ما أحوجنا
جميعا بعد العدوان الأمريكي الاخير والمهين المسمى بصفقة القرن، ان نعترف بفشل نهج
التسوية واتفاقياتها، وأن نقرر وقف وانهاء هذه الحقبة التاريخية البائسة من
التنازلات والاستسلامات العربية والفلسطينية (1978 ـ 2019)، وان نتواصل ونتداعى
لنتحاور ونتصارح ونعترف ونتوب ونصحح قبل ان
ننطلق من جديد.
***
هذه دعوة الى
حوار داخلى: فلسطينى/فلسطينى، وفلسطينى/عربى، وعربى/عربى من أجل وقفة موضوعية
وشجاعة تعيد الاعتبار لثوابتنا الوطنية ولحقوقنا التاريخية وتتصدى للاجابة على
الأسئلة المحظورة والصعبة، وعلى رأسها القضايا التالية:
·
تقييم تاريخ الصراع
ومحاولة الاجابة على سؤال: لماذا عجزت اربعة اجيال عربية وفلسطينية حتى اليوم عن
تحرير فلسطين 1917 ـ 2019؟
·
هل يمكن أن يتحقق
الانتصار العربى والفلسطينى على المشروع الصهيونى وكيانه بدون الاتفاق أولا على
طبيعة الصراع وحقيقة القضية، وهل هى قضية فلسطينية ام عربية أم دينية أم تفرقة عنصرية .. الخ؟
·
وفى قول آخر هل هى فى
الأساس قضية صراع فلسطينى اسرائيلى ام عربى صهيونى ام اسلامى يهودى ام عربى تحررى
فى مواجهة مشروع استعمارى امبريالى أم انه صراع دولى لا حول لنا فيه ولا قوة أم
ماذا؟
·
وفى قول ثالث: من يتحمل
المسئولية الرئيسية لتحرير فلسطين؟ هل هم الفلسطينيون فقط أم كل الشعوب العربية؟
ام كل الشعوب الاسلامية؟ ام من؟
·
وهل بالامكان أن تتحرر
فلسطين من داخلها بدون اشتباك ومشاركة عربية فى المعركة؟ أم انها لن تتحرر الا كما
تحررت من قبل فى الحروب الصليبية؟
·
لقد قاتلت ستة جيوش
عربية دفاعا عن فلسطين عام 1948، فلماذا لم تكررها مرة أخرى؟
·
يعتذر المواطن العربى
المقهور عن انشغاله عن فلسطين وقضيتها، بسبب همومه ومشاكله التى لا تنتهى التى
يعانى منها تحت حكم انظمة الحكم العربية، فكيف نقنعه بالارتباط العضوى بين ما يدور
فى بلده وبين ما يدور فى فلسطين وباقى الاقطار العربية الأخرى؟
·
وبقول آخر كيف يمكننا
اقناع ودفع واشراك الشعوب العربية فى المعركة ضد المشروع الامريكى الصهيونى فى
المنطقة؟
· واقناعها بان الحياة
الكريمة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والعوز والاستغلال وتحقيق الكرامة
والعدل والحرية، كلها قضايا مرتبطة لا يمكن ان تتحقق الا فى ظل الاستقلال الوطنى
لأقطارها ودولها، الذى لا يمكن ان يستمر ويستقر ويتعضد هو الآخر الا فى ظل الاستقلال
الشامل لكل الامة العربية وفى القلب منها فلسطين.
·
وانه طالما ظلت المنطقة
وغالبية دولها تابعة للولايات المتحدة الامريكية، وطالما بقيت (اسرائيل)، فلن
يحكمنا سوى هذه النوعية من الحكام ومن الانظمة، الذين يتم صناعتهم وانتقائهم على
مقاس مصالح الراسمالية العالمية بقيادة الامريكان وعلى مقاس أمن (اسرائيل).
·
لقد نجحت الحركة
الصهيونية فى حشد واستقطاب ملايين من يهود العالم على قضية باطلة وزائفة، فكيف
نفعلها نحن مع شعوبنا العربية على قضيتنا العادلة؟
·
من ناحية أخرى، تدرك
غالبية النخب العربية المثقفة والواعية والمسيسة ان فلسطين ومواجهة الكيان
الصهيونى هى قضية العرب جميعا فلماذا لم تسعى الى تأسيس حركات مقاومة عربية فى أقطارها
خارج فلسطين؟
·
أما عن الدول والانظمة
العربية، فهل تتحرك من منطلق امن دولها وانظمتها وعروشها وحكامها ام من منظور
الامن القومى العربى؟
·
وهل يمكن تحرير فلسطين
فى ظل النظام الرسمى العربى الحالى، ام لابد من اسقاطه والتحرر منه وتأسيس نظام
عربى جديد مستقل ومعادى للصهيونية وللولايات المتحدة الامريكية؟
·
لقد آن الأوان لعمل كشف
حساب للاتفاقيات العربية الاسرائيلية من كامب ديفيد واوسلو ووادى عربة ومبادرة
السلام العربية، ونتائجها الكارثية على القضية الفلسطينية وعلى المصالح العربية
العليا وعلى الامن القومى العربى.
·
ودراسة كيف توالت
انكسارات النظام الرسمي العربي بأقطاره ودوله الرئيسية فى مواجهة امريكا
و(اسرائيل)، بهذا الشكل المتسارع فى اقل من 40 عاما؟
·
هل صحيح ما تروج له
الانظمة العربية من ان الانتصار على (اسرائيل) بالحرب من رابع المستحيلات؟
·
هل من الممكن تحرير
القضية الفلسطينية من قبضة الولايات المتحدة الامريكية؟ أو بقول آخر هل يمكن تحرير
الارض المحتلة فى ظل موازين القوى الدولية الحالية؟
·
هل تستطيع السلطة
الفلسطينية ان تتحرر من أسر "أوسلو" ومن الهيمنة الصهيونية ومن التنسيق
الامنى مع (اسرائيل)، ام ان اسقاط الاتفاقية يستلزم اسقاط السلطة الفلسطينية؟
·
هل يمكن اعادة الاعتبار
الى الثوابت الوطنية الفلسطينية الواردة فى الميثاق الوطنى الفلسطينى الاصلى قبل
تعديله عام 1998؟
·
وهل الانقسام الفلسطينى الحالى
هو انقسام على الثوابت الوطنية الفلسطينية ام انه صراع على السلطة والنفوذ بين
الفصائل والتنظيمات الفلسطينية؟ ام انه خليط من الاثنين؟
·
كيف يمكن توحيد وتشبيك
وتنسيق حركة المقاومة الفلسطينية فى الساحات الاربع: الضفة وغزة وفلسطين 1948 وفى
المهجر؟
·
هل سيكتب على غزة ان
تعيش الى الابد فى الدائرة الجهنمية: "الحصار والعدوان والرد والتهدئة فالعدوان مرة أخرى"، الذي تعيش
فيه منذ عام 2007، وهل هناك ادوات ووسائل أخرى لفك الحصار بديلا عن الوساطات
العربية الرسمية الحالية بين المقاومة وبين (اسرائيل)، تلك الوساطات التى غالبا ما
تحرص على علاقتها مع دولة الاحتلال اكثر من حرصها على فك الحصار على الشعب
الفلسطينى.
·
هل يمكن انطلاق انتفاضة
فلسطينية ثالثة فى ظل السيطرة الامنية على الضفة من قبل اجهزة السلطة الفلسطينية لصالح
ولحساب (اسرائيل)؟
·
وكيف تم اجهاض الانتفاضة
الفلسطينية الثانية ـ انتفاضة الأقصى عام 2000؟
·
وكيف نجح العدو فى ايقاف
العمليات الاستشهادية التى كانت قد بلغت الذروة فى الفترة من 1996 حتى 2004 والتى
أوقعت خسائر فادحة فى صفوف الاحتلال لم يحدث مثيل لها من قبل او من بعد؟ وهل يمكن
احيائها مرة أخرى؟ وكيف؟
·
هل قرار حركات المقاومة
الفلسطينية الذى اتخذته منذ الثمانينات والتسعينات بعدم مواجهة (اسرائيل) خارج
الارض المحتلة (على غرار عملية أولمبياد ميونيخ 1972 وأخواتها) كان قرارا صحيحا
وفعالا، فى الوقت الذى تطارد (اسرائيل) وتستهدف النشاط والكوادر الفلسطينية فى كل
بقاع الارض؟
·
فى السنوات والعقود
الأولى بعد حرب 1948، كان للقضية الفلسطينية حاضنة شعبية عربية واسعة ومؤثرة، مثلت
ضغطا هائلا على القرار السياسى العربى، بحيث كان على اى حاكم عربى ينتوى التنازل
عن الحقوق الفلسطينية ان يفكر الف مرة، اما اليوم فان النظام الرسمى العربى
بانظمته وعروشه وحكامه يبيعون فلسطين يوميا على الملأ ويتسابقون للتطبيع مع (اسرائيل)
والتحالف معها، بدون ان يقيموا اى اعتبار للراى العام العربى. فهل يمكن استعادة
تلك الحاضنة الشعبية بكل اتساعها وتاثيرها وضغوطها؟ وكيف؟
·
كيف يمكن تشبيك كل العرب
الداعمين لفلسطين والمناهضين لاسرائيل والصهيونية، فى استراتيجية موحدة للتصدى
والمواجهة؟
·
وهل هناك ضرورة وامكانية
فى الأمد المنظور لتأسيس منظمة عربية على غرار المنظمة الصهيونية العالمية، تقود
وتدير الصراع والمقاومة على امتداد العالم العربى وخارجه؟ وكيف يمكن تأسيسها فى ظل
القيود التى تفرضها الانظمة العربية على أى نشاط سياسى معارض، وعلى أى تواصل شعبى
عربى وفلسطينى؟
·
وأسئلة أخرى كثيرة.
*****
محمد سيف الدولة
هناك تعليق واحد:
اين ومتى نرى الرد على هذه الاسئلة ،ومن من ؟من الشعوب ام الحكام ام كليهما
إرسال تعليق