بحث فى المدونة

الأربعاء، 12 يناير 2011

ديارنا الموروثة تتبدد

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



وهبنا الله من فضله ونعمه علينا ، أراضى وأوطان وديارا واسعة وممتدة ، نَدُّرَ ان كان لأمم غيرنا مثلها .

فتبلغ جملة مساحة الأرض العربية حوالى 14,3 مليون كيلومتر مربع أي ما يوازى حوالى 10% من جملة مساحة اليابسة فى العالم .

ولقد استحققنا هذه الديار بفضل جهاد و نضال أجدادنا على مر العصور منذ الفتح العربى الاسلامى وما قبله .

فلقد قاتل واستشهد من أجل هذه الديار العربية ، أكثر من خمسين جيلا متصلا لكى يستطيع جيلنا والأجيال التالية أن تعيش وتستقر فى أمان على هذا الأرض الطيبة .

* * *

ولكننا للأسف أصبحنا مثل الأبناء العَقَقَة ، والسفهاء وذوى الغفلة ، لم نحم ونحافظ على ميراثنا الغالى الذى لا يمكن تعويضه .

فالأوطان التى تفقد لا تعوض ، فالكرة الأرضية قد تقسمت وتوزعت الى الأبد بين الأمم والشعوب ، ولم يعد بها أوطان فائضة لمن يرغب ، فمن يفقد وطنه سيخرج من الجغرافيا ومن التاريخ .

• انهزمنا أمام الاستعمار الأوروبي منذ القرن التاسع عشر وتركناه يحتل بلادنا وينهبها ويعيق تطورنا ونهضتنا ويقسمنا ويجزئنا .

• ثم عجزنا عن منع هجرات اليهود الصهاينة الى فلسطين

• ثم تركناهم يغتصبون معظمها فى 1948 ويغتصبون ما تبقى منها فى 1967 .

• وبددنا ثرواتنا من النفط وعوائده فى بنوك أوروبا وأمريكا

• وسمحنا للعدو الامريكى باحتلال الخليج والعراق

• وها هو جنوب السودان ينتزع منا بمساحته التى تعادل 4 % من مساحة الوطن العربى

• ودارفور فى الطريق والتى تبلغ مساحتها حوالى 3,6 % من مساحة الأرض العربية .

• ثم الأكراد فى طريقهم الى انتزاع شمال العراق العربي والذى تبلغ مساحته حوالى ستة فى الألف من مساحة الأرض العربية أو ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين .

• ليلحقوا جميعا بالاسكندرونة والأحواز وسبتة ومليلة التى لم يعد أحدا الآن يتذكرها.

• والديار التى لم نفقدها بعد ، فقدنا فيها حرية واستقلال الإرادة ، فسلمنا قيادنا ومصيرنا وشئوننا طواعية للأمريكان وحلفائهم من حكامنا ، يفعلون بها ما يشاءون .

فهل نفيق ونعود مرة أخرى الى التاريخ ؟

أم نترك ما تبقى من أوطاننا يتبدد أمام أعيننا ؟

الله أعلم .

* * * * *

القاهرة فى 6 يناير 2011

ليست هناك تعليقات: