بحث فى المدونة

الأربعاء، 25 فبراير 2015

مذبحة ليبيا فى زمن الاستقطاب

مذبحة ليبيا فى زمن الظلم والشك والاستقطاب
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
الموقف الفطرى الانسانى:
كان افضل تكريم لأرواح شهدائنا فى ليبيا، هو الامتناع عن اى تحليل او كلام فى السياسة، على الاقل فى الايام الاولى، فلقد كانت لحظات للصدمة والذهول و الصمت  والاستيعاب والترحم والحزن والغضب.
لم ارَ فى حياتى جريمة ابشع ولا احط من جريمة هؤلاء المجرمين المتوحشين الذين ذبحوا اهالينا فى ليبيا.
ان هؤلاء الذين ارتكبوا هذه المذبحة، لا يمكن أن يكونوا ثوارا أو ليبيين أو عربا أو مسلمين أو آدميين.
من يقتل الناس فهو مجرم، ومن يقتل أهلنا فهو عدو مجرم، ومن يقتلهم لدينهم فهو عدو مجرم طائفى وصهيونى. ومن يبرر القتل بأى ذريعة فهو شريك فى الجريمة، ومن يخفف من وحشيتها فهو عنصرى، ومن يوظف الحدث سياسيا فهو انتهازى أو منافق.
لماذا تقتل الناس؟
ولماذا تقتل المصريين؟
ولماذا الاقباط؟
ولماذا تقتلهم وهم عمال مدنيون جاؤوا الى ليبيا وراء الرزق ولقمة العيش؟
ولم يأتوا معتدين أو مقاتلين أو طامعين
وليسوا جزءا من اى طائفة ليبية تقاتلونها فى صراعكم على السلطة والنفوذ
وليسوا جزءا من نظام ليبي تعادونه ويعاديكم
او من النظام المصرى الذى تكرهونه
وليسوا عملاء للأمريكان والغرب واسرائيل
انهم مواطنون عرب فقراء عاديون، عاندتهم ظروفهم فى اقطارهم ، فسافروا بحثا عن القوت.
ولماذا تقتلهم وهم رهائن لديكم، لا حول لهم ولا قوة؟
ولماذا تقتلهم وهم عُزَّل مكبلون
ولماذا تقتلهم ذبحاً ؟
ولماذا تقتلهم على الهواء امام الكاميرات؟
وما كل هذا الهراء فى بياناتكم قبل وبعد المجزرة؟
لستم سوى جماعة بربرية صهيونية مجرمة،
ولو كان عمر المختار حيا، لبصق عليكم.
***
كان هذا هو رد الفعل الفطرى الطبيعى المتوقع فى أى مجتمع سوى، ولكن فى حالتنا فانه، وللاسف، لم يستمر الحزن على شهدائنا فى ليبيا سوى بضعة ساعات قليلة، قبل ان تجرفنا صراعاتنا واستقطاباتنا الداخلية الى قضايا وملفات اخرى بعيدا عن مأساة الجريمة والضحايا والأهالى :
1)   الاستقطاب والتوظيف السياسى:
حاول اعلام النظام توظيف المذبحة للانتصار للرواية الرسمية الكلاسيكية، بان الاسلاميين كلهم ارهابيين واشرار، لا فرق فى ذلك بين داعش والاخوان. للدفاع عن شرعيته أمام المجتمع الدولى.  وان الدولة فى خطر، وان على الجميع ان يدعمها ويدعم السيسى وأن يقف وراءه بلا تحفظ او تعقيب. وان اى معارضة له هى خيانة وتهديد للأمن القومى. مع الاشادة بالضربة الجوية المصرية وكأنها نصر أكتوبر جديد، مما ذكرنا بأسطورة الضربة الجوية الاولى لحسنى مبارك.
أما رافضو النظام ومعارضوه، فسرعان ما ركزوا على دور النظام فى هذه الجريمة، من اول افقار الناس ودفعهم للهجرة بحثا عن الرزق، وتعريض حياتهم للخطر بانحيازته السياسية عموما، وفى ليبياعلى وجه الخصوص، وفى تجاهله واهماله الحفاظ على حياة الضحايا منذ علم باختطافهم، وفى التذرع بالجريمة لدعم حلفائه فى ليبيا وفى قتله لعدد من المدنيين فى غارته الجوية، والتحذير من خطورة الثأر الارهابى المحتمل، على حياة وسلامة باقى العمالة المصرية هناك. ناهيك عن التحذير الدائم من أن استبداد الأنظمة العربية هو الصانع الحقيقى للارهاب فى المنطقة.
وتحت وطأة تبارى الجميع فى التوظيف السياسى الفورى للمذبحة، توقف الحديث تماما عن الشهداء.
***
2)   الظلم:
أما اهالى شهداء الاعتصامات والمظاهرات فى مصر، فتساءلوا فى عتاب وحزن، لماذا لم ينَل قتل المتظاهرين فى رابعة ونهضة وسيارة ترحيلات ابو زعبل، ذات الاهتمام والغضب والتركيز الذى نالته جريمة قتل اقباط المنيا فى ليبيا ؟ ولماذا تفرقون بين القتلة والقتلى فى مصر وبين امثالهم فى ليبيا؟
***
3)   الشك :
ذهب البعض الى ان الفيديو مزيف، وان ما شاهدناه هو مشهد سينمائى تمثيلى، وانه لا يمكن التيقن من وقوع جريمة القتل أصلا أو وقوعها بهذه الوحشية، وطالبوا بالتروى فى الغضب والحماس والإدانة ورد الفعل.
وذهب آخرون الى ان وراءها اجهزة استخبارية عالمية لتوريط مصر فى ليبيا،
وذهب الخيال بالبعض من ناحية أخرى الى انها عملية مخابراتية حفترية لتبرير التدخل المصرى فى ليبيا،
وحكايات وتحليلات أخرى كثيرة، تعكس حالة الشك العميق التى تضرب المجتمع بسبب حجم الاكاذيب التى نسمعها كل يوم.
ولكن كل هذه الشكوك على ضعف وتهافت بعضها، لا تفيد شيئا ما لم تقدم دلائل على ما تدعيه. و اياً كانت الجهات المنفذة ودوافعها ومخططاتها وحقيقة جريمتها، فانه لا يخفف من وقع هذه الجريمة البربرية.
وبمعنى آخر، اننا ندين الجريمة ايا كان مرتكبها، وندين القاتل ونعاديه كائنا من كان، أما من فعلها ولماذا فهذا موضوع آخر يأتى فى المرتبة الثانية.
***
4)   الأمن القومى والكرامة الوطنية :
لا يمكن لأى دولة فى العالم، أياً كانت طبيعة نظامها، وسواء كان من الاخيار او من الاشرار، وحتى لو كان متهما بقتله الآلاف فى المظاهرات والمباريات الرياضية، ان يصمت امام الاعتداء على المصريين فى ليبيا والفرافرة وسيناء، فلابد ان يرد بقوة، دفاعا عن دولته ونظامه وحفاظا على شرعيته امام انصاره ومواطنيه. هكذا فعل وهكذا سيفعل اى نظام آخر فى مصر او فى العالم.
نستطيع ان نناقش ونختلف فى الاستراتيجيات والتحالفات والتوقيتات والضمانات والحسابات وفى الضمائر والنوايا والمصداقيات، ولكن ليس فى الحق فى رد العدوان او فى الثأر منه. مع الاعتراف بأننا جميعا تنقصنا المعلومات والحقائق الكاملة التى تؤهلنا لتكوين لرأى قاطع فيما حدث.
***
5)   الطائفية:
اخترقت حالة الحزن والغضب العامة، بعض الاصوات الشاذة القليلة التى حاولت على استحياء التلميح الى حركة التبشير المسيحى فى ليبيا. وهو ما لم تدعيه بيانات داعش نفسها.
او محاولات أخرى تشير الى موقف قيادات الكنيسة الداعم لقتل المتظاهرين فى رابعة والنهضة، ومباركتها لاجتثاث التيار الاسلامى. متجاهلين ان كل مؤسسات الدولة العميقة اشتركت فى هذا الموقف، وكان الازهر قبل الكنيسة فى ذلك. ثم ما علاقة الشهداء بالمواقف السياسية لقادة كنيستهم. وكيف نأخذهم بجريرتها؟
وهناك آراء أخرى تعاطفت مع الضحايا ولكنها تحفظت على توصيفهم بالشهداء، وكأن الشهادة والاستشهاد تقتصر على المسلمين فقط !!
وكان من المشاهد الملفتة فى ذات السياق، هو تقديم كبار رجال الدولة العزاء للكنيسة وليس لأهالى الشهداء، وكأن هويتهم المسيحية تأتى قبل الهوية المصرية، رغم ان اجراء مماثل لا يتم مع الازهر حين يسقط لنا شهداء من المصريين المسلمين.
***
6)   التحالفات والصراعات الاقليمة :
أيد البرلمان الليبى الضربة الجوية، بينما رفضها المؤتمر الوطنى الذى أدان الاعتداء على السيادة الليبية وقتل المدنيين، وشكك فى صحة فيديو المذبحة. وله فى ذلك ألف حق ولكن بشروط، أهمها أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة المصريين هناك. وان يدين ما سبق من استدعاء الناتو للتدخل فى ليبيا من قبل. وان ينهى حالة انقسام السيادة فى ليبيا.
ثم أخطأت مصر بسعيها الى تدويل القضية، وما أدراك ما هو التدويل، حين طالبت مجلس الامن بتدخل عسكرى دولى لصالح بنى غازى، ورفع الحظر عن تسليحها، بينما تمسكت طرابلس وحلفاؤها فى الخارج بالحل السياسى الدولى أيضا، وما تبع ذلك من ادانة قطرية للضربات الجوية.
وبسرعة البرق، خفضت الجزيرة من تركيزها على ضحايا المذبحة الـ 21 ، وانتقلت للتركيز على المدنيين الليبيين السبعة، وهو ما لم تفعله أبدا مع الضربات الجوية الامريكية المماثلة، ثم جاء رد الفعل المصرى بادانة قطر، ثم بيان مجلس التعاون الخليجى للدفاع عنها، وترحيب البعض من المعارضة المصرية به، رغم ان من يقاوم التبعية والاستبداد فى مصر، لا يمكن ان يقف فى كفة واحدة مع دول الخليج فى اى موقف، وهم منبع التبعية والاستبداد فى الوطن العربى.
وتحتدم الاشتباكات السياسية والاعلامية، لتنزوى تماما المأساة الرئيسة لشهداء المذبحة.
***
7)   التحالف الدولى فى مواجهة داعش :
لا صوت يعلو فوق صوت التحالف الدولى لمكافحة الارهاب. والظاهر أن المشاركة ليست خيارا حرا، بل يبدو انها مشاركة بالاكراه، ووراءها قوة اقناع فولاذية.
 هكذا يبدو المشهد من اول شارلى ابدو، واعدام الصحفيين اليابانيين، وحرق الكساسبة، ومذبحة ليبيا وعملية درنة، وقتل اربعة من الحرس الوطنى التونسى.
ان رسائل داعش الدموية، لغز كبير فى اهدافها وغاياتها، فهى تبدو وكانها تحرض العالم عن قصد ضده نفسها. وكأنها توجه دعوة الى الجميع ان تعالوا الى منطقتنا لتقاتلونا و تقتلونا. تعالوا الى العراق وسوريا وليبيا ومصر،ولا تترددوا فنحن نستحق القتل لاننا اشرار وخطرين جدا جدا !!
والله أعلم.
***
وفى الختام وعلى سبيل المثال وكمحاولة للفهم والتحليل، فان اى مقارنة بين رد فعل المجتمع الفرنسى وبيننا فى مواجهة مثل هذه الاعتداءات الارهابية، يكشف حجم المأساة والاضطراب التى يعيشها مجتمعنا اليوم بسبب القهر والاستبداد، وهى حالة لم يعد يحتملها أحد، ولم يعد بالإمكان الاستمرار فيها.
*****




الثلاثاء، 24 فبراير 2015

الاستهبال الدولى

الاستهبال الدولى
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

((انتم اخطر منطقة فى العالم، انتم منبع اكثر الافكار والجماعات تطرفا. انتم مصدر اخطر العصابات الإرهابية. انتم تهددوننا جميعا. نحن نعلم ان بينكم معتدلين. ولكنهم لا يبذلون جهودا كافية لمقاومة التطرف والمتطرفين والارهاب والارهابيين. ولذا سوف نأتى اليكم بأنفسنا لكى نقضى على هؤلاء الاشرار))
***
هذه هى خلاصة الرسالة التى وجهها اوباما وحلفاؤه هذا الاسبوع فى مجلس الامن وفى قمة واشنطن لمكافحة التطرف والارهاب، وهى ذات الرسائل التى تصدرت المشهد منذ سقوط الموصل فى ايدى "داعش" فى صيف 2014. والتى أصبحت منذ ذلك الحين هى الخطاب الرسمى الموحد للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبى ومعهم الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وكافة الانظمة العربية بالإضافة الى اسرائيل وتركيا وايران.
الجميع يتبارون فى التأكيد على عضويتهم فى نادى مكافحة التطرف والإرهاب العربى الاسلامى امام الكاميرات، بينما يعملون فى الكواليس على توظيف الاحداث والحملة الدولية، للتخديم على مصالحهم وأجنداتهم الخاصة. وعلى رأسهم نتنياهو الذى وجدها فرصة للضرب فى المقاومة الفلسطينية وتشبيهها بداعش، وتأسيس تحالفات مع دول عربية كبرى فى مواجهة الاسلام الراديكالى المتطرف الذى يمثل عدوا مشتركا للعرب وإسرائيل.
والبعض الآخر ذهب بعيدا فى التماهى مع الاتهام الامريكى الغربى، وتمادى فيه الى الدرجة التى عمم فيها الهجوم ليشمل جموع المسلمين فى العالم، مثل عبد الفتاح السيسى، فى خطابه الشهير فى الازهر بمناسبة المولد النبوى الشريف.
وهذا الخطاب التحريضى الامريكى/الدولى ليس جديدا علينا، فهو ذاته خطاب جورج بوش بعد سبتمبر 2001، ضد كل ما هو عربى او اسلامى، لتبرير غزوه لأفغانستان والعراق، وإعادة تشكيل عالم ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتى. وهو الخطاب الذى يتم استدعاءه وتحديثه حسب الطلب والمصلحة.
***
ولقد حاول أوباما أن يغلف خطابه الأخير، بعبارات من الغزل للرأى العام الاسلامى، فكرر اكثر من مرة، ان المشكلة ليست فى الاسلام، وان غالبية المسلمين "طيبون و أخيار"، وان التطرف هو نتاج لعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية كثيرة كالفقر والاستبداد، وان هدف الولايات المتحدة الوحيد فى حملتها فى هو انقاذ المنطقة والعالم من هذا الشر المبين.
***
وهنا تتجلى حقيقة النفاق أو "الاستهبال" الامريكى والدولى المزمنة فى اوضح صورها، فهم ينتقون ما يناسبهم من اسباب للتطرف، ويطمسون الاسباب الحقيقية له؛ مثل الغزو الامريكى للعراق وافغانستان، وجبروت القوة العسكرية والنووية التى لا يمكن أن يقبلها الأحرار من البشر أو الأمم.
ورعايتهم ودعمهم للكيان الصهيونى واغتصاب كامل الارض الفلسطينية، وتغطيتهم ومباركتهم لمذابحه التى لا تتوقف، وآخرها العدوان الأخير على غزة.
ودورهم فى هزيمة 1967 وسرقة النصر فى 1973 وإكراه أنظمتنا على التنازل عن فلسطين فى كامب ديفيد واسلو ووادى عربة. وعن ظلم الامم المتحدة وانحيازها ضد الحقوق العربية على مر العقود.
لم يتحدثوا عن قرنين من الاستعمار الغربى المتواصل، وعن العنصرية والاستعباد وصناعة التخلف.  وتصديهم لإجهاض كل مشروعات التحرر والاستقلال والنهضة والوحدة. أو عن الهيمنة الحديثة ونهب الثروات ودعم الانظمة الحاكمة التابعة المستبدة الفاسدة. وحماية العائلات المالكة الخليجية.
أو عن تخريب الاقتصاديات الوطنية بمؤسسات الاقراض الدولية وإغراق الاسواق العربية بالمنتجات الغربية، وضرب الصناعات الوطنية والتركيع الاقتصادى ان لزم الأمر. وعن صناعة واستقطاب طبقات رأسمالية عربية وكيلة وتابعة.
 لم يتحدثوا عن دورهم فى تحويل الصراع العربى الصهيونى الى صراع عربى عربى. ومخططات التقسيم عبر تفجير الصراعات الطائفية والحروب الاهلية بالدعم والتمويل والتسليح والتدريب والتدخل والحظر الجوى والعقوبات الاقتصادية والتحالفات و القرارات الدولية.
لم يتحدثوا عن الاعلام الغربى المضلل المزيف المنحاز. أو عن عنصريتهم الثقافية والحضارية. و معاداتهم لكل ثقافات الشعوب الأخرى، ومحاولة القضاء عليها وتخريبها او تفريغها من اهم مبادئها وقيمها وإعادة تشكيلها من اجل خلق احتياجات استهلاكية كاذبة تتواءم مع متطلبات أسواقهم وتجارتهم واستثماراتهم. أو لصناعة مجتمعات بشرية مهزومة وخاضعة يمكن السيطرة عليها وتوجيهها. لا قدسية عندهم لاى حضارة او دين او عادات او تقاليد.
لم يتحدثوا عن محاولات اجهاض او احتواء او اختراق الثورات العربية، غير عابئين بالآلاف المؤلفة من الضحايا من القتلى والمعتقلين الذين أفنوا حياتهم من اجل تحقيق الحلم العربى القديم فى الحرية والكرامة والاستقلال.
وغيره الكثير والكثير.
***
ثم بعد كل ذلك يتهمونا بالتطرف، لو قاومناهم و رفضنا الخضوع لجبروتهم !
ان التطرف فى مواجهة الاحتلال والغزو والتقسيم والنهب والهزيمة والاستسلام والعنصرية والاستلاب الحضارى، هو رد الفعل الانسانى السوى الطبيعى الوحيد.
اما الارهاب بمعناه الحقيقى وليس بالمعنى الامريكى/الصهيونى، فنحن لم نره ونعيشه سوى على ايديكم وعلى ايدى ميليشياتكم المشبوهة التى زرعتوها فى اوطاننا.
***
وفى الختام، يجب الانتباه الى انه رغم كل شئ فان لدينا فرصة مواتية للرد والتصحيح، فهم يحشدون ويحتشدون فى كل مكان لتقييمنا ومحاكمتنا تمهيدا لمزيد من الانقضاض علينا، واستطاعوا بالفعل ان يوجهوا كل انظار العالم نحونا، وكأننا أصبحنا مشكلة البشرية الوحيدة، وقد يمثل ذلك ظرفا مناسبا لكى نكشف زيف اداعائاتهم، ونطرح الرواية الحقيقية لما فعلوه فى بلادنا.
*****


الخميس، 19 فبراير 2015

كل هذه الكراهية !

كل هذه الكراهية !
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
كيف يمكن لاى انسان ان يطاوعه قلبه على قتل ضياء و يسر و رزان، هذا الشباب الصغير الجميل المسالم، الذي تتسم ملامحه بكل هذه السماحة والبراءة والطفولة؟ كيف يمكن ان تعميه الكراهية الى هذا الحد؟
ربما يكون لدينا نحن، ألف سبب لكراهية الغرب، الذى استعمرنا وتعالى علينا لما يزيد عن قرنين، ولكن ما هى اسبابهم لكراهيتنا كل هذه الكره؟
لا يعقل ان تتسبب وقائع متفرقة ونادرة مثل "شارلى ابدو" ومثيلاتها، فى زرع كل هذه الكراهية ضد مئات الملايين من العرب والمسلمين على مستوى العالم، وإنما لابد أن يكمن وراء ذلك، خطاب كراهية منهجى وموجه، من القوى الفاعلة فى الغرب بمؤسساتها الحاكمة ومنابرها الاعلامية ومصالحها الاقتصادية وهويتها الثقافية وانحيازاتها الصهيونية.
فرغم انهم يدَّعون طول الوقت، ان حملاتهم تستهدف المتطرفين والإرهابيين فقط، الا ان الحقيقة هى انهم فى أعماقهم لا يفرقون بين الاسلام والإرهاب، ويضعوهما معا فى كفة واحدة.
والرأى العام فى الغرب، ليس لديه الوقت أو الرغبة أو الاهتمام أو الثقافة او الوعى، الذى يحفزه على البحث والدراسة والتحليل للتفرقة والتمييز بين الحقائق والأكاذيب فيما يتلقاه من خطابات سياسية واعلامية، فنحن لديهم سواء، تماما مثلما يحدث عندنا حين ينظر كثيرون منا للغرب على انه شيئا واحدا.
وفيما يلى بعض المقتطفات المختارة والمشهورة من "خطاب الكراهية" المتداول فى المجتمعات الغربية، والذى يشكل المرجعية والوعى الظاهر او الباطن لدى مرتكبى اعمال القتل والإرهاب والاعتداء على مواطنينا هناك.
***
مقتطفات من اقوال المتهم الألمانى "اليكس فينز" فى التحقيقات، التى خضع لها عام 2008، بشأن سب مروة الشربينى:
((الكل يعلم أن الإسلام دين خطير، ومجنون ويعتقد أتباعه أن "غير الإسلاميين" ليسوا ببشر حقيقيين، وأنه يجب إما إبادتهم أو إقناعهم بدخول الإسلام ...
 ان الإسلاميين المقيمين بألمانيا، لا يريدون قبول البلد وثقافتها كما هى فقط، بل يريدون بكل جهد وإصرار تغييرها، وفقا لذوقهم وتخيلاتهم الدينية المجنونة بدلا من أن يتأقلموا على البلد..
لابد أن تتفهموا، لماذا أرى المسلمين أعداء، وأحاول بقدر المستطاع ألا يكون لى أى اتصال بهم، وإذا حاولوا الاقتراب منى، رغم تحذيرى لهم، أصبح بسرعة عصبيا، لأنه لا أحد فى العالم يستطيع أن يأمرنى، بأن أتحمل العدو بقربى..
فى بادئ الأمر لم أرد أى تصادم مع هذه الإسلامية، ولكنها كانت مُصرة، وهذا يثبت مرة أخرى أنها ـ مثلها مثل الإسلاميين الآخرين ـ بلهاء تماما.
ولكى أقول الحقيقة فيجب علىَّ القول إن جنون الإسلاميين ليس نابعا فقط من الديانة، ولكنه ناتج فى المقام الأول من العرق نفسه، وإلا كانت ثقافتهم تطورت بأسلوب آخر.. 
قمتم بتوجيه التهمة إلىَّ لأننى قلت إن ألمانيا "لا تحتاج إلى الإسلاميين"، أليست هذه هى الحقيقة؟
الذى يقول إن ألمانيا ستقع بدون الإسلاميين فهو بكل تأكيد إما خائن أو إسلامى..
ان هذه السيدة، التى اتهمتمونى بأننى قمت بسبها، كانت ترتدى مظاهر الخضوع التام للدين وللثقافة وللرجال و"للإله الشيطان"، لأنها ترتدى غطاء الرأس، وبهذا أهانت ألمانيا، وتاريخها وثقافتها، وبالتالى أهانتنى. أليس من الجنون أن تمنع المرأة، من أن تظهر شعرها للعامة؟ وهذا يحدث أيضا بدون رضاها. هذا هو الهدم البطىء اليومى لثقافة هذا البلد، لأن أطفالنا يرونها ويعتادون على مشهدها ويتقبلونه..
أننى ضحية لهذا الشعور الألمانى بالذنب أمام التاريخ، وضحية محاولة السياسيين غير المفهومة لإرضاء الأجانب على حساب الألمان..))
***
((الذى يتحمل مسؤولية جريمة قتل مروة الشربينى هو وسائل الاعلام وهجومها على العرب بعد 11 سبتمبر)) من دفاع "فايكو بارتل" محامى المتهم الالمانى.
***
مقتطفات من الخطاب التحريضى للمذيعة الأمريكية "جينين بيرو" فى محطة فوكس نيوز الأمريكية:
((لابد أن نقتلهم، لابد أن نقتلهم، هؤلاء المسلمين الارهابيين الراديكاليين الذين يريدون قتلنا..      
المسلمين المتطرفين حرصوا على قتلنا. أنت في خطر وأنا في خطر. نحن في حرب وهذا لن يتوقف أبدا..
أوقفوا هذا الهراء من المفاوضات معهم. لايمكن التفاوض. لايمكن التوسط. لايمكن المساومة. لايمكن حتى استخدام العقل مع هؤلاء..
هناك حملة عكسية على المسيحيين لإبادتهم ..
دمر مكتب التحقيقات الفيدرالي عشرات الآلاف من الوثائق التي اعتبرها تسيء للإسلام. وكالة المخابرات المركزية تزيل كلمة "الإسلامية " قبل إرهابي ...هل نحن بلداء ؟
هم يدعون للقتل مصحوبا بـ " الله أكبر ". هذا الإستسلام ليس أكثر من استجابة جبن إلى الخوف من إرهاب المتعصبين. هذه الإستقامة السياسية ستقتلنا...
هم يمكنهم قتلنا، ولكننا لايمكن أن نؤذي مشاعرهم ؟!!
ستكون هناك جهود لوضع حدود لنا، التعديل الأول، حرية التعبير لدينا، والإمتثال لقوانين شريعة التكفير التي تدعو إلى الموت لأولئك الذين يتطاولون على النبي " محمد "...
كان رد حكومتنا على تهديد الإرهاب هو أن يكون هناك حوار ديني، في محاولة للفهم والتعاطف مع عدونا. وعندما يريدون إخراسنا، يقولون علينا إسلاموفوبيا..
هذه الجماعات الإسلامية مثل كير و أمة الإسلام في مجتمعنا، الى الدرجة التى تم دعوة المسلمين للعبادة في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن!!
نحن نضع هذه السياسة المنقطعة النظير عن الواقع تماما، والتى لا تفيد بشيء، ولكن نساعد عدونا ليدمرنا...
فلقد تم غزونا عن طريق الهجرة، و من خلال الحوار بين الأديان..
ذكر رئيس وزراء فرنسا، قبل بضع ساعات أن بلاده في حالة حرب مع " الإسلام الراديكالي. فلماذا لا يمكن لرئيسنا حتى أن يقول عبارة "الإسلام الراديكالي" أو "الإسلاميين الإرهابيين"...
لقد عانينا من هؤلاء الإرهابيين المتعصبين، وقتل الآلاف من الأبرياء على أيديهم في الهجوم على برج التجارة العالمي، تنزانيا، فورنت فورهود، و بنغازي...
هذا السرطان الإسلامي منتشر في جميع أنحاء العالم، بوكو حرام في نيجيريا، حركة الشباب في ليبيا، القاعدة و داعش، و كما يمر عبر أوروبا يتوجه في طريقه إلينا...
أجدادنا قدموا لنا كل شيء؛ ثرواتهم و أسرهم و حياتهم لتشكيل حكومة حيث كانت حرية التعبير وحرية الدين مقدستين، وهذا الإستسلام وهذا الرفض، هو إهانة لأبي وجدي ولجميع من خدموا في القوات المسلحة، الذين قاتلوا لحماية ما هو مقدس لدى كل أمريكي...
لقد حان الوقت لإنهاء هذا))
***
من حديث " مبتذل" لخبير دراسة الإسلام المتطرف، ستيف إيمرسون، في لقاء مع قناة فوكس نيوز:
((فى المملكة المتحدة توجد مدن كاملة وليس فقط بعض الأحياء، لا يستطيع غير المسلمين دخولها، مثل مدينة برمنغهام بالكامل، بل إن الأمر أسوأ من ذلك، فهناك الشرطة المسلمة والتي تقوم بالاعتداء وضرب أي شخص لا يرتدي الزي الإسلامي في المدينة..))
*****




الأربعاء، 18 فبراير 2015

المشرحة فى بلادى

المشرحة فى بلادى
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
·       الو عمى
o      ايوه مين معايا ؟
·       أنا محمود صاحب مصطفى. البقية فى حياتك يا عمى ، مصطفى استشهد النهاردة فى ستاد الدفاع الجوى وهو دلوقت فى مشرحة زينهم
o      قصدك يا محمود انه اتصاب، بتقول فى اى مستشفى؟
·       لا يا عمى، فى المشرحة...
o      ايوه ايوه، فهمت متعور وبيتعالج ، بس فى اى مستشفى؟
***
هوه ابنى موجود عندكم يا دكتور. قولولى وريحوا قلبى. والله ما هافتح بُقى، بس قولولى الحقيقة
***
قلبي اتحرق لما شوفته ميت في التلفزيون.. وكان نايم زي الورد في المشرحة ..محمد كان طيب وكل الناس بتحبه، وكان نفسي أشوفه متخرج من كليته، وهو كان نفسه يشيلني أنا وأبوه لما يتخرج ويشتغل ويعمل لنا عمرة وحج.
***
ابنى نزل من البيت على رجليه ورجعلى ميت
***
والدة الصحفي شريف الفقي من ساعة ما جت المشرحة بتصرخ بجملة واحدة "العالم كلها هنا وأصحابك كلهم هنا انت مش وسطهم ليه" وبتدور عليه فى الوشوش
***
"هالة" الله يرحمها كانت هناك بس معرفش ازاي اسمها مش موجود فى ورق المشرحة
***
لو ابنك مش فى المشرحة، هتلاقيه فى الصحرواى يا أبويا، روح دور عليه .
***
محدش يروح المشرحة دلوقتى غير اهالي الشهدا و المفقودين، كلها حكومة ومباحث عاملين كماين
***
الناس اللي رايحه عشان الجثث ابعدو عن المشرحة بسرعه، في مكروباص من غير نمر مليان مباحث طلع وهيلم كل اللي هناك
***
١٩جثة لسة داخلين المشرحة، واخواتنا واقفين هناك والحكومة بتمنع اي حد عاوز يعرف اي حاجة عن الجثث، محتاجيين محاميين يقفوا مع اهالي الشهداء
                                                                     ***
المشرحة رافضة تسلم الجثث علشان عندهم مؤتمر لوفد ألمانى. دين ابوهم اسمة اية !! اكرام الميت دفنه يا كفرة
***
لغايه دلوقتى عدد الشهداء مش معروف ناس بتقول ٤٥ و المشرحة بتقول ١٩ غير المفقودين. واحنا مش عارفين نصدق مين، اعصابنا مش متحملة وهنتجنن خلاص
***
مش لاقيهم هنا، تعرف حد في مدينة نصر يشوف المشرحة اللي هناك؟
***
دي الأسماء الي في المشرحة لغاية دلوقتي، الدم مالى البلد والدم هايطول الكل، استر يارب
***
المشرحة محتاجة اذن نيابة عشان تقول العدد
***
متصدقوش أرقام المشرحة ولا وزارة الصحة لانهم بتوع النظام، وياما خبوا جثث
***
طبعا كلنا فاكرين محمد الشافعي اللي فضل فى المشرحة حوالي 40 يوم والمشرحة بتنكر وجوده عشان مضروب بطلق ميري.. شغل "تخبية الجثث" مش جديد ع المشرحة
***
العساكر كانت بتسرق المحافظ و الموبايلات، و في جثث اترمت في الصحراوي، وفي جثث متدارية في المشرحة. اى عدد للشهداء دلوقتي مش حقيقى
***
 المشرحة اللي رفضت تكتب سبب الوفاة الحقيقي وطلعت التقارير معظمها موت بالتدافع.. ممكن تكدب عادي فى رقم الضحايا.. كلامها مش قرآن يعني
***
الداخلية تشترط إمضاء أهالي الشهداء علي تقارير بوفاة ذويهم نتيجة التدافع لاستلام جثثهم
***
المشرحة تطالب أقارب قتلى "الأولتراس" بالتوقيع على وفاتهم "مختنقين"
***
ابنى مضروب طلقتين في الصدر، أنا شفته، لكن الدكاترة فى المشرحة بيكذبوا وبيقولوا "تدافع"
***
الرجاء من كل أهالي الشهداء اللي استلموا تصاريح دفن من المشرحة وقاموا بدفن ذويهم رحمه الله عليهم، الذهاب الى نيابه مدينة نصر أو مكتب المحامي العام لنيابات شرق للحوادث فى العباسية، للحفاظ على حقوق الشهداء واثبات أنهم توفوا في المذبحه أمام ستاد الدفاع الجوي.
***
هذه صورة مجمعة للشهداء المجهولين داخل المشرحة الذين لم يتم التعرف علي هويتهم حتى الان، انشروا يمكن حد يعرفهم
***
اهالي الشهدا بيحاولوا يقتحموا المشرحة. طب معاهم "تذاكر"
***
عشرات الشباب يقفون أمام المشرحة ما بين البكاء والنحيب وعدم التصديق
***
خبط هيستيري دلوقتي على باب المشرحة ومحاولات للدخول لأخذ جثث ذويهم بدون امضاء اقرار "ماتوا في تدافع"
***
واحد منهار بيقول كان جمبي واتقتل مش قادر اعملك حاجة يا صاحبي حسبي الله ونعم الوكيل
***
حضرتك كده بتلعب عشان تقبض وعشان تتبسط وعشان تاخد بطولة تحطها فى دولابك.. إنما حكاية انك عايز تجيب الدورى للجمهور، فده عند أمك.. الجمهور فى المشرحة
***
مظاهرة، مسيرة، جامعة، تجنيد، ماتش، كل الطرق تؤدى الى المشرحة، مشرحة مصر العربية
***
وبكرة تشوفوا مصر !! بكرة تشوفوا المشرحة
***
اهله لاقوه في المشرحة بعد شهر، بالرغم من سؤالهم عنه هناك اكتر من مره
***
عبد الرحمن هشام احتجزوه في القسم وهو ينزف لحد ما مات ودلوقت في المشرحة بيضغطوا على اهله للتوقيع على إقرار الانتحار !!!
***
"دي جي" المهرجانات اللي مالوش لا في ده ولا في ده، خد طلقة في الرأس!!  وبتوع المشرحة عايزين يمشوها انتحار!
***
خال الشهيدة شيماء من امام المشرحة، كل دول حبايبك
***
المشرحة مفهاش ميه، والاهالي بتلف حوالين المشرحة عشان يدخلوا الميه لزوم الغسل.
***

محمد "ضحية الدفاع الجوي": سرقوه وهو ميت ودخل المشرحة "مجهولاً"

***

عايز واحد عاقل يفهمنى الناس دى ماتت ليه
***
يا عم احمدوا ربنا انكم عرفتم تدفنوا اولادكم، حالتكم ارحم ألف مرة من الغلابة ال مش طايليين جثامين اولادهم ال اندبحوا فى ليبيا
*****