بحث فى المدونة

الأحد، 31 أكتوبر 2010

للعبرة ، حكاية البرلمان مع كامب ديفيد

" للعبرة "

حكاية البرلمان مع كامب ديفيد




محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com





حكاية مجلس الشعب مع المعاهدة المصرية الإسرائيلية ، هى نموذج كاشف لما يفعلونه بنا منذ ثلاثة عقود و يزيد . نوردها هنا كعبرة لكل من يعتبر . فالبرلمان مؤسسة بالغة الخطورة ، لا يجوز على أي وجه أن نتركها فى يد العابثين .


* * *

قلبت كامب ديفيد حياتنا رأسا على عقب


خطفونا من أمتنا وباعونا للأمريكان


وجعلوا من عدونا الصهيوني ، قطر شقيق


وقبل أن نستوعب الموقف ، كانت الطبخة قد استوت ، والمؤامرة قد اكتملت ، والإجراءات قد استوفيت .


وعلى رأس هذه الإجراءات ، أتت موافقة مجلس الشعب على المعاهدة المشئومة .


و فى معظم برلمانات العالم تأخذ مثل هذه القضايا المصيرية جهودا شاقا ومناقشات حامية و حقيقية ، وتصويتا صادقا قد ينتهى بالقبول او الرفض .


أما فى مصر وبسبب التزوير فكل شىء مضمون وسهل ، فيمكن ان تباع مصر كلها فى غمضة عين بمباركة مجلس الشعب وموافقته .


والى حضاراتكم القصة الكاملة كما حدثت منذ 31 عاما :


* * *

الحكاية :


• 26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن


• 4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق .


• 5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقريرعنها


• فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست و اطلعت على 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، وفيها ما ينص على نزع سلاح ثلثى سيناء .


• 8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق .


• 9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب برئاسة سيد مرعى لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة و قرر إعطاء 10 دقائق فقط لكل متحدث من الأعضاء .


• 10/4/1979 أغلق باب المناقشة بعد إعطاء الكلمة لـ 30عضو فقط


• 10/4/1979 وفى نفس الجلسة اخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته :


 329 عضو موافق


 15 عضو معترض


 واحد امتنع


 13 تغيبوا


• 11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب ، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية وعلى حل المجلس وعلى عشرة موضوعات مختلفة خبطة واحدة .


• 19/4/1979 تم استفتاء الشعب على المعاهدة بدون أن تنشر وثائقها ، وبدون أن يتعرف على خباياها .


• 20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء كانت كما يلى :


 وافق الشعب على المعاهدة التى لم يقرأها ولم يتعرف على بنودها .


 ووافق فى نفس الوقت على حل مجلس الشعب الذي كان قد وافق هو الآخر على ذات المعاهدة .


 وجاءت نسبة الموافقة 99,5 %


• و منذ تلك اللحظة ، أصبحت مصر ملتزمة رسميا بالمعاهدة .


* * *

مر على هذه الأحداث ، أكثر من ثلاثين عاما


ناضلت خلالها ، ولا تزال ، كل قوى مصر الوطنية ضد هذه المعاهدة وضد قيودها وآثارها ، وطالبت بإلغاءها او بتجميدها او بتعديلها .


وبذلت فى سبيل ذلك جهودا هائلة ، ودفعت أثمانا فادحة .


ولكن بلا طائل ، فالمعاهدة باقية و مُفَعَّلة على قدم وساق .


وبالطبع لم يعد أحد يتذكر الآن تزوير انتخابات 1976 ولا استفتاء 1979 وبطلان كل منهما .


ولم يعد أحد يطرح بطلان المعاهدة لفساد الإجراءات وتزويرها .


فالأمر الواقع الحالي إنها معاهدة صحيحة ومشروعة ، ومصدق عليها من مجلس الشعب .


* * *

وتكررت هذه المأساة ألف مرة ومرة


* * *

ان التزوير جريمة أمن قومي


* * * * *





القاهرة فى 28 أكتوبر 2010

هناك 3 تعليقات:

سيف الإسلام المطري يقول...

جزاكم الله خيرا علي المقال الرائع ووالله كم أتمني أن يعقل كل مصري هذه العبرة ليعتبر بالفعل ويعلم أهمية صوته ليعطيه لمن يستحقه ويحميه بكل ما يستطيع

ابن النسر يقول...

بجد مقال رائع فعلا بارك الله فيك على الوعي القومي الذي تقدمه لهذه الامه الفاقده للوعي التائه في غيابات الحياه ومعوقاتها
اتمنى استمرارك لتلك التوعيه القوميه التي اتمنى من كل مصر ان يعيي ويقرا ويفهم تلك التوعيات القيمه

محمد سيف الدولة يقول...

شكرا لكم الاخوة الكرام سيف الاسلام وابن النسر ،على ملاحظاتكم الكريمة وباذن الله نتعاون جميعا لتوضيح الحقائق المحجوبة لشبابنا وابنائنا من الجيل الجديد