ارتقاء
شهيد فلسطينى جديد فى الارض المحتلة، ولكن هذه المرة ليس على ايدى قوات الاحتلال
الاسرائيلى، وانما على ايدى اعوان الاحتلال داخل السلطة الفلسطينية؛
فلقد اقتحمت عناصر من الامن الفلسطينى
منزل المعارض الوطنى البارز الشجاع "نزار بنات"، واعتدت عليه بالضرب
المبرح باستخدام آلات حادة ثم قامت باقتياده الى مقراتها الامنية حيث لاقى حتفه
هناك تحت التعذيب.
ليقدموا
بذلك اكبر هدية للكيان الصهيونى امام الراى العام العالمى وامام المحكمة الجنائية
الدولية التى تحقق فيما ارتكبته (اسرائيل) من
جرائم قتل للفلسطينيين، حيث ستدافع عن نفسها بأن الفلسطينيين يقتلون بعضهم بعضا.
ان
مقتل فلسطينى واحد على ايدى قوات الامن الفلسطينية يعادل مقتل مئات الفلسطينيين
على أيدى قوات الاحتلال.
***
بداية
السقوط:
لقد
كان لموت خالد سعيد تحت
التعذيب فى مصر عام ٢٠١٠، دورا كبيرا فى التعبئة لثورة يناير.
وكان
موت محمد البوعزيزى تحت
القهر هو الشرارة التى فجرت الثورة التونسية.
وادى
استشهاد الطفل محمد الدرة فى
سبتمبر ٢٠٠٠، برصاصات صهيونية مجرمة الى انفجار الغضب الفلسطينى واشتعال الانتفاضة.
فهل
تكون تصفية نزار
بنات تحت
التعذيب على ايدى امن السلطة الفلسطينية، الشرارة التى ستسقط ابو مازن وسلطته
واتفاقياته وتحالفاته الامنية مع قوات الاحتلال؟
لقد
شهدت فلسطين مظاهرات شعبية ضخمة رفعت لأول مرة فى تاريخها شعار "الشعب
يريد اسقاط النظام" أسوة بالشعارات التى رددتها
الجماهير العربية الغاضبة إبان الثورات العربية.
لم
يصدر الشعار هذه المرة من غزة ولا من فصائل المقاومة التى تكرهها السلطة وتعاديها،
وانما صدر من جماهير الشعب الفلسطينى الغاضبة فى الضفة الغربية.
والهتاف واضح فى دلاته بأن العدو ليس فقط (اسرائيل) وانما ايضا اعوانها من سلطة اوسلو، الذين يدعمونها فى حصار وردع وقهر الشعب الفلسطينى.
***
اتفاق أمنى فلسطينى/فلسطينى:
منذ توقيع اتفاقيات اوسلو، التزمت السلطة الفلسطينية وتعهدت (لاسرائيل)،
بالامتناع عن المقاومة والكفاح المسلح لتحرير الارض المحتلة واعتماد التفاوض
السلمى سبيلا وحيدا فى العلاقة مع العدو، ومن يومها لم يقوموا باطلاق رصاصة واحدة
على الاحتلال، رغم ما يرتكبه كل يوم من مذابح وجرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى. ولم
يكتفوا بذلك بل تحالفوا معه امنيا لملاحقة ومطاردة وتوقيف أى مقاومة أو حتى
انتفاضة فلسطينية. وبدلا من قيادتهم لمعارك المقاومة والتحرير، أداروا ظهورهم
وبنادقهم للعدو ليوجهونها الى صدور الشعب الفلسطينى المقاوم. الى الدرجة التى دأب
فيها ابو مازن على التصريح بأن ((الانتفاضة
الفلسطينية كانت كارثة وفوضى دمرت الشعب الفلسطينى، وانه لن يسمح بقيام انتفاضة
أخرى، وانهم متمسكون بالتنسيق الامنى مع اسرائيل لحماية الفلسطينيين، وانهم لا قبل
لهم بمواجهة اسرائيل عسكريا أو غير عسكريا)).
فاذا كنتم قد قررتم منذ زمن بعيد دعم الاحتلال وحمايته، فعلى أضعف
الايمان لا تشاركوه فى قتل شعبكم، أليس من باب أولى أن توقعوا مع شعبكم الفلسطينى عقدا
اجتماعيا أو اتفاقية مماثلة لترتيبات اوسلو الامنية، تلتزمون فيها بما التزمتم به
تجاه (اسرائيل) من عدم استخدام القوة وعدم اعتداء امن السلطة على أى مواطن او
معارض أو مقاوم كائنا من كان، وتوقيف ومحاكمة المعتدين، مع اعتماد الحوار والتفاوض الفلسطينى/الفلسطينى
سبيلا وحيدا بينكم.
***
ان
الطريق لتحرير فلسطين يبدأ بتحريرها اولا من اتفاقيات أوسلو وسلطاتها المسماة
كذبا وزورا بالسلطة الفلسطينية.
*****
محمد سيف الدولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق