بحث فى المدونة

الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

واجباتنا فى ذكرى وعد بلفور


·       تقوم (اسرائيل) والحركة الصهيونية العالمية بتوظيف هذه الذكرى كل عام لتكثيف حملاتهما لاطلاق وترويج الاكاذيب والأساطير الصهيونية الزائفة والاستمرار فى تضليل الراى العام الغربى والعالمى.

·       والمشروع الصهيونى الذى يستهدف مصر والامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، هو مشروع عدوانى واحد "متصل ومستمر" منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، وما لم نتصدَ له ونوقف تمدده وتوسعه وانتصاراته ونجاحاته المستمرة فاننا نعرض وجودنا جميعا لمخاطر جسيمة.

·       واذا كان العدو الصهيونى لم يتنازل او يتراجع عن مشروعه الاستعمارى الاستيطاني العنصرى الارهابى على امتداد ما يزيد عن مئة عام، فانه لابد من التأكيد فى مواجهته، خاصة فى ظل حالة التراجع والاستسلام والتواطؤ العربى الرسمى، على أن من يمتلكون حق تمثيل الامة العربية اليوم، هم فقط أولئك الذين يتمسكون بالثوابت الوطنية والعربية والعقائدية، والذين لم ينكسروا او يخضعوا او يستسلموا تحت وطأة الاختلال فى موازين القوى العسكرية والدولية، والذين يتمسكون بعروبة فلسطين من نهرها الى بحرها، ويرفضون الاعتراف بأى شرعية لاسرائيل، ويرفضون الصلح والسلام والتسوية والتطبيع معها وكل اتفاقيات السلام من كامب ديفيد الى اوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية و"صفقة القرن".

·       والتأكيد على ان كل الوعود والمواثيق والقرارات الدولية التى مهدت وأسست لوجود (اسرائيل) باطلة بدءا بوعد بلفور وصك الانتداب البريطانى وقرار التقسيم وقبول (اسرائيل) فى الامم المتحدة والقرار ٢٤٢ وما يسمى باتفاقيات السلام واى تسويات تقوم على أساس التنازل عن ارض فلسطين التاريخية والاكتفاء بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧.

·       وعلى التمسك بتحرير كامل التراب الفلسطينى المحتل، وعلى انه واجب فلسطيني/عربي مشترك لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم انطلاقا من كوننا أبناء امة واحدة، نواجه عدوا مشتركا يهدد الجميع.

·       والتصدى لكل المحاولات الجارية اليوم على قدم وساق لتصفية القضية والهرولة للسلام والصلح والتطبيع والتحالف مع (اسرائيل) ودمجها فى المنطقة.

·       وتوعية الاجيال الجديدة بحقيقة هذا المشروع وخطورته عليهم. تلك الاجيال التى ولدت وترعرعت وتعلمت فى ظل مؤسسات تعليمية واعلامية وسياسية تسيطر عليها وتوجهها انظمة حكم تخاف (اسرائيل) وتتجنب مواجهتها وتعترف بوجودها وتقوم بتزييف الوعى وتضليل الشعوب وطمس حقائق التاريخ.

·       وطمأنة اهالينا فى فلسطين بانهم ليسوا وحدهم بعد أن غدرت بهم وانقلبت عليهم غالبية الدول العربية، فتحالفت مع الاحتلال وتواطأت معه لتصفية القضية.

·       والتأكيد على أن 44 عاما من اتفاقيات كامب ديفيد، لم تنجح فى انهاء العداء الشعبى لاسرائيل. فسيظل المواطن المصرى البسيط وكل القوى الوطنية الحقيقية تعادى الصهيونية و(اسرائيل) وترفض الصلح والاعتراف بها والتطبيع معها، وسيظل يناصر فلسطين ويطمح الى عودة مصر لتقوم بدورها التاريخي فى قيادة النضال العربى ضد المشروع الصهيوني.

·       وعلى ان أمريكا ليست ربنا وأن (اسرائيل) ليست قدرنا المحتوم الذى لا خلاص منه، وان الامة ليست عاجزة، وانها لو امتكلت حريتها وارادتها وقرارها لنجحت فى القضاء على هذا الكيان فى بضع سنوات، وان كل ما حدث ويحدث من فشل وتراجع وخوف واستسلام هو بسبب انظمة الحكم العربية التابعة المستبدة المجزأة.

·       ولابلاغ الصهاينة بأن الارض تلفظهم والشعوب ترفضهم، وأنه رغم كل انواع الدعم التى تلقوها على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان من عصبة الامم ثم الامم المتحدة ومن بريطانيا العظمى ثم من الولايات المتحدة، ورغم سيول الأموال والسلاح ورغم التحصين الامريكى والاوروبي لكم ضد كل قرارات الامم المتحدة المناصرة لحقوق الشعب الفلسطينى، رغم كل ذلك الا أن مشروعهم وكيانهم ودولتهم وشرعيتهم المزعومة تتعثر و لا يزالوا عاجزين عن العيش حياة طبيعية على ارض فلسطين، فيختبئون خلف جدران وحصون عازلة، ويواجهون مقاومة فلسطينية لم تنقطع عبر أربعة اجيال.

·       ومخاطبة الراى العام العالمى لدحض وتعرية الرواية الصهيونية الزائفة، ونشر وطرح حقيقة القضية على أوسع نطاق.

·       وكذلك مخاطبة ضمير الشعوب فى إنجلترا وامريكا وأوروبا الغربية، بأن دولهم الاستعمارية تتحمل المسئولية الأكبر فى زراعة وحماية ورعاية هذا الكيان، وان أقل واجب انسانى عليهم هو الضغط الشعبى على حكوماتهم لإرغامها على الاعتذار عن هذه الجريمة التاريخية والعمل على تصحيح ما ترتب عليها من آثار مدمرة، والتوقف عن دعم وحماية (اسرائيل).

·       ولكى نسقط أكذوبة ما يقال عن "المعجزة الاسرائيلية"؛ فبدون دعم الدول الكبرى للمشروع وحمايتها له على امتداد قرن من الزمان، لما قامت (اسرائيل)، و لما استمرت حتى اليوم.

·       ولنكشف للعالم الاضرار والمآسى التى ترتبت على هذا الوعد و ما سبقه وتلاه من زراعة جسم غريب معادى لشعوب المنطقة، وتهجير وطرد شعب من ارضه، واخضاع من تبقى منه لأسوأ احتلال عرفه التاريخ.

·       ولنقوم، وهو الأهم، بوقفة مع النفس من أجل التقييم والمراجعة والمحاسبة والتعرف والاعتراف والتصحيح لاسباب الفشل والهزيمة رغم أن مقاومتنا لم تنقطع يوما على امتداد مائة عام ويزيد.

·       هذا بالاضافة بطبيعة الحال الى انها فرصة مواتية لاحياء وتنشيط الحراك المدنى والشعبي المناصر لفلسطين والمناهض للصهيونية ولاسرائيل، خاصةً فى ظل المحاولات الامريكية الاسرائيلية العربية الرسمية الحالية لتصفية القضية.

*****

محمد سيف الدولة

ليست هناك تعليقات: