بحث فى المدونة

الأحد، 18 أكتوبر 2009

فلسطين لن تعود



أوباما :
" اسرائيل لن تزول ، وفلسطين لن تعود "


محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

اولا ــ خلاصة خطاب أوباما عن فلسطين :
 ان اسرائيل لن تختفى ولن تزول ، فلقد وجدت لتبقى
 و ان ما يسمى بفلسطين التاريخية عند العرب والمسلمين ، لن تعود
 وانه على الجميع ان يعترفوا بهذه الحقيقة .
 وان يعلموا ان امريكا ستظل حامية وضامنة لوجود اسرائيل وامنها
 وانها لن تعترف ابدا بشرعية اى طرف لا يقبل الاعتراف باسرائيل
 وان هذا هو موقف كل الامريكيين بكامل طوائفهم واطيافهم ، وهو موقف ثابت لن يتغير مهما حدث
 وان اى عنف ( مقاومة ) من جانب الفلسطينيين غير مقبول ، وغير مشروع .
 فليس امامهم الا التفاوض طريقا وحيدا لتحرير ما تيسر من الضفة الغربية وغزة .
وما عدا ذلك قابل للمناقشة مثل :
 دولة فلسطينية ما ، ايقاف بناء المستوطنات بشكل ما ، والقدس القديمة وطنا مشتركا لليهود والمسلمين والمسيحيين ...الخ
 ولتكن خريطة الطريق هى البداية
 كما ان على العرب تطوير مبادة السلام العربية فى اتجاه مزيد من الاقتراب من الاسرائيليين
 وان يبذلوا جهودا لدفع الفلسطينيين للاعتراف باسرائيل

كان هذا هو خلاصة ما جاء عن فلسطين فى خطاب أوباما ، مضافا اليه ومطعما ببضعة كلمات وتعبيرات من باب المجاملة . مثل الازمة الانسانية فى غزة ومعاناة الفلسطينيين ..الخ
و الان دعونا نسترجع معا بعض النصوص والوثائق القديمة للقياس والمقارنة :

ثانيا ــ خلاصة اتفاقيات اوسلو 1993:

 التنازل عن فلسطين 1948
 والاعتراف بمشروعية دولة اسرائيل وحقها التاريخى فى هذه الارض
 والقبول بان فلسطين هى الضفة الغربية وغزة فقط
 والتنازل عن المقاومة المسلحة كطريق لتحريرالارض المحتلة ( الضفة وغزة )
 واعتماد طريق المفاوضات طريقا وحيدا للحل
 ونزع السلاح الفلسطينى وتفكيك اى بني عسكرية فلسطينية

وكل ذلك مقابل :

 وعدا بالانسحاب التدريجى مع اعادة انتشار لقوات الاحتلال فى مساحات محدودة
 وان يتم الانسحاب بشكل متناسب مع انجاز السلطة الفلسطينية لمهماتها الامنية
 و ان يتم التفاوض على مراحل وصولا الى مفاوضات الحل النهائى التى لم يصلوا لها ابدا ولن يصلوا .
 فى هذه الاثناء ستتولى اسرائيل مسئولية الدفاع و ستسيطر على الحدود مع مصر والاردن وعلى والمعابر والطرق الرئيسية والمياه الاقليمية والمجال الجوى
 وستحتفظ بعدد من المستوطنات فى الضفة الغربية وستتكفل قواتها بحمايتهم
 وتؤجل قضايا القدس و اللاجئين والحدود والمياه ...الخ الى الحل النهائى
 و فى جميع الاحوال ستكون الدولة الفلسطينية ان قامت دولة منزوعة السلاح ، منزوعة السيادة .
* * * * *

ثالثا ــ بنود الميثاق الوطنى الفلسطينى التى قام بالغاءها المجلس الوطنى الفلسطينى بحضور الرئيس كلينتون فى 14 ديسمبر 1998:

 المادة 9 " الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجيا وليس تكتيكا "
 المادة 19 " تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه "
 المادة 20 " يعتبر باطلا كل من وعد بلفور وصك الانتداب وما ترتب عليهما وأن دعوى الترابط التاريخية والروحية بين اليهود وفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح. "
 المادة 21 " الشعب العربي الفلسطيني معبرا عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة، يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريرا كاملا ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها. "
* * * * *


رابعا ــ من نصوص خريطة الطريق الامريكية الموقعة فى 2003 :
 تنشر القيادة الفلسطينية بيانا تعترف فيه بشكل لا يقبل التأويل ، حق اسرائيل بالعيش بسلام وأمن . وتدعو، فوراً، الى وقف الانتفاضة المسلحة وكل النشاطات العنيفة ضد الاسرائيليين في كل مكان . وتتوقف كل المؤسسات الفلسطينية عن التحريض ضد اسرائيل .
 تعمل الدول العربية باصرار من اجل وقف التمويل الشخصي والشعبي للتنظيمات المتطرفة، وتقوم بتحويل دعوماتها للفلسطينيين عبر وزارة المالية الفلسطينية.
* * * * *
خامسا ــ من رسالة تطمينات الرئيس الأمريكي بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي فى 14 ابريل 2004 :
 " تعيد الولايات المتحدة التأكيد على التزامها القوي بأمن إسرائيل، بما في ذلك حدود آمنة يمكن الدفاع عنها ، وحماية وتقوية قدرة إسرائيل على الردع والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات المتوقّعة."
* * * * *
سادسا ــ من نصوص الاتفاقية الامنية الاخيرة بين اسرائيل وامريكا 16 يناير 2009 :
 " وان الاعمال العدائية والارهابية ، بما في ذلك تهريب السلاح ، وتنمية قدرات الارهابيين من تسليح وبنية تحتية ، قد شكل تهديدا لاسرائيل، وان اسرائيل، مثل كل الامم ، لها حقها الكامل في الدفاع عن النفس، بما في ذلك الدفاع عن النفس ضد الارهاب من خلال التحرك المناسب. "
* * * * * *
الخلاصة :
اننا امام نفس الحديث ونفس المنطلقات ولكن بصياغات مخففة ، تأتى لنا هذه المرة بلسان الشرطى الطيب . و كلنا نعلم حيلة الشرطى الطيب والشرطى الشرير فى فنون الاستجواب والتحقيق والاستدراج وتطويع الارادات .
و لو كان هناك من فائدة او اضافة يمكن ان نستخلصها من خطاب أوباما ، فهى ان نكف عن المراهنة على الولايات المتحدة الامريكية . فالرابطة الامريكية الصهيوينة لا يمكن ان تنقطع ، كما أكد لنا بنفسه خيرة رجالهم ، مستر باراك حسين أوباما .
* * * * *
القاهرة فى 11 يونيو 2009