ذكرى العدوان الصهيونى على تونس العربية
فى مثل هذا اليوم فى اول اكتوبر من 35 سنة اغارت طائرات العدو
الصهيونى على #حمام_الشط فى تونس مستهدفة ياسر عرفات وعدد من القيادات الفلسطينية،
فنجا #ابو_عمار وسقط 68 شهيدا منهم 50 فلسطينيا و18 تونسيا، فى واحدة من مذابح
اسرائيل التى لم تتوقف منذ عشرات السنين.
ولم يكن هذا هو العدوان الوحيد والاخير على تونس الشقيقية، بل تكرر
عام 1986 حين قامت باغتيال الزعيم الفلسطينى #ابو_جهاد ، ثم عام 2016 بعد الثورة
التونسية الرائدة بعد اغتيال الموساد للمهندس التونسى #محمد_الزواوى.
لتثبت صحة النظرية القائلة بان هذا الكيان الصهيونى يستهدف ويهدد كل
الامة من مشارقها الى مغاربها بقدر ما يستهدف فلسطين.
كما انه لا يفرق بين مدنيين وعسكريين، من شهداء حمام الشط فى تونس
الى شهداء بحر البقر وابوزعبل فى مصر الى الاف الضحايا فى فلسطين ولبنان على
امتداد العقود الماضية.
كما ان هذا النوع من الجرائم الصهيونية يؤكد ان العدو يتحسب الف مرة
للمقاوم الفلسطينى او العربى ولو كان فردا واحدا، وسجل الاغتيالات الاسرائيلية
للقيادات الفلسطينية والعربية ولعلماء الذرة العرب يكشف كيف ان العدو يستهدفنا
واحدا واحدا، ولو كان عليه لاباد العرب اجمعين.
كما ان اسرائيل لا تتورع عن ارتكاب جرائمها فى اى مكان فى العالم،
فتطارد ضحاياها وتحدد اهدافها ولو كانت خارج حدود الارض المحتلة، مثلما فعلت فى
تونس وفى المفاعل النووى العراقى والمصانع السودانية وعشرات الاهداف فى سوريا.
بينما وللاسف الشديد ارتكبت المقاومة الفلسطينة خطأً فادحا حين
تراجعت، تحت تاثير الخوف من الاتهام الدولى بالارهاب، وقررت حصر المواجهة داخل
فلسطين بعد ان كانت الاجيال الاولى من المقاومة توجه ضرباتها للعدو فى كل مكان على
غرار ما حدث فى اوليمبياد ميونيخ 1972.
ولكن لو كان العدو قد حسب حساباته جيدا، لتردد كثيرا قبل ان يقدم
على تدنيس التراب التونسى باعتداءاته المتكررة، فلا شك ان كان لها دورا عميقا فى
تجذير الوعى القومى والهوية العربية للشعب التونسى وقواه الوطنية، فليس غريبا ان
كانت تونس هى قاطرة الثورات الشعبية العربية، كما انه ليس غريبا ان فيها اليوم
واحدة من اقوى حركات مناهضة التطبيع على مستوى الوطن العربى، فى القلب من اوسع
قاعدة من المثقفين والنخبة السياسية مقارنة بمثيلاتها فى اقطار عربية اخرى.
وربما يكون لعدوان حمام الشط وما تلاه ذات التأثير الذى تركه
العدوان الصهيونى على غزة تحت الادارة المصرية عام 1955، والتى اسفرت على استشهاد
ما يقرب من 40 جنديا مصريا، وكان لها بالغ أثر فى اعادة توجيه بوصلة مصر
وتوجهاتها، فلقد اقدمت بعدها مباشرة على شراء السلاح من الاتحاد السوفينى فيما عرف
بصفقة السلاح التشيكية وهو ما مثل سابقة صادمة للولايات المتحدة والمعسكر الغربى،
وكان البذرة الاولى فى المواجهات المصرية ضد اسرائيل على امتداد السنوات التالية.
خالص التحية لشهداء حمام الشط وكل شهداء فلسطين والامة على مر
التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق