بحث فى المدونة

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

لا لمشاركة مصر فى التحالف السعودى العسكرى


لا للتحالف العسكرى الاسلامى السعودى ولا لمشاركة مصر
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
لا للتحالف العسكري الاسلامى بقيادة السعودية ـ ملاحظات أولية :
·       هو مشروع امريكى بالأساس فلقد أكد أوباما والإدارة الامريكية مؤخرا على ضرورة تكوين قوات برية عربية واسلامية لمقاتلة  داعش، للتحايل على ضغوط الجمهوريين لإرسال قوات برية أمريكية الى العراق وسوريا
·       وهى خطوة ستؤدى الى تحويل الجيوش العربية والإسلامية الى القيام بدور العساكر فى مباراة شطرنج تحتل فيه امريكا والدول الغربية دور الملك
·       وهو تأكيد لاستلاب السعودية لدور ومكانة مصر التاريخية والاستراتيجية، فلها القيادة اما مصر فمجرد عضو فيها، وهو ما يحدث للمرة الثانية بعد انخراطها فى التحالف السعودي فى الحرب على اليمن.
·       وهى تعكس مفارقة مهينة بين اجهاض السعودية للمبادرة المصرية السابقة لتشكيل قوة عربية مشتركة تتبع الجامعة العربية، وبين الاستدعاء السعودى لمصر ولغيرها للانخراط الفورى فى تحالف تحت قيادتها.
·       وَمِمَّا يزيد من مهانة المشاركة المصرية، هى انه تقوم به بدور تابع التابع، وكأنها عامل تراحيل لدى السعودية بصفتها مقاول الباطن الاقليمى الحالى لدى المقاول العمومى الامريكى فى المنطقة.
·       كما ان النظام المصرى الذى صدع رؤوسنا منذ عقود بان حرب أكتوبر هى آخر الحروب، وتصالح مع العدو الصهيونى وباع له فلسطين باعترافه بشرعية اسرائيل، وانسحب من الصراع فى ضربة قاسمة لاهم مقومات القوة العربية، يأتي اليوم وينخرط للمرة الخامسة فى تحالف عسكري يخدم على مصالح الإمبريالية الامريكية، الاولى كانت عام ١٩٩١ فى تحرير الكويت، والثانية فى التسهيلات العسكرية لغزو أفغانستان والعراق، والثالثة كانت فى التحالف الدولى الأمريكى فى العراق ٢٠١٤، والرابعة فى الحرب السعودية بالوكالة عن امريكا فى اليمن، واليوم هى المرة الخامسة.
·       وما سيضمنه ذلك من مخاطر تهدد الجنود المصريين فى حروب بالوكالة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
·       ومن معالم النفاق والتبعية، ان تقبل مصر وتركيا الانخراط فى تحالف واحد، رغم كل ما بينهما من عداء، ولكن من يستطيع ان يقول لا للامريكان ولآل سعود! 
·       كما انه من الواضح انه تحالف اسلامى طائفى يقتصر على الدول السنية، وهو بذلك تكريس للمشروع الغربى الهادف الى استبدال الصراع العربى الصهيونى بصراع سنى شيعى، تمهيدا للتقسيم وإعادة رسم الخرائط
·       ومما يثير السخرية ايضا، مشاركة السلطة الفلسطينية فى تحالف عسكري وهى المحظور عليها بأمر أوسلو واسرائيل ومجتمعها الدولى حمل السلاح او المقاومة او حتى المشاركة فى الانتفاضة
ناهيك ان غالبية الدول المشاركة هى دول تابعة اما الى الأمريكان او الى الفرنسيين، وكاننا بصدد تحالف من المماليك.
·       وأخيرا، نؤكد للمرة الألف انه لا شرعية لاى نظام او حرب او قوة عسكرية عربية لا ترفع السلاح فى مواجهة العدو الصهيونى، وضد كل أشكال وألوان الغزو الأجنبى للاراضى العربية.
*****

                                                               القاهرة فى 15 ديسمبر 2015     

الأحد، 29 نوفمبر 2015

لماذا نحيى ذكرى تقسيم فلسطين؟

لماذا نحيى ذكرى تقسيم فلسطين؟
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

لماذا يجب ان نحيى ذكرى قرار تقسيم فلسطين الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧؟
1)   لأنها فرصة لننقل القضية وحكايتها وحقيقتها الى أولادنا الذين لم يتعرفوا عليها بعد، خاصة بعد ان توقفت غالبية الانظمة العربية عن القيام بهذ الدور، وحين تفعل فانها تلقنهم روايات مضللة ومزيفة.
2)   كما ان لإحياء ذكرى هذا العام أهمية خاصة، وهى دعم الشعب الفلسطينى فى انتفاضته الثالثة المتفجرة اليوم فى الارض المحتلة، والتى وقع فيها حتى يومنا هذا ما يزيد عن 100 شهيد.
3)   وكذلك لنتذكر ونتعظ ونتفكر ونتدبر فى أكبر جريمة استعمارية ارهابية دولية شاهدها العالم فى تاريخه، اذ تحالف الجميع ضدنا، لا فرق فى ذلك بين أمريكان وسوفييت.
4)   وللتأكيد على فشل المشروع الصهيونى، فرغم مرور ٦٨ عاما من الاحتلال وسيول الدعم العسكري والاقتصادى والغطاء الدولى من أقوى دول العالم ومؤسساتها الدولية، الا ان اصحاب الارض لا يزالون هنا، لم يتوقفوا لحظة واحدة عن المقاومة، وكل الامة والارض والشعب تلفظه.
5)   كما فى احياء ذكرى قرار التقسيم ٤٧ والنكبة ٤٨، تأكيد على حقيقة الصراع وطبيعته وهدفه النهائى المتمثل فى تحرير كامل الارض المحتلة منذ 1948، فى مواجهة الصهاينة العرب الذين يروّجون ان فلسطين التى تخصنا تقتصر على ارض ٦٧ فقط.
6)   ولنتعاهد ونجدد التزامنا بانهاء هذا الكيان الصهيونى ومشروعه، وما يترتب على ذلك من رفض الاعتراف بـ (إسرائيل) او الصلح معها. والعمل على إسقاط كل الاتفاقيات العربية معها، بدءا بكامب ديفيد ومرورا بأوسلو ووادى عربة وانتهاء بمبادرة السلام العربية والدعوات الحالية لتوسيع السلام معها. مع الحرص على تقديم كل الدعم للمقاومة الفلسطينية، والعمل على احياء الحركات واللجان الشعبية العربية لنصرة فلسطين ومناقضة اسرائيل والصهيونية
7)   وللرد على العرب من اصدقاء اسرائيل، الذين ينشرون روح الهزيمة والاستسلام ويهاجمون رفض اسلافنا الاعتراف باسرائيل ورفضهم لقرار التقسيم. ففى احياء الذكرى تأكيد على صواب الموقف العربى الرسمى والشعبى فى ذاك الوقت، الذى أجمع على رفضه للقرار 181 والتفريط فى أى جزء من فلسطين الى العصابات الصهيونية وهو الموقف الذى صمد واستمر الى ان بدأ السادات بكسره والانقلاب عليه فى اتفاقيات كامب ديفيد، ثم لحقه الحكام العرب واحدا تلو الآخر.
8)   ولنؤكد على أن قضية فلسطين ومواجهة الكيان الصهيونى، ستظل دائما هى القضية المركزية لدى الشعوب العربية، حتى بعد ان تخلت عنها الانظمة العربية. وتتجاهل مؤسساتها الاعلامية اى اشارة الى هذه الذكرى الاليمة.
9)   كما انها البوصلة الوحيدة الصحيحة والنبيلة، فى ظل غابة كثيفة من الانقسام والصراع والاقتتال العربى/العربى.
10)         وأخيرا وليس آخرا، لكى نواصل فرز صفوفنا وطنيا وعربيا، بين انصار فلسطين وبين اصدقاء اسرائيل.
*****



الخميس، 26 نوفمبر 2015

لا لزيارة البابا تواضروس للارض المحتلة


لا لزيارة البابا تواضروس للارض المحتلة
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
نرفض زيارة البابا  تواضروس ، لفلسطين المحتلة بتأشيرة إسرائيلية، كما رفضنا من قبل زيارة الدكتور على جمعة و آخرين، لمخالفته القرار الوطنى السابق للكنيسة المصرية وللبابا شنودة، بحظر السفر اليها الا بعد تحررها، ودخولها كتفا الى كتف مع الإخوة المسلمين المصريين. ولمخالفته للإجماع الوطنى المصرى منذ ١٩٧٩، بمقاطعة اسرائيل وعدم الاعتراف بها او التطبيع معها او دخول فلسطين بتأشيرتها. 
نرفض هذه الزيارة ولو كانت لأسباب دينية او لتقديم واجب الصلاة والعزاء، فلقد حرم ملايين المصريين أنفسهم على امتداد ما يقرب من نصف قرن، من زيارة أشقائهم وأقاربهم وأهاليهم الفلسطينيين وتقديم العزاء لهم فى الآلاف من شهدائهم ضحايا الجرائم و الاعتداءات الصهيونية. 
ان سلطات الاحتلال التى فشلت مرارا وتكرارا فى اختراق المقاطعة الشعبية المصرية والعربية والتى تحرض المصريين والعرب لزيارتها، وتدعى كذبا تحضرها وديمقراطيتها وحبها للسلام، هى ذاتها السلطات التى تقيد حق الفلسطينيين اصحاب الارض الذين يعيشون هناك، من الصلاة فى المسجد الاقصى، وتستبيح باحاته وساحاته يوميا طمعا فى تقسيمه زمنيا، كما تحظر عليهم الحركة والتنقل بحرية فى أراضيهم وأوطانهم، ونحن بزيارتنا لها وبتطبيعنا معها نساعدها على الاستمرار فى تضليل العالم. 
ان الواجب الوطنى المصرى والعربى والانساني كان يحتم على البابا تواضروس وكل المؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية وكذلك الأحزاب والقوى السياسية ان تفرض مزيدا من الحظر والمقاطعة ومقاومة التطبيع ومناهضة اسرائيل فى ظل الاعتداءات الصهيونية الحالية على الشعب الفلسطينى التى أوقعت اكثر من ١٠٠ شهيد فى ٥٥ يوم من عمر الانتفاضة الثالثة، بدلا من ان تقوم بالتراجع وكسر القرار ألوطنى للكنيسة المصرية بحظر التطبيع.
اننا نناشد اخوتنا من المثقفين والمفكرين والسياسيين المسيحيين الذين نعلم غضبهم من زيارة البابا ورفضها رفضا قاطعا، ان يقودوا حملة وطنية لتصحيح هذا الموقف وعدم تكراره والحيلولة دون الاحتذاء به وتكراره من قبل مواطنين مسيحيين آخرين، والعودة الى الموقف الوطنى العظيم للكنيسة المصرية وللبابا شنودة بحظر التطبيع مع اسرائيل وزيارتها والحج الى القدس فى ظل احتلالها.

*****

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

فى ذكرى رحيل ياسر عرفات

أبو عمار
محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

تم اغتيال أبو عمار عدة مرات، أشهرها هى مؤامرة تسميمه التى انتهت بوفاته فى 11 نوفمبر 2004، أما  أولها فكان مذابح أيلول الاسود التى انتهت الى طرد المقاومة من الاردن عام 1970. ثم مذبحة تل الزعتر التى ارتكبها النظام السورى والكتائب المارونية فى لبنان لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية عام 1976. أما أسوأها فكانت عملية الاغتيال الكبرى التى ارتكبها النظام المصرى حين باع فلسطين لاسرائيل فى صفقة كامب ديفيد. وتم اغتياله مرة أخرى حين تواطأت الأنظمة العربية مجتمعة مع الصهاينة والأمريكان على اخراجه والقوات الفلسطينية من لبنان فى 1982، ونفيهم بعيدا عن الارض المحتلة. ثم ما تلى ذلك من عملية اغتيال بطئ على نار هادئة للضغط عليه فى المنفى وكسر ارادته للاعتراف باسرائيل والتنازل عن فلسطين 1948 وعن الحق فى المقاومة فى اتفاقيات أوسلو المشئومة. وحين حاول قلب الطاولة فوق رؤوسهم فى انتفاضة الاقصى عام 2000 وما بعدها، قرروا إخراجه من المشهد نهائيا، فقتلوه.
***

القاهرة فى 11 نوفمبر 2015

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

نحن وبشائر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

نحن وبشائر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

هل يتفاعل المصريون مع بشائر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التى طال انتظارها، كما فعلوا مع انتفاضتى 1987 و 2000، أم أن النظام المصرى سيتمكن بقبضته البوليسية الحديدية وعلاقته الحميمة مع اسرائيل من اجهاض أى محاولات من هذا النوع؟
***
لم يتخلف الشعب المصرى أبدا، عن المشاركة مع اشقائه من الشعوب العربية، عن نصرة فلسطين والتفاعل مع قضاياها، ودعم انتفاضاتها ومقاومتها.
وحتى فى أعتى سنوات كامب ديفيد، لم يتمكن النظام الحاكم فى ظل السادات أو مبارك، من ايقاف الزخم الشعبى المعادى لاسرائيل والمناصر لفلسطين.
***
ومن ناحية أخرى كان للصمود والنضال الفلسطيني فى مواجهة آلات القتل الصهيونية، بالغ الأثر فى تشكيل الحركة الوطنية المصرية بكافة تياراتها، فكان له دورا رئيسيا فى بناء وبلورة الوعى الوطنى المصرى، وترتيب الاولويات فى برامج و اجندات القوى السياسية، وكان له فضل كبير فى ضخ دماء جديدة الى الحركة الوطنية المصرية، فآلاف مؤلفة من الشباب المصرى بدأت الاهتمام بالِشأن العام والولوج الى عالم السياسة لأول مرة، من بوابة فلسطين.
***
لقد أصبح لكل جيل من أجيالنا، نضالاته ومعاركه وفاعلياته التى يعتز بها ولا ينساها ابدا، فى مضمار الصراع ضد المشروع الصهيونى منذ بدايته و ضد اسرائيل و كامب ديفيد ونظامها الحاكم فى مصر.
فلقد شاركنا فى معارك فلسطين وتوحدنا مع قضاياها منذ قرار التقسيم وحرب 1948، مرورا باعتداءات 1956 و1967، وحربى الاستنزاف و 1973. ثم معاركنا ضد قبول وقف اطلاق النار واتفاقيتى فض الاشباك الاول والثانى وزيارة القدس واتفاقيات كامب ديفيد. وكذلك فى اجتياح بيروت ومذابح صبرا وشاتيلا، وقضايا سليمان خاطر وثورة مصر. وانتفاضة الحجارة، وحرق الحرم الابراهيمى وانتفاضة الاقصى والعدوان على لبنان والاعتداءات المتكررة على غزة فى السنوات الاخير، ومعارك كثيرة أخرى.
وعلى امتداد عقود طويلة، شكلت القوى السياسية المصرية بكافة تياراتها، مئات من التجمعات والمؤسسات واللجان لدعم القضية، مثل انصار الثورة الفلسطينية، واللجان الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطينى، ولجنة الدفاع عن الثقافة القومية، ولجان للاغاثة وفك الحصار، ولجان للمقاطعة ومقاومة التطبيع ومناهضة الصهيونية، ولجان لنصرة المسجد الاقصى ....الخ.
وشهدت شوارع مصر وميادينها وساحات جامعاتها ومقرات احزابها وقاعات نقاباتها مئات الفاعليات من قوافل اغاثة ومظاهرات ووقفات وندوات ومؤتمرات دفاعا عن فلسطين وتصديا لاسرائيل وكامب ديفيد والتطبيع.
وكان الموقف من فلسطين ومن العدو الصهيونى ومن اتفاقيات كامب ديفيد ومن التطبيع، هو معيار الفرز الوطنى الأول بلا منازع بين كل القوى والاحزاب والحركات والشخصيات السياسية والعامة.
***
وحين تفجرت الثورة المصرية، أعطى زخمها الثورى دعما اضافيا للقضية الفلسطينية، على الأقل فى عامها الأول، بلغ ذروته بمحاصرة مقر السفارة الصهيونية فى 9 سبتمبر 2011 وإغلاقها لأول مرة منذ توقيع المعاهدة. قبل ان تضربنا جميعا جرثومة الانقسام وكل ما ترتب عليه، وعلى الأخص ما نراه اليوم من علاقات تنسيق وتآلف وتحالف غير مسبوقة بين الادارة المصرية واسرائيل، وصفتها فى مقال سابق بالعصر الذهبى للعلاقات المصرية الاسرائيلية.
***
واليوم وتحت وطأة الاجرام والجبروت (الاسرائيلى) غير المسبوق، وفى ظل تجاهل وتهميش دولى وعربى ومصرى للقضية الفلسطينية، يفاجئنا الشعب الفلسطينى مرة أخرى، ببشائر انتفاضة ثالثة، تتصدى للاحتلال وتحاصره وتكسر جبروته وتوحشه، وتفضح التنسيق الفلسطينى والعربى مع اسرائيل، وتحيى الروح الوطنية وتصحح البوصلة العربية وتعيد القضية الى مكانتها الطبيعية على رأس أولويات القضايا العربية.
·       فهل نتركه، وحيدا منفردا، فى مواجهة آلة الاحتلال والقتل والتهويد الصهيونية؟
·       هل نتواطأ مع اسرائيل والنظام الرسمى العربى، بالصمت على اجهاض انتفاضة طالما انتظرناها وحلمنا بها؟
·       هل نصبح مثل كل زبانية العالم الذين يعربدون فى اوطاننا بذريعة مكافحة الارهاب، ولا ينطقون حرفا عن جرائم (اسرائيل) أخطر كيان إرهابى فى التاريخ؟
·       هل نترك جماعة كامب ديفيد وأصدقاء اسرائيل فى مصر يواصلون تشويه وجه مصر الوطنى؟
·       هل نتذرع بعجزنا أمام الحصار السياسى والقيود الأمنية لتبرير عزوفنا عن دعم الانتفاضة؟
·       هل نضيع هذه الفرصة التاريخية، لتصحيح بوصلة الثورة المصرية، بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومواجهة العدو الصهيونى والتحرر من اتفاقياتنا معه، لتكون على رأس برامجنا السياسية؟
·       وهل نضيع هذه الفرصة لإعادة فرز صفوفنا على أساس الموقف من المشروع الأمريكى الصهيونى: الموقف من التحالف مع الولايات المتحدة، ومن الاعتراف باسرائيل والتنسيق معها، ومن دعم أو حصار الشعب الفلسطينى؟ 
·       هل نقبل أن نوصم بأننا الجيل الوحيد فى التاريخ المصرى الذى خذل انتفاضة فلسطينية؟
*****

القاهرة فى 7 أكتوبر 2015

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

لماذا تحتفل جماعة كامب ديفيد بنصر أكتوبر!

لماذا تحتفل جماعة كامب ديفيد بنصر أكتوبر!
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

ان المعادين (لاسرائيل) الذين يرفضون الاعتراف بها والصلح والتطبيع معها، وأنصار فلسطين وداعميها، هم وحدهم اصحاب الحق فى الاحتفال بالنصر على العدو فى حرب اكتوبر.
أما جماعة النظام، جماعة كامب ديفيد التى تحتفل كل عام بذكرى نصر اكتوبر، فانهم لا يفعلون ذلك من أجل التأكيد على المبادئ والأهداف والمعانى التى قاتلنا من اجلها وهى ان كل فلسطين ارض عربية، وان الكيان الصهيونى يستهدف مصر وكل الأمة العربية مثلما يستهدف فلسطين، وانه لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف معه، وان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وانه صراع وجود وليس صراع حدود، وان الامريكان هم العدو الحقيقى وليس (اسرائيل) فقط...الخ
وانما يحتفلون ليضعوا انفسهم فى مراكز سامية فوق باقى جموع الشعب، وليصنعوا لأنفسهم شرعية مقدسة، يبرروا بها احتكارهم للسلطة، وأحقيتهم وحدهم فى حكم مصر. هل تتذكرون مبارك قائد الضربة الجوية الأولى؟
***
·       فبالله عليكم، ما قيمة ان نحتفل بحرب تحرير ارضنا التى احتلها العدو لإجبارنا على الاعتراف به وبحقه فى ارض فلسطين، اذا كنا اليوم نعترف بشرعيته المزعومة.
·       وما قيمة ان نحتفل بنصر حققناه ونحن ندافع عن عروبة فلسطين ضد الادعاءات الصهيونية الزائفة بأنها ارض الميعاد، اذا كنا اليوم نتبنى ذات الرؤية الصهيونية فى أن هذه ارض (اسرائيل).
·       ما قيمة ان نحتفل بحرب مصرية عربية لتحرير كامل الارض المحتلة، ونحن اليوم نحرض الفلسطينيين على التنازل عن 78 % من اراضيهم (لاسرائيل).
·       وما قيمة ان نحتفل باسترداد جزء من ارضنا بالقوة و القتال، اذا كنا اليوم نُحَرِّم ونُجَرِّم ذلك على أشقائنا ، ونتحالف مع (اسرائيل) لحصار المقاومة و لحظر السلاح الفلسطينيى.
·       ما قيمة ان نحتفل اليوم بانتصارنا فى معركة حاربنا فيها العدو الامريكى راعى (اسرائيل) وحاميها، اذا كنا نتفاخر اليوم بالتحالف معه، ونهرول لاسترضائه والفوز باعترافه بشرعية النظام الجديد.
·       ما قيمة ان نحتفل بنصر كنا فيه نقود الأمة لتحرير الارض العربية المحتلة من الكيان الصهيونى ومشروعه، اذا كنا ندعو اليوم الى توسيع السلام معه، رغم استيلائه على مزيد من الأرض، وقيامه باستباحة المسجد الأقصى وتقسيمه أمام أعيننا.
·       ما قيمة ان نحتفل بحرب عبرنا فيها بأكثر من ثمانين الف مقاتل وألف دبابة، ثم رضخنا للضغوط، بعد وقف اطلاق النار، وسحبنا قواتنا من سيناء وأعدناها مرة اخرى الى غرب القناة، بحيث لم يتبقى لنا هناك سوى 7000 جندى و 30 دبابة. ليمنوا علينا بعدها بسنوات ويسمحوا لنا، بموجب المعاهدة المشئومة، بنشر 26 الف جندى فقط فى سيناء، بما يعادل ربع عدد القوات التى عبرنا بها بسلاحنا ودمائنا.  
·       ما قيمة ان نحتفل بمعركة تحرير سيناء، ونحن لا نزال حتى اليوم نستأذن (اسرائيل) لإدخال قواتنا اليها، بعد ان جردت المعاهدة ثلثيها من القوات والسلاح.
·       ما قيمة ان نحتفل بحرب اعلن فيها القادة والحكام ان امريكا هى العدو الأصلى، ثم نقوم بعد الحرب بتسليم مصر تسليم مفتاح الى الامريكان، ونفتح لهم سيناء، ليدخلوها بقواتهم ضمن قوات متعددة الجنسية التى تخضع لهم وليس للأمم المتحدة.
***
ان النصر واحد، ولكن مغزى إحياء ذكراه ليس كذلك، فلهم مغزاهم ولنا مغزانا.
****
القاهرة فى 5 اكتوبر 2015