بحث فى المدونة

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

ردا على السيسى .. بل هى عدونا اللدود

ردا على السيسى .. بل هى عدونا اللدود
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

دأب السيد عبد الفتاح السيسى، منذ تولى الحكم، على التأكيد مرة تلو الأخرى، بمناسبة وبدون مناسبة على الاشادة بالسلام مع اسرائيل، والحرص على أمنها.
وهو يؤكد على ذلك بمواقفه السياسية، وانحيازاته الاقليمية، وقراراته الأمنية، وتصريحاته الاعلامية، متحديا وصادما لكل ما عرفناه و تعلمناه وخبرناه على مر التاريخ.
وكان آخرها أمس فى حديثه مع "صحيفة كورييري ديلا سيرا" الايطالية، الذى قدم فيه اقتراحه "المريب" ((باستعداده لإرسال قوات مصرية الى الدولة الفلسطينية بعد قيامها كضامن لأمن اسرائيل ولطمأنتها، وانه تحدث طويلا مع نتنياهو فى هذا الِشأن)). وهو الاقتراح الذى أخشى ما أخشاه أن يكون تمهيدا لدور عسكرى مصرى فى غزة.
وسبق أن قال لقناة فرنسا 24 منذ بضعة أيام ((لن نسمح ان تستخدم اراضينا لشن هجمات على اسرائيل جارتنا))
وقال ان ((انشاء المنطقة العازلة كان ضرورة قديمة تأخرت كثيرا))
كما قال فى ذات الحديث ((من كان يتوقع منذ 40 سنة ان السلام بين مصر واسرائيل سيستقر بهذا الشكل))
ومن قبل قال تصريحه الشهير فى لقائه مع الصحفيين((ان السلام مع اسرائيل اصبح فى وجدان المصريين وأنه لا يوجد عبث فى هذا الكلام))
***
1)   أما عن رفضه لاى تهديد لاسرائيل من سيناء، فهو فى ذلك لم يأتِ بجديد، وانما يؤكد التزامه الامين والمخلص والعلنى بما جاء فى المادة الثالثة من المعاهدة الذى ينص على ((يتعهد كل طرف بان يكفل عدم صدور فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية وافعال العنف او التهديد بها من داخل اراضيه او بواسطة قوات خاضعة لسيطرته او مرابطة على اراضيه ضد السكان او المواطنين او الممتلكات الخاصة بالطرف الاخر ، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم او التحريض او الاثارة او المساعدة او الاشتراك فى فعل من افعال الحرب او الافعال العدوانية او النشاط الهدام او افعال العنف الموجهة ضد الطرف الاخر فى اى مكان كما يتعهد بان يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الافعال للمحاكمة))
وربما كان الجديد الوحيد فى هذا الامر هو ان يدلى رئيس الدولة بنفسه بمثل هذا التصريح الذى كان فى الماضى يترك لأحد المتحدثين باسم الخارجية، لرفع الحرج عن رئيس مصر قائدة الامة العربية، الذى لا يصح ان يعبر صراحة عن حرصه على امن اسرائيل .
***
2)   أما استخدام كلمات مثل الجارة والجيران والجيرة لوصف اسرائيل، فهو صادم وغريب ومناقض لكل الحقائق التاريخية والثوابت الوطنية.
كما ان فيه ارتقاء بمرتبة اسرائيل ومكانتها وعلاقاتنا معها بضعة درجات عما كان الوضع عليه ايام مبارك او حتى السادات.
فلقد كانت الرواية الرسمية قبل السيسى عن السلام مع اسرائيل هى نظرية ((مجبرٌ أخاك لا بطل))؛ وخلاصتها أن اسرائيل لا تزال هى العدو الرئيسى لمصر، ولكننا يجب ان نقبل بوجودها والسلام معها مكرهين ومضطرين وعلى مضض نظرا لان الولايات المتحدة وأوروبا ومجتمعهم الدولى يرعوها ويدعموها ويهددون كل من يعتدى عليها او يهدد وجودها او امنها.
اما الرواية المستقرة فى الضمير الوطنى الشعبى والتى تمثل احد أهم ثوابتنا الوطنية بعيدا عن الانظمة والحكومات والرؤساء والمعاهدات فخلاصتها ان اسرائيل ليست جارتنا بل هى عدونا اللدود، وهى ليست دولة طبيعية لشعب طبيعى يعيش على ارضه التاريخية مثل باقى دول العالم، بل هو كيان استعمارى استيطانى احلالى عنصرى ارهابى اغتصب فلسطين وطرد وذبح  وأباد وحاصر واسر شعبها.
وعليه فانها لا يمكن ان تكون جارة طبيعية مثل ليبيا وفلسطين والسودان والأردن والسعودية، بل هى مشروعا وكيانا عدوانيا يستهدف مصر والأمة العربية بقدر استهدافه لفلسطين.
كما انها قاعدة استعمارية استراتيجية وعسكرية متقدمة للغرب الاستعمارى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
أما السلام معها فهو لم يستمر و"يستقر" الا بالخوف والإكراه والتواطؤ والاستبداد. ولو اطُلق سراح الشعب المصرى والشعوب العربية، لما ظلت فلسطين محتلة حتى اليوم.
***
3)   أما القول بان المنطقة العازلة هى ضرورة قديمة تأخرت كثيرا، فإنه يطرح استنتاجا فوريا و مباشرا، هو ان مصدر ضرورتها الوحيد والفعلى قبل ظهور اى عمليات ارهابية فى سيناء، هو امن اسرائيل وحصار غزة ومنع تهريب السلاح الى المقاومة.
وهو الامر الذى يتأكد يوما بعد يوم، لان من يريد ان يحمى الامن القومى لمصر عليه ان يغلق الانفاق تحت الارض ويفتح المعبر فوق الارض ويعامله معاملة أى معبر آخر مثل معبر السلوم من حيث الاجراءات والقوانين المنظمة لحركة الافراد والبضائع.
ولكن هدم الانفاق مع اغلاق المعبر فى ذات الوقت هو لحماية امن اسرائيل، والمشاركة فى حصار غزة، وتنفيذا للاتفاقية المصرية الاسرائيلية الموقعة عام 2005 والمعروفة باسم اتفاقية فيلادلفيا والتى تشترط عدم فتح المعبر الا بموافقة اسرائيل.
بالإضافة الى ان الامن القومى المصرى يفترض تامين الحدود المصرية(الاسرائيلية) بذات القدر، ان لم يكن اكثر، لتأمين الحدود المصرية الغزاوية، وان يتم تجميد دخول (الاسرائيليين) من معبر طابا ومكوثهم فى سيناء اسبوعين بدون تأشيرة. وقبل ذلك وبعده أن نسعى حثيثا لتحرير سيناء من قيود كامب ديفيد.
***
4)   أضف الى كل ذلك حملات الشيطنة لكل ما هو فلسطينى، وتجنب اى ذكر لدور محتمل لاسرائيل فى العمليات الإرهابية، والانحياز المصرى لها فى عدوانها الاخير على غزة، وفى تعليق الاعمار على شرط نزع سلاح المقاومة، وفى رفع الدعوات القضائية ضد حركات المقاومة بعد ان كنا نرفعها سابقا ضد اسرائيل والمعاهدة وقيودها والتطبيع وتصدير الغاز .
ناهيك عن التصريحات الاسرائيلية الرسمية والصحفية المتكررة والمستمرة التى تعبر عن ارتياحها البالغ للعلاقات المصرية الاسرائيلية الحالية والتى يصفونها بانها لم تتعمق ابدا الى هذا الحد منذ توقيع المعاهدة.
فلأول مرة منذ كامب ديفيد توصف العلاقات المصرية الاسرائيلية بالسلام الدافئ والحار، بعد ان كان القادة الصهاينة يشتكون منذ 35 عاما من كونه سلاما باردا.
***
5)   وبالإضافة الى كل ما سبق فان من أخطر آثار مثل هذه التصريحات الدائمة والمستمرة والمقصودة والموجهة هو اختراق الرأى العام المصرى لإعادة تشكيل وعيه و ثوابته، وترويضه على القبول والتعايش مع اسرائيل التى تسالمنا ولا تهددنا والتى يربطنا معها سلام مشترك وامن مشترك ومصالح مشتركة وعدو مشترك.
ويا له من ثمن باهظ لنيل الرضا والاعتراف الدولى الكامل من بوابة اسرائيل.
*****



الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

القضية (الاسرائيلية)

القضية "الاسرائيلية"
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

كنا فيما مضى نسميها بالقضية الفلسطينية، وكنا نقصد بها قضية تحرير فلسطين من الاغتصاب الصهيونى، وتطهير الارض العربية من الكيان الصهيونى، وإنقاذ المستقبل العربى من المشروع الصهيونى. وكنا نعتبرها قضية العرب المركزية، وكانت على امتداد ربع قرن 1948 ـ 1973 هى القضية الأولى فى جداول أعمال القمم العربية، وفى برامج الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية العربية.
ولكن اليوم حلت محلها "القضية الاسرائيلية"، التى أصبحت هى عامود الخيمة الرئيسى فى كل الاستراتيجيات والسياسات والمواقف الدولية والإقليمية و العربية، بعد أن نجحت الولايات المتحدة واسرائيل على امتداد أربعة عقود من استقطاب الانظمة والحكام العرب واحدا تلو الآخر، الى التحالف معهم من أجل تصفية القضية الفلسطينية لصالح وجود واستقرار وأمن اسرائيل.
وحين كنا نعتبرها "القضية الفلسطينية"، كنا نبحث كيف نحارب وكيف نتسلح، وكيف نتوحد او نتضامن او نتشارك فى الدفاع عن فلسطين وعن بعضنا البعض. وكنا ندعم المقاومة ونسلحها ونحميها ونحتفى بعملياتها ونحرض على تكرارها ونؤبن شهداءها. وكنا نقاطع حلفاء اسرائيل و داعميها. و نحشد ونعبئ شعوبنا من اجل هذه المعركة المصيرية الطويلة. وكنا نرفض الاعتراف بشرعية اسرائيل، ونرفض التفاوض أو الصلح معها. وكنا نغضب على أى حاكم او نظام او حزب او حركة او مثقف نشتم فيهم رائحة تلميح ولو عابر عن الرغبة فى السلام مع اسرائيل أو الاعتراف بها أو الاعتراف بالقرارات الدولية التى تعترف بها. وكنا نتهم أمثالهم بالجبن والخيانة والرجعية والصهيونية. وكنا نعتبر اصدقاء امريكا من الانظمة العربية هم الطابور الخامس بيننا. وكنا نحترم من القيادات أكثرهم عداءً  وتحديا لاسرائيل. وكنا نسعى الى توطيد علاقاتنا الخارجية بأى دولة تعادى امريكا والاستعمار. وكنا نحرض شعوب و دول العالم على تبنى قضيتنا والانحياز الى مواقفنا.
***
أما منذ أن اصبحت قضيتنا المركزية هى "القضية الاسرائيلية"، قضية الحفاظ على وجود اسرائيل وأمنها، منذئذ، اصبحنا نتبارى فى توقيع معاهدات الصلح معها والاعتراف بشرعيتها والاستسلام لشروطها والرضوخ لقيودها على جيوشنا وتسليحنا وانتقاصها لسيادتنا على أراضينا المجاورة "لحدودها". ونتسابق فى طرح المبادرات والتصريحات التى تنفى تطرفنا وتصنفنا فى قوائم المعتدلين عند السيد الامريكى ومجتمعه الدولى. وأصبحنا نتبارى للارتماء فى أحضان الولايات المتحدة الامريكية، صانعة اسرائيل وحاميتها الرئيسية، ونتحالف معها ونشترى سلاحها من الفرز الثانى والثالث. ونمتثل لأوامرها فى تحديد وتقييد قواتنا وأسلحتنا نوعا وكما وتوجيها واستخداما. ونخضع لرغبتها فى الحفاظ على التفوق العسكرى الاسرائيلى النوعى على كل دولنا العربية مجتمعة. ونصالح من يصالحها ونعادى من يعاديها. ونحتشد وننفض وفقا لرغباتها. ونستأذنها فى كل قراراتنا وسياساتنا.  وأصبحنا نُحكَم بالإكراه من اكثر القيادات مهادنة وخوفا و"اعتدالا" مع اسرائيل.
وأصبحنا نضغط على الفلسطينيين لكى يستسلموا "لاسرائيل" ويعترفوا بحقها فى الوجود على ارض فلسطين التاريخية. ونعمل على كسر إرادة من يتصلب منهم، ونشارك فى حصاره وحظر السلاح اليه، ونبارك صراحة او ضمنا الاعتداءات الصهيونية عليه، ونحرص على توقيف واعتقال من يقع تحت أيدينا من مقاومته. ونصادر أسلحته ونغلق معابره ونهدف أنفاقه. ونهاجمه ونشوهه ونعاديه. وأصبحنا نرتعب وننزعج وندين اى عملية للمقاومة بمجرد وقوعها، ونسخر ونسفه قيم الصمود والبطولة والاستشهاد، ونتهمها بالطوباوية وباللاواقعية وبالتطرف والتشدد والإرهاب.
وأصبحنا نضلل شعوبنا، ونكذب عليها، ونزيف وعيها، بان إسرائيل قطر شقيق و جار مسالم وأمر واقع. وأصبح التنسيق والتعاون والشراكة الأمنية معها ضرورة وحق وواجب وعمل وطنى وعاقل وحكيم. وأصبحنا نفتح حدودنا ومعابرنا للصهاينة، ونرحب بهم فى بلادنا وعلى شواطئنا، ونحرمها على الفلسطينيين الذين أصبحوا هم الأشرار و الخطر الأكبر على أمننا القومى.
وأصبحنا نطارد كل الكتاب والكتابات والأفكار والمفكرين والأحزاب والتنظيمات السياسية و القوى والتيارات الوطنية التى ترفض الاعتراف بإسرائيل، والصلح والتطبيع معها وتناصر فلسطين والمقاومة الفلسطينية، ونحظر أنشطتها ونغلق منابرها ونعزلها ونطارد عناصرها.
***
انه النظام الرسمى العربى فى أسوأ مراحله وأظلم عصوره، ظلام لا يكسره سوى عبقرية الصمود الفسطينى وبطولاته وانتصاراته.
*****


الخميس، 20 نوفمبر 2014

خطيئة الاحتفال بالحرب العالمية الأولى

خطيئة الاحتفال بالحرب العالمية الأولى
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
لا اعلم من هو صاحب فكرة ان تحتفل مصر بالذكرى المئوية للحرب العالمية الاولى، وهى الحرب التى كانت وبالا علينا جميعا، ففيها تم تقسيمنا بموجب اتفاقيات سايكس ـ بيكو، وتم توزيعنا كغنائم حرب على المنتصرين من الاوروبيين، وخرجت منها كافة الأقطار العربية وهى ترزح تحت الانتداب/الاحتلال البريطانى او الفرنسى او الايطالى الذى استمر الى ما بعد الحرب العالمية الثانية، والذى كان سببا رئيسيا فى تخلفنا ونهب ثرواتنا.
وفيها بدأ تدشين المشروع الصهيونى بإعطاء اليهود الحق فى وطن قومى فى فلسطين بموجب صك الانتداب البريطانى 1922 ومن قبله وعد بلفور المشئوم 1917.
 وفيها قام الاوروبيون باحتلال القدس لأول مرة منذ ان حررها صلاح الدين فى 1187، ودخلها الجنرال الانجليزى اللنبى بجيوشه فى 9/12/1917 وقال قولته الشهيرة "اليوم انتهت الحروب الصليبية". وهو ذات المعنى الذى كرره بعده الجنرال الفرنسى هنرى غورور حين احتلت قواته دمشق فى 25 يوليو 1920، فذهب الى قبر صلاح الدين وقال بشماتة "ها قد عدنا يا صلاح الدين".
ان استكمال احتلال البلاد العربية فى الحرب العالمية الاولى، وخاصة بلدان المشرق العربى التى لم تكن قد خضعت بعد للاحتلال الاوروبى، هو فى التاريخ والوعى والضمير الاوروبى الاستعمارى العنصرى، هو مجرد امتداد للحملات الاستعمارية التى شنت على أوطاننا منذ تسعة قرون، والتى لم ينسوا او يغفروا لنا أبدا انتصارانا عليهم فيها و طردنا لآخر جندى منهم فى عام 1291.

فنأتى نحن اليوم ونحتفل بها !؟
 اى رسالة تلك التى نريد ان نبعث بها الى شبابنا وأولادنا بمشاركتنا فى هذا الاحتفال ؟
أنريد أن نخبرهم اننا نفتخر بهذه الحقبة التى كنا فيها محتلين وتابعين وضعفاء ومساقين وشعوبا من الدرجة الثالثة والرابعة.
هل نريد ان نروج لعصور الاحتلال والتبعية ؟
ام اننا نريد أن نتقرب من الغرب ومجتمعه الدولى، فى محاولة لنيل الرضا والاعتراف،على غرار مشاركتنا الحالية فى التحالف الامريكى الاستعمارى فى العراق وسوريا ؟
ان الشعوب والأمم العريقة، لا تنسى أبدا ثأرها، ممن اعتدى عليها واستعمرها واستعبدها.
حتى الصهاينة المجرمون لا يزالون يهاجمون مصر والمصريين بدعوى إخراجهم لليهود من مصر منذ  ما يزيد عن 3000 عام. ولا يزالون يبتزون العالم بالهولوكست، وبالاضطهاد الاوروبى لهم فى العصور الوسطى، وبعنصرية شكسبير فى رواية تاجر البندقية، ولا يزالون يتاجرون بمحاكمة الضابط الفرنسى اليهودى "دريفوس" للتدليل على عنصرية أوروبا ومعاداتها للسامية.
فلماذا نسينا نحن جرائم الحقبة الاستعمارية الاوروبية التى قد تمتد آثارها المدمرة علينا لقرون طويلة ؟
هل يمكن ان ننسى لهم مذابح الإسكندرية والتل الكبير ودنشواى وثورة 1919 وكوبرى عباس والاسماعيلية وحريق القاهرة والعدوان الثلاثى وغيرها؟
ثم نتذكر لهم بدلا من ذلك انتصاراتهم على بعضهم البعض، باستغلالنا واستخدامنا أوطانا و بشرا ومواردا كوقود لحروبهم الاستعمارية الإجرامية.
***
لقد قامت الحرب العالمية الاولى بسبب تنافس وصراع الدول والامبراطوريات الاوروبية على استعمار باقى شعوب العالم. صراعا بين القوى الاستعمارية المهيمنة كبريطانيا وفرنسا وروسيا من جانب، وبين ألمانيا والامبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية رجل اوروبا المريض.
وللفيلسوف البريطانى الشهير "برتراند راسل" مقولة شهيرة بالغة الدلالة فى عنصريتها، حين سألوه عن سبب رفضه للحرب العالمية الاولى واعتقاله لذلك؟ فأجاب انه كان من الممكن تجنب الحرب لو قامت بريطانيا وفرنسا بإعطاء ألمانيا بعضا من مستعمراتها !
هكذا يفكرون، لقد كانت حرب بين لصوص العالم. حرب المنتصر و المهزوم فيها أشرار. والضحية فى جميع الاحوال هى شعوبنا.
***
لقد قال اللواء أركان حرب جمال شحاتة رئيس هيئة البحوث العسكرية فى الكلمة التى ألقاها فى الاحتفال، إن الجيش المصرى قد شارك مع الحلفاء فى 5 أغسطس 1914، لنصرة الإنسانية، بأكثر من مليون و200 ألف مقاتل، وقاتل فى 3 قارات "آسيا وإفريقيا وأوروبا"، وكان ترتيبه الثامن من حيث عدد القوات المشاركة. وانه قدّم أكثر من نصف مليون شهيد فى الحرب العالمية الأولى، ودفن من سقطوا من هؤلاء الشهداء فى بلاد مختلفة بمقابر الكومنولث.
فهل يجوز الافتخار بمثل هذه المشاركة التى قدمنا فيها نصف مليون شهيد من جملة عدد القتلى الذى بلغ 8.5 مليون فى هذه الحرب الاستعمارية الإجرامية ، بدون أن نحقق أى مقابل أو مكسب او مصلحة.
 فازت بريطانيا التى لم يتعدَ عدد قتلاها هى ودول الكومنولث مجتمعة، 900 الف قتيل، باحتلال غالبية بلدان أفريقيا وآسيا بالمشاركة مع حلفائها، بينما خرجنا نحن فاقدى الاستقلال، مجزئين مستعبدين، بل ومحرومين من المشاركة فى كل مؤتمرات ومقررات ما بعد الحرب، التى رفضت مطالبنا بالاستقلال. انها أياما سوداء فى تاريخنا .
ورغم كل هذه التضحيات المصرية المجانية، لم ينسب لمصر أى دور أو فضل فى اى من المراجع التاريخية الرئيسية التى تناولت الحرب.
كما أن الجنود المصريين، شاركوا فيها بالإكراه والكرباج والسخرة لصالح مصالح بريطانيا الاستعمارية وليس لصالح مصالح مصرية او عربية.
وحتى لو كان الاحتفال مجرد مناسبة بروتوكولية، فان المشاركة غير مقبولة أيضا، فلا أحد يحتفل بهزائمه أو بعصور استعباده؛  فهل نحتفل بالاحتلال البريطانى 1882 أو بالانتداب 1922 ؟ أو بذكرى النكسة فى 5 يوينو 1967، أو بذكرى النكبة فى 1948 ؟
وهل يمكن ان يحتفل الزنوج بذكرى اصطيادهم وترحيلهم واستعبادهم فى الولايات المتحدة الامريكية؟
أو الهنود الحمر بذكرى إبادة المستوطنين الاوروبيين البيض لهم ولقبائلهم ولحضارتهم؟
***
ان المشاركة تعكس خللا واضطرابًا فى البوصلة الوطنية. ولقد سبق ان حسمت القوى الوطنية موقفها من مثل هذه الاحتفالات والمناسبات التاريخية، حين رفضت وتصدت للاحتفالية التى نظمها فاروق حسنى وزير ثقافة مبارك بمرور مائتى عام على حملة نابليون بونابرت.
ورغم ذلك نأتى اليوم ونكررها مرة أخرى، انها بلد العجائب !
*****

القاهرة فى 20 نوفمبر 2014

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

كرم (اسرائيل)

كرم (اسرائيل)
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

(اسرائيل) تسمح لأول مرة لجميع الأعمار بصلاة الجمعة فى المسجد الاقصى، تزامنا وتجاوبا مع  اجتماع الملك عبد الله ونتنياهو وكيرى فى الاردن لبحث التهدئة فى الاقصى والقدس المحتلة.
ما أطيبها ..
الحقيقة اننا نظلم (اسرائيل) كثيرا، ونتهمها بالإرهاب والعنصرية والعنف والقسوة، رغم اننا لو تأملنا قليلا، لاكتشفنا كم هى رحيمة بنا، وكم هى كريمة فى ما تمنحه للفلسطينيين كل يوم من حقوق وحريات وتنازلات.
لا يجب أبدا أن ننسى أو نتجاهل سماحها بأداء الصلوات فى المنازل خمس مرات فى اليوم، كما انها لا تمانع فى الالتزام بعدد الركعات الشرعية فى كل صلاة، وبالصيام فى رمضان وبالوضوء والاغتسال لمن استطاع اليهما سبيلا. وبالاحتفال بالأعياد فى غير أوقات الحروب والمذابح والإبادات.
وهى تسمح لهم بالتنفس شهيقا وزفيرا فيما عدا بالطبع الحالات التى تضطر فيها لقذفهم بقنابل الغاز. وتسمح فى كثير من الأحيان بالموت الطبيعى بدون قصف او اغتيال او إبادة. وبإقامة الجنازات لغير الشهداء وبشرط عدم تسييسها، وكذلك بشعائر الدفن وسرادقات العزاء. وتسمح بتناول الطعام والشراب عند توفرهما، وبالمضغ والبلع والهضم وقضاء الحاجة، وبالنوم والأحلام. كما انها تؤمن بحق الفلسطينيين فى المرض والألم، ولكنها لا تضمن العلاج. وتسمح بالأفراح والتزاوج والتناسل والرضاعة وتغيير الحفاضات. وبتعليم الأطفال المشى والكلام، وإدخالهم المدارس التى لم تُدَّمر بعد، ولعبهم فى الأزقة والساحات والخرابات، ولكن ليس على الشواطئ أثناء الاعتداءات. وتسمح للشباب ببلوغ سن المراهقة والنضوج السِني والعقلى والجسمانى لمن لم يستشهد بقذائفها وقنابلها.
كما انها تسمح للفلسطينيين بارتداء ملابسهم وانتعال أحذيتهم وتصفيف شعورهم، ولا تزال حتى اليوم تسمح لهم بالخروج من منازلهم والذهاب الى أعمالهم ان وجدت. وبالتمتع بدفء الشمس وضوء القمر والنظر الى النجوم فيما عدا أثناء القصف أو الاغتيال بالطائرات. وتسمح بالتجول فى عدد "محدد" من الشوارع والطرقات والميادين، وبركوب وسائل المواصلات فى "بعض" المناطق. كما تسمح لهم بفرش وتأثيث بيوتهم التى لم تهدم او تغتصب، فليس هناك ما يمنع الفلسطينى ان يمتلك سريرا فى بيته او دولابا او مائدة وأدوات طعام، او صالة معيشة وتلفاز أو ان يغلق عليه باب بيته ويفرش الارض بالحصير او بالسجاد حسب الاحوال، وان يمتلك دورة مياه وشبكة صرف صحى ان بقى منها شيئا بعد تدمير البنية التحتية. أو ان يستخدم الكهرباء عندما تكون المحطات عامرة بالوقود فى غير أوقات الحصار.
***
أما على المستوى السياسى، فيجب أن نقدر (لاسرائيل) حكمتها وكرمها ورحمتها، فهى لا تعتدى على غزة سوى مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات. وهى لم تقتل فى الحرب الاخيرة سوى 2000 شهيد من جملة مواطنى قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، ولم يكن منهم سوى 400 طفلا رغم ان جملة تعداد اطفال القطاع 900 الف. ويجب أن نعترف اننا تأثرنا كثيرا بكلمة بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة وأشفقنا عليه وتعاطفنا معه، حين قال ((ان قلوبهم كانت تدمى وهم يقصفون المدنيين الفلسطينيين))
أما سجونها، فلا يوجد فيها سوى خمسة آلاف أسير فلسطينى من جملة 4.5 مليون مواطن. وهى تعيد اعتقال الاسرى المحررين ولكن ليس كلهم. و تغتال بعض من القيادات الفلسطينية ولكن ليس جميعهم.
وهى تسمح لمن تبقى من الفلسطينيين بعد الطرد والتهجير والإبادة، بالحياة والبقاء على الارض التى تؤمن بأنها ارضها ووطنها القومى التاريخى الموعود من البحر الى النهر. وما زالت بعض الاراضى الفلسطينية خالية من المستوطنات الاسرائيلية، وبعض المساجد والكنائس لم تدنس بعد، أما المعابر فتفتح احيانا.
و(اسرائيل) مشكورة سمحت للفلسطينيين بتشكيل سلطة فلسطينية، تتعاون وتنسق معها أمنيا وماليا وسياسيا. وهى تقبل برحابة صدر تحويل مرتباتهم المدفوعة من الدول المانحة. وهى تسمح للرئيس الفلسطينى ووزراءه ورجاله بالسفر الى خارج البلاد والعودة مرة اخرى. وهى تنسج علاقات حميمة مع رجال الشرطة الفلسطينية وتشجعهم على القيام بوظائفهم وعلى الاخص حين يطاردون رجال المقاومة، وهو التعاون والتنسيق والتشجيع الذى يهدم كل ادعاءات عدائها للفلسطينيين.
***
وفى النهاية علينا أن نعترف بان (اسرائيل) وقادتها يلتزمون بوعودهم التى قطعوها لنا، ولا يحيدون عنها أبدا، فهم لا يزالوا يلتزمون برسالة "ديفيد بن جوريون" التى قال فيها :
((لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة فى محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين فى الدولة اليهودية .. ولكن إذا وقفوا فى طريقنا وعارضوا، ولو جزئيا، تحقيق أهدافنا، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة))
*****
القاهرة فى 18 نوفمبر 2014





السبت، 15 نوفمبر 2014

كل هذا التنسيق مع اسرائيل !

كل هذا التنسيق مع اسرائيل !
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

رغم حالة الغضب العارم ضد الجرائم الإرهابية المتكررة ضد جنودنا فى سيناء، الا أن الضمير الوطنى لا يستطيع أن يتحمل كل هذا التعاون والتنسيق الامنى والعسكرى غير المسبوق بيننا وبين عدونا الاستراتيجى الذى نعلم جميعا علم اليقين انه ليس بعيدا عن كل الشرور التى تتم فى سيناء. و الضمير الوطنى لا يستطيع أن يتحمل فكرة أن يكون هناك اى مشتركات بيننا وبين اسرائيل سواء كانت أمنا مشتركا أو مصالح مشتركة أو موقفا استراتيجيا مشتركا تجاه غزة وحركات المقاومة الفلسطينية. كما انه لم يعد يتحمل الاستئذان المصرى الدائم لإسرائيل كلما أردنا أن ندفع بقوات مصرية اضافية الى ارض سيناء المصرية .
كما أنه من المعلوم لكل المتخصصين والباحثين والخبراء المعنيين بالشأن المصرى الاسرائيلى، أن مطلب المنطقة العازلة على الحدود المصرية الفلسطينية الغزاوية هو مطلب اسرائيلى قديم، فكيف ولماذا توافق الادارة المصرية الحالية اليوم على ما رفضته رغم الضغوط على امتداد سنوات طويلة ؟
كما أن السؤال الأهم هو هل الاجراءات والعمليات التى تتخذها الدولة اليوم فى سيناء، تستهدف حماية الأمن القومى المصرى أم حماية أمن اسرائيل ؟
وقبل أن نستنكر السؤال الأخير، علينا أن نتذكر اننا نعيش منذ 35 عاما فى ظل ترتيبات امنية مجحفة فى سيناء ارتضاها، وياللأسف، النظام المصرى. ترتيبات تنحاز بوضوح وبفجاجة الى أمن اسرائيل على حساب الأمن القومى المصرى! وفقا لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التى قال عنها عبد الفتاح السيسى انها اصبحت مستقرة فى وجدان المصريين!
 كما أن زلة اللسان أو زلة النشر التى صدرت عن اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات السابق لجريدة الاهرام فى تحقيق بعنوان "المواجهة الإستراتيجية فى سيناء" المنشور يوم 31 اكتوبر 2014، حين قال فى ثنايا حديثه ((ان اسرائيل تزود الارهابيين بمواعيد هجوم الجيش المصرى عليهم فيتركون مواقعهم))، تثير تساؤلات عديدة عن مبرر تجاهل الاعلام الرسمى المصرى لدور اسرائيل "المحتمل" فى العمليات الإرهابية، وكأنها تحولت فجأة الى حمل وديع، وتساؤلات أخرى عن من الذى يخبر اسرائيل بمواعيد الهجمات العسكرية المصرية ؟
وفيما يلى عدد من الشهادات الاسرائيلية و الامريكية الحديثة والقديمة التى تدل جميعها على عمق التفاهم والتنسيق الاستراتيجى المصرى الاسرائيلى الحالى مقارنة بما كان عليه فى أى وقت منذ توقيع المعاهدة عام 1979.
ورغم أنه يجب التعامل دائما مع مثل هذه الشهادات بحرص وحذر، الا انه من ناحية أخرى يصعب نفيها أو تجاهلها بدون دراسة وتمحيص وحوار من كل القوى الوطنية المصرية التى طالما ناضلت معا لنصرة فلسطين وضد اسرائيل وكامب ديفيد وقيودها وتفاهماتها المعلنة او المستترة، لهدف الاجابة على سؤال مهم وخطير وهو "ما حقيقة ما يجرى الآن فى الكواليس المصرية الاسرائيلية ؟"
***
الشهادات :
((ان كلاً من جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" يتوليان مهمة جمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات "الجهاديين» في سيناء، ويتم نقلها للجانب المصري، مشدداً على أن "تقاسم العمل» بين الجيشين المصري والإسرائيلي يتم وفق "قواعد ثابتة"... إن الجيشين المصري والإسرائيلي يتقاسمان المسؤوليات في الحرب على الجماعات الجهادية في سيناء، بحيث يقوم الجيش المصري بشن الحرب الفعلية على "الجهاديين"، في الوقت الذي تتولى فيه إسرائيل توفير المعلومات والتقديرات الاستخبارية استناداً إلى مصادرها البشرية والإلكترونية)) ـ رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"ــ ترجمة صالح النعامى
***
((تم التأكيد على تعاون السيسي الأمني الوثيق ​​مع إسرائيل في سيناء وعلى تفهمه لمخاوف إسرائيل الأمنية في غزة من خلال تقدير خاص من الجيش المصري والاستخبارات المصرية لموقف إسرائيل الداعم ... ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى المزيد من التعاون الأمني وراء الكواليس ما بين إسرائيل ومصر))
من مقال مهم بعنوان "رؤية الرئيس السيسى للعالم" المنشور فى موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بتاريخ 29 اكتوبر 2014 ـ للسفير مارك سيفرز ــ  نائب رئيس البعثة الدبلوماسية فى القاهرة سابقا. 
***
استئذان اسرائيل :
((هناك تنسيق بين مصر وإسرائيل فيما يخص التحركات العسكرية المصرية بمنطقة الحدود مع قطاع غزة... لأن اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة بين البلدين تنص على عدم انتشار قوات عسكرية مصرية في تلك المنطقة...ولذلك فان كل ما يخرج عما نصت عليه الاتفاقية يتم التنسيق بشأنه بين الجانبين))
أفيخاي أدرعي  ـ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ـ لبى بى سى ـ 31 اكتوبر 2014
***
ذكرت اذاعة الجيش الإسرائيلي "جالى تساهل"، الخميس 6 نوفمبر الجارى أن إسرائيل وافقت على طلب مصر إرسال كتيبتين مشاة إضافيتين، بالإضافة إلى سرب من طائرات الهليكوبتر الهجومية إلى سيناء كجزء من حملتها للقضاء على الجهاديين.
وأشارت إلى أن عدد القوات المصرية المنتشرة اليوم في سيناء لم تتجاوز كثيرا اتفاقية نشر القوات في سيناء والتي هي جزء من اتفاقيات كامب ديفيد،
 وتابعت إن مصر تعهدت بسحب قواتها فور انتهائها من عملياتها في سيناء، وأن لـ"إسرائيل" مصلحة أيضاً في مكافحة تلك الجماعات وبالنشاطات التي يقوم بها الجيش المصري بسيناء.
وفى هذا الشأن قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن سيناء منطقة منزوعة السلاح بدرجة كبيرة وفقًا لبنود اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، مما يعني أنه يجب أن تحصل القاهرة على إذن إسرائيل بنشر قوات إضافية في المنطقة
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر طلبت رسميًا موافقة إسرائيل لنشر قوات إضافية بعد الانفجار الذي راح ضحيته عشرات الجنود المصريين بشمال سيناء.
وفى جريدة  "ميكور ريشون" كتب "موشيه فوكسمان" استاذ الدراسات الشرقية والتاريخ في جامعة "بار إيلان" مقالا بعنوان " أهمية نزع سلاح سيناء"، قال فيه أن على إسرائيل أن تطلب ضمانات من مصر وأمريكا، بسحب قواتها العسكرية من سيناء حال الانتهاء من تصفية معاقل الإرهاب الإسلامي، خشية أن يتحول وجود الجيش المصري هناك إلى وجود دائم، خاصة فى حالة عدم استمرار نظام السيسى، وتغير الوضع فى مصر لغير صالح اسرائيل.
***
خطة انشاء منطقة عازلة والمسماة بخطة "كيفونيم" التي أعدها الجيش الاسرائيلى في عام 2005، عندما قرر الانسحاب من غزة :
((ان الهدف الإستراتيجي من خطة إنشاء منطقة عازلة هو خنق المقاومة في غزة، لمنع تزايد التسليح القادم من مصر عبر الأنفاق... وتتكون الخطة من مرحلتين : الأولى هى تجريف مسافة ما بين 300 إلى 500 من الحدود إلى داخل رفح المصرية وتحويلها إلى ما يسمى عسكريا killing zon - منطقة قتل - حيث سيتم نشر أبراج حراسة مسلحة تطلق النار بشكل مباشر وبغرض القتل على كل من يسير في هذه المنطقة دون إذن، كما سيتم رصدها بواسطة أجهزة الرؤية الليلية والرؤية الحرارية وأجهزة الاستشعار الحركي.
أما في المرحلة الثانية فيبدأ إخلاء مابين 3 إلى 5 كيلومتر بشكل كامل، وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإخلاء السكان منها، وإسكان جنود مصريين.. ورفع رواتبهم بشكل مغري لمنع الرشاوى التي قد يتم دفعها لهم، بالإضافة إلى حفر قناة لتصريف مياه البحر الأبيض المتوسط على طول طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، بهدف خلق تربة مهلهلة فوق الأنفاق لتدميرها ومنع حفرها.
وكانت الخطة تقضى بأن تقوم "إسرائيل" بتغطية كافة التكاليف المتعلقة بتعويض السكان المطرودين من مساكنهم ودفع مخصصات مجزية ومساعدات للجنود المصريين الموجودين على طول المنطقة العازلة وتدريبهم وزيادة المساعدات الأمريكية إلى مصر...ولكن مبارك رفض تنفيذها لأسباب داخلية ولخوفه من ثورة في سيناء...))
" رافي يلويان "الباحث الإستراتيجي والعضو الدائم في لجنة تنسيق مؤتمر هرتسيليا ــ  وكالات أنباء نقلا عن إذاعة "ريشت بيت" العبرية.
***
الخطة التي اقترحها الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي "غيورا اّيلاند" :
إنشاء منطقة أمنية تمتد إلى الخارج على بعد ميلين من الحدود داخل مصر، بالإضافة إلى سياج حدودي مزدوج يفصل بينهما منطقة مغلقة متصلة بمقصورة على منطقة واحدة لحراسة الطريق ، كل هذا سيدعو المهربين لبناء أنفاق أطول مما يزيد من احتمالات الانهيار ، وهذا الإجراء سيدعو المهربين أيضا إلى السير لمسافات طويلة في ظل كمية أقل من الأوكسجين وسيدعوهم أيضا لضخ كميات من الهواء داخل الأنفاق ومضاعفة الجهد في هذا الاتجاه مما يزيد من احتمالات كشفهم
من تقرير كريس هرنش بعنوان "دور مصر في مسألة تهريب السلاح الى غزة" الصادر من مؤسسة أمريكان انتربرايز للأبحاث بتاريخ 2/8/2009 ـ ترجمة مدونة سيناء حيث أنا ـ ورابط المقال الأصلى فيما يلى :
***
((سبب الإفراج عن الطائرات الأباتشى لمصر، هو أنها ستساعد الحكومة المصرية فى التصدى للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكى والمصرى والإسرائيلى))  البنتاجون ـ مارس 2014
*****

 القاهرة فى 15 نوفمبر 2014