بحث فى المدونة

الثلاثاء، 31 يناير 2012

هيكل ينتقد القومية

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

ليس المقصود الأستاذ محمد حسنين هيكل رفيق القائد القومى جمال عبد الناصر، وإنما المقصود هو احمد حسنين هيكل الابن رجل الأعمال المشهور ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية التى تبلغ قيمة استثماراتها 9 مليار دولار فى 15 دولة .

فلقد نشرت له جريدة الشروق يوم الأربعاء 25 يناير الماضي مقال بعنوان ((من أجل إحياء أمل المواطن المصرى فى عيش حياة أفضل الآن)) قدم فيه رؤيته عن كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية ، و كتب فى نهايته الفقرة التالية : ((أن الرغبة فى معاقبة مجتمع الأعمال ــ إلى جانب زيادة النزعة القومية ــ سيؤدى إلى خلق حواجز تجارية وفرض المزيد من الضرائب والقيود التنظيمية وهى أمور تؤثر على الاستثمار أغلبها خطأ وبعضها جائز. فى تخيلنا أن رد فعل العديد من أصحاب الأعمال والشركات سيكون مقاومة هذه التوجهات وستعلو الأصوات الشاكية خلف الأبواب المغلقة))

***

و المفارقة الأساسية فى هذا المقال ليست ان ابن الوز ليس عواما فى كل الحالات ، ولكن الأهم هو ما جاء فيها من نقد موجه الى اى سياسة وطنية تسعى الى حماية المنتجات المصرية من المنافسة الأجنبية ، واعتبارها نزعة مكروهة أو غير مرغوب فيها ، واستخدام تعبير ((النزعة القومية )) سىء السمعة الذي عادة ما يستخدم لوصف حالات التعصب الوطني أو القومي العنصرية أو ما يطلق عليه بالشوفينية .

خاصة وان هناك شبه اجماع بين كل الأحزاب والقوى السياسية على ضرورة إعادة الاعتبار للصناعة الوطنية كأحد اهم اولويات الثورة ، بعد أن ذقنا جميعا مرارة سيطرة رؤوس الأموال الأجنبية على الاقتصاد المصري .

بالإضافة الى ان هذا هو التوجه الذى انتهجته كل الدول الكبرى فى بداية نهضتها الصناعية ، الى ان تمكنت من تأسيس صناعاتها الوطنية ، حينها فقط أنشأت المنظمات و الاتفاقيات التجارية الدولية لترغم باقى دول العالم على فتح أسواقها بالاكراه ، وتحرمها من اى سياسة حمائية .

***

ولو كان الأمر قد اقتصر على مقال السيد هيكل لما كانت يستوجب التعليق ، ولكن المشكلة إننا بصدد بدايات حرب منظمة ضد هذا التوجه الوطنى أو هذه ((النزعة)) الوطنية ، من قبل المصدرين الأجانب وحلفاءهم من المستوردين المصريين : فلقد قامت شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية برفع دعوى قضائية ضد د/ كمال الجنزورى ووزير الصناعة والتجارة الخارجية ووزير المالية ، لإلغاء القرارين 660 و 626 الصادرين عن وزارة الصناعة بفرض إجراءات الحماية على واردات المنسوجات والجلود ، لإضرارها بمصالح التجار والمستوردين .

كما قام رؤساء ثلاث شعب تجارية بالتهديد بتدويل القضية باللجوء إلى المؤسسات الدولية التي تقوم على تطبيق الاتفاقيات التجارية الدولية ، وعلى رأسها منظمة التجارة العالمية لإلغاء قرارات الحماية باعتبارها مخالفة لقواعد الاتفاقيات الدولية ، وباعتبارها تعيق الاستيراد والمنافسة الحرة ، وتضر بمصالح التجار والمستوردين وتصب في مصلحة الصناعة وفقا لما نشر فى جريدة الشروق فى 14 يناير 2012.

وهو السلوك الذي حذر منه هيكل في مقاله حين قال ان الشركات ورجال الأعمال ((ستقاوم)) مثل هذه التوجهات .

المهم ان هناك صراعا حادا يدور الآن حول الموقف من دعم الصناعة الوطنية وحمايتها كجزء من معركة اكبر حول مصير الاقتصاد المصري بعد الثورة ، فى اطار المعركة الأساسية وهى التحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية .

ورغم انه إننا قد لا نسمع لهذا الصراع ، الذى يدور فى الكواليس ، صوتا أو ضجيجا فى أجهزة الإعلام ، إلا انه لا يقل أهمية وخطورة عن كل الصراعات السياسية والدستورية الدائرة الآن .

فهل ننتبه ونشارك ؟



*****

القاهرة فى 31 يناير 2012





الأحد، 29 يناير 2012

ضغوط أمريكية فوق العادة


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

• رغم اننا لم نعلن الحرب على اسرائيل

• ورغم اننا لم نعلن انسحابنا من معاهدة السلام

بل يؤكد ((الجميع)) بمناسبة وبدون مناسبة على الالتزام بها و بأخواتها من اتفاقيات الغاز والكويز والسياحة ..الخ

• ورغم اننا لم ندفع باى قوات إضافية الى سيناء بالمخالفة للإعداد المسموح لنا بها بموجب المادة الرابعة من المعاهدة

• ورغم اننا لم نرتكب اى فعل عسكرى او اقتصادى او دبلوماسى يمكن تفسيره على انه انتهاك لاحكام المعاهدة

• ورغم اننا نؤكد كل يوم على التمسك بالعلاقات الاستراتيجية والخاصة مع الولايات المتحدة !

• رغم كل هذا الالتزام المصرى الرسمى بالصراط المستقيم على الطريقة الامريكية الاسرائيلية المباركية

الا ان الامريكان لم يتوانوا فى الاسابيع الماضية عن تهديدنا تهديدات صريحة وواضحة بانهم سيقطعون عنا المساعدات العسكرية ، بسبب ما اتخذته لجان قضائية مصرية من اجراء تحقيقات حول أنشطة غير قانونية تقوم بها المنظمات الاستخباراتية الأمريكية الثلاث : المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري وفريدوم هاوس.

***

الى هذه الدرجة افقد نظام مبارك مصر سيادتها وكرامتها الوطنية ، عندما أدخل الأمريكان مصر من بوابة المعونات العسكرية والاقتصادية وأعطاهم كل هذا النفوذ و السيطرة وكل هذه الحق فى التدخل فى اخص شئوننا الداخلية . فلم يعد من حقنا ان نرفض او حتى نعترض على النشاط العلني لأجهزة الاستخبارات الأمريكية فى ربوع مصر .

الى هذ الحد يتم توظيف المعونة الامريكية لاخضاع الارادة المصرية حتى فى اصغر القضايا والملفات ، فيتم التلويح كل 10 دقائق بقطعها ان لم نفعل كذا أو كذا .

***

• فمنذ بضعة ايام اعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكى قد اتصل بالمشير طنطاوى بهذا الشأن وفُهم من صياغة نص البيان انه ربط بين الموافقة على قرض صندوق النقد الدولى البالغ 3.2 مليار $ وبين السماح للمنظمات الاستخباراتية بالعودة الى النشاط فى مصر .

• ثم قام عدد من اعضاء الكونجرس بارسال خطاب الى اوباما يحرضونه على قطع المساعدات عن مصر ان لم يتم حل ازمة المنظمات المذكورة

• وقبلها اعلنت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية انه لن يكون بمقدورهم اقناع الكونجرس بالتصديق على المساعدات ان ظلت هذه الازمة قائمة

• ثم اعلنت فى مؤتمر صحفى لاحق ان الادارة الامريكية تضغط على مصر بكل الاساليب والوسائل بما في ذلك طريقة العصا والجزرة (هكذا قالت)

• وهى الحملة التى بدأت يوم 31 ديسمبر الماضى باتصال بانيتا وزير الدفاع الامريكى بالمشير فى اليوم التالى لتفتيش هذه المنظمات .

• ثم ما تلى ذلك من طوفان من الزيارات من مسئولين وشخصيات امريكية للضغط والتهديد مثل جيفرى فيلتمان وفرانك بيرنز مساعدى زير الخارجية ثم الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر ثم مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية لحقوق الانسان ، وأخرهم الوفد القضائى الامريكى رفيع المستوى برئاسة وزير العدل الامريكى شخصيا الذى يزورنا الآن ، بعد منع سفر 6 مواطنين امريكان من السفر لانهم محل للتحقيق ، منهم سام لاهود مدير فرع المعهد الجمهوري فى مصر و هو ابن وزير النقل الامريكى .

زيارات وتهديدات من الكونجرس واتصالات من اوباما ووزير دفاعه ، وتصريحات من الخارجية الأمريكية ومقالات تحريضية فى الصحف الامريكية ، وحملات ضارية لا تزالا مستمرة حتى كتابة هذه السطور ، كلهم يضغطون ويتوعدون لإرغام الإدارة المصرية على الخضوع وإطلاق يد المنظمات الأمريكية .

***

كل هذا يتم ونحن مشغولون ((عن حق)) باستكمال مهام الثورة على المستوى الداخلى .
 ولكن للأسف لو انكسرت إرادة الادارة الرسمية المصرية كالمعتاد أمام الضغوط الأمريكية ، فستكون تلك هى السابقة الاولى بعد الثورة لشرعنة وتقنين النشاط الاستخبارى الامريكى فى مصر .
 وهو ما لا يجب ان نسمح به باى حال من الأحوال .
 كما ينبغى الشروع فورا فى تنظيم حملة وطنية ضد كل أنواع المعونة الأمريكية : عسكرية واقتصادية ومدنية .

*****

القاهرة فى 29 يناير 2012

الثلاثاء، 24 يناير 2012

سنحتفل ونواصل

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

هل هناك ما يدعونا الى الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للثورة ؟

طبعا هناك الكثير ، خذ عندك :

• اسقاط مبارك والقبض عليه هو وأنجاله و حاشيته .

• والقضاء على مشروع التوريث و التأبيد والتجديد

• والقضاء نهائيا على هذا الجزء فى النظام الذى كان يجعل من رئيس الجمهورية كشيخ القبيلة يملك مقدراتها و مصائرها فى يده وحده ، وبمقدوره ان يبيعها فى أسواق الثلاثاء الأمريكية والاسرائيلية بدون أى مساءلة أو تعقيب .

• ونجاحنا بدلا من ذلك فى الاختيار بين عدة مرشحين رئاسيين فى انتخابات حرة .

***

• و اسقاط الحزب الوطني

• والقضاء تماما على هذا الجزء فى النظام الذى كان يعطى السلطة والسيادة لحزب واحد ووحيد موال لرئيس الجمهورية وليس لمصر ، تسانده كل أجهزة الدولة .

• يحصد على الدوام أغلبية مقاعد المجالس التشريعية والمحلية بالتزوير ، وينفرد باصدار كل التشريعات والقوانين لصالح مبارك ونظامه .

• ونجاحنا بدلا من ذلك فى تأسيس أحزاب متعددة تتنافس فى انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائي كامل لأول مرة .

***

• سقوط الخوف تماما من نفوس المصريين

• والقضاء على جبروت أجهزة صناعة الخوف مثل جهاز أمن الدولة .

• وانتزاع كثير من الحقوق مثل حق العمل السياسي وحق الاجتماع و التنظيم و التظاهر والإضراب والاعتصام

• و حق تأسيس النقابات المستقلة وانتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات

• وعودة حق العمل السياسي الطلابى الى الجامعات

• وحدوث نقلة نوعية كبيرة فى وعى الشعب المصري وشبابه .

• تصاعد الشعور الشعبي بالعزة والكرامة الوطنية فى مواجهة أمريكا وإسرائيل ، كما ظهر فى مظاهرات السفارة الصهيونية

• تحجيم مؤقت لنشاط النهب المنظم لثروات مصر من قبل رجال أعمال النظام بسبب خوفهم الحالى والمؤقت من الملاحقة الجنائية ، بعد انكشاف جرائمهم للرأى العام .

***

كل هذه النجاحات التى حققتها الثورة فى عامها الأول رغم كل التحديات والعقبات والمخاطر...

حققتها بدماء ونضال وأيادي الشهداء والمصابين والثوار ، يتوجب علينا أن نفخر بها و نثمنها ونهنئ أنفسنا عليها .

فإن فى إنكارها أو تجاهلها ظلم بين لنا وطعن فينا وليس فى غيرنا

بالإضافة الى انها تحمل رسالة تثبيط خاطئة و خطيرة : رسالة تقول أنه رغم كل هذه الجهود والتضحيات ، فان النتيجة صفر و لم يتغير شىء !

****

ولكن فى المقابل هل هذا يعنى ان الثورة قد استكملت انجاز أهدافها ؟

بالطبع لا وخذ عندك :

• لا تزال الأعمدة الرئيسية لنظام مبارك قائمة وهى :

(1)التبعية للامريكان

(2)والخوف من اسرائيل

(3)واستمرار الالتزام بما يسمى بالاقتصاد الحر برعاية صندوق النقد الدولى ومجموعة الدائنين فى نادى باريس وحلفائهم من رجال الاعمال المصرين ، وما يترتب علي ذلك من استمرار تردى الظروف المعيشية والاقتصادية للغالبية العظمى من الشعب .

• ظهور بعض المؤشرات على اتجاهات المجلس العسكري لعدم تسليم السلطة ((كاملة)) للمؤسسات المنتخبة ، مما يثير قدر كبير من الشكوك فى نواياه .

• لا تزال قوات القتل المنظم التابعة للنظام حرة طليقة ، تعتدى على المتظاهرين و تسقط مزيد من الشهداء والمصابين فى كل مناسبة . شجعهم على ذلك افلاتهم حتى الان من المحاكمة والعقاب ، بل وتبرئة عدد منهم ، مع شيوع حالة انفلات أمنى عام تثير الشك والريبة .

• عدم محاكمة مبارك ورجاله على الجرائم الأخطر التى ارتكبوها مثل جرائم الأضرار بالأمن القومي لمصر والنهب والتفريط فى ثرواتها

• تهريب كثير من الأموال المنهوبة، وهروب عدد من رجال الأعمال ، وركوب آخرين منهم للثورة .

• سيطرة مزدوجة على الإعلام وتوجيهه من قبل الدولة و رجال الأعمال

• تأثير كبير للأموال في مسار العملية السياسية

• افتقاد عديد من الشباب و التيارات لقيادة موحدة

• انقسام قوى الثورة على قضايا هامشية ، وشيوع روح الصراع والمنافسة مما أضعف كثيرا من فاعلية الضغط الشعبى المنظم الموحد ، وادى الى إنتاج برلمان لا يمثل كل التيارات السياسية.

• نشاط امريكى غربي كثيف على كافة الأصعدة لمحاولة احتواء الثورة ، يقابله غياب شبه كامل لأولوية الاستقلال والتحرر كهدف عن غالبية برامج وخطابات القوى السياسية ، مع شيوع حالة من التسابق على التواصل مع الغرب وطمأنته .

***

من أجل كل ذلك فلنلتقى جميعا فى كل ميادين التحرير يوم الأربعاء 25 يناير لسببين :

الأول هو أن نحتفل فى ((سلام)) بما تم انجازه حتى الآن مع تثبيته وتأكيده وتطويره .

والثاني هو أن نتعاهد على مواصلة النضال المشترك من اجل استكمال أهداف الثورة .

*****

القاهرة فى 21 يناير 2011





الأحد، 22 يناير 2012

من سيذهب إلى التحرير؟

محمد سيف الدولة


Seif_eldawla@hotmail.com


من المتوقع ان يشارك الجميع فى الذكرى السنوية الأولى للثورة ، ولكن لأسباب تختلف عن أسباب الآخرين : فهناك من يريدها احتفالية فقط وهناك من يدعو إلى مواصلة الثورة حتى النهاية . وداخل كلا من المعسكرين : يختلف الناس أيضا في دوافعهم وغاياتهم وسقف مطالبهم :


فى المعسكر الأول هناك المجلس العسكري الذي يخشى أن يتم توظيف اليوم للتصعيد ضده ، ومعه بطبيعة الحال الوزارة وأجهزة الدولة وإعلامها .


• وهناك المنتصرون من التيار الاسلامى من إخوان وسلفيين وغيرهم الذين يأملون فى بداية هادئة للبرلمان الذي حصدوا أغلبية أصواته ، ليتمكنوا من استكمال خريطة الطريق التي تنتهي بانتخابات رئيس الجمهورية ، ويخشون ان يسفر التصعيد على تعطيل نقل السلطات أو التراجع عما حققوه من انتصارات .


• وهناك الغالبية العظمى من الشعب التي أيدت الثورة ولكنها تريد الاستقرار وتخشى الفوضى ، كما انها لا تستوعب أسباب التصعيد والإصرار على تسليم السلطة فورا ، رغم انه سيتم تسليمها فى آخر يونيو على غرار ما تم فى الانتخابات البرلمانية .


• وهناك أيضا كثيرون يتعاطفون مع الشباب ، ولكنهم يخافون من انفلات الموقف وخروجه عن السيطرة ، والدخول فى دوامة جديدة من العنف وسقوط مزيد من الشهداء والمصابين .


أما فى المعسكر الثاني فهناك أهالي وأنصار الشهداء والمصابين القدامى والجدد و كل المعتدى عليهم ، الذين يتمسكون بحق القصاص كهدف نبيل ومشروع ، ولو كان قد تم إنصافهم بمحاكمات حقيقية وعادلة و تمت حمايتهم من الاعتداءات الجديدة لكانوا الآن جزءا أصيلا من معسكر الاحتفال .


• وهناك الشباب الذي يدافع عن الشرعية الثورية ومكاسبها، ويخشى عليها من محاولات الإجهاض باسم الشرعية الدستورية والبرلمانية، فيشارك من اجل تأكيد وتثبيت حق التظاهر والاعتصام والضغط الشعبي.


• وهناك من يرى أن أركان نظام مبارك الرئيسية لم تسقط بعد ، من التبعية للأمريكان والخوف من إسرائيل وسيطرة رأس المال الاجنبى و المصري على مقدرات البلد .


• وهناك من يتبنى نظرية التصعيد الثوري الدائم و المستمر من اجل تأسيس ديمقراطية شعبية ثورية ، وليس ديمقراطية برلمانية على الطريقة الليبرالية .


• وهناك أيضا من لم يوفق في الانتخابات البرلمانية وآخرون ممن لهم مصلحة فى بناء شرعية موازية للشرعية البرلمانية ، تكون احد أدواتهم للضغط والتمثيل فى المشهد السياسي ، فيما بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.


***


• وفى مواجهة كل هؤلاء ، هناك القوات الضاربة الطليقة للثورة المضادة من منظمات القتل المنهجي ، التى قتلت شهداء الثورة وما بعدها ، والتي تنتظر فرصة جديدة لإسقاط مزيد من الشهداء بهدف تفجير الموقف .


***


كل هؤلاء سيكونون في التحرير يوم الأربعاء 25 يناير ، فلا احد يملك ان يقصى الآخرين .


ولا أحد يعلم على وجه التحديد ماذا ستكون المحصلة النهائية لوجود كل هؤلاء معا .


ولكننا نتصور ان الحد الأدنىالذي يجب يعمل من اجله الجميع رغم كل الاختلافات هو :

• ان نستعيد روح الميدان وقوة دفعه وشرعيته ، ففي ذلك حماية للثورة من الوأد أو الانحراف .


• وان ينجح البرلمان فى اقناع الناس انه إضافة إلى الثورة وليس انتقاصا منها .


• وان نجتهد من اجل توحيد قيادة الميدان ، فيكون أي قرار بالاعتصام أو بفض المظاهرة قرارا جماعيا يلزم الجميع .


• و ان نوفر حماية كاملة لأبنائنا من خلال تأمين الميدان جيدا والتمسك بسلمية المظاهرة .


*****


القاهرة 22 يناير 2012










الثلاثاء، 17 يناير 2012

شرفت يا كارتر بابا

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



شرفت يا نيكسون بابا ، يا بتاع الووتر جيت . عملولك قيمة وسيما ، سلاطين الفول والزيت . فرشوا لك أوسع سكة ، من راس التين على مكة ، وهناك تنفذ على عكا ، ويقولوا عليك حجيت…

بهذه القصيدة لاحمد فؤاد نجم والشيخ امام عبرت الحركة الوطنية المصرية عن رفضها لزيارة رئيس الولايات المتحدة الامريكية اكبر دولة معادية لمصر عام 1974

اما زيارة ((المفتش الرئاسى)) جيمى كارتر التى تمت فى الايام الماضية ، وصال فيها وجال كما يريد ، وقابل طوب الارض بدءا بالمجلس العسكرى وعدد من مرشحى الرئاسة ، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الذى فرح وتباهى برضا كارتر عن الانتخابات ، والاخوان والسلفيين وعدد كبير من قادة الاحزاب السياسية والمجتمع المدنى و الشباب . وتلقى ما يريد من تطمينات وادلى بعشرات التصريحات حول الجيش وميزانيته ونقل السلطة ومستقبل الديمقراطية والانتخابات وضرورة الالتزام بكامب ديفيد وغيرها .

نقول اما هذه الزيارة لكارتر ، فعلى العكس تماما من زيارة نيكسون ، لم يعترض عليها أحد ، ولم يرفض احد مقابلته ، او يصرخ فى وجهه ان لا شأن له بنا ولا بمستقبلنا ، وانه غير مرحب به .

بل شعرنا وكأن هناك تسابق بين الجميع للفوز بشرف لقاءه والتحدث معه ومده بالتحليلات والتوضيحات ورسائل الطمأنة أو الشكايا ،  وكأنه حامى حمى الديار المصرية !

رغم ان هذا هو كارتر الذى قاد اكبر عملية تكبيل عسكرى وسياسى لمصر بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التى جردت ثلثى سيناء من القوات والسلاح ، وجعلت للامن الاسرائيلى أولوية قصوى على حساب الامن القومى المصرى ( م 4 ) وعلى حساب الامن القومى العربى ( م6 ) . وهو كارتر الذى وقع اتفاق التحالف الاستراتيجى الامريكى الاسرائيلى ضد مصر المسمى ((بمذكرة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية))الشهيرة التى تم توقيعها فى 25 مارس 1979 قبل يوم واحد من توقيع معاهدة السلام فى واشنطن .

فما الذى حدث لنا ؟

وكيف بلغ التجريف الوطنى الذى قام به نظام السادات/ مبارك كل هذا الحد ؟

فنسينا من هى الولايات المتحدة ، وماذا فعلت معنا ، وكيف قامت بتصنيع نظام مبارك طوبة طوبة وقامت بحمايته ودعمه حتى النفس الأخير ، وكيف تحاول الآن ان تعيد احياءه ولكن بدون مبارك ؟

ففى اسبوع واحد انهمر علينا الجراد الامريكى من كل صوب : فبالإضافة الى جيمي كارتر ، زارنا جيفرى فيلتمان مساعد زير الخارجية لشئون الشرق الأدنى ، ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية وآخرون ، والذين أخذوا جميعا فى نفس واحد يمارسون حملات التفتيش والتهديد بانه لا مساس بالمقدسات الأمريكية فى مصر مثل التحالف الاستراتيجي ، أو اقتصاد السوق والقطاع الخاص المصري والاجنبى ، أو معاهدة السلام ، او منظمات التخابر المدني الأمريكية ((فريدوم هاوس والمعهدين الجمهورى والديمقراطي ))

***

لم يعد هذا الكلام مقبولا ولا محتملا بعد الثورة ، وان كانت الدولة عينها مكسورة لغرقها فى التبعية ، فلا عذر للقوى السياسة الأخرى . ومن الواضح انه لم يعد لنا سبيل سوى العمل على تنظيم وتعبئة كل القوى المعادية للمشروع الامريكى في مصر .

*****

القاهرة فى 17 يناير 2012

































الأحد، 15 يناير 2012

الخروج الآمن لمن ؟

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

يبحث الجميع الآن عن خروج آمن يضمن لهم مصالحهم ومستقبلهم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية .

1) المجلس العسكري يريد خروج آمن يضمن عدم محاسبة أي من قياداته او افراده عن اى أفعال تمت قبل الثورة او بعدها ، مع الاحتفاظ بكامل امتيازاته وصلاحياته .

2) و التيار الاسلامى يسعى الى استلام آمن للسلطة بدون فيتو امريكى دولي وبدون انقلاب عسكرى .

3) والأمريكان يضغطون ويتفاوضون من اجل تأمين مصالحهم فى مصر: مصالحهم الأمنية والاقتصادية والسياسية والإقليمية ، واستمرارها على ذات المنوال الذى كانت عليه فى ظل مبارك ، وهو ما أعلنت عنه كلينتون شخصيا حين قالت ان على اى مسئولين جدد فى مصر ان يؤكدوا التزامهم كتابة باستخدام المساعدات الأمريكية للحفاظ ورعاية المصالح الأمريكية فى مصر وفى المنطقة

4) و صندوق النقد الدولى ممثلا عن الدائنين فى نادى باريس يضغط ويتشرط ويتفاوض من اجل ضمان سداد القروض القديمة 35 مليار $ ، واستمرار تنفيذ روشته الاقتصادية القديمة ، والفوز بمزيد من القروض والديون والفوائد والتحكم .

5) و اسرائيل تصول وتجول و تضغط وتهدد وتشد وترخى من اجل ضمان استمرار معاهدة السلام كما هى بدون أى تعديل ، وتبعث لنا يوميا بعشرات الرسائل و المراسيل مع الوفود الرسمية او البرلمانية الأمريكية

6) ورجال اعمال مبارك يتواصلون على قدم وساق مع حكومة الجنزورى والمجلس العسكرى لاقرار قانون المصالحة لضمان افلاتهم من جرائم النهب والفساد التى ارتكبوها ، وضمان استمرار اميتيازاتهم وارباحهم ، ويعكفون من اجل ذلك على اعداد دستور اقتصادى دائم لمصر من خلال اتحاد الغرف التجارية .

7) حتى قتلة الشهداء يخططون ويتآمرون للافلات من المحاكمة والعقاب .

8) أما شباب الثورة فيناضلون من أجل الخروج الآمن بمكتسبات الثورة كحق التظاهر والاعتصام ضد اى محاولات للانقضاض عليها بدعوى الشرعية الدستورية او البرلمانية ، ويصرون على محاكمة قتلة الشهداء دفاعا عن سلامة الأحياء .

9) وأما الناس الطيبة فكل تركيزها الآن على أمنها الشخصى والاقتصادى والاجتماعى فى المرحلة الانتقالية ، فى انتظار الفرج ووعود الثوار بالعيش والعدالة الاجتماعية .

***

الجميع يعمل ويتسابق لضمان أمنه وسلامته ومصالحه بعد انتهاء هذه المرحلة وتسليم السلطة ، ويضع من اجل ذلك خطط و خطوات و مطالب محددة ، ويضغط من أجلها بكل ما أوتى من قوة :

• فالجيش يلوح بعدم تسليم السلطة أو بتسليمها منقوصة .

• والاخوان والسلفيون يبعثون برسائل تطمينات للغرب وللمجلس العسكرى .

• والأمريكان يلوحون بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية وعدم الاعتراف الدولى بالنظام الجديد .

• وإسرائيل تلوح بالحرب وإعادة احتلال سيناء.

• وصندوق النقد يوصى صبيته بتخفيض التصنيف الائتمانى لمصر .

• ورجال الأعمال يلوحون بسحب الاستثمارات المحلية والاجنبية وتسريح العمالة.

• والشباب يتظاهر كل يوم ، لتأكيد وتثبيت هذا الحق .

• والناس الطيبة تدعو الله فى كل صلاة ان يسترها ويأخذ بيدها .

• أما القتلة فيؤمنون انفسهم بمزيد من القتل فى كل مناسبة .

***

لكن فى النهاية لا يمكن ان يتحقق الخروج الآمن للجميع ، فيجب ان نختار بينهم ، بين القاتل والمقتول وبين الناهب والمنهوب وبين العدو والصديق .

والطريق الصحيح الوحيد للفوز بخروج آمن حقيقى لمصر الشعب والثورة هو بتحريرها من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية ومن سيطرة رؤوس الأموال الأجنبية وحلفائهم في الداخل .

و بدون ذلك ، لن يأمن أحد .

*****

القاهرة فى 15 يناير 2012

الأربعاء، 11 يناير 2012

22 كلمة

محمد سيف الدولة



Seif_eldawla@hotmail.com



22 كلمة هى أقصى عدد يمكن كتابته فى الرسالة الواحدة فى مستطيل تويتر الساحر(twitter) وهو ما يعادل 140 حرف شاملا الفراغات .



والترجمة العربية لكلمة تويتر هى (تغريدة)



ومرادفها المتداول فى مفرداتنا اليومية هو (رسالة تلغرافية)



ولتويتر أخوة كثيرون، أشهرهم الفيسبوك الذى لا يحبذ زواره أيضا (الكلام الكثير) ، ويفضلون الرسائل القصيرة والصور النادرة، فيعلقون عليها تعليقات سريعة أو يبدون إعجابهم بها أو يتجاهلونها وينصرفون الى غيرها فى لمح البصر.



أما المقالات الطويلة التى يسمونها (ملاحظات) Notes ، فقراءها معدودين ، ودمها ثقيل على القلب ، ومكانها الطبيعي هو الصحف الورقية أو الالكترونية .



انه عصر السرعة والاختصار



لا وقت فيه للتدبر والتفكير والدراسة والتحقق



ولا وقت للتأصيل النظرى والفكرى والمبدئى



فالأسرع يكسب



والأحرف يتفوق



والصورة تقش مثل الولد فى الكوتشينة



والتعليق الأروش ينتشر بسرعة البرق ( من الروشنة ومفردها روش )



وفى دقائق معدودة يتشكل موقف جماعي تجاه أى قضية أو حدث أو شخص



سواء كان موقفا صحيحا أو خاطئا



مدروسا أو متعجلا



محل توافق أو اختلاف .



كل هذا لا يهم ، المهم أن هناك موقفا قد تم اتخاذه بالفعل .



وقبل ان تنطق أو تحاول ان تفهم ، تجد نفسك أمام حالة جماعية عامة



و خيارك الوحيد هو أن تتجاوب معها او تصمت



فآليات السرعة والاختصار لا تسمح بالحوار والنقد والتقييم والتعديل



كما انك فى غالبية الأحوال لا تعلم من هو صاحب (التوييت) الأول .



انها أكثر الطرق تأثيرا وأوسعها انتشارا لبناء رأى عام قوى يتبنى فكرة واحدة محددة و بسيطة



وهى ظاهرة لها وجهها الايجابى والثورى ، فيكفى انها ساهمت فى إسقاط بن على ومبارك .



ولكن معضلة الثورات لا تقتصر على إسقاط الملوك والقياصرة



فما يأتى بعد ذلك أكثر تعقيدا ومشقة و يحتاج الى وضوح رؤية كامل .



ولقد علمنا التاريخ أن وراء كل ثورة جهود فكرية عميقة :



• فالثورة الفرنسية على سبيل المثال تأثرت بأفكار كثيرة مهدت لها وحددت توجهاتها ، على رأسها كتابات أفكار جان جاك روسو في كتابه الأشهر ((العقد الاجتماعي)) الصادر عام 1762 قبل 27 عاما من تفجرها .



• أما الثورة الروسية 1917 ، فلقد قامت بعد حوارات طويلة فى أوروبا على امتداد أكثر من نصف قرن لنقد النظام الرأسمالي وسوءاته والبحث فى كيفية إصلاحه أو التخلص منه بنظم بديلة ، بالإضافة الى الصراع الفكري والسياسي و الاجتماعى الحاد التي جرى فى روسيا نفسها قبل قيام الثورة على الأقل بخمسة عشر عاما و كان أشهرها كتاب فلاديمير لينين الشهير (ما العمل؟) الصادر فى 1901



• أما عصر التحرر العربي بعد الحرب العالمية الثانية ، فلقد فجر حوارات وصراعات فكرية عميقة وجادة بين مختلف النظريات الثورية و التيارات السياسية الرئيسية ، استمرت لعقود طويلة ولا زالت آثارها مستمرة حتى الآن ، وأعطتنا ثروة ثمينة من الكتابات و الإبداعات ومئات من المفكرين ذوى الوزن الثقيل .



وهو ما تكرر مع كل ثورات العالم .



وأتصور ان الثورة المصرية ليست استثناء من كل ذلك ، فنحن فى أمس الحاجة الى وضوح الرؤية وامتلاك الإجابات الصحيحة على الأسئلة الصعبة التى لم نتصدَ لها بعد مثل كيف نتحرر بسلام من الهيمنة الأمريكية ومن كامب ديفيد ومن قبضة صندوق النقد وسيطرة رجال الأعمال بالإضافة الى أسئلة أخرى كثيرة، وهو ما يحتاج منا جميعا الى حوارات وطنية عميقة وجادة ، قد لا تسعفنا فيها كلمات تويتر الـ 22 !



*****



القاهرة فى 9 يناير 2012



الأحد، 8 يناير 2012

تحت الحماية الامريكية

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

التاريخ يعيد نفسه ، فخطأ 4 فبراير 1942 التاريخى يتكرر فى 30 ديسمبر 2011 ، ففى كلا التاريخين تدخل المحتل الاجنبى لدعم و حماية جهات معارضة مصرية فى مواجهة السلطات .

فى 4 فبراير 1942 امر الاحتلال البريطانى الملك فاروق بتكليف مصطفى النحاس بتشكيل الوزارة وحاصر القصر الملكى بدباباته .

وفى 30 ديسمبر هدد المحتل الامريكى الادارة المصرية وامرها بكف يدها عن منظمات المعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى وفريدوم هاوس الامريكية والا سيقوم بقطع المساعدات عن مصر .

كما أن فى كلتا الحالتين كان هناك معارضة شعبية واسعة للسلطات الحاكمة : ففى الاولى كان الملك فاروق يحكم مصر فى ظل الاحتلال البريطانى ويتعاطى بشكل كامل مع الانجليز.

وفى الحالة الثانية ، يناضل الشعب المصرى لإسقاط بقايا النظام وإرغام المجلس العسكري على تسليم السلطة .

لكن فى الحالة الاولى ورغم المعارضة الشعبية للملك ، الا أن الضمير الوطني رفض التدخل البريطاني الفج ، ليس من أجل عيون الملك المكروه ، وانما دفاعا عن الكرامة الوطنية

ولم ينسَ التاريخ ابدا لحزب الوفد هذا الخطأ الفادح رغم كل أدواره الوطنية وأدوار زعمائه الكبار امثال سعد زغلول ومصطفى النحاس

***

فكيف يأتى الآن من يقبل بتدخل الإدارة الامريكية لحمايته، حتى لو كانت فى مواجهة خصومنا فى السلطة؟

ان كانت الحجة هى ان العسكر يضربون المنظمات التى فضحت انتهاكاتهم . فان الموقف الصحيح هو مقاومتهم بمواصلة الثورة وبالتعبئة الشعبية والتظاهر والاعتصام ، كما فعلناها عشرات المرات منذ تفجر الثورة

ولكن أن نقبل بحماية الاحتلال الامريكى ، ونفاجأ بعدم صدور تصريح او بيان واحد من اى منظمة حقوقية يتضمن ولو فقرة يتيمة تدين التدخل الامريكى وترفض التهديد بقطع المساعدات ، بل وتطالب برفض مثل هذه المساعدات.

على غرار الموقف الوطنى العظيم للبابا شنودة حين قال (( لو امريكا اللى هتحمى الاقباط فى مصر وتفرض الحماية الدولية على مصر فليموت الأقباط ولتحيا مصر))

***

ثم دعونا نتفق على ان مصر بلد تابع ومحتل منذ عام 1974 ، ونظام مبارك هو صناعة أمريكية 100% ، ولقد قامت الثورة بالأساس لتحرير مصر من الأمريكان ومن نظامهم بما فيه المجلس العسكرى الذى يتلقى معونة 1.3 مليار $ سنويا . وليس من المعقول أو المقبول أن نستعين بالأمريكان لإسقاط النظام الذى صنعوه بأيديهم .

ان المعهد الجمهورى او الديمقراطى او فريدوم هاوس لا تمثل الثورة ولا المصالح الوطنية المصرية ، بل ما هى الا منظمات سواتر لأنشطة أجهزة الاستخبارات الامريكية .

و الادعاء بان الدفاع عن نشاطهم فى مصر هو احد مطالب الثورة المصرية هو كذب محض .

والصمت الآن سيعطى شرعية لمزيد من اختراق مثل هذه المنظمات للواقع المصرى

وسيبعث برسالة مرفوضة ومضللة وهى أن القوى الوطنية تقبل بهم شركاء ورفاقا لها

وسيعطى امتيازات خاصة فوق القانون لكل رجال الأمريكان فى مصر .

***

فدعونا نناضل حتى النهاية ضد العسكر وضد الاستبداد وضد النظام القديم بعيدا عن الحماية الامريكية ، ولنضع على رأس مطالبنا رفض المعونة العسكرية الامريكية ، التى يستخدمونها ذريعة طول الوقت للتدخل والاختراق والضغط فى اتجاه مصالحهم وليس مصالحنا على وجه اليقين .

وان كان النظام الحاكم بما فيه العسكر عيونهم مكسورة لأنهم يتعيشون على فلوس الأمريكان ، فلنحمد الله أن كل الشعب المصرى وكل قواه الوطنية ((الحقيقية )) رؤوسهم مرفوعة و يستطيعون أن يضعوا أصابعهم فى أعين كل رجال الأمريكان فى مصر : سواء فى السلطة أو فى المجلس العسكرى أو فى المعاهد الديمقراطية والجمهورية وبيوت الحرية .

***

ولنختم هذه السطور بأغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة عن الحماية البريطانية ((ذكريات)) :

كنت تلميذ فى ابتدائى .. واصدقائى ...يوم كده جم فى شارع جنب بيتنا

كنا بنطير طيارتنا ...اللى صانعينها بإيدينا ...التقينا

شله من اولاد هناك ..انجليز من سننا .. بيطيروا هما كمان طيارتهم زينا

طيارتنا وطيارتهم مرت النسمة خدتهم ... شبكتهم ... عقدتهم ... وقعتهم

الولاد الخواجات بالضرب هات فينا ...ضربناهم برجلينا و ادينا ...وانتهينا

فى البوليس راحوا اشتكونا... و جرجرونا... و بهدلونا

التقينا فى قسمنا... اللى اسمه عربى ... الشويش راجل اوروبى

انجليزى وشه احمر قال:

 Egyptians ... how dare you beat them ? Don't you know them

دول حمايه

حماية ..حماية

*****

القاهرة فى 7 يناير 2011



















































































الأحد، 1 يناير 2012

لا تُخَيّرونا ، فلن نختار المعهد الجمهوري

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

هذه الرسالة موجهة إلى شخصيات بعينها نعلمها ونحترمها ونثق فيها ، من المناضلين ضد انتهاك حقوق الإنسان المصري .

نرجوكم ألا تُخَيّرونا بين التمويل الأجنبي وبين حقوق الإنسان ، لأننا على وجه اليقين لن نختار التمويل ، ولن نختار المعهد الجمهوري الأمريكى ولا مؤسسة فورد واخواتها ولا أتباعهم من القصور الملكية السعودية والخليجية .

ولا تضعوا التمويل فى كفة واحدة مع النضال ضد انتهاكات المجلس العسكري أو مع النضال الثورى .

فالشهداء والمصابين لم يتلقوا تمويلا

وآلاف المتظاهرين ضد العسكر هم ايضا ضد التمويل

وكذلك آلاف الشخصيات والتنظيمات الوطنية والسياسية

لقد صنعنا ثورة كاملة بلا تمويل

وسنستكملها بإذن الله بدونه

***

كما نرجوكم الا تضعوا كل المنظمات الحقوقية فى سلة واحدة

فمعلوماتنا ان منها من لا يقبل التمويل الاجنبى

ولو كان الأمر غير ذلك ، فستكون كلها مدانة وطنيا وشعبيا وسياسيا قبل ان تدان جنائيا

فنحن هنا لا نتحدث عن الإدانة الجنائية و القانونية وانما نتحدث عن الثوابت الوطنية

كما ان القوانين الحالية تبيح التمويل بشروط

فى حين اننا ضد التمويل فى جميع الأحوال

سواء كان بموافقة الدولة وعلمها أو بعيدا عن رقابتها

ونرفضه سواء كان للدولة او للمنظمات الأهلية او للأشخاص

فنحن ضد المعونة العسكرية الأمريكية للجيش المصري البالغة قيمتها 1.3 مليار دولار والتى تمثل المرتكز الأول للتبعية فى مصر .

وضد المعونة الأمريكية المدنية التى تبلغ الآن 250 مليون دولار

وضد كافة المعونات الأجنبية المقدمة لكافة أجهزة الدولة قبل ان نكون ضد تلك التى تقدم للمجتمع المدنى

فكل منها ينتهك وينهش السيادة الوطنية الشعبية فى احد مواطنها .

***

كما اننا مع كافة أشكال النضال ضد الحكم العسكري والمجلس العسكري وانتهاكاته .

ومع كل أشكال النضال السياسى والحقوقى والجنائى ضد القتل والتعذيب والضرب والسحل والإهانة وانتهاك حرمات الأفراد والمنازل و المؤسسات .

وفى ذلك نبايع ونبارك ونصطف خلف كل رؤوس الحربة من المناضلين الحقوقيين الوطنيين من غير الممولين أجنبيا .

فهذه نقرة ، وتلك نقرة أخرى .

*****

القاهرة فى 1 يناير 2012