وقفة مع النفس
·
تتجه انظارنا اليوم وأيادينا على قلوبنا، الى الاشتباكات المسلحة
فى لبنان بين المؤيدين والرافضين لمحاكمة وزراء وثيقى
الصلة بالطائفة الشيعية على خلفية انفجار مرفأ بيروت، فى سابقة لم تحدث منذ انتهاء
الحرب الاهلية اللبنانية
·
وبالامس كنا نتابع اخبار الصراعات بين الرافضين
والمؤيدين لنتائج الانتخابات العراقية
·
وخلال الاسبوع المنصرف كنا نتابع الصراعات
بين الرافضين والمؤيدين لقرارات قيس سعيد الاستثنائية فى تونس
·
وفى السودان
هناك انقسام بين المكون المدنى والعسكرى وانقسامات أخرى داخل اطياف القوى المدنية،
وانقسام ثالث أكثر خطورة بين الدولة وشرق السودان
·
و الجزائر
تتهم المغرب بالتآمر على أمنها القومى
·
وفى اليمن
يتقاتلون منذ سنوات عديدة فى حرب أهلية شرسة لا يبدو انها ستنتهى قريبا
·
اما فى سوريا
فربما تكون الحرب قد أوشكت على نهايتها بعد التدخل العسكرى الروسى
·
اما الصراعات المماثلة التى شهدتها مصر بعد ثورة يناير فلقد انتهت باسكات صوت اى معارضة
ايا كانت انتماءاتها الفكرية والسياسية.
***
·
ورغم ادراكنا بوجود قوى خارجية معادية تستهدف
وجودنا واستقرارنا، الا أن العيب الرئيسى يكمن فينا وليس فيما يدبر ضدنا من
اعدائنا...
· فالكراهية والانقسام وتخوين وتكفير الآخرين، المتفشية فيما بيننا تمثل ساحة خصبة لكل من يتربص ببلادنا ويستهدف تفجيرنا من الداخل.
·
والغريب اننا نرفض رفضا قاطعا اى حوار مع
خصومنا السياسيين من شركائنا فى الوطن، الا بعد فوات الأوان، حين تتفجر الاوضاع
وتتحول الى حروب وصراعات مسلحة، ويتم تدويل قضايانا رغما عن انوفنا، فنذهب مجبرين
كما حدث فى ليبيا الى مؤتمرات وموائد ما يسمى بالمجتمع الدولى، لنجلس ونتحاور
ونتفاوض مع هؤلاء الخصوم الذين رفضنا الحوار معهم من قبل، ولكن تحت رعاية ورقابة
وتعليمات الرعاة الدوليين.
***
لا أمل لنا فى الخروج من هذه الدوائر
الجهنمية من الانقسامات والصراعات التى لا تنتهى فى مشارق الأمة ومغاربها، الا
باتخاذ قرارات شجاعة ومسئولة وعاجلة، بالتوقف مع النفس للمراجعة والتراجع والحوار.
بيدنا لا بيد المجتمع الدولى
*****
محمد
سيف الدولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق