بحث فى المدونة

الأحد، 17 أكتوبر 2021

مظاهرات الدولة العميقة

 

مظاهرات الدولة العميقة

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

فى مظاهرات السودان بالأمس وفى تونس فى الاسابيع والايام الماضية وفى مصر منذ عدة سنوات، تعلمت مؤسسات الدولة العميقة الدرس، واستطاعت ان تنظم هى الاخرى وتقود وتطلق مظاهرات موالية لها فى مواجهة مظاهرات القوى الثورية والمعارضة السياسية الراغبة فى التغيير وفى الحرية،

مظاهرات موالية لها ترفع هى الاخرى شعار الشعب يريد،

ولكنه يريد هذه المرة ما تقوم اجهزة السلطة باملائه عليه.

وهى مظاهرات وحشود تتكون من خليط من انصار النظام القديم ومن شبكات المصالح المحيطة به والمنتفعة منه، وعناصر امنية ومتظاهرين بالاجرة، وبالاضافة بالطبع الى بعض الجماهير الحقيقية التى نفذ صبرها وفقدت ثقتها فى امكانية حدوث اى تغيير او تقدم فى احوالها المعيشية،

وتخرج هذه المظاهرات الموالية فى رعاية وحماية مؤسسات السلطة وقادتها، التى هى بطبيعتها معادية لاى ثورة او اى تغيير،

ويكون لمثل الرعاية والحماية الرسمية مفعول السحر، فى مضاعفة اعداد المتظاهرين والحشود، مرة ومرات، فتجد فيها من الناس من لم يتخذ موقفا معارضا واحدا فى حياته، ومن لم يجرؤ ابدا على مناهضة اى سلطة من قبل فى اى مظاهرة او مسيرة.

ويستغل قادة الدولة العميقة فى ذلك، اوضاع الفوضى العامة والتدهور الاقتصادى التى تصاحب كل الثورات فى سنواتها الاولى.

لتصبح المعادلة الجديدة هى الشارع فى مواجهة الشارع والمظاهرات والحشود فى مواجهة مثيلاتها، والشاطر يحشد اكثر.

وذلك فى محاولة لرسم صورة زائفة عن انفضاض الشعب عن الثورة وقواها، والتفافه مرة اخرى حول السلطة الحاكمة، كخطوة اولى وتمهيدية للانقضاض على الثورة واجهاضها وتصفية قواها الثورية، واعادة النظام القديم ولكن بوجوه جديدة

لا شك ان هذا احدى التحديات الجديدة التى لم تكن فى حسبان قوى الثورة والتغيير فى اى قطر عربى، والتى يتوجب عليها ان تعمل لها من الآن وصاعدا الف حساب كواحدة من امضى اسلحة الثورة المضادة.

واول خطوة لمواجهة هذه الظاهرة هى بنزع القدسية عن الحشود وعن المظاهرات بعد ان اصبحت سلاح ذو حدين، والنظر الى اهداف التظاهرات الشعبية وشعاراتها ومشروعها السياسى قبل النظر الى اعدادها.

*****



 

ليست هناك تعليقات: