بحث فى المدونة

الاثنين، 29 أغسطس 2022

الاستعباد الاقتصادي فى صورة فوتوغرافية

حين تعبر صورة فتوغرافية اصدق تعبير عن الاستعباد الاقتصادى لشعوب العالم الثالث، الذى تقوم به القوى الراسمالية العالمية عبر مؤسسات الاقراض الدولى.

***

يصف "جوزيف ستيغلتز" فى كتابه "خيبات العولمة" هذا المشهد الذى عاصره حين كان فيه نائبا لرئيس البنك الدولى فيقول:

((يمكن لصورة ان تعادل آلاف الكلمات، وصورة واحدة التقطت فى عام 1998 ظهرت عبر العالم وانحفرت فى عقول الملايين، ولا سيما اولئك فى المستعمرات السابقة: ميشيل كامديسوس michel camdessus مدير صندوق النقد...، بيروقراطى سابق فى الخزينة الفرنسية...، قصير وحسن الهندام، يقف بوجه صارم متصالب الذراعين امام الرئيس الاندونيسى الجالس باذلال. أُكره الرئيس المنحوس، فى الواقع، على تسليم السيادة الاقتصادية لبلده لصندوق النقد مقابل ما تحتاجه بلاده من مساعدات. لم تستخدم معظم الأموال، لسخرية الامر، لمساعدة الشعب الاندونيسى، بل لتقديم كفالة لدائنى القطاع الخاص من القوى الاستعمارية.))

كان احتفالا رسميا لتوقيع رسالة تفاهم، املاها صندوق النقد على السلطات الاندونسية، مع تقديم المشهد واظهاره وكأن الحكومة هى التى قدمت رسالة حسن نوايا عن طيب خاطر. (من كتاب المال ضد الشعوب ـ ايريك توسان)

***

هكذا يفعلون معنا فى مصر وتونس والأردن وباقى بلدان العالم الفقيرة.

الاستسلام والانحناء والخضوع واحد، سواء فى اندونسيا او فى بلادنا. تتغير الوجوه والحكومات ويتغير الرؤساء والملوك، ولكن فلسفة وأسس وأدوات وضغوط الاستعباد المالى والاقتصادى واحدة، والروشتات والتعليمات وخطابات النوايا واحدة، والنتائج الكارثية واحدة:

تبعية كاملة، قروض وديون لا تنتهي، نهب خارجى للموارد، استئثار طبقى للثروات، تفشى الفقر، ضرب الصناعات الوطنية، خصخصة الشركات العامة، ضرب العملات الوطنية، غلاء الأسعار، تدنى الاجور، انتشار البطالة، تدنى الخدمات الرئيسية. وكله فى حماية ورعاية الفساد والاستبداد السياسى.

فساد يفقرنا وينخر فى عظامنا، واستبداد يتجبر علينا ويكمم أفواهنا، بينما يرفع الرايات البيضاء أمام مؤسسات الاقراض الدولى ومن تمثله فى نادى باريس والدول الرأسمالية الاستعمارية الكبرى.

***

كم سوهارتو فى بلادنا؟

كان سوهارتو رئيسا فاسدا ومستبدا، حكم اندونسيا 32 عاما، وتسبب فى مقتل ما يقرب من مليون شخص من المعارضة وفقا لتقارير الأمم المتحدة وجماعات حقوق الانسان، وقدرت ثروته بحوالى 15 مليار دولار، وثروة اسرته بحوالى 75 مليار دولار وفقا لمجلة تايم الامريكية.

ولقد سقط سوهارتو فى 21 مايو 1998، فى ذات العام الذى وقع فيه خطاب النوايا لصندوق النقد الدولى، بعد انتفاضة شعبية عنيفة انفجرت بسبب الازمة الاقتصادية الحادة التى ضربت اندونسيا وادت الى غلاء الاسعار وانهيار العملة وتفشى البطالة وتدهور حاد فى معيشة عشرات الملايين.

*****

محمد سيف الدولة 


الخميس، 11 أغسطس 2022

فى الاعتراف باسرائيل رخصة لقتل الفلسطينيين

كلما ارتكب الاحتلال مذبحة جديدة لاهالينا فى فلسطين، خرجت الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى بتصريحات رسمية لتبارك جرائمه وتؤكد على حق (اسرائيل) فى الدفاع عن نفسها.

***

لم يعد من الممكن الاستمرار فى تحمل كل هذه الاعتداءات وجرائم الحرب والابادة، وارتقاء كل هذه الاعداد من الشهداء بما فيهم الاطفال والنساء والشيوخ، التى اصبحت روتينا صهيونيا يجرى أمام أعيننا كل يوم، كما لم يعد من المقبول الصمت على اختلال البوصلة المبدئية وغياب المنطق العلمى وانتحار البديهيات فى مواجهاتنا (لاسرائيل)، لأنه من رابع المستحيلات تحقيق أى انتصارات استراتيجية حاسمة عليها، ما لم تسحب الدول العربية والسلطة الفلسطينية اعترافها بشرعية دولتها.

***

فاذا كانت (اسرائيل) دولة مشروعة، (وهي بالطبع ليس كذلك) فان كل ما ترتكبه من اعتداءات وجرائم يمكن تبريرها من منظور ضرورات الأمن القومى الاسرائيلى.

ولذلك فان الخطاب الصهيونى والامريكى الموجه للمجتمع الدولي والرأى العام العالمى ينطلق دائما من ان ما تفعله (اسرائيل) ينخرط تحت بند الدفاع الشرعى عن الوجود وعن النفس وعن امن شعبها فى مواجهة شعوب وجماعات ارهابية لا تعترف بها ولا بشرعية وجودها وتريد ان تزيلها من الوجود.

وما زلنا نتذكر ما قاله بيريز فى مؤتمر ديفوس عام ٢٠٠٩ لتبرير مذبحة "الرصاص المصبوب" التى راح ضحيتها ١٥٠٠ شهيد فلسطينى، حين قال ((من فى دول العالم يقبل أن تطلق عليه الصواريخ من جماعات لا تعترف بوجوده وتريد ان تقضى عليه مثل التى اطلقها الإرهابيين الفلسطينيين على ارض (اسرائيل) وشعبها؟))

ويزيدون عليه فى تبريرهم لرفض الانسحاب من الضفة الغربية، ((بأن كل الاراضى التى انسحبوا منها من قبل فى لبنان عام 2000 وفى غزة عام 2005، تحولت الى قواعد للارهابيين الذين يهددون اسرائيل ويريدون القضاء عليها... فكيف تريدون منا ان ننسحب من الضفة الغربية التى تتداخل مع اراضينا ونقبل ان تتحول هى الاخرى الى قواعد عسكرية ارهابية مناهضة لنا ولوجودنا؟))

***

·       وبالتالى اذا كانت (اسرائيل) دولة مشروعة (وهى ليست كذلك) فان المقاومة الفلسطينية تستحق وصف الارهاب، بل ومعها كل الشعوب العربية التى ترفض الاعتراف بشرعيتها وتطالب بتحرير كامل التراب الفلسطينى من النهر الى البحر.

·       وكذلك سيكون قبول (اسرائيل) بعودة اللاجئين الفلسطينيين هو بمثابة انتحار بالنسبة لها، فكيف تقبل بعودة ملايين "المحتلين" العرب الى ارضها مرة اخرى بعد ان نجحت فى تحريرها وطردهم منها عام ١٩٤٨على حد ادعاءاتها الكاذبة.

·       ثم اذا كانت هذه ارض (اسرائيل) التاريخية بالفعل (وهى ليست كذلك)، فان التفرقة بين ارض ١٩٤٨ وأرض ١٩٦٧ ليس سوى هُراء من منظور العقيدة الصهيونية، ففى اساطيرهم القديمة الزائفة: حين اختص الشعب اليهودى بالأرض التى وهبها الله لابراهيم ونسله، لم يكن هناك حدود بين ما يسمى اليوم بالضفة الغربية وبين باقى ارض (اسرائيل). 

·       ليس ذلك فحسب، بل يكون تمسكهم بيهودية القدس، وفقا لذات المنطق، حقا وطنيا ودينيا وتاريخيا مقدسا بالنسبة إليهم، فالأرض ارضهم والفلسطينيون ليسوا سوى احتلال قديم دام لقرون طويلة قام خلالها بطمس هوية ومقدسات اصحاب الارض الحقيقيين من اليهود، فشيد مقدساته على أنقاض مقدساتهم؛ وبنى مسجده الأقصى على أنقاض هيكل سليمان.

·       واليوم بعد أن تحررت الارض المحتلة من الاحتلال العربى الفلسطينى (كما يدعون)، فانه قد آن الاوان لتحرير المقدسات من هذا العدوان العربى، اسلاميا كان أو مسيحيا، علي المقدسات اليهودية.

·       وهلم جرا وهكذا دواليك.

***

ان الاعتراف الفلسطينى والعربى بشرعية دولة (اسرائيل)، هو بمثابة مباركة ورخصة عربية رسمية بقتل الفلسطينيين وتصفية قادتهم، بالاضافة الى كونه عملية انتحارية كبرى، تترتب عليها "عواقب مدمرة" وآثارا كارثية لا تنتهى.

·       فالاحتلال الصهيونى لفلسطين ١٩٤٨ و١٩٦٧ ورفض الانسحاب من الضفة الغربية، وبناء المستوطنات ومطاردة واستهداف الارهابيين (المقاومة) ورفض العودة الفلسطينية مع فتح ابواب الهجرات اليهودية الى الارض المحتلة، وتدمير القدرات العسكرية العربية، ونزع وتقييد سلاح الاراضى المجاورة فى دول الطوق واحتكار السلاح النووى وتحريمه على العرب، والاعتداءات المتكررة على الاقطار العربية، وضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى على الدول العربية مجتمعة الى أبد الآبدين ... الخ

·       كل ذلك وأكثر سيصبح سياسات مبررة ومشروعة لو كانت (اسرائيل) دولة طبيعية تعيش على ارض تملكها ملكية شرعية محاطة بمحيط عربى يستهدف القضاء عليها، وليست كيانا استعماريا استيطانيا احلاليا باطلا.

·       ولذلك فان المطلب والشرط الصهيوني والأمريكي الأول في أى معاهدات أو مفاوضات أو مباحثات أو تصريحات، هو الاعتراف بشرعية دولتهم، لأنهم يدركون جيدا ان الاعتراف سيضفي الشرعية على كل ما عدا ذلك من احتلال واستيطان ومذابح وجرائم حرب. 

***

·       ان النضال من أجل سحب اى اعتراف عربى او فلسطينى بشرعية دولة (اسرائيل) هو خط الدفاع الاول والرئيسى عن الشعب الفلسطينى ضد الاعتداءات والمذابح الصهيونية الجارية التى لا تتوقف.

·       كما انها الخطوة الاولى والحتمية فى كل معارك تحرير فلسطين، والا فلا أمل لنا فى تحرير شبر واحد منها.

·       وكل من يعترف بها إنما يتبنى النظرية الصهيونية ويدعم الاحتلال ومشروعه وينحاز اليه ويخدم فى صفوفه ويدعم خططه واستراتيجياته حتى لو حمل هوية عربية او فلسطينية وحتى لو احتل المراكز العليا فى دوائر حكم أى دولة عربية.

·       كما أن كل من يصر على أن يشتبك مع العدو الصهيونى فى الملفات والقضايا الفرعية بدون ان ينطلق من مبدأ "عدم الاعتراف" انما يضيع جهوده هباء، ويضلل الرأى العام العربى والفلسطينى.

·       فمعارك مثل المقاطعة ومناهضة التطبيع وحق العودة ومناهضة الاستيطان والدفاع عن المقدسات والمسجد الاقصى وفك الحصار وفتح المعبر وتدويل القضية واللجوء الى الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية الى آخره، هى معارك واجبة وضرورية، بشرط ان تنطلق من المبدأ الرئيسى القاضى ببطلان هذا الكيان المسمى بدولة (اسرائيل)، وبطلان كل القرارات التى صدرت لصالحه، وكل الآثار التى ترتبت على وجوده بدءا من وعد بلفور وصولا الى قرار ترامب بنقل السفارة والتصريحات الامريكية العنصرية الوقحة بان من حق (اسرائيل) ان تدافع عن نفسها.

***

هذا هو المنطلق المبدئي والمنهجي الصحيح الوحيد، الذى يجب ان تنطلق منه كل الاستراتيجيات والخطط وان تترجمه فى كل مواقفها اليومية ومعاركها التكتيكية وتناضل وتبدع من أجل تحويله الى انتصارات ممكنة وواقعية على الارض.

اما الإستغراق لسنوات وعقود طويلة فى مطالب ومعارك فرعية وتكتيكية أو حتى استراتيجية، لا تلتزم بالثوابت الوطنية والحقائق التاريخية وتنطلق منها، فسيكون مصيرها الحتمى هو الفشل والهزيمة والضياع.

*****

محمد سيف الدولة 

الأحد، 7 أغسطس 2022

لماذا يكره الحكام العرب .. حركات المقاومة؟

·       لأنها تحرجهم أمام شعوبهم وتطالبهم بمواقف لا يجرؤون ولا يرغبون فى اتخاذها خوفا أو تواطؤا، كما تكشف تهافت ما يروجون له منذ عقود من أنه لا قبل لنا بإسرائيل، وبأن القتال والمقاومة لا تجدى، وبأن الاعتراف بها والسلام معها هو الخيار الوحيد الممكن.

·       ولأنها تتمسك بتحرير كامل التراب الفلسطينى بينما يعيشون هم بعقدة 1967.

·       وهى ترفض الاعتراف (باسرائيل) التى اعترفوا جميعا بها سرا أو علانية.

·       كما أنها ترفض نزع سلاحها، بينما قبلوا هم فى المعاهدات التى وقعوها مع (اسرائيل) ما فرضته عليهم من شروط بنزع وتقييد القوات والاسلحة فى المناطق التى انسحبت منها.

·       ولأنهم اختاروا جميعا نهج الاحتلال والتبعية والتطبيع والاحتماء بالأمريكان والغرب، فكيف ترفض المقاومة ما قبلوه هم؟

·       فحركات المقاومة تتحداهم وتتحدى كل معاهداتهم وتحالفاتهم ومشروعاتهم المشتركة مع العدو.

·       كما أن المقاومة تكشف الوجه الارهابى العنصرى البربرى للكيان الصهيونى، الذى سالمته هذه الانظمة وطبعت معه، فتزيدهم احراجا على احراج.

·       ولأن مقاومة الاحتلال تهدد عروشهم، من حيث أن أهم مصدر لشرعياتهم لدى الامريكان ومجتمعهم الدولى، هو الحفاظ على وجود (اسرائيل) وأمنها.

·       كما تهدد امنهم ايضا الذى اصبح منذ عقود طويلة فى كفة واحدة مع امن (اسرائيل) وفقا لترتيبات الأمن الاقليمى التى وضعتها أمريكا ووزعت أدوارها.

·       كما أن الامريكان قد نجحوا على امتداد العقود الماضية فى ترويض واخضاع النظام العربى الرسمى على قاعدة الاستسلام للأقوى المعروفة باسم "الاعتدال والواقعية"، ولذا دأب الحكام العرب على اتهام المقاومة بالتطرف وعدم الواقعية وإلقاء نفسها وشعبها الى التهلكة.

·       ولأنهم حلفاء وشركاء ووكلاء للمصالح الامريكية والاوروبية الاستعمارية، الذين يرفضون الاعتراف بالمقاومة، ويصنفونها كحركات ارهابية، والوكيل لا يخرج أبدا عن تعليمات موكله.

·       ولأن التفاف الشعوب العربية حول المقاومة يضعف موقفهم أمام الأمريكان، ويكشف عجزهم عن ردع الشارع العربى، وإبعاده عن القضية الفلسطينية.

·       كما ان المقاومة تسحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية التى تؤيدها وتدعمها كافة الانظمة العربية وترضى عنها وتعترف بها أمريكا و(اسرائيل) والاتحاد الاوروبى وما يسمى بالمجتمع الدولى.

·       لأنهم وقعوا مع العدو معاهدات، تلزمهم بمطاردة المقاومة الفلسطينية، بنصوص صريحة يخفونها عن شعوبهم. فاعترافهم الباطل باسرائيل وبحقها فى الحياة آمنة داخل حدود فلسطين 1948، يترتب عليه اعتبار كل ما يهدد أمنها، ارهاب.

·       ولأن المقاومة هى الوحيدة التى توجه السلاح العربى فى الاتجاه الصحيح، فى وقت يوجهه الحكام الى معارك الاقتتال العربى/العربى والمعارك الطائفية وتصفية المعارضة.

·       ولأن المقاومة تعيد القضية الفلسطينية الى صدارة المشهد، بعد أن حاولوا تهميشها وتصفيتها بكل السبل فى العقود الماضية، وآخرها ما يسمى بصفقة القرن واتفاقات "ابراهام".

·       وهو ما يفسد ويعيق مشروعات التطبيع الاقتصادى والسياسى مع (اسرائيل) القائمة على قدم وساق.

·       لأنها تنشط وتحيى حركات المقاطعة للبضائع الامريكية والأوروبية التى تهدد مصالحهم الاقتصادية، وتتحدى الاوامر والتعليمات الامريكية.

·       لأنها تكشف استبدادهم حين يقمعون مظاهرات الغضب العربية ضد (اسرائيل).

·       وتكشف الفرق بين خوفهم من مواجهة (اسرائيل)، وبين استقوائهم على شعوبهم.

·       لأنها تكشف زيف ادعاءاتهم وشعاراتهم عن الأمة العربية والعروبة والوحدة ومركزية قضية فلسطين.

·       كما تكشف زيف الشعارات الوطنية التى يطنطنون بها ليل نهار لخداع شعوبهم وتضليلها.

·       لأنها تفضح اهدارهم وتبديدهم للثروات العربية لشراء اسلحة لا يستخدمونها بالمليارات، فى وقت يحظرون فيه السلاح عن الفلسطينيين.

·       كما تفضح مشاركتهم فى حروب الامريكان وأحلافهم، وصمتهم تجاه فلسطين.

·       لأن للمقاومة والصمود والبطولة سحر وتأثير خاص، يخشون من انتقال عدواها الى شعوبهم.

·       فنموذج حرب التحرير الشعبية الذى تقدمه المقاومة قد أثبت نجاحا وفاعلية فى مواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية، وهو النموذج الذى تخشاه الانظمة العربية، خشيتها من تسليح الجماهير المقهورة التى يمكن أن تثور عليهم.

·       لأنها تكشف زيف ادعائاتهم اليومية بوجود مؤامرات عالمية على دولهم، بينما هم يلتزمون الصمت تجاه المؤامرة الحقيقية على بلاد العرب المتمثلة فى الكيان الصهيونى.

***

وبطبيعة الحال فان السبب الأصلي، قبل ذلك وبعده، لكراهية الغالبية العظمى من الحكام العرب لفلسطين وللمقاومة، هو انهم يقبعون على رأس تلك الكيانات المسماة بالدول العربية التي أنشأها الاستعمار لحماية ترتيبات سايكس/بيكو وتجزئة الأمة العربية التي تمت بعد الحرب العالمية الأولى، والتى لا تقاتل أبدا الا دفاعا عن اراضيها وداخل حدودها، فلا شأن لها باحتلال او تهديد أى أقطار عربية أخرى، ولو تم قصفها بالسلاح النووي.

*****

محمد سيف الدولة 

السبت، 6 أغسطس 2022

حين تظاهر ميدان التحرير ضد (اسرائيل)

حين تظاهر ميدان التحرير ضد (اسرائيل)

هذا مقطع فيديو يعود الى نوفمبر 2012، حين تظاهر الاف المصريين فى ميدان التحرير امام الجامعة العربية، رفضا للعدوان الصهيونى على غزة المسمى بـعامود السحاب.

***

لم يتوقف عدونا الصهيونى عن شن الحروب والاعتداءات على اهالينا فى فلسطين.

ولكنه حين حاول ذلك ابان ثورة يناير، تصدى له الثوار، فحاصروا السفارة فى ابريل 2011 بعد اول اعتداء صهيونى على غزة بعد الثورة، واجبروه اسرائيل على ايقاف عدوانها فورا.

ثم حاصروها مرة اخرى بعد قيامها بقتل جنودنا فى سيناء فى اغسطس 2011

ثم تظاهروا بالالاف فى ميدان التحرير حين شنت عدوان عامود السحاب على غزة فى نوفمبر 2012، مما ادى مع قيامنا بسحب السفير المصرى الى اجبار العدو على ايقاف العدوان بعد ثمانية ايام من بداية العدوان، والى تقليص عدد الضحايا الى 175 شهيدا، فى حين بلغ عددهم فى عدوان 2009 ما يقرب من 1500 شهيد، وفى عدوان 2014 وصلوا الى 2000 شهيد.

وهو ما يثبت ان الشعوب العربية وفى القلب منها الشعب المصرى، قادرة على تغيير معادلة الصراع وموازين القوى على الارض 180 درجة ان هى كسرت قيودها وامتلكت حريتها وشاركت فى المواجهة.

*****

محمد سيف الدولة