بحث فى المدونة

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

سيناء 2015 .. حقائق وأكاذيب وأسرار

سيناء 2015 .. حقائق وأكاذيب وأسرار
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

اصبح من طقوسنا السنوية، فى ابريل من كل عام، ان ننبرى جميعا للحديث عن سيناء وتاريخها وتحريرها وبطولاتها، حتى اذا انقضت المناسبة، قمنا بإعادة الملف بكل تعقيداته ومشاكله المزمنة الى الأدراج، ليظل هناك عاما كاملا، مهملا منسيا، الى أن نتذكره مرة اخرى فى العيد التالى، ما لم يقطع الصمت، كارثة جديدة.
ولقد شهدت سيناء فى العام المنصرف ولا تزال، جرعة مكثفة من الكوارث، أعقبتها حزم من القرارات والاجراءات، المصحوبة بكثير من الحكايات والتحليلات والإدعاءات، مما خلق حالة عامة من الخوف والقلق والغموض والالتباس، تحتم معها ان نحاول جميعا المشاركة فى فك طلاسمها.
***
أولا - الحقائق:
ترزح سيناء ومعها كل مصر تحت نير القيود العسكرية، التى فرضها علينا الصهاينة والأمريكان فى المادة الرابعة من اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة عام 1979، والتى بموجبها يحظر على مصر نشر اكثر من 22 الف جندى فى المنطقة (أ) بجوار قناة السويس وعرضها 58 كيلومتر، وما لا يزيد عن 4000 عسكرى حرس حدود فى المنطقة (ب) فى وسط سيناء وعرضها 109 كيلومتر، كما يحظر وجود اى قوات مصرية فى المنطقة (ج) بجوار فلسطين (اسرائيل) وعرضها 33 كيلومتر، اذ مسموح لنا فيها بقوات شرطة (بوليس) فقط. اما على الجانب الاسرائيلى فيحظر نشر اى دبابات فى المنطقة (د) بطول الحدود المصرية الاسرائيلية، وعرضها لا يتعدى 3 كيلومتر. لتصبح اقرب دبابة اسرائيلية على بعد 3 كيلومتر من الحدود المصرية، فى حين تبعد اقرب دبابة مصرية عن نفس النقطة 150 كيلومتر، فى انحياز فاضح وخطير وغير مسبوق للامن القومى الاسرائيلى على حساب الامن القومى المصرى.
أضف الى ذلك القوات الاجنبية المسماة بالقوات متعددة الجنسية MFO، التى تم نشرها فى سيناء لتراقبنا، وعددها حوالى 2000 عسكرى، ما يقرب من نصفهم قوات امريكية، والباقى من دول حلف الناتو وحلفائهم. وهى قوات لا تخضع للامم المتحدة، وانما لوزارة الخارجية الامريكية، ومديرها الحالى هو ديفيد ساترفيلد الذى شغل منصب القائم باعمال السفير الامريكى فى مصر بعد آن بترسون، فى دلالة هامة على حقيقة وطبيعة وانحيازات هذه القوات.  
وهى الترتيبات الذى جردت مصر من السيادة الكاملة على سيناء، واضعفت من قبضة الدولة المصرية وشرعيتها هناك، وفتحت الابواب على مصراعيها لكل انواع الاختراق والتجسس والارهاب والتهريب، بالاضافة الى بروز انتماءات وشرعيات بديلة وموازية، بشكل لم يحدث او يتكرر فى اى بقعة اخرى فى مصر.
فحتى  فى ظل الانفلات الامنى الذى ضرب ربوع مصر كلها بعد الثورة، لم يحدث ان وقع كل هذا العدد من القتلى فى صفوف الشرطة والجيش فى اى مكان آخر. لأن سيناء وحدها هى التى تعانى من قيود كامب ديفيد العسكرية و الامنية.
***
ثانيا - الاكاذيب:
1)   التنمية :
على امتداد اكثر من ثلاثين عاما، كان رجال السلطة وخبراؤها من العسكريين والاستراتيجيين يدَّعون، فى سياق دفاعهم عن اتفاقية السلام، انه لم يكن فى بالإمكان ابدع مما كان، وانه لا ضرورة لإلغائها او تعديلها، وان البديل هو تنمية سيناء، وان هناك مشروعات كبرى تنوى الدولة تنفيذها هناك، وانها خصصت لها مليارات الجنيهات. ثم لا يحدث شيئا.
بينما الحقيقة التى يعلمونها جميعا ولكنهم يخشون مصارحة الرأى العام بها، هو استحالة التنمية فى غياب سيادة الدولة الكاملة وحمايتها. استحالة التنمية فى ظل قيود كامب ديفيد الحالية. فكيف تبنى مصانع ومزارع ومناجم ومدن وتعمرها بالناس وانت عاجز عن حمايتها وحمايتهم؟  لا يوجد عاقل يمكن ان يقدم على ذلك. ولنا فى مدن القناة عبرة كبيرة، حين قامت الدولة بتهجير اهاليها بعد 1967، حتى لا يكونوا رهينة تحت القصف الاسرائيلى المستمر، فى ظل غياب دفاع جوى فعال.
***
2)   الفلسطينيين يطمعون فى استيطان سيناء:
هذه واحدة من اكثر الاكاذيب انتشارا وترويجا فى الفترة الاخيرة، بهدف تبرير الانحياز المصرى الرسمى لاسرائيل فى حصارها واعتداءاتها على الفلسطينيين فى غزة، وايضا لتبرير التنسيق والتقارب المصرى الاسرائيلى غير المسبوق فى مواجهة "العدو المشترك" المتمثل فى الارهاب الفلسطينى (المقاومة). فاستيطان الفلسطينيين لسيناء هو مشروع صهيونى رفضته كل الاطراف المصرية والفلسطينية بدون استثناء. كما ان الذين يرفضون التنازل عن اراضيهم التاريخية (فلسطين 1948) لاسرائيل ويرفضون الاعتراف بشرعيتها ويقاتلونها ويقدمون شهداء بالالاف دفاعا عن اراضيهم ومواقفهم، لا يمكن ان يستبدلوا اوطانهم باى اراض اخرى فى مصر او غيرها. 
***
3)   مصر تحررت من قيود كامب ديفيد:
يشيع البعض نفاقا وتضليلا ان الادارة المصرية الحالية قد تمكنت من التحرر من القيود العسكرية المذكورة عاليه، بدليل وجود قوات مصرية اضافية الان فى سيناء تكافح الارهاب.
وهو كلام عار من الصحة تماما، فهم يعلمون جيدا ان نشر اى قوات مصرية اضافية فى سيناء يتطلب استئذان اسرائيل وموافقتها على اعداد القوات وتسليحها وأماكن انتشارها وطبيعة مهماتها وموعد انسحابها.
بالإضافة الى أن كل الموافقات الاسرائيلية تخص وتتعلق بالقوات المصرية على الحدود المصرية الغزاوية التى لا تتعدى 14 كيلومتر،وليس بباقى الحدود المصرية الفلسطينية (الاسرائيلية) البالغة اكثر من 200 كيلومتر.
***
4)   المنطقة العازلة والأنفاق و معبر رفح :
يدعون ((ان الفلسطينيين هم الذين يهددون امن مصر القومى، بعناصرهم الارهابية أو بالسلاح الذى يهربونه الى ارهابيي سيناء عبر الانفاق، وهو ما يستدعى تدميرها عن بكرة أبيها، بكل ما يستلزمه ذلك من اجراءات بما فيها اخلاء الحدود من السكان واقامة منطقة عازلة. كما انه لا يمكن لاى دولة محترمة ان تسمح باختراق سيادتها بأنفاق غير شرعية لحدودها.))
لن نرد عليهم بأنه لو كانت مصر لا تزال تقود معارك تحرير فلسطين والامة العربية، من الكيان الصهيونى المسمى باسرائيل، لكانت الانفاق هى احد ادوات المقاومة المصرية الفلسطينية المشتركة ضد قوات الاحتلال وضد التواطؤ الدولى لحصار المقاومة وحظر تسليحها...
لن نرد بذلك، لأنهم سيتحججون بأنه بعد انسحاب مصر من الصراع العربى الصهيونى وتوقيعها معاهدة صلح مع اسرائيل، تلزمها وتجبرها فى مادتها الثالثة على منع وتجريم اى اعمال عدائية ضد اسرائيل من الاراضى المصرية، فانه يجب تدمير الانفاق.
ولكن رغم حججهم تلك، بل وبافتراض صحتها، فان ما يقولونه لا يزال يقع تحت باب الكذب و التضليل، لعدة أسباب، اولها انه على من يريد الدفاع عن الامن القومى المصرى ولو على نهج كامب ديفيد ومن منظورها البائس، عليه ان يدمر الانفاق تحت الارض مع فتح معبر رفح فوق الارض، لحركة الاهالى والبضائع بشكل طبيعى وقانونى كما هو متبع فى المعابر المصرية الأخرى كمعبر السلوم مثلا.
أما أن يتم تدمير الانفاق مع اغلاق المعبر فى ذات الوقت، فهو ليس حماية للامن القومى المصرى، بقدر ما هو حماية لأمن اسرائيل، والتزاما بالاتفاقية الظالمة، المجهولة للكثيرين، المسماة باتفاقية فيلادلفيا والموقعة بين مصر واسرائيل عام 2005، من أجل حصار غزة ومراقبتها.
كما أن اخلاء الحدود المصرية من السكان، وانشاء منطقة أمنية عازلة، هو مطلب اسرائيلى قديم سبق ان رفضه مبارك نفسه الذى وصفه الاسرائيليون بكنزهم الاستراتيجى. وهو اجراء خطير يهدد امن مصر واستقلال سيناء، فى مواجهة عدو توسعى دأب، على امتداد قرن من الزمان، على اغتصاب واستيطان أى أراضى عربية خالية. وهو ما سبق أن فصلناه فى دراسة سابقة بعنوان ((اخلاء سيناء مطلب اسرائيلى)).
***
5)   أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء:
من ناحية أخرى، فان الجماعات الإرهابية، التى تدَّعى كذبا وتضليلا انها تنطلق من مرجعيات دينية لتحرير القدس، فاننا نكاد نقطع بصلتها الوثيقة بإسرائيل، مباشرة او اختراقا. وأوضح ما يكشفها انها توجه سلاحها الى الداخل المصرى وليس الى اسرائيل الذى لا تبعد عنها سوى أمتارا قليلة. لأن من يملك القيام بعمليات بهذا الحجم والكفاءة والقوة والجرأة، لماذا لا يفعلها مع قوات الاحتلال الصهيونية؟!
 ومن يرد بأن السلطات المصرية لن تسمح بذلك. نقول أن هذه حجة متهافتة لأن هذه الجماعات لا تتحرك وفقا للمسموح والمحظور من قبل الدولة.
ومن يرد، بأن الجيش هو الذى بدأ بالإرهاب، وانهم يقاتلونه ردا وانتقاما من أعمال القتل العشوائى الذى قام به ضد الأبرياء من اهل سيناء. نرد عليه بان اول عملية ارهابية تمت فى اغسطس 2012 قبل اى عمليات للقوات المسلحة هناك.
ان من يسمون أنفسهم بأنصار بيت المقدس او ولاية سيناء، يتماثلون مع داعش واخواتها الذى يوجهون رصاصهم الى مواطنيهم من العرب فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وليس الى القوات الامريكية او الصهيونية.
وان كانت داعش والقاعدة من صناعة الاستخبارات الامريكية والاوروبية، فان انصار بيت المقدس وولاية سيناء من صناعة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بامتياز.

*****

ثالثا - الاسرار:
هناك كثير من الأسرار، المحجوبة عن الرأى العام المصرى منذ عقود طويلة، كان اشهرها بنود وتفاصيل اتفاقية السلام ذاتها، الذى دُعِّى الشعب للاستفتاء عليها عام 1979 بدون ان تعرض عليه وثائقها. بالإضافة الى عديد من الملاحق والاتفاقيات والترتيبات التى لا نعلم عنها شيئا حتى يومنا هذا، ما لم يتم تسريبها عبر وسائل الاعلام العبرية او الامريكية.
واليوم أضيف الى ترسانة الاسرار المصرية الاسرائيلية الامريكية المشتركة، ملفات و أسئلة جديدة لا نعلم عنها شيئا هى الأخرى، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
·       ما هى نصوص وطبيعة التفاهمات المصرية الاسرائيلية الأخيرة، والتى سمحت اسرائيل بموجبها للادارة المصرية بإدخال بعض القوات الاضافية؟ وما هو المقابل؟
·       وما هى حدود التنسيق والتعاون الامنى المشترك، الذى دفع القادة الصهاينة ووسائل الاعلام الاسرائيلية الى الحديث عن حميمية غير مسبوقة فى العلاقات المصرية الاسرائيلية، وصلت الى حد قيام اللوبى الصهيونى فى امريكا بقيادة منظمة "الأيباك" بالضغط على الكونجرس والادارة الامريكية لاسئتناف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر؟!
·       ما صحة بعض التصريحات والتسريبات الاسرائيلية بان المعاهدة قد تم تعديلها بالفعل دون اعلان ذلك للرأى العام؟ وان صحت فما هى التعديلات الجديدة التى أدخلت عليها؟
·       من هى الجهات الحقيقية التى تقف وراء العمليات الارهابية؟ وما هو دور اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فيها، خاصة أن سواحل سيناء على خليج العقبة مفتوحة لاى سائح اسرائيلى لمدة اسبوعين بدون تأشيرة عبر منفذ طابا، ناهيك عن الحدود الطويلة المشتركة محرومة، بموجب المعاهدة، من وجود وحماية قوات حرس الحدود المصرى، الا بما تأذن وتجود به اسرائيل؟ 
·       ما هى طبيعة وتفاصيل ونتائج وآثار العمليات العسكرية فى سيناء؟ وما هو حجم وعدد وأسماء القتلى من الارهابيين او من الضحايا المدنيين الأبرياء من الاهالى؟ وملابسات ووقائع مقتل كل منهم بالتفصيل؟
·       وما حقيقة ما يشاع من ان هدم المنازل وسقوط الأبرياء، أنشأ حالة تعاطف من الاهالى مع الارهابيين، مما قد يسفر عن خلق حاضنة شعبية لهم؟
·       ما هو السر وراء تغير وانقلاب موقف "السيسى" 180 درجة فيما يتعلق بإجراءات اخلاء المنطقة الحدودية وهدم منازلها وتهجير أهاليها، وهى الاجراءات التى سبق وحذر هو نفسه منها ومن آثارها المدمرة؟
·       كيف تنجح الجماعات الارهابية فى تكرار عملياتها واعتداءاتها، رغم حظر التجوال والمنطقة العازلة وكل هذه التحصينات التى حولت شمال سيناء كلها الى ثكنة عسكرية؟  
***
وفى الختام، نلقاكم باذن الله فى حديث جديد عن سيناء فى ابريل 2016، ان عشنا وكان لنا عمر.
*****


الأربعاء، 22 أبريل 2015

كشف حساب الأمن القومى العربى

كشف حساب الأمن القومى العربى
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

ما هى حقيقة الامن القومى العربى الذى يتشدقون به هذه الايام و يتقاتلون فى شرق البلاد ومغاربها تحت رايته زورا و بهتانا، وهو منهم برئ.
اننا نفهم انه الامن الموحد للأمة العربية شعبا وارضا ومصيرا.
 والذى يعنى ان استقلال وامن و تقدم الاقطار العربية وإشباع احتياجات شعوبها لا يمكن ان يتحقق الا بوحدتها الشاملة.
وان اى تهديد او خطر او عدوان تتعرض له اى بقعة عربية هو قضية ومشكلة كل العرب، لا يمكن حلها الا بأدوات وامكانيات وقيادة عربية موحدة (دولة عربية واحدة).
ينطبق هذا على مخاطر الهيمنة الخارجية، سواء كانت امريكية او اوروبية او روسية، وعلى وجود الكيان الصهيونى ومشروعه، وعلى قضايا التنافس والنزاعات الاقليمية، وعلى عجز الاقطار العربية الصغيرة عن الدفاع عن نفسها ووجودها، وعلى عجز الاقطار العربية الكبيرة الفقيرة عن سد احتياجاتها الاقتصادية والاجتماعية، وعن عجز مصر وحدها عن مواصلة الحرب و المواجهة العسكرية مع اسرائيل المدعومة امريكيا، وعن عجز سوريا عن تحرير الجولان بدون مصر، وعن عجز المقاومة الفلسطينية عن تحرير ارضها منفردة، وعن عجز المقاومة العراقية وحدها فى مواجهة الاحتلال الامريكى والاختراقات الايرانية، وهكذا.
***
ان فشل وانهيار الامن القومى "المنفرد" هو حقيقة تاريخية وموضوعية ثابتة منذ ما قبل الميلاد، منذ ان عجزت شعوب المنطقة وقبائلها عن الاحتفاظ باستقلالها، وسقطت تحت الاحتلال الاجنبى الاوروبى لما يقرب من 1000 سنة متصلة.
فمصر على سبيل المثال منبع الحضارة واكبر دول المنطقة سقطت تحت الاحتلال اليونانى ثم الرومانى فالبيزنطى منذ 332 ق.م حتى فتحها عمرو بن العاص عام 642 م. وهو ما تكرر مع كافة دول وحضارات المنطقة فى تلك الحقبة بدون استثناء.
ولم ننجح فى التحرر من الاحتلال الا بعد الفتح العربى الاسلامى الذى صهر المنطقة ووحدها وحررها وعرَّبها، وحكمها بدول قوية على امتداد أكثر من 10 قرون.
وهو ما يعنى ان نظرية الامن القومى المصرى ونظيراتها فى كل الاقطار الاخرى، قد سقطت الى غير رجعة منذ ما يقارب 2500 عام. لتحل محلها حقيقة ونظرية الأمن القومى العربى. ولتتأكد هذه الحقيقة مرة أخرى مع الحملات الصليبية.
ولكننا وبسبب عصور التخلف والاستعمار الحديث وتسويات الحربين العالمية الاولى والثانية، عدنا مرة أخرى للرهان على حلول فشلت منذ عشرات القرون، فراهنا على التجزئة والتقسيم والدولة القُطرية والأمن القومى القُطرى، التى أخذتنا من هزيمة الى أخرى.
فلقد اثبتت التجارب على امتداد قرون طويلة، ان الامن القومى العربى الشامل وامن أى من أقطارها لا يمكن ان يتحقق الا بوحدتها الشاملة.
وأثبتت فشل ما دون ذلك من اشكال للتضامن او للتعاون او للدفاع المشترك التى لا تُفَّعَل ولا تدوم، وكذلك أى انخراط جماعى فى أحلاف دولية.
كما اثبتت ان الامن القومى ليس هو الناتج الحسابى لمجموع امن كل دولة عربية على حدا، لأنه فى كثير من الاحيان يتناقض الامن القُطرى مع الامن القومى العربى.
فعلى الرغم من كل الاعتداءات والمخاطر والمخططات الخارجية التى استهدفت ولا تزال الامة العربية واستقلالها وامنها، الا ان الاعتداءات الداخلية على الأمة، من قبل الانظمة العربية الحاكمة لم تقل عنها خطورة، وفيما يلى بعض الامثلة:
هزيمة 1967:
ربما تكون نكسة 1967، هى اقوى ضربة وجهت الى الامن القومى العربى، والتى لا نزال نسدد فواتيرها حتى الآن، بدءا من انسحاب مصر من الصراع مقابل استردادها لسيناء مقيدة القوات والتسليح، أو احتلال اسرائيل لمزيد من الارض العربية فى الجولان والضفة الغربية والقدس وغزة. الى آخر حالة الانقسام السياسى والايديولوجى العميق التى ضربت الامة وتياراتها، على اثر صدمة الهزيمة.
***
كامب ديفيد :
انسحاب مصر بعد حرب 1973 من الصراع ضد الكيان الصهيونى، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد والاعتراف باسرائيل، الذى تمت تحت شعارات الامن القومى المصرى، كان اكبر عدوان وتهديد للامن القومى العربى، من حيث انه مهد لتصفية القضية الفلسطينية، وجرد الامة من قيادتها التاريخية فى مواجهة الاعتداءات الخارجية، وثَبَّت وجود اسرائيل، وادى الى تحولها الى القوة الاقليمية الكبرى فى المنطقة، وانفرادها بباقى الاطراف العربية، والإجهاز على قدراتهم العسكرية واحدا تلو الآخر.
***
الممثل الشرعى الوحيد:
انسحاب الدول العربية من اى مسؤولية تجاه فلسطين، وترك الفلسطينيين يواجهون اسرائيل وامريكا ومجتمعهما الدولى منفردين، تحت شعار "منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى" الذى تبنته الجامعة العربية فى 1974، كان احد الضربات الخبيثة لقضية العرب المركزية، والتى ادت الى انكسار القيادة الفلسطينية وإخضاع ارادتها والاعتراف باسرائيل، بعد أن وقفت بمفردها فى مواجهة العدوان الصهيونى على لبنان 1982 الذى انتهى بطردها من لبنان ونفيها الى تونس بعيدا عن الارض المحتلة.
***
الاستسلام العربى الجماعى لاسرائيل :
وهو ما نتج عنه وتبعه قيام منظمة التحرير الفلسطينية فى اوسلو 1993 والأردن فى وادى 1994 وجامعة الدول العربية فى مبادرة السلام العربية 2002، بالتنازل عن الحق الفلسطينى والعربى فى ارض فلسطين التاريخية، والاعتراف بإسرائيل فعليا او ضمنيا، والتنازل عن الحق فى المقاومة والكفاح المسلح بل وتجريمهما، مما عمق من الضرب فى اسس الامن القومى العربى الذى بدأته مصر كامب ديفيد فى 1979. وهو ما أدى من ناحية أخرى الى عزوف وهروب قطاعات كبيرة من الشباب من الهويات الوطنية والعربية المهزومة والمستسلمة الى انتماءات وهويات طائفية بحثا عن بدائل للكرامة المهدورة، مما كان له دورا كبيرا فى تفشى جرثومة الصراعات والحروب الطائفية والمذهبية التى ضربت الواقع العربى مؤخرا.
***
ايلول الاسود:
استهداف المملكة الاردنية الهاشمية للمقاومة الفلسطينية عام 1970، وطردها من هناك، وجه ضربة كبيرة للامن القومى العربى بتجريده من احد ساحات النضال والمواجهة للعدو الصهيونى.
***
الحرب الاهلية اللبنانية:
تفجير الوضع اللبنانى عام 1975 على أيدى الدول العربية الرجعية والتابعة، بالتحالف مع القوى اللبنانية الطائفية وبرعاية امريكية ودعم اسرائيلى، فى استهداف للوحدة الوليدة بين المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، والذى انتهى بطرد المقاومة من لبنان عام 1982 بعد ان سبق طردها من الاردن، جرد الامة العربية من ساحة اخرى من ساحات مواجهة العدو الصهيونى.
***
تل الزعتر :
مشاركة النظام السورى فى حصار وضرب المقاومة الفلسطينية فى لبنان فى سنوات الحرب الاهلية اللبنانية، لكى يكون له اليد الطولى فى الملف اللبنانى، كان هو ايضا احد الضربات القوية لجبهة المقاومة ضد اسرائيل.
***
الهيمنة الامريكية على الخليج:
استمرار تبعية المملكة السعودية ودول الخليج للغرب بقيادة الولايات المتحدة، الذى بدأ بإمارات الخليج مع بدايات القرن الثامن عشر، وتم تثبيته بعد الحرب العالمية الاولى وتعمق بعد الحرب العالمية الثانية، مَثَّل خنجرا خطيرا فى الجسد العربى، نجحت الولايات المتحدة من خلاله ان تعيد المنطقة الى عصر الاستعمار العسكرى التقليدى المندثر منذ نصف قرن، واحتلالها للخليج العربى 1991 ثم للعراق حتى الان. مع النهب المستمر والمزمن لمقدرات الامة من النفط وعوائده.
***
الصراع السورى العراقى:
الصراع المرير بين حزبى البعث الحاكمين فى سوريا والعراق، بدلا من سعيهما الى توحيد القطرين العربيين الشقيقيين، ومشاركة السوريين فى حرب الخليج الثانية تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية التى انتهت بحصار العراق ثم بغزوه، كان ضربة قوية هى الاخرى فى جسد الامن القومى العربى.
***
الحرب العراقية الايرانية :
تورط العراق بتحريض من النظام الرسمى العربى ودعم امريكى وغربى، فى حرب طويلة مع ايران 1980- 1988، بدلا من التركيز على مواجهة اسرائيل، خاصة بعد مأساة كامب ديفيد، أدت الى انهاك العراق وإضعافه، وإجهاض مشروع التعاون العربى الايرانى فى مواجهة الولايات المتحدة والمشروع الصهيونى.
***
الاحتلال العراقى للكويت والاستدعاء الخليجى للأمريكان:
الاستدراج الامريكى للعراق لاحتلال الكويت فى اغسطس 1990، واستنجاد العائلات المالكة السعودية والخليجية بالأمريكان لاسترداد عروشهم او حمايتها. والذى انتهى باحتلال الخليج وحصار العراق واحتلاله وتدميره وتقسيمه على امتداد الربع قرن التالى، كان فعلا كارثيا على الامة العربية ووجودها وامنها.
***
التواطؤ العربى:
الصمت والتواطؤ العربى فى مواجهة الاعتداءات والحروب الاسرائيلية على فلسطين ولبنان، وغاراتها على تونس والعراق وسوريا والسودان، والمشاركة العربية فى حصار الشعب الفلسطينى، وادانة المقاومة وحظر تسليحها، فى تماهى كامل مع المشروع الصهيونى وتصفية القضية الفلسطينية.
وكذلك الصمت والتواطؤ والمشاركة فى كل الحملات الامريكية ضد العراق، التى لم تتوقف منذ 1990، وآخرها ما يسمى اليوم بالتحالف الدولى .
***
الاستئثار بالسلطة والثروة:
واقصد بها كل السياسات الرسمية، التى حرمت المواطن العربى من حقه الثابت والعادل فى المشاركة فى ثروات بلاده وفى ادارة شؤونها، والتى يندرج تحتها سياسات القهر والاستبداد والاستغلال والإفقار والتهميش، والتى أضعفت مشاعر الانتماء الوطنى لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية، فأضعفت الجبهات الداخلية، وجعلتها فريسة سهلة للهزيمة والانكسار والانقسام.
وما ارتبط بذلك مؤخرا من الانقضاض بالقوة والقهر او بالاحتواء و الإفساد، على الثورات العربية وإجهاض أحلام الشعوب فى الحرية والكرامة والعدل والعدالة. وما سينتج عن ذلك من مشاعر هائلة بالظلم قد تسفر عنها موجات غير مسبوقة من العنف، تقضى على البقية الباقية من الامن والاستقرار.
***
كان ما سبق مجرد عينات على سبيل المثال وليس الحصر، وكلها تكشف حجم وعمق الأضرار التى اصابت الامة العربية واستقلالها واستقرارها وأمنها على أيدى النظام الرسمى العربى والأنظمة الحاكمة والحكام العرب، والتى كانت أضعاف مضعفة مما أصابنا على أيدى القوى والأعداء الخارجيين.
ليصبح السؤال الواجب هو: من يمكنه بعد كل ذلك أن يصدقهم أو يؤيدهم او يعطيهم الثقة والأمان ؟
*****






الثلاثاء، 14 أبريل 2015

عرب و إيرانيون

عرب و ايرانيون
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

هناك حالة انقسام حادة فى الرأى العام العربى حول الموقف من ايران، ربما كانت تقتصر فى البداية على جماهير العراق وسوريا ولبنان والسعودية و الخليج، ولكنها تصدرت اليوم اهتمامات الجميع على امتداد الوطن العربى كله، بالتزامن مع الأزمة اليمنية وعاصفة الحزم من ناحية، والاتفاق النووى الامريكى الايرانى الأخير من ناحية أخرى.
وفيما يلى اجتهاد لبلورة رؤية منهجية وطنية من ايران، تنطلق من محددات الامن القومى العربى والمصالح العربية التى قد تتلاقى أو تتناقض مع المصالح الايرانية حسب الموقف والقضية:  
تاريخيا :
·       تعيش أمتنا العربية، منذ قرون طويلة، جنبا الى جنب مع الأمتين الايرانية والتركية. فنحن جميعا سكان هذه المنطقة وأصحابها منذ قديم الأزل، ولن نغادرها أبدا. وسنظل جيراناً شئنا أم أبينا الى ما شاء الله. وهو ما يفرض علينا البحث عن سبل التعاون وحسن الجوار، لأنه ليس لدينا خياراً آخر.
·       على العكس والنقيض تماما من الكيان الصهيونى الباطل المسمى باسرائيل الذى لا يتعدى وجوده 67 عاما فى المنطقة، وكذلك الوجود الاستعمارى الغربى الذى اخترق المنطقة منذ مدة لا تتعدى قرنين من الزمان.
·       كما اننا ننتمى الى أمة اسلامية واحدة، تضم عديد من القوميات والشعوب والمذاهب، يمكن أن تتحول، لو أحسنا ادارتها، الى عوامل للاثراء والتكامل الحضارى، بدلا من أن تكون أسبابا للتناقضات والصراعات.
·       وننتمى كذلك الى مجموعة بلدان العالم الثالث، التى عانت لسنوات طويلة من ذات الاستعمار الغربى، بكل ما تميز به نهب واستغلال وعنصرية، وكل ما خلفه، من فقر وضعف وتأخر وتجزئة وتغريب.
·       ونتعرض لذات المخاطر من قِبَّل خطط ومشروعات الهيمنة الامريكية والغربية، و من كيانهم وقاعدتهم الاستراتيجية والعسكرية المسماة باسرائيل.
***
الوحدة والتجزئة :
·       نجحت الأمة الايرانية فى تحقيق وحدتها القومية، تحت سيادة دولة ايرانية واحدة منذ أمد بعيد، بينما لا تزال الامة العربية مقسمة ومجزأة بين 22 دولة، وهذا هو السبب الرئيسى فى فارق القوة والنفوذ، فنحن أمام مشروعا ايرانيا واحدا، فى مواجهة عشرات المواقف العربية الرسمية والشعبية.
***
الاستقلال والتبعية :
·       نجحت ايران منذ الثورة الاسلامية فى تحقيق استقلالها الكامل عن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بينما تضرب التبعية العالم العربى حتى النخاع.
·       وهو ما ينعكس فى اختراق النفوذ الغربى للمواقف والقرارات العربية تجاه ايران، وتوظيفها لصالح استراتيجياته فى المنطقة.
·       من ذلك على سبيل المثال، الفيتو الامريكى الاسرائيلى السعودى الخليجى، على اعادة مصر لعلاقاتها مع ايران، والذى لا يمكن ان يستقيم مع المصالح والسيادة المصرية، ولا مع المصالح العربية أو الايرانية.
***
الثورة الايرانية :
·       كان من الممكن أن تمثل ايران بعد ثورتها الكبرى فى 1979، حليفا قويا للعالم العربى، فى مواجهة الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل، لولا حرب الخليج الاولى 1980 ـ 1988، التى لاقت تحريضا ودعما كبيرا من الامريكان، مع المقارنة بالتحالف والصداقة العربية الايرانية فى عصر الشاه، تحت الرعاية الامريكية والترحيب الاسرائيلى.
***
اسرائيل ولبنان وفلسطين :
·       ان رفض ايران الاعتراف بشرعية اسرائيل حتى يومنا هذا، هو اقرب للثوابت الوطنية العربية التى ارتدت عنها كافة الانظمة العربية، حين وقعت بعضها معاهدات سلام مع اسرائيل، وتبنت البقية الباقية منها مبادرة السلام العربية التى تنازلت لاسرائيل عن فلسطين 1948.
·       ودعم ايران للمقاومة اللبنانية، فى حروبها ضد الاعتداءات الاسرائيلية، كان له دورا مهما فى تحرير التراب اللبنانى من الاحتلال الاسرائيلى، رغم جرثومة المذهبية والطائفية التى لم يتحرر منها حزب الله، مثله فى ذلك مثل غالبية القوى والأحزاب الطائفية البنانية الأخرى.
·       وكذلك الدعم الايرانى للمقاومة الفلسطينية، متمثلة فى ابو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية فى البداية، ثم المقاومة الاسلامية بعد اتفاقيات اوسلو، كان له بالغ الاهمية فى صمود المقاومة امام حروب الابادة الاسرائيلية، فى وقت تواطأت فيها غالبية الانظمة العربية مع اسرائيل ضد المقاومة.
***
النووى الايرانى :
·       الدفاع عن حقنا فى سلاح نووى عربى، كان يستوجب موقفا عربيا داعما لحق ايران فى امتلاك مشروعها النووى، طالما ليس بمقدورنا تجريد اسرائيل من سلاحها النووى. أما التماهى مع الرفض الامريكى الغربى الاسرائيلى للبرنامج النووى الايرانى، مع الصمت تماما تجاه النووى الاسرائيلى، فهو يعكس حالة الخوف والتبعية العربية الرسمية.
***
العراق :
·       شاركت ايران فى العدوان على العراق ووحدته، وفى تهديد الامن القومى العربى، حين قامت بالتنسيق مع الاحتلال الامريكى، وتقاسمت معه الادوار والنفوذ والسيطرة هناك، واشعال الفتن الطائفية والحروب الاهلية، تمهيدا لتقسيمه الى ثلاث دويلات؛ دولة شيعية تتبعها، جنبا الى جنب مع دولتى الاكراد والسنة. وهى مواقف وسياسات معادية للثوابت الوطنية العراقية والعربية، لطالما رفضتها وحذرتنا منها الاحزاب والقوى والمقاومة الوطنية العراقية.
***
سوريا :
·       الدعم والتدخل الايرانى فى سوريا يستوجب الرفض والإدانة بنفس درجة الرفض والإدانة للتدخل السعودى والخليجى تحت الرعاية الغربية والامريكية. فلقد شاركوا جميعا فى اجهاض الثورة السورية السلمية فى مواجهة نظام شديد الاستبداد، وسرقتها وتحويلها، بعد عسكرتها، الى ساحة للصراع الدولى والاقليمى تستهدف وحدة سوريا وبقائها.
***
اليمن :
·       كذلك المشاركة الايرانية للسعودية ودول الخليج فى اختراق الساحة اليمنية، واجهاض ثورتها، وتحويلها الى ساحة صراع وحرب واقتتال مذهبى وطائفى واقليمى ودولى، ستسفر عن تدمير اليمن وتقسيمه وتشريد وتجويع شعبه لسنوات طويلة. فالحرب فى اليمن وعليها، جريمة لا تغتفر، والمتحاربون وحلفاؤهم جميعا شركاء فى الجريمة بدرجة او بأخرى.
***
المذهب الشيعى وتصدير الثورة :
·       اى محاولات ايرانية لتوظيف المذهب الشيعى، لاختراق المجتمعات العربية، كأحد وسائل دعم المشروع القومى الايرانى، وليس العكس كما يدعى البعض، هو عدوان اقليمى على ما تبقى من الاستقلال العربى، وافساد لعلاقات الاخوة والجيرة المرجوة بين ايران والعالم العربى. ناهيك على انها سياسة طائفية مرفوضة، تدعم مع الطائفية السنية، المشروع الامريكى الهادف الى تحويل الصراع العربى الصهيونى الى صراع سنى شيعى، تمهيدا لتفتيت المنطقة الى دويلات طائفية تتماثل مع النموذج اليهودى الصهيونى.
·       وكذلك اى محاولات مماثلة لمد النفوذ الايرانى تحت ذريعة تصدير الثورة الاسلامية، هى محاولات مرفوضة لعدة أسباب، اولها أنها كانت ثورة ايرانية وليست اسلامية. وثانيها ان الثورة ليست كالخير، يمكنك أن تعمله وترميه للبحر بدون أغراض، وانما هى محاولات للاختراق والسيطرة متخفية تحت شعارات ثورية. ثالثا لأن أحد شروط نجاح أى ثورة هو وطنيتها و قوميتها، وكثير من التجارب التاريخية شاهدة على ذلك.
·       هذا مع الاقرار الكامل بأن النظام الرسمى العربى، المجزأ التابع المستسلم الطبقى المستبد، يحتاج الى ألف ثورة وثورة وليس الى ثورة واحدة فقط.
***
الصراع على الارض :
·       أما عن الصراعات ذات الطابع القومى بين العرب وايران، مثل الجزر الثلاثة، أو اقليم الأحواز (عربستان)، او هوية الخليج التائهة بين العروبة والفارسية..الخ، فكلها قضايا يمكننا، مثل باقى الأمم المتحضرة، ان نعالجها بالحوارات والتفاهمات والمعاهدات، ولا يجب أن نحولها الى ذرائع للصراع والاقتتال، خاصة وانها من المشكلات الحدودية التقليدية المتكررة بين عديد من الدول المتجاورة .
***
وفى الختام أؤكد على أن السطور السابقة لم تستهدف بلورة تصور عربى شامل وكامل تجاه ايران وعلاقاتنا معها، وانما كانت محاولة لطرح مدخل منهجى وطنى فى تناول المسألة.
والله أعلم
*****