بحث فى المدونة

الاثنين، 26 أبريل 2021

شرح مبسط لخرائط القدس المزعومة




1)   خريطة فلسطين المحتلة عام 1948 وفلسطين المحتلة عام 1967

2)   خريطة المناطق الأمنية (أ) و (ب) و (ج) في الضفة الغربية وفقا لاتفاقيات أوسلو

3)   خريطة القدس الغربية والقدس الشرقية

4)   خريطة القدس الموحدة المزعومة من (إسرائيل)

5)   خريطة القدس (الإسرائيلية) الكبرى كما يخططون لها في المستقبل

6)   خريطة تواجد الفلسطينيين والمستوطنات في القدس الشرقية

7)   خريطة للحفريات (الإسرائيلية) تحت المسجد الأقصى.

*****

محمد سيف الدولة

السبت، 24 أبريل 2021

أثر المقاومة على الكيان الصهيونى

 

أثر المقاومة على الكيان الصهيونى

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

((أهدى هذه الكلمات الى أهالينا الابطال الذين ينتفضون اليوم فى فلسطين ضد قوات الاحتلال دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى.))

***

مهاجرون من اسرائيل، جنود صهاينة، محللون اسرائيليون، كتاب وأدباء عالميون، يهود غير صهاينة، كل هؤلاء وغيرهم قدموا شهاداتهم على امتداد سنوات طويلة عن طبيعة (اسرائيل) واعتداءاتها المتكررة، وعن المقاومة الفلسطينية وآثارها على هذا الكيان الصهيونى، وكيف تؤدى الى تفككه ويأسه وهزيمته وسحب الشرعية الباطلة من تحت أقدامه. وفيما يلى بعض هذه الشهادات، كما وردت فى دراسة هامة بعنوان ((أثر الانتفاضة على الكيان الصهيونى)) للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيرى، وسنشعر ونحن نقرأها وكأنها كُتبت اليوم تعقيبا على الاعتداءات والجرائم الصهيونية الاخيرة، وتحيةً لنضال الشعب الفلسطينى الذى لم يتوقف منذ قرن من الزمان.

***

شهادة مهاجر من اسرائيل:

((لم يكن الامر هينا، لقد استغرقتنى اعوام من الانفجارات واعمال القتل، من الاحزان والآمال، من المجادلات والقلق، لكننى فى النهاية انهرت. سئمنا ان نجدهم فى كل مرة نفتح المذياع يتحدثون عن انفجارات، عن دماء، عن موت، عن جنائز. هذا هو الواقع صراحة. ولست فخورا بذلك، ولا اعتبر هذا شعارا لى ولكن من المستحيل ان تقولوا لنا عليكم ان تبقوا هنا ما دام من المستحيل ان تضمنوا لنا حياتنا. اريد ان امنح اسرتى اقصى قدر ممكن من السعادة. الجميع يعتقد انه لا مجال نتقدم نحوه .. المشكلة هى اننا على مدى السنوات الثلاث والخمسين الماضية لم ننجح فى ضمان امننا. هذا هو سبب الرحيل..الحل هو الرحيل وليس تغيير السلطة)) ـ (عاموس ساهر، مستوطن اسرائيلى قرر ان يهاجر من اسرائيل بعد انتفاضة الاقصى)

***

اليأس من القضاء على المقاومة:

((فلنتخيل ان كل الاوهام تحققت، وقبضنا على كل الارهابيين، وصادرنا كل الاسلحة، وحطمنا كل مصانع السلاح .. فهل سيكون لهذا اى تأثير؟ هل يشك أحد انه فى الصباح التالى ستظهر مصانع سلاح أخرى ستنتج المزيد من الاسلحة؟ .. هل يشك احد فى ان هناك مئات من الفلسطينيين الآخرين سيعلنون مجددا انهم على استعداد ان يشنوا هجوما على اسرائيل؟ هل نفذ خزان الانتحاريين من نابلس وقطاع غزة؟)) ـ (يوزى بنزمان - هارتز )

***

الاعتراف بالهزيمة:

((يدخل ملاكمان الحلقة: واحد منهما بطل الوزن الثقيل، والاخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع أن يقوم البطل بتسديد ضربة قاضية تقضى على غريمه الهزيل فى الجولة الاولى.

ولكن باعجوبة تنتهى الجولة الاولى، والضربة القاضية لم تسدد بعد، ثم الجولة الثانية، ويستمر نفس الوضع. وبعد الجولتين الثالثة والرابعة لا يزال خفيف الريشة واقفا، مما يعنى انه هو الرابح الحقيقى، لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، وانما لمجرد انه لا يزال واقفا ومستمرا فى الصراع مع غريمه القوى)) ـ (يورى افنيرى)

***

الاعتراف ببربرية الكيان الصهيونى ووحشيته ـ شهادة جندى صهيونى:

((كنا نتسلى بمنع عربات الاسعاف التى تحمل المرضى والجرحى من المرور. ولقد رأيت أشخاصا يموتون بسبب الفشل الكلوى والأزمة القلبية، ورأيت بعض الحوامل يقضين حتفهن اثناء الولادة، كنا نستيقظ أحيانا فى منتصف الليل ونركب دبابة مع جنود آخرين، وندخل فى المدن والقرى الفلسطينية قبل بزوغ الفجر ونمطر الاسر الفلسطينية النائمة فى منازلها بالقذائف.

وأحيانا كنا نقوم بغارات قبل الفجر ونندفع داخلين الى منازل الفدائيين لنلقى القبض عليهم او لنقتلهم امام اعين زوجاتهم وأطفالهم. واحيانا اخرى كنت اقود بلدوزر اسرائيلى لأحطم منازل وأحلام قاطنيها، وأحيانا اخرى كنت اجتث اشجارا استغرق نموها عدة اجيال، وكم كنت احب اتلاف الارض الزراعية. وكنت احيانا اطلق الرصاص الحى على المتظاهرين المسالمين. لكن اكثر الاعمال التى كنت احبها هو اطلاق النار على الاطفال الفلسطينيين الذين يتجاسرون على القاء الحجارة على. فى هذه الحالة كنت اصوب رصاصى على رؤوسهم وقلوبهم، ثم اتفاخر باننى قتلت الكثيرين وأصبت عددا اكبر بعاهات مستديمة، فقد كنت أؤمن ايمانا جازما بان حياة اسرائيلى واحد تساوى حياة الف فلسطينى. وان ابدى الفلسطينيون اى شكل من اشكال المقاومة كنا نلجأ للعقاب الجماعى!

ودعايتنا الصهيونية فى غاية الكفاءة. لقد اقنع الاسرائيليون العالم اننا نحارب دفاعا عن انفسنا ضد عدو فلسطينى لا يريد سوى ان يقذف بنا الى البحر. ولكن الاشياء ليست كما تبدو. ان العالم لا يعرف ان الاسرائيليين هم الذين يحاولون ابادة الشعب الفلسطينى. ونحن بمقدورنا ان نفعل ذلك بسهولة ويسر بسبب دعم اصدقائنا الامريكيين الذين يساعدونا بغض النظر عما نقوم به ويعطونا خمسة بليون دولار كل عام ويزودوننا بآخر الاسلحة والطائرات. نحن لا نريد السلام فنحن نريد المزيد والمزيد من الارض العربية حتى تصل امبراطوريتنا الى منتهاها......الارهاب لعبتى، والقتل اسمى، لا أشعر بأى ندم على ما فعلت لأن روحى ماتت، واعرف انه لا يوجد اى مجال لأن أنال الخلاص)) ـ (اعترافات الجندى الصهيونى عاموس)

***

اهتزاز الثقة فى المشروع الصهيونى:

هل بإمكانكم ان تأتوا بمثال واحد من التاريخ نجح فيه شعب فى السيطرة على شعب آخر لفترة طويلة؟ هل تعرفون مكانا واحدا فى العالم يعيش فيه بشر دون حقوق انسان مثل الفلسطينيين؟ ـ ابراهام يهوشع ـ يديعوت احرنوت

***

((ان الانتفاضة هى حرب التحرير التى يخوضها الشعب الفلسطينى. فالتاريخ يعلمنا ان لا توجد امة على استعداد ان تعيش تحت هيمنة شعب اخر وان حرب التحرير التى يخوضها شعب مضطهد ستنجح حتما ..

والاسرائيليون كقوة احتلال يقتلون الاطفال ويقومون بتنفيذ حكم الاعدام فى اشخاص مطلوبين دون محاكمة. لقد اقمنا الحواجز التى حولت حياة الملايين الى كابوس .. ان علما اسود يرفرف فوق افعالنا))ـ مايكل بن مائير ـ هارتس

***

((ان الفلسطينيين يعرفون ان قوتهم العسكرية اقل بأضعاف من القوة الاسرائيلية .. ولكنهم يؤمنون من الناحية الاخرى بتفوقهم السياسى والاخلاقى)) جرشون باسكين ـ المدير العام المشترك للمنظمة الاسرائيلية الفلسطينية للبحوث والمعلومات

***

ايقاظ الضمير العالمى ـ شهادة أدباء عالميين:

((استندت نظرية المجال الحيوى الصهيونية الى ان اليهود شعب بلا ارض، وان فلسطين ارض بلا شعب، هكذا قامت الدولة الاسرائيلية غير المشروعة فى 1948. فلما تبين ان هناك شعبا، وان فى فلسطين شعب يسكن فى ارضه، كان من الضرورى حتى لا تكون النظرية مخطئة ابادة الشعب الفلسطينىن وهو ما يتم بصورة منهجية منذ اكثر من خمسين عاما.

هناك بلا شك اصوات كثيرة على امتداد العالم تريد ان تعرب عن احتجاجها ضد هذه المجازر المستمرة حتى الان، لولا الخوف من اتهامها بمعاداة السامية او اعاقة الوفاق الدولى. انا لا اعرف هل هؤلاء يدركون انهم هكذا يبيعون ارواحهم فى مواجهة ابتزاز رخيص لا يجب التصدى له سوى بالاحتقار، لا احد عانى فى الحقيقة كالشعب الفلسطينى، فالى متى نظل بلا ألسنة؟

..اطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل فى القتل. سامحونى اذ قلت اننى اخجل من ارتباط اسمى بجائزة نوبل. انا اعلن عن اعجابى غير المحدود ببطولة الشعب الفلسطينى الذى يقاوم الإبادة، بالرغم من انكار القوى الاعظم او المثقفين الجبناء او وسائل الاعلام او حتى بعض العرب لوجوده)) ـ (جابريل جارثيا ماركيث الكاتب الكولومبى)

***

((لم اكن اعرف انه من الطبيعى ان يبحث طفل فلسطينى دمروا بيته عن كتبه ولعبه وسط الأنقاض، لم اكن اعرف انه من الطبيعى تماما ان تزين الرصاصات الاسرائيلية جدران المنازل الفلسطينية، ولا اعرف انه يلزم لحماية اقلية من الناس ان تصادر مزارع وان تدمر محاصيل، ولا ان توفير الامن لهذه الاقلية يقتضى احتجاز المئات عند نقاط التفتيش وحواجز الطرق قبل السماح لهم بالعودة الى منازلهم منهكين، هذا ان لم يقتلوا.. فهل هذه هى الحضارة، ايمكن ان نسمى هذه الاشياء ديمقراطية؟)) ـ (الكاتب البرتغالى ساراماجو الحائز على جائزة نوبل للادب)

***

 بيان عدد من كبار المفكرين والمثقفين اليهود الفرنسيين:

((هؤلاء الذين يبررون حق عودة اليهود الى اسرائيل تحت دعوى "حق دم" يعود لآلاف السنين يرفضون حق العودة "حق الارض" للفلسطينيين. وأصحاب المقامات الرفيعة فى الامم المتحدة تصالحوا وارتضوا الاذلال المفروض على السلطة الفلسطينية. وهؤلاء الذين يدعون ادارة العدالة الكونية يديرون رأسهم عن اعمال القتل خارج نطاق القانون، واعدام السجناء دون وجه حق وجرائم الحرب التى يرتكبها آرييل شارون.

الاسرائيليون لديهم دولة ذات سيادة وجيش وتراب وطنى، اما الفلسطينيون فهم محبوسون كالبهائم فى معسكرات منذ نصف قرن معرضين للوحشية والاذلال، ومحاصرين على ارض من الاحزان فى حجم مقاطعة فرنسية .. ان الضفة الغربية مفخخة بالطرق الاستراتيجية ومثقوبة بنحو 700 نقطة تفتيش ومحاطة بالمستوطنات.

لا يمكن المساواة بين المحتل وبين من تحتل ارضه. الانسحاب غير المشروط للجيش الاسرائيلى من الاراضى المحتلة وتفكيك المستوطنات هو مجرد تطبيق لحق معترف به شكليا من الامم المتحدة فى القرارين 242 و338 وحتى قرار مجلس الامن 1042، ومع ذلك طلب بوش ضمانات من الضحايا.

شارون يعتقل ممثليهم، وينسف بيوتهم بينما تمنع قواته سيارات الاسعاف من الوصول للجرحى))

*****

 

الأحد، 18 أبريل 2021

متى ينسحب الأمريكان من أوطاننا نحن أيضا؟

بعد احتلال دام ما يقرب من عشرين عاما (2001 ـ 2021)، أعلن الرئيس الامريكى جو بايدن انه قرر سحب القوات الامريكية من افغانستان، على ان تبدأ عملية الانسحاب بدءا من اول مايو القادم وتكتمل قبل 11 سبتمبر 2021.

ولقد برر بايدن الانسحاب بحزمة من الاسباب، لم يأتِ فيها على ذكر الحقيقة الواضحة للجميع، وهى انهم ينسحبون بسبب هزيمتهم امام المقاومة الافغانية المسلحة وعملياتها الموجعة التى اسقطت ما يقرب من 2500 قتيل امريكى وفقا لتصريحات بايدن نفسه.

لنكون بذلك امام ثانى اكبر هزيمة عسكرية تلحق بالولايات المتحدة خلال نصف القرن المنصرف، الاولى بطبيعة الحال كانت على ايدى المقاومة الفيتنامية التى اجبرتها على الانسحاب فى 15 اغسطس 1973.

فى الحالتين كانت المقاومة الوطنية المسلحة، أيا كانت مرجعيتها الايديولوجية، هى التى اجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب، قادها الشيوعيون فى فيتنام وقادتها طالبان فى افغانستان.

لم اتعرض هنا للعراق بطبيعة الحال، فقواعدهم وقواتهم وهيمنتهم لا تزال قائمة ومتغلغة هناك، رغم كل التصريحات الامريكية المتكررة منذ اوباما حتى اليوم بانسحاب قواتها من هناك.

أما ايران، فلقد نجحت فى تحرير بلادها من التبعية والنفوذ الامريكى منذ الثورة الاسلامية، لتنضم الى قائمة الدول المعادية للولايات المتحدة ككوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا.

ورغم الحصار والعقوبات القاسية التى تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها ومجتمعها الدولى على مثل هذه الدول التى يصفونها "بالمارقة"، الا انها لا تزال حية ترزق، لم تفنَ او تتبدد. ويجب ان نتذكر على الدوام تجربة الصين وأين اصبحت اليوم بعد عقود وقرون طويلة من الاحتلال والحصار والعزل.

***

ان الهدف من تناول الانسحاب الامريكى من افغانستان وامثاله، هو التاكيد على ان الولايات المتحدة الامريكية ليست ربنا، وليست قوة جبارة لا يمكن تحديها او هزيمتها، بل على العكس تماما؛ يمكن مقاومتها والانتصار عليها وكسر ارادتها واجبارها على التراجع والانسحاب.

انها حقيقة واضحة وبديهية تشمل امريكا وكل انواع الاحتلال الاجنبى الذى شاهدناه وعشنا تحت وطأته على امتداد القرنين الماضيين، الى ان نجحنا فى اعقاب الحرب العالمية الثانية فى التحرر منه واجباره على الانسحاب من اوطاننا ونلنا استقلالنا الذى طال انتظاره.

 صحيح انه استقلال لم يستمر ولم يكتمل، ولكن كان ذلك بسبب اخطائنا وخطايانا وخيانات البعض منا، ولم يكن بسبب جبروت الاحتلال وقوته التى لا تقهر.

***

كما ان اجبار العدو والمحتل على الانسحاب ليس جديدا علينا ولا يقتصر على معارك التحرر الوطنى بعد الحرب العالمية الثانية، فلقد نجحنا فى اجبار العدو الصهيونى على الانسحاب من اراضينا المحتلة فى لبنان 2000 و2006 وفى غزة 2005، وبالطبع فى مصر بعد حرب 1973 مع تحفظنا الذى لا مجال له هنا على اتفاقيات كامب ديفيد.

***

ما أحوجنا الى التأكيد على هذه الحقائق فى مواجهة:

·       ما تعيشه الامة العربية اليوم من احتلال وتبعية وأحلاف وهيمنة عسكرية واستراتيجية واقتصادية بلا حدود، وانتشار القواعد والقوات الامريكية فى كل مكان، ناهيك عن عربدة القوات الاجنبية من كل صنف ولون، مع القضاء على اى قرار عربى مستقل وتدويل كل قضايانا وتوزيع دولنا كذيول وملحقات فى احلاف ومحاور وصراعات دولية واقليمية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

·       وفى مواجهة حكام وحكومات وانظمة حكم تستمد وجودها وشرعيتها من الحماية الامريكية، التى قال عنها ترامب، انه لولاها لسقطت هذه الدول خلال اسبوع واحد.

·       وفى مواجهة اعلام عربى رسمى لا يتوانى عن تضليل الشعوب ومحاولة تزييف وعيها بالترويج للاحتلال وبث قيم اليأس والخضوع والاستسلام، تحت نظريات كاذبة وباطلة تنطلق من انه لا قبل لنا بتحدى الامريكان وان الطريق الوحيد للتقدم والنجاة هو التحالف معهم والاحتماء بهم والسير فى ركابهم، وانه لا قبل لنا بمواجهة (اسرائيل) بل علينا ان نعترف بها ونطبع ونتحالف معها.

·       وفى مواجهة عُقَد وهمية استقرت وترسخت فى عقل ووجدان صناع القرار الرسمى العربى لعقود طويلة، مثل عقدة 1967 وعقدة ما حدث للعراق وصدام حسين 1991 ـ 2003 او للقذافى عام 2011 بدعم من حلف الناتو، وعقدة الرعب من عواقب التعرض للغضب والعقوبات التى تعيشه الدول التى خرجت عن طوع الامريكان.

***

فى مواجهة كل ذلك وأكثر يتوجب علينا ان نتبنى خطاب واجندات واستراتيجيات التحرر والاستقلال والمواجهة ضد قوى الاحتلال الامريكية والصهيونية واى قوات أجنبية أخرى، فلسنا اقل من شعوب العالم التى فعلتها من قبلنا ولا يجب ان نكون اقل من آبائنا واجدادنا الذين تصدوا وقادوا معارك التحرير فى ازمانهم.

***

ولا يصح ولا يليق التهرب من المواجهة بذريعة ان انظمة الوطن العربى وحكامه يحكمون شعوبهم بالحديد والنار، وانه لا حول ولا قوة للشعوب امام استبدادها وقوة بطشها.

فكذلك كان الحال فى كل البلاد التى خضعت للاحتلال، ففى افغانستان هناك مقاومة وطنية تقاتل وتضغط من اجل التحرر وانسحاب القوات الاجنبية، وفى المقابل هناك حكومة افغانية تابعة وموالية للامريكان، تستمد وجودها وبقاءها فى الحكم والسلطة منهم، وترفض انسحاب قواتهم وتصر على بقائهم.

نفس الشئ كان فى حكومة فيتنام الجنوبية التابعة للامريكان قبل سقوطها وتوحد فيتنام بعد الانسحاب الامريكى.

انه ذات المشهد المتكرر فى بلادنا منذ قديم الزمان، وما زلنا نتذكر مشهد الخديوى توفيق وهو يستدعى الانجليز لوأد الثورة العرابية وحمايته منها، وما ترتب علي ذلك من اخضاع مصر للاحتلال البريطانى لما يزيد عن 70 عاما، حكمتنا فيه اسرة محمد على تحت الحماية البريطانية.

فالاحتلال فى اى مكان يحرص دائما على صناعة سلطة خاضعة وموالية له من اهل البلاد. حتى فى فرنسا حين احتلها الالمان عام 1940 فانهم صنعوا حكومة فرنسية موالية لهم هى حكومة فيشى، التى تم محاكمة قادتها بعد التحرير.

ان وجود محميات امريكية تستبد بشعوبها وتحكمهم بالحديد والنار لا يمكن ان يكون سببا للعزوف عن خوض معارك التحرر والاستقلال، بل هو الدافع الرئيسى للاقدام عليها والانخراط فيها.

*****

محمد سيف الدولة

 

 

 

 

 

 

 

 


 

الأربعاء، 14 أبريل 2021

القتلة يكرمون قتلاهم!


ماذا يمكن أن تكون عليه مشاعرنا حين نرى العدو الصهيونى يحتفل باحياء ذكرى قتلاه الذين سقطوا اثناء مشاركتهم فى جرائم احتلال اوطاننا وابادة شعوبنا؟

فاليوم 14 ابريل ميلاديا الذى يوافق الرابع من (ايار) وفقا للتقويم العبرى، هو اليوم الذى اختاره كبيرهم "ديفيد بن جوريون" عام 1951 ليكون يوما لتكريم قتلاهم، والذى يحتفلون به كل عام ويطلقون عليه "يوم الذكرى".

ووفقا لارقامهم الرسمية المعلنة هذ العام، فإن 23 ألفا و928 جنديا ومن أفراد الأمن قد قتلوا خلال خدمتهم الفعلية منذ 1860م عندما أنشأ السكان اليهود الأوائل في البلدة القديمة في القدس أحياء جديدة للمرة الأولى خارج أسوار المدينة، بالاضافة الى 3158 مدنيا قتلوا في هجمات، بينهم 120 أجنبيا منذ 1950 بعد الحرب الإسرائيلية العربية الأولى، حسب بيانات مؤسسة التأمين الوطني المسؤولة عن التعويضات. هذا هو نص الخبر المتداول على المواقع العبرية اليوم.

***

ان سماع مثل هذا النوع من الاخبار يثير العديد من الافكار والشجون:

·      على رأسها بالطبع هو ان احتفالاتهم تجرى وتنطلق من فلسطين المحتلة؛ فهم لا يزالون هناك يحتلون ويستوطنون ويقتلون ويعيشون ويسيطرون ويحتفلون.

·      كما ان عدد قتلاهم الذى لا يتعدى 25 الف صهيونى (وفقا لاحصائيتهم) على امتداد ما يزيد عن "قرن ونصف" هو عدد شديد الضآلة اذا تم قياسه او مقارنته بالخسائر الفادحة والمآسى الكبرى التى أصابتنا منذ بدايات العدوان ونتيجة له؛ بدءا بعدد شهدائنا الذى بلغ حتى اليوم حوالى 150 الى 200 الف شهيد فلسطينى وعربى على اقل تقدير منذ 1948 وحدها، بالاضافة الى طرد وتشريد 800 ألف فلسطيني في عام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف آخرين، غالبيتهم الى الأردن، بعد حرب 1967 وما يزيد عن مليون حالة اسر واعتقال حتى اليوم...الخ

·       ولكن الخسارة الاكبر بطبيعة الحال هى خسارة الارض فى فلسطين والجولان (الى حين باذن الله)، وانكسار الارادة وضياع الاستقلال واعادة تشكيل الواقع الرسمى العربى على مقاس أمن (اسرائيل) ومصالح الولايات المتحدة.

***

ما الذى مكن 7 مليون مغتصب صهيونى وافد، من تحقيق كل هذه الهيمنة والانتصارات على امة عريقة يزيد تعدادها على 400 مليون؟

لا يصح ولا يليق التذرع بالانحياز والدعم والحماية الامريكية والدولية لدولة الكيان، لتفسير اسباب الهزيمة والاستسلام العربى الرسمى، فهناك امم وشعوب لم تنكسر ولم تسقط امام تحديات وتهديدات وموازين قوى لا تقل خطورة عن ظروفنا.

وانما علينا ان نتصدى للاجابة على السؤال الأهم على وجه الاطلاق وهو: "لماذا لم ننجح فى تحرير فلسطين وتطهير المنطقة من المشروع الصهيونى على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، رغم تغير الظروف وموازين القوى الدولية وصعود وسقوط انظمة حكم عربية من كل صنف ولون؟

وما الذى يمكن ان تقدمه وتضيفه الاجيال الجديدة من حركات المقاومة الفلسطينية والعربية، من رؤى واستراتيجيات وحلول ومعارك مختلفة ومتميزة لكى تتجنب تكرار ذات الفشل الذى طال الاباء والأجداد على امتداد أربعة اجيال كاملة؟

*****

القاهرة فى 14 ابريل 2021

 

 

الاثنين، 12 أبريل 2021

العربدة الاسرائيلية وحق الرد فى الوقت المناسب!


 قامت (اسرائيل) يوم الاحد 11 ابريل 2021 بشن عدوان الكترونى على منشأة "نطنز" النووية الايرانية، فالحقت بها أضرارا بالغة، واعلنت إيران بانها ستحتفظ لنفسها بحق الرد المناسب فى الوقت والمكان المناسب.

ليضاف عدوانا جديدا الى قوائم وسلاسل الاعتداءات الاسرائيلية التى لم تتوقف منذ تأسيس دولة الكيان.

ان (اسرائيل) كيان استعمارى باطل ليس له أو لوجوده أى شرعية من اى نوع، ولكنها مع ذلك القوة الاقليمية الوحيدة التى انتزعت لنفسها حق العربدة فى مشارق المنطقة ومغاربها بدون اى رد أو ردع او تعقيب.

فبالاضافة الى الاحتلال والمذابح وجرائم الحرب والابادة والاغتيال التى ترتكبها كل يوم فى فلسطين 1948ـ 2021، لم تتوان عن الاعتداء على كل من ترى انه يمثل خطرا عليها وعلى امنها المزعوم، من اول الاعتداء على الاراضى المصرية 1955 و1956 و1967، والاراضى السورية 1967 – 2021، واللبنانية 1978 و1982 و1996 و2006، والتونسية 1985 و1988 و2016، وقصفها للمصانع العسكرية السودانية، وتدمير المفاعل النووى العراقى 1981 واغتيال علماء الذرة المصريين والعرب وعديد من قيادات المقاومة الفلسطينية فى الخارج ... الخ. 

***

صحيح ان مصر وعديد من الدول العربية قد تصدت بقوة لهذه العربدة الصهيونية 1948 -1973، وتمكنت من ردعها وعلى الاخص فى حرب اكتوبر، قبل ان تقرر القيادة السياسية المصرية الانسحاب من مواجهة (اسرائيل) وتوقع معها معاهدة صلح وسلام وتطبيع عام 1979، لتترك الساحة ضعيفة وشبه خاليه امام التغول والهيمنة الاسرائيلية، حيث وجدت الدولة السورية نفسها بعد الانسحاب المصرى عاجزة وحدها عن تحرير الجولان المحتل او الرد على الاعتداءات التى زادت فى السنوات الاخيرة، واكتفت بسلسلة من التصريحات عن حق الرد فى الوقت المناسب!

كما استطاعت المقاومة اللبنانية عبر نضال طويل وتضحيات كبرى، ان تؤسس ميزان ردع متوازن مع العدو، جعله لا يجرؤ على تكرار عدوان 2006. وكذلك فعلت المقاومة الفلسطينية فى غزة فى السنوات العشر الماضية.

ولكن لم يتمكن اى طرف عربى او اقليمى حتى يومنا هذا وعلى امتداد العقود السبعة الماضية من ايقاف العربدة الاسرائيلية وقطع يدها العدوانية الطولى من المحيط الى الخليج.

ان بلادنا غارقة فى صراعات عربية/عربية، او عربية/ايرانية او تركية، ولكن حين يتعلق الامر بالصهاينة والامريكان، فإن الجميع يتوعد بالرد، ولكن أحدا لا يرد.

***

وفى المقابل وبالمقارنة مع العربدة الاسرائيلية، نجد دولة بحجم مصر، وبسبب أربعة عقود من التبعية وكامب ديفيد، تقف عاجزة منذ 10 سنوات هى والسودان عن التصدى للصلف الاثيوبى فى سد النهضة والمخاطر الوجودية التى يمثلها.

ولو كنا قد طبقنا النهج (الاسرائيلى) فى قواعد الردع والاشتباك، لما كان لهذا السد وجود منذ ايامه الاولى، ولكننا للاسف لم نفعل رغم ان وجودنا مشروع وحقوقنا ثابتة وقضايانا عادلة، على العكس تماما من دولة الاحتلال العدوانية والباطلة.

ولن أتعرض هنا بطبيعة الحال لتلك المحميات الامريكية التى هرول حكامها للتطبيع والتحالف مع (اسرائيل)، لارضاء السيد الامريكى حفاظا على عروشهم، والذين قال عنهم ترامب انها دول انظمة ستسقط خلال اسبوع واحد اذا رفعت امريكا الحماية عنها.

***

لقد آن الأوان على دول المنطقة وانظمتها، أن تتحرر من عقدة الخوف من (اسرائيل) ومن الرعب من الولايات المتحدة ومن مجتمعها الدولى، وأن تطلق سراح شعوبها وتسترد الثقة فيها وتعتمد عليها وتشركها فى معارك المصير، وأن تتعلم المواجهة والرد والردع. فان لم تفعل فسنسقط جميعا فى سلاسل العبودية لعقود طويلة قادمة.

*****

محمد سيف الدولة

 

 

 

 

الجمعة، 9 أبريل 2021

مصر والردة المستحيلة لما قبل الميلاد


ان الذين يتصيدون اى حدث أو مناسبة ولو كان استعراضا ناجحا نظمته الدولة للترويج عالميا للآثار والسياحة المصرية، ويحاولون توظيفها فى تضليل الشباب والاجيال الجديدة وتشكيكهم فى هويتهم الوطنية والقومية والحضارية الثابتة والمستقرة منذ قرون طويلة، سيفشلون فشلا ذريعا كما فشل الذين من قبلهم.  

·       فمنذ بدايات عصر كامب ديفيد، يدور فى مصر صراع شرس على انتماء مصر العربى وهويتها الحضارية ودورها فى التصدى للعدوين الامريكى والصهيونى.

·       أنصار كامب ديفيد واصدقاء امريكا يعادون العروبة، تحت رعاية السلطة وفى حمايتها.

·       وباقى الشعب وقواه الوطنية يدافعون عن وحدة الامة ووحدة قضاياها ومعاركها، مسلحون بالشرعية التاريخية ونصوص الدستور.

·       وهو صراع مستمر لم يتوقف لحظة، ولكنه يشتد ويحتد فى اوقات العدوان على اى طرف عربى؛ فنغضب نحن ونطالب بالتدخل والمساندة والمشاركة وقطع العلاقات وغلق السفارات والغاء المعاهدات والعودة الى الصف العربى.

·       ويصمتون هم ويتجاهلون او يتواطأون وينادون بضبط النفس والحكمة وبر الامان.

·       وفى سبيل تبرير مواقفهم المراوغة، يكذبون فيقلبون الحقائق ويزيفون التاريخ.

·       ومن اجل ذلك يوظفون اعدادا من الكتاب والمثقفين ليديروا لهم الجانب الفكرى من الصراع.

·       ومن اول هؤلاء، كان توفيق الحكيم عندما كتب عام 1978 مقالا بعنوان "مصر والحياد" طالب فيه بأن على مصر ان تقف على الحياد بين العرب و(اسرائيل) كما وقفت سويسرا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية. فمصر ليست عربية. وانضم اليه حسين فوزى ولويس عوض يؤكدون ما قاله ويتحدثون عن الغزو العربى الاسلامى لمصر، وعن مصر الفرعونية وحضارة 5000 سنة ..الخ.  وتصدى لهم احمد بهاء الدين ورجاء النقاش وآخرون. وكانت معركة شهيرة انتصر فيها فى ذلك الحين شرفاء الامة لهويتها وعروبتها.

·       وتكررت هذه الحملات مع كل عدوان على أى جزء من الامة خلال الأربعة عقود الماضية، فهم يريدون ابراء ذمتهم من اى مسئولية للدفاع عن الشعب العربى، بحجة اننا لسنا منهم، وهم ليسوا منا.

·       وأبناؤنا هم أول ضحايا لهذه الاكاذيب، فقد يصدقونها ويعتقدون بان مصر أمة قائمة بذاتها، ليس لها شأن بما يدور حولها.

·       إلى هؤلاء الأبناء الأعزاء، سأحاول ان أقدم قراءة موضوعية لتاريخ مصر الحقيقى لكى يعلموا من نحن وما هى امتنا وما هى هويتنا؟ حتى لا يضلوا الطريق.

***

وسأبدأ بالجدول التالى الذى يلخص فترات احتلال مصر قبل الفتح العربى:

·       احتل الهكسوس مصر 108 عاما متصلة من عام 1675 ق.م الى عام 1567 ق.م

·       واحتلتها قبائل ليبية 220 عاما من 950 ق.م الى 730 ق.م

·       ثم احتلتها قبائل جنوبية لمدة 95 عاما من 751 ق.م الى 656 ق.م

·       ثم احتلها الفرس 130عاما من 525 ق.م الى 404 ق.م، ومن 341 ق.م الى 332 ق.م

·       ثم جاءت عصور الاحتلال الأوروبي:

·       التى بدأت بالاسكندر والبطالمة الذين احتلوا مصر 302 عاما من 332 ق.م الى 30 ق.م

·       ثم جاء الرومان فاحتلوها 425 عاما من 30 ق.م الى 395 م

·       ثم أخذها البيزنطيون بعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية واحتلوها 247 عاما من 395 م الى 642 م

·       وما حدث مع مصر حدث مثله وأكثر مع كافة اقطار المنطقة فى تلك الأزمان.

***

من الجدول السابق يتضح لنا الآتى:

·       ان الحضارة المصرية القديمة "العظيمة" بدأت تضعف وتندثر منذ الالف الاول قبل الميلاد وبدأت مصر تدريجيا تفقد المقدرة على الاحتفاظ باستقلالها الى ان فقدته تماما ولمدة الف سنة تقريبا فى الفترة قبل الفتح الاسلامى.

·       وقبل ذلك وحتى فى فترات تحررها، كانت مصر دائما مشتبكة فى حروب ومعارك للدفاع عن وجودها وامنها وحدودها ضد الاعداء الخارجيين.

·       وكان هذا مؤشرا ودليلا ان هذه الارض الطيبة، عليها ان تبحث عن مصيرها وامنها داخل نسيج اكبر اوسع منها، يضمها هى وجيرانها الذين لم تختلف ظروفهم كثيرا، حتى تستطيع ان تتصدى للحملات العدوانية المتكررة القادمة من الضفة الأخرى من البحر الابيض المتوسط. وان تحتفظ باستقلالها بعد ان تحققه، وان تصنع نقلة نوعية حضارية جديدة قادرة على المنافسة والبقاء فى عالم اصبح شديد المراس.

·       ولكن من اين لها ذلك؟

·       جاءت الاجابة مع الفتح العربى الاسلامى الذى نجح خلال بضعة قرون قليلة فى فتح كل هذه الاقطار وتحريرها من الاحتلال الاوروبى الطويل، وتأسيس دولة امبراطورية مركزية كبرى، صهر فيها الجميع، لتخرج الى الوجود امة وليدة جديدة لسانها عربى هضمت واستوعبت كل ما كان قائما وموجودا على هذه الارض الشاسعة والممتدة، ولكنها اكثر تطورا.

·       واصبحت مصر جزءا لا يتجزأ من كل ذلك.

·       ولأول مرة تنتقل حدودها الآمنة بعيدا عنها الى اقاصى الشرق والغرب والجنوب، ولتتبوأ بسبب ذلك مكانة القلب من هذه الامة الوليدة الفتية.

·       فمصرنا القوية القائدة التى يفخر بها العرب والمسلمون وكل شعوب العالم، لم تصبح كذلك الا بسبب انتماءها الجديد الى امتها الاوسع والارحب بعد الفتح العربى الاسلامى.

·       وظهرت هذه المكانة الخاصة بوضوح فى اثناء الحروب الصليبية 1096 ــ 1291 التى انكسرت فيها قوى العدوان على ايادى جيوش عربية اسلامية تحت قيادة مصرية، وبعض التذكرة مفيد:

§       فى عام 1187 نجح صلاح الدين الايوبى، بعد ان وحد مصر وسوريا وشمال العراق، فى ان يحرر القدس وعكا ويافا وصيدا وبيروت وعسقلان.

§       بين اعوام 1217 و1221 فشلت الحملة الصليبية الخامسة فى احتلال مصر.

§       فى عام 1244 نجح الصالح ايوب حاكم مصر وبجيش عربى فى تحرير القدس مرة اخرى بعد ان كان قد اعيد احتلالها فى عهد السلطان الكامل عام 1228.

§       فى عام 1250 فشلت الحملة الصليبية الأخيرة بقيادة لويس التاسع فى احتلال مصر وتم اسر الملك الفرنسي.

§       فى عام 1261 نجح قطز حاكم مصر وبقيادة جيش عربى فى هزيمة التتار فى معركة عين جالوت بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية عام 1258.

§       فى عام 1286 حرر السلطان بيبرس حاكم مصر انطاكية والكرك وقيسارية وارسوف ويافا.

§       فى عام 1289 استولى السلطان قلاوون حاكم مصر على امارة طرابلس واللاذقية

§       فى عام 1291 حرر السلطان الاشرف خليل بن قلاوون حاكم مصر صور وحيفا وبيروت وعكا  لتتحرر بذلك آخر إمارة صليبية.

***

هذا هو مختصر دروس التاريخ عن مصر والفتح الاسلامى والامة العربية والعدوان الاجنبى. وهى دروس وعاها جيدا قادة العدوان الغربى الحديث منذ قرنين من الزمان، وتحركوا على هديها ولا يزالون .

 

§       فها هو نابليون وهو بصدد السعى لضرب المصالح البريطانية فى الشرق، يختار مصر ليبدأ بها ويحاول احتلالها عام 1798.  وتفشل محاولته بسبب المقاومة الوطنية وبسبب عدم سماح الانجليز له بذلك، وضربهم لاسطوله فى الاسكندرية.

§       ثم تتأكد هذه المكانة ثانية على يد محمد على حاكم مصر، الذى حاول تجديد شباب الامة بتاسيس دولة فتية جديدة تخلف الدولة العثمانية وتضم الحجاز والشام والسودان، فتجتمع الدول الغربية وتحاربه وتنتصر عليه وتوقع معه " معاهدة كامب ديفيد الاولى " المشهورة باسم معاهدة لندن عام 1840، و التى سيسمحون له فيها بحكم مصر وتوريثها لذريته بشرط عدم الخروج الى العالمين العربى والاسلامى والانعزال عنهما تماما.

§       وبعد عزل مصر محمد على، تم احتلال معظم الاقطار العربية، ثم العودة الى مصر ذاتها لاحتلالها عام 1882.

§       وكانت هذه هى باكورة مشروعات تقسيم وتجزئة الامة العربية التى اكتملت فى ترتيبات الحرب العالمية الاولى بمعاهدة سايكس بيكو وصكوك الانتداب الانجليزية الفرنسية الايطالية على اقطارنا. وتوطدت بزرع الكيان الصهيونى. وهى الترتيبات التى لم ننجح حتى الآن من التحرر من آثارها.

§       ومع بدية حركات التحرر الوطنى بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الامة العربية تستعيد ادراكها ووعيها بهويتها، فتحررت معظم الاقطار ما عدا فلسطين. وتم تأسيس جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى، وتضامن العرب فى حروب 1948 و1956 و1967 و1973 والتفوا معا حول قضية مركزية هى قضية فلسطين. وتوحدوا ضد العدو الصهيونى وانشأوا اتفافية الدفاع العربى المشترك ..الى آخره .

§       ولكن هذه الصحوة المؤقتة والناقصة سرعان ما ضربت مع انسحاب مصر من ميدان المعركة وانعزالها وعزلها عن امتها العربية بعد حرب 1973 بموجب اتفاقيات السلام المصرية الاسرائيلية المشهورة باسم كامب ديفيد.

§       وبانسحاب مصر توالت الهزائم العربية: فطُرِّدت قوات المقاومة الفلسطينية من لبنان عام 1982، واعترفت قيادتهم باسرائيل، وتنازلت عن 78 % من فلسطين عام 1993، وعجزت باقى دول الطوق العربية عن مواجهة (اسرائيل) بدون مصر، وانتقل الصراع ضد الصهاينة الى صراع عربى ــ عربى، واحتلت امريكا العراق 2003، وتغولت (اسرائيل) وتكررت اعتداءتها على لبنان وسوريا وابتلعت واستوطنت مزيد من الارض الفلسطينية. ونشطت مشاريع التفتيت فى السودان ولبنان والعراق.

§       وانتقل الضعف الى مصر ذاتها وتراجع دورها الإقليمي، وفقدت ارادتها الوطنية، وسقطت فى التبعية للولايات المتحدة الامريكية.

***

انه نفس الدرس التاريخى القديم الجديد، ان انعزلت مصرعن الامتين العربية والاسلامية، يضعف الجميع وينتصر الأعداء، وتحتل الأوطان.

ان عزل مصر هو هدف دائم لأعداء الامة، وهو عودة فاشلة ومستحيلة الى عصور ما قبل الميلاد، عصور ما قبل الفتح العربى الاسلامى، عصور ظلت مصر خلالها محتلة ألف عاما متصلة.

((الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها)) من نص المادة الاولى فى الدستور المصرى.

*****

محمد سيف الدولة