بحث فى المدونة

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

الوطنيون العرب وصفقة القرن



هذا هو المقال الرابع فى هذه السلسلة من المقالات التى تبحث فى اهم مهماتنا الوطنية بعد صفقة القرن.
***
دائما ما كان الشارع العربى ينتفض غضبا وتضامنا ضد كل عدوان صهيونى جديد، فعلها فى اجتياح بيروت ومذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982، وفى انتفاضة الحجارة 1987، وانتفاضة الاقصى 2000، وفى حرب تموز 2006، وفى الحروب الثلاثة الكبرى التى شنتها اسرائيل على غزة (2008 ـ 2014)، ناهيك عن حريق المسجد الاقصى ومذبحة الحرم الابراهيمى وغيرهم الكثير.
صحيح أن صفقة القرن الامريكية لم تطلق الرصاص ولم تلقِ القنابل ولم ترتكب مذابح مباشرة، الا انها تفوق فى اضرارها ومخاطرها على فلسطين والامة العربية كل ما سبق ذكره من حروب واعتداءات ومذابح اسرائيلية، مما يوجب على القوى الوطنية فى كل الاقطار العربية وساحاتها ان تقوم بادارة حوار واسع وعميق يتناول فرص وامكانيات ووسائل وادوات الدعم والمشاركة فى التصدى للمشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة ككل وفى كل قطر على حدا، رغم القيود التى تفرضها الانظمة العربية على النشاط السياسى وعلى الحريات بشكل عام وعلى أنصار فلسطين ومناهضى اسرائيل والصهيونية على وجه الخصوص.
·       ولنتفق اولا على ان هناك اقطاراً وساحاتً عربية تمتلك من اجواء الحرية ما يؤهلها بان تقوم بدور القاطرة فى مواجهة الكيان الصهيونى ودعم فلسطين، مثل لبنان وتونس.
·       أو تلك التى لم يبلغ فيها القهر والاستبداد بعد المدى الذى بلغه فى غالبية الأقطار العربية، والتى لا يزال بها هامش من الحريات تستطيع المعارضة السياسية ان تنشط من خلاله، مثلما كان الحال فى مصر أيام مبارك!
·        تليها الاقطار التى لا تمتلك ذات الاجواء من الحريات لكنها غير مكبلة باتفاقيات سلام مع (اسرائيل) تفرض فيها السلطات الحاكمة حظرا على مناهضة (اسرائيل) ودعم فلسطين.
·       او الاقطار الذى لا يوجد فيها تواطؤ رسمى واضح مع العدو الصهيونى والولايات المتحدة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
·       أما تلك الأقطار التى تعانى من كل ما سبق، فعليها ان تبحث فى سبل اختراق الحصار وكسر القيود.
***
اما عن قضايا الحوار فيمكنها ان تتضمن ما يلى:
1)   الاتفاق على طبيعة وحدود المشاركة العربية، بمعنى هل نحن بصدد دعم شعب شقيق لتمكينه من تحرير "أرضه" المحتلة، ام اننا بصدد قضية قومية عامة تمسنا وتخصنا بقدر ما تخص فلسطين؟
2)   كيفية احياء حركات ولجان المقاطعة والمناهضة ومقاومة التطبيع ودعم الانتفاضة والاغاثة ونصرة الاقصى وغيرها، التى تأسست ونشطت فى غالبية الاقطار العربية على امتداد عقود طويلة؟
3)   مع دراسة العوامل التى ادت الى تراجعها واختفائها بعد أن كانت ملء السمع والبصر؟
4)   وعلى راسها غياب التخصص والتفرغ الواجب فى التصدى للقضية؟ وازدحام اجندة القوى والشخصيات السياسية العربية بعشرات الملفات والقضايا، على العكس مما يحدث داخل الحركات والمنظمات الصهيونية.
5)   السعى الى تأسيس مراكز أبحاث ودراسات متخصصة فى قضايا الصراع العربى الصهيونى، تكون مستقلة عن السلطات العربية، على العكس من غالبية المراكز القائمة حاليا.
6)   اعداد قوائم بأهم الكتب والاصدارات والمراجع المقروءة والمرئية والدوريات العربية والفلسطينية والاجنبية المتعلقة بالقضية، وكذلك اهم الحركات والاحزاب والشخصيات العربية المتخصصة والمشتبكة معها.
7)   مع الحرص على تأسيس هيئات وآليات اهلية عربية مستقلة وجامعة لكل ألوان الطيف العربى المقاوم، تستهدف تحقيق التواصل والتفاعل الدائم، وتقريب وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات وبرامج المواجهة.
8)   تاسيس ميثاق وطنى بين كل القوى والاحزاب والشخصيات الفاعلة فى كل قطر ينص على وضع قضية فلسطين ومواجهة المشروع الامريكى الصهيونى على راس الثوابت والاجندات السياسية للجميع.
9)   تأسيس خطاب سياسى شامل يشرح للراى العام العربى فى كل قطر، الارتباط العضوى بين مصائرنا ومصير فلسطين. وهو ما يعد من أهم قضايا الحوار.
10)         كيفية الدفع فى اتجاه تحرير مصر والاردن وفلسطين مما يسمى باتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية؟
11)         كيفية اختراق القيود السياسية والامنية المفروضة على اى نشاط سياسى بشكل عام وعلى اى انشطة معادية لاسرائيل وللولايات المتحدة على وجه الخصوص؟
12)         كيفية مواجهة الهرولة غير المسبوقة فى التطبيع العربى الرسمى مع (اسرائيل) الجارية اليوم على قدم وساق؟
13)         كيف يمكن الضغط شعبيا وسياسيا لاثناء الانظمة العربية عن المشاركة او التورط فى اى من ترتيبات او اتفاقيات صفقة القرن ومثيلاتها؟
14)         مع النضال اليومى ضد كل اشكال الاحلاف الدولية والاقليمية التى تضع الدول العربية و(اسرائيل) فى أحلاف أو ترتيبات أو مصفوفات أمنية واستراتيجية واحدة.
15)         احياء القضية واعادتها الى مكانتها السابقة والمستحقة فى الحياة السياسية والفكرية العربية، بشكل يمثل ضغطا أدبيا على كل قادة الرأى العام من كتاب ومفكرين وصحفيين واعلاميين وفنانين وسياسيين وبرلمانيين ونقابيين من كافة التيارات، بما فيها تيار السلطة؛ ضغطا يدفعهم لتحديد مواقفهم الصريحة من فلسطين وقضيتها ومن (اسرائيل) والتطبيع معها.
16)         دراسة ادوات التأثير والضغط من أجل رفع الحصار المفروض على حركات المقاومة فى فلسطين ولبنان، أو على الأقل عدم المشاركة فيه؟
17)         مع البحث فى كيفية تنظيم قوافل واساطيل شعبية عربية لكسر الحصار على غزة لا تقل زخما عن مثيلاتها الاوروبية.
18)         الاتفاق على ضرورة استقلال حركة النضال العربى والفلسطينى عن اى محاور اقليمية او دولية او اى انظمة حكم عربية، ومن باب أولى غير عربية.
19)         وضرورة استقلالها خارج فلسطين عن اى فصائل فلسطينية.
20)         العمل من اجل استبدال الوساطات العربية الرسمية بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة، بشخصيات وهيئات اهلية عربية مستقلة تحرر القضية والوساطة من اجندات انظمة الحكم العربية. 
وهكذا ..
*****
محمد سيف الدولة

مقالات سابقة مرتبطة:

السبت، 27 يوليو 2019

الشباب العربى وصفقة القرن


هذا هو المقال الثالث فى هذه السلسلة من المقالات التى تبحث في أهم مهماتنا الوطنية بعد صفقة القرن.
***
ربما تكون الحسنة الوحيدة لما يسمونه بصفقة القرن هى ما فجرته من ردود فعل فلسطينية وعربية اعادت فلسطين وقضيتها الى راس اهتمامات الراى العام العربى والفلسطينى، وحققت حالة اجماع عربى وفلسطينى على رفضها، اجماع لم يتحقق منذ سنوات طويلة.
وبالتالى يصبح سؤال الساعة الان هو كيف يمكن الحفاظ وتطوير هذه الحالة النادرة من الغضب والاستنفار الشعبى العربى سياسيا ووجدانيا؟
***
فى ذلك، اتصور اننا امام عديد من المهمات العاجلة فى المرحلة القادمة على رأسها اطلاق سلسلة من حملات ودورات التوعية الفكرية والسياسية فى اوساط الشعوب العربية وفى القلب منها الشباب، لتطوير تفاعله الحالى مع ما يحاك لفلسطين، الى وعى وارتباط دائم بالقضية وبقضايا الامة المصيرية وفى القلب منها مواجهة العدوين الامريكى والصهيونى واذنابهما فى اى بقعة ارض عربية وليس فى فلسطين فقط.
وهي حملات أتصور انها يجب ان تتضمن القضايا التالية:
·       الوعى بتاريخ فلسطين، وتكوين الامة، وهويتها منذ فجر التاريخ، فى مواجهة عدو خارجى يدعى كذبا ان هذه أرضه منذ فجر التاريخ، وفى مواجهة عدو داخلى يتهرب من المسئولية العربية الجماعية تجاه فلسطين.
·       الحملات الاستعمارية الغربية على الامة وآخرها حملة نابليون ـ ترامب (1798 ـ 2019)
·       ماهية الصهيونية وأكاذيبها واساطيرها الزائفة ونشأة المنظمة الصهيونية العالمية وتاريخها ومصادر قوتها وعوامل استمرارها ونجاحها.
·       والفرق بين اليهودية والصهيونية.
·       ماهية (اسرائيل) وارتباطها العضوى والوظيفى بالمشروع الاستعماري الغربى.
·       كيف تم صناعة (اسرائيل) 1897 ـ 2019؟ ـ قراءة فى مراحل تأسيس وبناء ودعم وحماية الكيان الصهيونى وتحوله من مجرد فكرة الى ما أصبح عليه اليوم.
·       جولة وقراءة فى نصوص ووثائق الصراع تشمل: وعد بلفور وصك الانتداب البريطاني وقرار التقسيم رقم 181 ووثيقة اعلان قيام (اسرائيل) 1948 وقرار حق العودة رقم 194 الصادر عام 1948 واتفاقيات الهدنة العربية الاسرائيلية 1949 وشروط قبول (اسرائيل) بالأمم المتحدة 1949 وقانون العودة الإسرائيلي 1950 والبيان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي الصادر عام 1950 لحماية وجود (اسرائيل) وامنها وحدودها. وقرارات الجامعة العربية بحظر اى سلام عربي منفرد مع (اسرائيل) ومقررات مؤتمر القمة العربي بالخرطوم 1967 وقرار مجلس الامن رقم 242 الصادر بعد عدوان 1967 وبشكل عام القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين 1922 ـ 2019.
·       عرض واثبات وتحليل للمخاطر والتهديدات التى يشكلها الكيان الصهيوني على الامة العربية كلها بكافة أقطارها بلا استثناء، وليس على فلسطين فقط.
·       الثوابت الوطنية الفلسطينية والعربية فى الصراع العربي الصهيوني، أو ما يمكن أن نطلق عليه الرواية العربية فى مواجهة الرواية الصهيونية.
·       تاريخ فلسطين منذ الانتداب البريطانى.
·       تاريخ المذابح الصهيونية.
·       تاريخ الصراع العربى الصهيونى والحروب العربية الاسرائيلية (1948 ـ 2019)
·       تاريخ المقاومة الفلسطينية واهم محطاتها واسباب انتصاراتها او انتكاساتها وتتضمن على سبيل المثال وليس الحصر ثورة 1936، وتاسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1964، وايلول الاسود 1970، واجتياح بيروت 1982، وانتفاضة الحجارة 1987، وانتفاضة الاقصى 2000، والعمليات الاستشهادية (1996 ـ 2004)، وحرب تموز فى لبنان 2006، والمقاومة فى مواجهة الحصار والعدوان على غزة (2007 ـ 2019)
·       رصد وتحليل مواقف الدول الكبرى من فلسطين (1947 ـ 2019).
·       موقف التيارات السياسية العربية الاربعة الرئيسية واحزابها وتنظيماتها من القضية (1947 ـ 2019) ونقاط الاتفاق والاختلاف الرئيسية بينها فى هذا المجال.
·       اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية: كامب ديفيد (1978 ـ 1979) واوسلو 1993 ووادى عربة 1994 ومبادرة السلام العربية 2002 (مقدمات ونصوص ونتائج).
·       التحولات التى طرأت على موقف الدول العربية والنظام الرسمى العربى من دعم القضية الى الانسحاب منها الى التواطؤ على تصفيتها.
·       القضايا النوعية مثل حق العودة واللاجئين والقدس والاسرى والمستوطنات والتطهير العرقى والحدود والمياه والاقتصاد والحصار والمعابر .. الخ
·       تاريخ واشكال وادوات وامكانيات الدعم الشعبى العربى لفلسطين 1987 ـ 2019 وهى من أهم القضايا التى يتوجب تناولها مع الشباب.
·       وقضايا وملفات أخرى.
***

لا نريد بطبيعة الحال ان نثقل على ابنائنا بما لا طاقة لهم به من دراسة واستيعاب كل هذه القضايا والملفات، ولكن المستهدف هو تكوين فكرة عامة عن اصول الصراع وطبيعته ومراحله وتفرعاته، وصولا الى الوضع الحالى، بشكل يُمَّكنهم من امتلاك وعى وفهم وموقف مبدئى واضح فى القضية يساعدهم على الدعوة والنضال من اجلها بدأب واصرار ومثابرة فى مواجهة ما سيواجهونه حتما من أسئلة وصعاب وتحديات وعقبات ومخاطر.
*****
محمد سيف الدولة

مقالات مرتبطة:

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

أسئلة ما بعد سقوط أوهام السلام



ما أحوجنا جميعا بعد العدوان الأمريكي الاخير والمهين المسمى بصفقة القرن، ان نعترف بفشل نهج التسوية واتفاقياتها، وأن نقرر وقف وانهاء هذه الحقبة التاريخية البائسة من التنازلات والاستسلامات العربية والفلسطينية (1978 ـ 2019)، وان نتواصل ونتداعى لنتحاور ونتصارح ونعترف ونتوب ونصحح قبل ان ننطلق من جديد.
***
هذه دعوة الى حوار داخلى: فلسطينى/فلسطينى، وفلسطينى/عربى، وعربى/عربى من أجل وقفة موضوعية وشجاعة تعيد الاعتبار لثوابتنا الوطنية ولحقوقنا التاريخية وتتصدى للاجابة على الأسئلة المحظورة والصعبة، وعلى رأسها القضايا التالية:
·       تقييم تاريخ الصراع ومحاولة الاجابة على سؤال: لماذا عجزت اربعة اجيال عربية وفلسطينية حتى اليوم عن تحرير فلسطين 1917 ـ 2019؟
·       هل يمكن أن يتحقق الانتصار العربى والفلسطينى على المشروع الصهيونى وكيانه بدون الاتفاق أولا على طبيعة الصراع وحقيقة القضية، وهل هى قضية فلسطينية ام عربية أم دينية أم تفرقة عنصرية .. الخ؟
·       وفى قول آخر هل هى فى الأساس قضية صراع فلسطينى اسرائيلى ام عربى صهيونى ام اسلامى يهودى ام عربى تحررى فى مواجهة مشروع استعمارى امبريالى أم انه صراع دولى لا حول لنا فيه ولا قوة أم ماذا؟
·       وفى قول ثالث: من يتحمل المسئولية الرئيسية لتحرير فلسطين؟ هل هم الفلسطينيون فقط أم كل الشعوب العربية؟ ام كل الشعوب الاسلامية؟ ام من؟
·       وهل بالامكان أن تتحرر فلسطين من داخلها بدون اشتباك ومشاركة عربية فى المعركة؟ أم انها لن تتحرر الا كما تحررت من قبل فى الحروب الصليبية؟
·       لقد قاتلت ستة جيوش عربية دفاعا عن فلسطين عام 1948، فلماذا لم تكررها مرة أخرى؟
·       يعتذر المواطن العربى المقهور عن انشغاله عن فلسطين وقضيتها، بسبب همومه ومشاكله التى لا تنتهى التى يعانى منها تحت حكم انظمة الحكم العربية، فكيف نقنعه بالارتباط العضوى بين ما يدور فى بلده وبين ما يدور فى فلسطين وباقى الاقطار العربية الأخرى؟
·       وبقول آخر كيف يمكننا اقناع ودفع واشراك الشعوب العربية فى المعركة ضد المشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة؟
·        واقناعها بان الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والعوز والاستغلال وتحقيق الكرامة والعدل والحرية، كلها قضايا مرتبطة لا يمكن ان تتحقق الا فى ظل الاستقلال الوطنى لأقطارها ودولها، الذى لا يمكن ان يستمر ويستقر ويتعضد هو الآخر الا فى ظل الاستقلال الشامل لكل الامة العربية وفى القلب منها فلسطين.
·       وانه طالما ظلت المنطقة وغالبية دولها تابعة للولايات المتحدة الامريكية، وطالما بقيت (اسرائيل)، فلن يحكمنا سوى هذه النوعية من الحكام ومن الانظمة، الذين يتم صناعتهم وانتقائهم على مقاس مصالح الراسمالية العالمية بقيادة الامريكان وعلى مقاس أمن (اسرائيل).
·       لقد نجحت الحركة الصهيونية فى حشد واستقطاب ملايين من يهود العالم على قضية باطلة وزائفة، فكيف نفعلها نحن مع شعوبنا العربية على قضيتنا العادلة؟
·       من ناحية أخرى، تدرك غالبية النخب العربية المثقفة والواعية والمسيسة ان فلسطين ومواجهة الكيان الصهيونى هى قضية العرب جميعا فلماذا لم تسعى الى تأسيس حركات مقاومة عربية فى أقطارها خارج فلسطين؟
·       أما عن الدول والانظمة العربية، فهل تتحرك من منطلق امن دولها وانظمتها وعروشها وحكامها ام من منظور الامن القومى العربى؟
·       وهل يمكن تحرير فلسطين فى ظل النظام الرسمى العربى الحالى، ام لابد من اسقاطه والتحرر منه وتأسيس نظام عربى جديد مستقل ومعادى للصهيونية وللولايات المتحدة الامريكية؟
·       لقد آن الأوان لعمل كشف حساب للاتفاقيات العربية الاسرائيلية من كامب ديفيد واوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية، ونتائجها الكارثية على القضية الفلسطينية وعلى المصالح العربية العليا وعلى الامن القومى العربى.
·       ودراسة كيف توالت انكسارات النظام الرسمي العربي بأقطاره ودوله الرئيسية فى مواجهة امريكا و(اسرائيل)، بهذا الشكل المتسارع فى اقل من 40 عاما؟
·       هل صحيح ما تروج له الانظمة العربية من ان الانتصار على (اسرائيل) بالحرب من رابع المستحيلات؟
·       هل من الممكن تحرير القضية الفلسطينية من قبضة الولايات المتحدة الامريكية؟ أو بقول آخر هل يمكن تحرير الارض المحتلة فى ظل موازين القوى الدولية الحالية؟
·       هل تستطيع السلطة الفلسطينية ان تتحرر من أسر "أوسلو" ومن الهيمنة الصهيونية ومن التنسيق الامنى مع (اسرائيل)، ام ان اسقاط الاتفاقية يستلزم اسقاط السلطة الفلسطينية؟
·       هل يمكن اعادة الاعتبار الى الثوابت الوطنية الفلسطينية الواردة فى الميثاق الوطنى الفلسطينى الاصلى قبل تعديله عام 1998؟
·       وهل الانقسام الفلسطينى الحالى هو انقسام على الثوابت الوطنية الفلسطينية ام انه صراع على السلطة والنفوذ بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية؟ ام انه خليط من الاثنين؟
·       كيف يمكن توحيد وتشبيك وتنسيق حركة المقاومة الفلسطينية فى الساحات الاربع: الضفة وغزة وفلسطين 1948 وفى المهجر؟
·       هل سيكتب على غزة ان تعيش الى الابد فى الدائرة الجهنمية: "الحصار والعدوان والرد والتهدئة فالعدوان مرة أخرى"، الذي تعيش فيه منذ عام 2007، وهل هناك ادوات ووسائل أخرى لفك الحصار بديلا عن الوساطات العربية الرسمية الحالية بين المقاومة وبين (اسرائيل)، تلك الوساطات التى غالبا ما تحرص على علاقتها مع دولة الاحتلال اكثر من حرصها على فك الحصار على الشعب الفلسطينى.
·       هل يمكن انطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة فى ظل السيطرة الامنية على الضفة من قبل اجهزة السلطة الفلسطينية لصالح ولحساب (اسرائيل)؟
·       وكيف تم اجهاض الانتفاضة الفلسطينية الثانية ـ انتفاضة الأقصى عام 2000؟
·       وكيف نجح العدو فى ايقاف العمليات الاستشهادية التى كانت قد بلغت الذروة فى الفترة من 1996 حتى 2004 والتى أوقعت خسائر فادحة فى صفوف الاحتلال لم يحدث مثيل لها من قبل او من بعد؟ وهل يمكن احيائها مرة أخرى؟ وكيف؟
·       هل قرار حركات المقاومة الفلسطينية الذى اتخذته منذ الثمانينات والتسعينات بعدم مواجهة (اسرائيل) خارج الارض المحتلة (على غرار عملية أولمبياد ميونيخ 1972 وأخواتها) كان قرارا صحيحا وفعالا، فى الوقت الذى تطارد (اسرائيل) وتستهدف النشاط والكوادر الفلسطينية فى كل بقاع الارض؟
·       فى السنوات والعقود الأولى بعد حرب 1948، كان للقضية الفلسطينية حاضنة شعبية عربية واسعة ومؤثرة، مثلت ضغطا هائلا على القرار السياسى العربى، بحيث كان على اى حاكم عربى ينتوى التنازل عن الحقوق الفلسطينية ان يفكر الف مرة، اما اليوم فان النظام الرسمى العربى بانظمته وعروشه وحكامه يبيعون فلسطين يوميا على الملأ ويتسابقون للتطبيع مع (اسرائيل) والتحالف معها، بدون ان يقيموا اى اعتبار للراى العام العربى. فهل يمكن استعادة تلك الحاضنة الشعبية بكل اتساعها وتاثيرها وضغوطها؟ وكيف؟
·       كيف يمكن تشبيك كل العرب الداعمين لفلسطين والمناهضين لاسرائيل والصهيونية، فى استراتيجية موحدة للتصدى والمواجهة؟
·       وهل هناك ضرورة وامكانية فى الأمد المنظور لتأسيس منظمة عربية على غرار المنظمة الصهيونية العالمية، تقود وتدير الصراع والمقاومة على امتداد العالم العربى وخارجه؟ وكيف يمكن تأسيسها فى ظل القيود التى تفرضها الانظمة العربية على أى نشاط سياسى معارض، وعلى أى تواصل شعبى عربى وفلسطينى؟
·       وأسئلة أخرى كثيرة.
*****

محمد سيف الدولة