض والغضب، يشنون علينا حملات تشويه باننا لسنا متحضرين وأننا متطرفين ومتشددين.

فرغم ان كافة الشخصيات والمرجعيات والتيارات الفكرية والسياسية فى بلادنا، ترفض وتدين، وعن حق وبصدق، كل أعمال القتل والعنف والايذاء للآخرين التى تصدر من أى شخص منسوب للإسلام، الا اننا دائما ما نرى ان المنابر الاعلامية الامريكية والغربية وتوابعها من المنابر العربية، دائما ما تترك الاعتداءات الاصلية الجارحة والمسيئة لكبريائنا الوطنى والدينى متذرعة بحرية الراى والتعبير، وتركز فقط على ردود الفعل الغاضبة الفطرية، على غرار ما كان يحدث معنا على الدوام، مع كل احتلال او عدوان جديد على مصر او فلسطين او لبنان او العراق او غيرها، لنصبح نحن فى النهاية المعتدون المتخلفون الارهابيون ...الخ.

***

يا ايتها الشعوب الغربية المتحضرة، اننا نتضامن معكم تماما ضد كل من يرتكب اى جريمة قتل أو ايذاء خارج إطار القانون والعدالة القضائية، ولكننا نستحلفكم بأغلى ما تؤمنون به أن تكفوا أذاكم عنا.

*****

17 اكتوبر 2020

 

 

 

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

محمد الاشقر المناضل الوطنى الشجاع


 

محمد الاشقر المناضل الوطنى الشجاع

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

توفى الى رحمة الله الاخ والصديق العزيز المهندس محمد الاشقر، الذى قضى السنوات الاربعين الاخيرة من حياته فى القلب من المعارضة السياسية المصرية، مشاركا فى كل معاركها متقدما صفوف فاعلياتها ومظاهراتها، متفاعلا مع كافة اطوارها ومراحلها واشكالها.

وكان واحدا من القابضين على الثوابت الوطنية كالجمر، يضع قضايا التحرر والاستقلال على رأس اولوياته، يؤمن بوحدة الأمة العربية، يدعم فلسطين بلا حدود، يعادى الولايات المتحدة الى آخر مدى، يناهض الصهيونية و(اسرائيل)، ويناضل من اجل اسقاط اتفاقيات كامب ديفيد، ويتعايش بشكل يومى مع الناس ويتبنى مطالبها البسيطة ويناضل معها من اجل تحقيقها.

دخل معترك العمل السياسى من الارضية الوطنية لتجربة عبد الناصر وخاض عديد من التجارب التنظيمية والحزبية والجبهوية، ولكنه حرص دائما على ضبط وتوجيه ومراجعة انتماءه لها او استمراره معها، على ميزان المبادئ والثوابت الفكرية وليس العكس. وهو ما ضمن له ان يكون فى "معظم" الاحيان وفى أشدها التباسا وضبابية فى صفوف الجانب الصحيح من الحركة الوطنية.

***

ولقد تميز الاشقر عليه رحمة الله بعديد من الميزات الاساسية:

الميزة الاولى والتى كانت مفتاحا لفهم شخصيته ولفهم كل ما سنذكره من ميزات تالية هى انه كان انسانا حركيا ونشيطا للغاية، الى الدرجة التى قد تدفع من يعايشه الى الاقتناع ان النشاط هو الصفة الاهم فى أى انسان. ولقد كان نشيطا على كافة المستويات المهنية والشخصية والسياسية، خلية نحل، غزير الانتاج، لديه دأب وقدرة على انجاز المهام وقضاء المصالح وانهاء الاعمال والانتقال الى غيرها، يقوم بعشرات المشاوير فى اليوم الواحد، لا يكل ولا يمل، ولذلك كان لخبر وفاته وقع صادم على كل من يعرفوه، فكيف لهذه الكتلة من الحركة والنشاط والحيوية ان تخبو.

***

الميزة الثانية وهى قدرته الواسعة والنادرة على التواصل الجماهيرى وفتح مواقع جديدة: حيث أدت طبيعته النشيطة الى تميزه سياسيا بميزة يفتقدها غالبية السياسيين وهى الرغبة والقدرة على التواصل الدائم مع الناس وفتح مواقع جماهيرية جديدة وابداع افكار عملية غير معتادة تجذب الشباب للعمل السياسى؛ فلقد كان فى الثمانينات على سبيل المثال وقبل عصر الكومبيوتر والمحمول والانترنت، يلف بسيارته كل قرى مصر، حاملا جهاز الفيديو وشرائط مجازر صابرا وشاتيلا او جنازة عبد الناصر وغيرها من الاحداث الكبرى، ويلتقى بشباب القرية فى مندرة اى منزل فيها، ليصدمهم بما فى الفيديوهات من احداث وحقائق لم يشاهدوها او لم يتعرفوا عليها من قبل، ثم يبدأ النقاش لتنتهى الزيارة بانخراط شباب مصرى جديد فى مجال العمل الوطنى.

كان كمن يقوم، بلغة اليوم، بعمل عملية مسح (Scan) لقرى مصر باحثا عن أفضل من فيها من شباب.

واذا قام أى منا بجولة اليوم وغدا على كلمات النعى والرثاء التى امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعى بعد دقائق من سماع خبر وفاته، فسيجدها حافلة بقصص يحكيها شهود عيان من رفاقه فى مرحلة من مراحل حياته السياسية، عن حركته ونضاله وسفرياته ومشاركاته فى الوقفات والتظاهرات والفاعليات، حكايات ترويها شخصيات تنتمى الى تيارات وحركات واحزاب متنوعة عن مشاركاته ومساهماته فى مئات الانشطة والفاعليات على امتداد 40 عاما واكثر؛ من اول النضال ضد نظامى السادات ومبارك مرورا بحركات ولجان دعم الانتفاضات الفلسطينية 1987 و200 او رفض الحصار والعدوان الامريكى على العراق 1991-2003 اوعن دوره المركزى فى حركة كفاية وفى ميدان التحرير و فى ثورة يناير فى شهورها الذهبية ...الخ. لقد كان وجود او انخراط او انضمام المهندس الاشقر فى اى حركة وطنية او سياسية يمثل اضافة هامة ينتج عنها نتائج حية وملموسة.

***

الميزة الثالثة وربما تكون الأهم على الاطلاق هى أنه كان ولَّادا: فلقد كان واحدا من القلائل داخل تياره وربما داخل تيارات أخرى الذى يركز همه ونشاطه الاساسى على اعداد وتربية كوادر جديدة وتوعية الشباب فكريا وسياسيا، من خلال عقد الندوات وحلقات النقاش واستضافة المحاضرين من كافة التخصصات، ودعم طلبة الجامعات بالبيانات والمنشورات واليفط  واعلام فلسطين، واعداد وطباعة وتوزيع النشرات السياسية وامدادهم بالكتب والمراجع الفكرية..الخ، بحيث انه يندر ان تجد شابا قوميا او ناصريا فى مصر لم يكن لمحمد الاشقر ومكتبه دورا مهما فى تشكيل وعيه الفكرى والسياسى.

***

الميزة الرابعة أنه كان شديد التواضع؛ يؤمن ويمارس الفريضة الغائبة فى غالبية الحركات السياسية، وهى فريضة تقسيم العمل، فكان المهندس الاشقر يدرك ما وهبه الله من مهارات وميزات يتميز بها عن الاخرين فيبادر الى انجازها، ولكنه كان يدرك فى ذات الوقت ما لدى الاخرين من خصائص وامكانيات يتميزون بها هم أيضا على غيرهم، فيبادر بدعمهم ومساعدتهم على القيام بأدوارهم، بل يرشحهم لها ولا ينازعهم عليها كما يحدث من كثيرين غيره نراهم بيننا كل يوم.

لقد كان الاشقر منتميا الى التيار القومى الذى اشرف بالانتماء اليه، وهو تيار رغم عديد من مميزاته، الا انه به جرثومة تمكنت من اختراقه منذ سنوات طويلة، وهى جرثومة النزعات الفردية والذاتية واطماع الزعامة التى اصابت كثير من عناصره وقياداته، وكان لها الدور الاكبر فى تعثر كل محاولات توحيد التيار فى كيان تنظيمى واحد، ليس فقط فى مصر وانما فى عديد من الاقطار العربية.

ولذلك كان وجود شخصية مثل المهندس الاشقر تتوفر فيها مقومات الريادة والقيادة ولكنها لا تطلبها بل تتراجع وتعتذر عنها، دورا كبيرا فى تمتعه بمكانة خاصة لدى الجميع، مكانة الحكم ورمانة الميزان.

***

بالاضافة الى كل ذلك كان الاشقر رجلا بالغ الشجاعة، يتخذ ما يؤمن به من مواقف بدون ان يتوقف كثيرا امام العواقب، فكان مكتبه الذى يحتل مكانا استراتيجيا فى ميدان الجيزة ويراه آلاف المارة كل يوم، مشهورا بنشر يافطات سياسية على شبابيكه وحوائطه الخارجية تحمل شعارات او رسائل وطنية مثل علم فلسطين أو صورة لجمال عبد الناصر أو يافطة ضد التطبيع ...الخ، وهو ما سبب له مشاكل وملاحقات وتوقيفات امنية فى عديد من المرات، ورغم ذلك لم يتوقف أبدا.

وربما تكون الصورة الأشهر للمهندس محمد الأشقر والأوسع انتشارا على كل مواقع التواصل الاجتماعى المصرية والعربية، هى صورته وهو يقف فى قلب المظاهرات حاملا علما كبيرا لفلسطين مكتوب عليه بخط واضح الجملة التالية ((اصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. اتفو))

رحم الله الاخ والمناضل الوطنى والقومى الشريف محمد الاشقر

*****

14 اكتوبر 2020

 

 

الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

هل ترد القاهرة على وقاحة نتنياهو؟

 

هل ترد القاهرة على وقاحة نتنياهو؟

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

 نشرت صفحة (إسرائيل) تتكلم العربية، على موقع "فيس بوك" تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حرب أكتوبر التى يطلقون عليها حرب يوم الغفران، زعم فيها أن (إسرائيل) هي التي انتصرت في حرب 1973 رغم الموقف الضعيف لها في البداية، فلقد قال ان "الظروف الأولية كانت صعبة؛ لقد اقتحم أعداؤنا أراضي سيناء وهضبة الجولان والنيران أمطرت على مواقعنا. ورغم هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب... وفي غضون ثلاثة أسابيع بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه الأعداء الذي كان من الأصعب في التاريخ العسكري، وقف مقاتلونا على أبواب القاهرة ودمشق"

***

كرر نتنياهو كلمة الاعداء مرتين على الاقل، وادعى ان قواتهم كانت على مشارف القاهرة ودمشق، اللتان تجرأ وذكرهما بالاسم.

بينما جاءت كلمة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى ذات اليوم لاحياء ذكرى نصر اكتوبر، خالية من اى اشارة الى (اسرائيل) أو الى العدو او اى من الكلمات والمفردات التى يمكن ان تستفز (اسرائيل). بل ان بعض ما جاء فيها قد يفهم على ان فيه تطمينات مبطنة للاسرائيليين بأن مصر اليوم تختلف فى توجهاتها تماما عن مصر عيد الناصر التى كانت تعادى (اسرائيل)، اذ قال بالنص أن ((مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات، ومقدرات الشعوب لا يمكن أن تترك عرضةً للأوهام والسياسات غير المحسوبة. ونحن في مصر نجدد العهد على مواصلة العمل من أجل صون كرامة هذا الوطن والمضي قدمًا في طريق البناء والتنمية والتعمير والسلام)). بما قد يفهم منه انه يحمل اشارة او تلميحا الى ان مصر اليوم لن تعود أبدا الى تكرار سياسات الخمسينات والستينات المناهضة للدولة العبرية، الرافضة للاعتراف بها أو الصلح والتفاوض معها.

***

دعونا نتفق اولا على تهافت ادعاءات نتنياهو الكاذبة:

·       فنجاح القوات الاسرائيلية فى الاختراق وعبور القناة عبر ثغرة الدفرسوار، لم يكن للعسكريين الصهاينة اى فضل فيه بقدر ما جاء نتيجة خطأ جسيم ارتكبه الرئيس السادات حين قرر نقل الفرقتين المدرعتين 4 و21 الاحتياطيتين الاستراتيجيتين من غرب القناة إلى شرقها، بحجة توسيع الهجوم من أجل تخفيف الضغط على الجبهة السورية.

·       ولولا رصد اقمار وطائرات التجسس الامريكية لهذه الثغرة وابلاغ (اسرائيل بها)، لما تمكنوا من الاختراق.

·       ناهيك عن الجسر الجوى من السلاح والعتاد الذى امدت بها الولايات المتحدة (اسرائيل) بعد بداية الحرب بايام قليلة، والذى قال عنه انور السادات انه "اكتشف انه يقاتل الامريكان وليس الاسرائيليين فقط منذ عشرة ايام." فلا تحدثونا عن انجازاتكم، فلولا الدعم والرعاية والحماية الامريكية لتم سحق قواتكم تماما فى الايام الاولى.

·       اما حكاية ان قواته كانت على مشارف القاهرة، فهذا الافاق الكبير يتناسى انهم لم يتمكنوا من اقتحام مدينة "السويس" ولا نقول القاهرة، بعد أن اذاقهم أهاليها الأبطال الأمرين، وقاوموها بصدورهم العارية وانتصروا عليها، فى ملحمة شعبية لا نزال نتحاكى بها حتى يومنا هذا. فما بالكم بأهالى العواصم الكبرى كالقاهرة أو دمشق؟ ماذا كان يمكن أن يفعلوا بكم لو قمتم بتدنيس ذرة واحدة من ترابهم؟

·       هذا بالاضافة الى تصريح السادات نفسه بان القوات المصرية كانت قادرة على تصفية الثغرة لولا تهديد كيسنجر. وفيما يلى ما قاله بالنص، انشره كاملا للرد على هذه الأكذوبة الشهيرة التى قالها نتنياهو والتى يرددها القادة الصهاينة كل عام فى ذكرى الحرب: 

·              فلقد قال السادات في حديث لمجلة الحوادث اللبنانية نشرته في 8 اغسطس 1975 ((جاءنى الدكتور كيسنجر في 11 ديسمبر 1973 وكان جيب الدفرسوار موجودا، وكان لنا حول الجيب 800 دبابة بخلاف خمس فرق كاملة حشدناها شرق القناة، منها الفرقتان التابعتان للجيش الثالث. وهذه الفرق الخمس كانت بكامل اسلحتها ودباباتها ومعداتها تكون حلقة تحيط باليهود مع حائط صواريخ اروع من الحائط الذي اشتكت منه اسرائيل..وسالنى كيسنجر انت  ناوى تعمل ايه ؟ فقلت: هذه اعظم فرصة لتصفية الجيب الاسرائيلى ..لقد تورطوا في دخول منطقة لاتتسع لاكثر من لواء او لوائين من الدبابات فادخلوا اربعة الوية، على اساس انها عملية سياسية او كما سميتها من قبل معركة تليفزيونية .. فلا هم قادرون على الدخول الى الكثافة السكانية في مصر، وليس من السهل أن ينجحوا في قطع المائة كيلومتر حتى يصلوا الى القاهرة عن طريق الصحراء. وفرقى جاهزة لتقفل الممر الذي اوجدوه بين قواتى في اقل وقت ممكن، والخطة موضوعة وجاهزة تنتظر صدور الاوامر. وقال كيسنجر : كل ما تقوله صحيح وقد تلقيت من البنتاجون قبل أن احضر لاقابلك تقريرا كاملا بعدد الدبابات التى اعددتموها ..عندك كذا.. وعدد بطارياتك وصواريخك كذا، والقوات المحتشدة حول الجيب قادرة فعلا على تصفية الجيب ولكن لابد أن تعرف ما هو موقف امريكا ..اذا اقدمت على هذه العملية فستضرب))

·       وحتى اذا كان ما تعنيه من قولك " انكم استطعتم قلب موازين القوى"  هو النتائج السياسية التى اسفرت عنها مفاوضات فض الاشتباك الأول عام 1974، والتى انتهت الى قبول السادات بانسحاب غالبية القوات المصرية التى عبرت وعودتها مرة اخرى الى غرب القناة، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية من الثغرة وعودتها الى سيناء...الخ، اذا كان هذا هو ما تعنيه فانه تراجع لا يحسب على مصر ولا يحاسب عليه المصريين شعبا أو جيشا، لأنه كان قرارا منفردا من رجل واحد فقط هو الرئيس السادات الذى لن تسامحه الاجيال أبدا على انكسار ارادته أمام الضغوط الأمريكية.

·       ثم اى "قاهرة" التى تتجرأ عليها فى كلامك ايها الارهابى الكبير؟ لقد عجزت قواتكم عن الاحتفاظ بسيناء، والتى قال عنها بيجين مبررا انسحابه منها عام 1979:"سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف. سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا "

·       انتم، اولا عن آخر، لا يتعدى تعدادكم سبعة مليون يهودى صهيونى أجنبى، ولولا تبعية النظام الرسمى العربى، ولولا خوف وتواطؤ بعض الحكام العرب، ولولا ما يفرضونه من قيود على المقاومة وعلى شعوبهم، لتم انهاء وجود كيانكم الاستيطانى منذ سنوات طويلة على ايدى مئات الملايين من المواطنين العرب المتعطشين الى تطهير بلادهم من آخر كيان استعمارى على وجه الارض.

·       انت تعلم جيدا انه ليس لكم وزن ولا قيمة ولا قوة ولن يكون لكم وجود بدون الولايات المتحدة، واذا كان هناك من يحق له التفاخر باى انتصار تحقق على اى دولة عربية، فان الولايات المتحدة هى الوحيدة التى لها هذا الحق، لتضمه الى قائمة جرائمها الاستعمارية الطويلة.

·       الم يقلها "ترامب" صراحة فى شهر نوفمبر من عام 2018 حين كان يدافع عن اهمية السعودية لوجود(اسرائيل) وسؤاله الصريح للراى العام الامريكى: هل تريدون (اسرائيل) ان ترحل! الى هذه الى الدرجة وجودكم هش، فلا تحدثونا عن انتصارات زائفة او موهومة.

·       ثم قل لنا أليست قواتكم وجيوشكم تلك التى تتفاخر بها هى التى تراجعت وانسحبت هربا من لبنان ومن غزة التى لا يتعدى سكانها بضعة ملايين قليلة، امام ضربات المقاومة وعملياتها. ثم تأتى لتحدثنا عن القاهرة ودمشق!

***

ان الكذب والتلفيق ليس غريبا على العدو الصهيونى، فكيانهم قائم على منظومة كاملة من الاساطير الزائفة، والادعاءات الكاذبة، ولكن المطلوب من السلطات المصرية وجماعة كامب ديفيد ان تعامل (اسرائيل) بالمثل، على أضعف الايمان.

فليس من المقبول بعد كل ما قدمته الادارة المصرية (لاسرائيل) فى السنوات الماضية، من تأكيدات متتالية على ان السلام اصبح فى وجدان المصريين، ومن دعوات مبكرة الى توسيع السلام العربى معها ودمجها فى المنطقة لمواجهة المخاطر المشتركة، ومن محاولة تأجيل قرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية فى مجلس الأمن، ومن اخلاء المنطقة الحدودية فى سيناء واقامة المنطقة العازلة، ومن استيراد الغاز منها فى صفقة بلغت فيمتها 15 مليار دولار، ومن اشراكها فى تأسيس "منظمة غاز شرق المتوسط، ومن السماح للسفارة (الاسرائيلية) بالاحتفال العلنى لاول مرة فى قلب القاهرة بما يسمى بعيد الاستقلال الاسرائيلى بالقرب من ميدان التحرير، ومن الاسراع بتأييد ومباركة الاتفاقات الاسرائيلية الاماراتية والبحرينية وصفقة القرن، ومن الحرص الرسمى فى كل التصريحات والمناسبات الرسمية المصرية على عدم جرح مشاعر (الاسرائيليين) او الاساءة اليهم بأى شكل من الأشكال، بما في ذلك ذكرى حرب اكتوبر لتحرير الارض التى احتلتها (اسرائيل)...الخ

نقول ليس من المقبول بعد كل ذلك، الا ترد (اسرائيل) الجميل ولو بأقل القليل، فتحرص على التزام الأدب وتجنب ترديد مثل هذه التصريحات والاكاذيب الوقحة.

*****

7 أكتوبر 2020