بحث فى المدونة

الخميس، 5 أبريل 2018

مزاد بيع فلسطين




مزاد بيع فلسطين
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

منذ سنوات طويلة والكل يتسابق ليبيع فلسطين فى أسواق النخاسة الصهيونية.
***
·       افتتح المزاد الرئيس المصرى الراحل انور السادات فى اتفاقيات كامب ديفيد، حين كان اول رئيس عربى يعترف باسرائيل، وبشرعية الاحتلال الصهيونى لفلسطين ١٩٤٨ التى تساوى ٧٨ % من ارض فلسطين، مقابل استرداد سيناء، وفقا للقاعدة الجهنمية التى سنها مناحيم بيجين حين قال لكارتر اثناء المفاوضات ان يبلغ السادات انه "يستطيع ان يأخذ لمصر بقدر ما يعطينى من فلسطين."
·       ومنذ ذلك الحين، والحكام العرب يتسابقون لبيع حصة شعوبهم فى ارض فلسطين التاريخية بصفتنا جميعا شركاء فى امة عربية واحدة، يختص بملكية أرضها وأوطانها كافة الشعوب العربية جيلا بعد جيل.
·       فعلتها منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٣ مقابل وعد زائف بدولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة، ومقابل السماح لقادة المنظمة بالعودة من المنفى.
·       وفعلها ملك الاردن عام ١٩٩٤ لينال الرضا والحماية الامريكية ويصلح "غلطته" عند السيد الامريكى حين أيد الغزو العراقى للكويت.
·       وفعلها كل الملوك والرؤساء العرب عام ٢٠٠٢ فى مبادرة السلام العربية، فى محاولة لإرضاء جورج بوش واتقاء شره بعد ان هدد وتوعد عقب احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١.
·       وأصبحت منذ ذلك الوقت طريقة مضمونة وآمنة لأي حاكم او نظام عربى يريد ان يفوز برضا واعتراف ودعم الامريكان ومجتمعهم الدولى.
·       وبعد اجهاض الثورات العربية، وتقلد حكام جدد لمقاعد الحكم بأساليب وطرق مشكوك فى مشروعيتها، ورغبتهم فى الفوز بالاعتراف والرضا والدعم والحماية الأمريكية، لم يجدوا طريقا لذلك أفضل من تعميق التطبيع مع (اسرائيل) فى سلسلة من الصفقات الجديدة لبيع فلسطين:
·       فتدخل مصر الرسمية تحت رئاسة عبد الفتاح السيسى عصر السلام الدافئ مع (اسرائيل)، وتطالب بدمجها فى المنطقة، وتسحب قرار ادانة المستوطنات من مجلس الامن، وتنحاز الى اليها فى عدوانها على غزة عام 2014، وتخلى الحدود الدولية من السكان لتقيم المنطقة العازلة التى كانت تطلبها (اسرائيل) منذ عدة سنوات وكان مبارك نفسه يرفضها.
·       وتقرر مملكة آل سعود فتح المجال الجوى للطائرات الاسرائيلية، ويهرول ولى العهد السعودى محمد ابن سلمان، لتنفيذ الاشتراطات والتعليمات والروشتات الامريكية اللازمة لنيل الرضا السامى، والتى يأتى على رأسها بيع فلسطين للصهاينة، فيعلن ان فلسطين التاريخية هى ارض (اسرائيل) التى يحق للشعب الاسرائيلى العيش فيها فى سلام، وان المقاومة تهدد الامن القومى السعودى! ويؤكد على المصالح المشتركة بين السعودية و(اسرائيل).
·       أما الدول الخليجية فلقد دخلت المزاد علانية فى السنوات الأخيرة عبر عديد من عمليات التطبيع التجارى والسياحى والتكنولوجى والاعلامى والرياضى والطبى مع (اسرائيل) اضافة للتنسيق الامنى معها.
·       حتى الرئيس الأمريكى" دونالد ترامب" باع ما تبقى من فلسطين، فاعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، طلبا لدعم جماعات الضغط الامريكية الصهيونية، فى مواجهة حركات الرفض والمعارضة الشرسة له فى الداخل الامريكى.
·       بل ان من أساسيات برنامج أى مرشح رئاسى امريكى منذ سنوات طويلة، أن يعد ويلتزم بالسماح لاسرائيل بانتزاع "قضمة" جديدة من ارض فلسطين.
***
نعم لقد ارتكب السادات خطيئة كبرى باعترافه باسرائيل، لا نزال ندفع أثمانها حتى اليوم، ولكنه رغم ذلك كان أشرف ألف مرة من حكام هذا العصر، فلقد قام على الأقل بمقايضة فلسطين بسيناء، ولكنهم اليوم يبيعونها مقابل حماية عروشهم وكراسيهم وشرعيتهم الباطلة، لتتغير القاعدة القديمة التى سنها مناحيم بيجين من: " فليأخذ لمصر بقدر ما يعطينى من فلسطين"، لتصبح: " فليأخذ لنفسه بقدر ما يعطينا منها."
***
والغريب ان فلسطين هذه الارض الطيبة، ورغم انها بيعت ألف ألف مرة، ولا تزال تباع كل يوم، الا انها لم تنفذ ولم تختفِ من الوجود ولم تستسلم.
بارك الله لنا فيها، وبارك لنا فى هذا الشعب الفلسطينى المبهر صانع المعجزات الذي لم يتوقف عن المقاومة وتقديم الشهداء على امتداد قرن من الزمان، يسقط له ٦ شهداء دفاعا عن الارض فى ٣٠ مارس ١٩٧٦، فيحيى ذكراهم بـ 18 شهيد بعد ٤٢ عاما فى ٣٠ مارس ٢٠١٨.
*****
القاهرة فى 5 ابريل 2018

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

السادات لم يكن اول من باع القضيه الفلسطينيه لان هذه المسرحيه السخيفه التى لم ترتقى لمستوى الهزل قديمه قدم نكون الدول العربيه انفسها لقد باعوا اهالهيم وشعوبهم من اجل السلطه