((ان العالم بحاجة إلى الاستماع إلى الرئيس السيسي بعناية ... يجب تنفيذ
خطة نجاحه في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأكمله، بل على مستوى العالم.))
***
هذا بعض ما ورد من مديح لرئيس الدولة المصرية فى
مقال بجريدة الجيروزاليم بوست فى
التاسع من يناير 2019.
من يقرأه يتصور لأول وهلة انه بصدد بيانا صادرا من
احدى الجهات الرسمية المصرية مثل هيئة الاستعلامات او المتحدث الرسمى لرئاسة
الجمهورية او وزارة الخارجية.
ولكنه
يصدم حين يكتشف انه لاحد الكتاب الصحفيين الامريكان الصهاينة المتطرفيين؛ انه مايك ايفانز
الذى يعرف نفسه بانه امريكى مسيحى صهيونى
ومؤسس لمتحف أصدقاء صهيون في القدس، الذي ترأسه شمعون بيريز. ورابط
المقال هنا.
ينتقد
الكاتب فيه بشدة برنامج 60 دقيقة فيما نشره من مقابلته مع الرئيس المصرى فى قناة CBS ويدافع بشراسة عن السيسى ويشبهه بشاه ايران بالنسبة
الى الأمريكان.
يقول
فى مقاله:
((لم يوجد اى رئيس مصرى يدعم اسرائيل بقوة مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى. انه
واسرائيل يقاتلان داعش معا فى سيناء. وفى لقاءاتي معه دائما ما كان يتحدث عن
نتنياهو بشكل ايجابى. كما انه لم يكن هناك ابدا اى رئيس آخر يدعم الولايات المتحدة
أفضل منه. لقد حقق الاستقرار والامن فى مصر........
((ان الانتصار فى المعارك الايديولوجية ليس مسألة سهلة، فشلت امريكا فيها
فى افغانستان والعراق، وكذلك اسرائيل فرغم كل ما حققته من نجاحات فانها لم تكسب
ابدا اى معركة ايديولوجية.
لقد خاضت مصر مثل هذه الحرب وفازت بها. العالم بحاجة إلى الاستماع إلى
الرئيس السيسي بعناية ... يجب تنفيذ خطة نجاحه في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأكمله،
بل على مستوى العالم.))
***
·
لا أعلم لماذا
لا ينزعج السيسى ومؤسسات الدولة من مثل هذه الكتابات والتصريحات التى تصدر من قادة
وكتاب صهاينة واسرائيليين؟ فكل شكر او مديح يصدر من مثل هؤلاء، يمثل طعنا ويزرع
شكوكا لدى الراى العام المصرى والعربى فى وطنية الممدوح.
·
والمشكلة
بالطبع لا تكمن فى مقال هنا او هناك، وانما فى تعدد وتكرار وتواصل التصريحات التى صدرت
على امتداد السنوات الماضية من جهات اسرائيلية متعددة حول تقديرهم الكبير للرئيس
عبد الفتاح السيسى وارتياحهم لما وصلت اليه العلاقات المصرية الاسرائيلية فى عهده
من تقارب وتنسيق بل وتحالف غير مسبوق.
·
بالاضافة
بطبيعة الحال الى ما يرصده المراقبون من مواقف وتصريحات وسياسات مصرية فعلية على
الارض تؤكد هذا التقارب وتفسر هذا الرضا والتقدير والمديح الاسرائيلى.
·
وتزداد الصدمة
لدى الراى العام الوطنى، فى ظل الظروف الحالية التى يشاهدون فيها الاعتراف الامريكى
بالقدس عاصمة لاسرائيل، واحتلال (اسرائيل) لمزيد من الاراضى الفلسطينية كل يوم، وأعمال
القتل والاعتقال والاستهداف المستمرة لمئات الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة من
المستوطنين اليهود للحرم القدسى الشريف...الخ.
***
قد تبدو اليوم الحركة الوطنية المصرية عاجزة عن التعبير عن عدائها العميق (لاسرائيل)
وعن رفضها التام لما يجرى على قدم وساق من تطبيع ودفء وتقارب غير مسبوق معها، ولكنها
بالتأكيد لن تظل هكذا الى الابد.
*****
القاهرة فى 16 يناير 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق