بحث فى المدونة

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

من سجلات المقاومة بعد كامب ديفيد

 

ثورة مصر*:

بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر و(اسرائيل) بخمس سنوات وبعد مذبحة صابرا وشاتيلا بسنتين، والتى راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثة آلاف فلسطينى، قام تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين فبما بين عامى ١٩٨٤ و١٩٨٦بالعمليات التالية ضد عناصر تابعة لسفارتى واجهزة (اسرائيل) والولايات المتحدة فى مصر:

·       فى ٤ / ٦ / ١٩٨٤ حدث تبادل اطلاق نيران كثيفة بين أحد العاملين بأمن سفارة الدولة الصهيونيه (اسرائیل)، قرب بيت سفيرها بضاحية المعادى جنوبى القاهرة وبين مجهولين يستخدمون سيارة. أسفرت عن اصابة الصهيونى بجرحين غير قاتلين. وما لبث الجريح ان غادر القاهره قبل تحقيق النيابة وبدون عرضه على الطب الشرعى لمعرفة نوع الاصابة و مصدرها وجسامتها.

·       وفى ظهر يوم ٢٠ / ٥ / ١٩٨٥ بينما كان احد كبار رجال المخابرات الصهيونيه (الموساد) عائدا الى منزله بضاحية المعادى ايضا، طاردته سيارة بها مجهولون فادركته واعترضته وأوقفته وصب عليه راكبوها وابلا من الرصاص ادى الى وفاته وجرح سيدتين؛ زوجته وسكرتيرته.

·       وفى مغرب يوم ١٩ / ٣ / ١٩٨٦ وكان معرض القاهرة الدولى منعقدا، وللدولة الصهيونيه (اسرائيل) جناح فيه، ما ان بدأ انصراف المشرفين والحارسين فى الجناح الصهيونى فى رتل من السيارات تحت سمع وبصر عشرات من المتواجدين المنصرفين من المعرض ورجال الأمن المركزى، حتى اعترضت أول سيارة خارجة سيارة بها مجهولون، فأوقفتها قبل أن تخرج إلى الطريق. ونزل منها اثنان يحملان سلاحا آليا وتبادلا مع ركاب السياره الصهيونيه اطلاق الرصاص، ثم انصرفوا وهم يهتفون بحياه مصر. واسفر الحادث عن اصابه الصهاينة جميعا وقتل واحدة منهم.

·       وفی ۱۰ اکتوبر ۱۹۸۵ اعتدت الولايات المتحده الامريكية على مصر اعتداء جبانا واجراميا ومهينا.. حيث قامت طائراتها الحربية بعملية قرصنة ضد الطائرة المصرية التى تقل أربعة مقاتلين فلسطينيين بعد أن استجابوا الى طلب مصر بالافراج عن السفينة اكيلى لاورو بكل ركابها التى كانوا قد اختطفوها، مقابل التزام مصرى بسلامتهم، ورفض تسليمهم الى الولايات المتحدة.

·       وجاء رد ثورة مصر فى صباح يوم ٢٦ / ٥ / ١٩٨٦ حيث رابط رجالها فى مدخل القاهرة الجنوبى عند مصر القديمة. ثلاثه منهم في سيارة بيجو ستيشن وإثنان على قارعة الميدان. وجاءت السيارة التي تحمل رقم ٥٧ المخصص للسفارة الامريكيه يقودها مسئول أمن السفاره نفسه واثنان من أعوانه. فحازته السيارة الأخرى التى يقودها محمود نور الدين وأجبرها على الصعود الى الرصيف وتغيير إتجاهها وهناك تبادل الفريقان نيرانا كثيفه أسفرت عن إصابة إثنين من الأمريكيين وإصابة أحد رجال ثورة مصر. فأنهى محمود نور الدين الاشتباك وإنطلق الى حيث الجريح ورفيقه والتقطهما وغادر مسرح الحادث واختفى.

خلال تلك المدة التي غطت ثلاث سنوات تقريبا، اصبحت ثورة مصر أسطورة تستهوى افئدة الناس وتضعهم في حالة ترقب للعملية التالية.

***

سليمان خاطر:

قام سليمان خاطر فى الخامس من أكتوبر 1985 بتأدية واجبه فى حراسة الحدود على أكمل وجه اثناء قضائه مدة خدمته العسكرية، ونفذ تعليمات واجراءات التأمين والحراسة وفقا للأوامر والتعليمات، واضطر الى إطلاق الرصاص على مجموعة من الاسرائيليين (الصهاينة) لعدم استجابتهم لتحذيراته واوامره المتكررة بعدم المرور أو الدخول الى المنطقة العسكرية المحظورة التى تم تكليفه بحراستها، فسقطوا بين قتيل وجريح.

وبدلا من تكريمه، قامت السلطات المصرية بالقبض عليه ومحاكمته امام محكمة عسكرية قضت عليه بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة فى 22 ديسمبر 1985.

وفى 7 يناير 1986 بعد صدور الحكم بستة عشر يوما فقط، تم ابلاغ اسرته بانتحار نجلهم (شنقا) داخل زنزانته. وهو الأمر الذى قطعت الأسرة والاصدقاء وكل من يعرفه عن قرب باستحالته وفقا لطبيعة شخصية سليمان وصلابته وتدينه العميق.

ومنذئذ ترسخ شبه يقين لدى الرأى العام المصرى، انه قد تم تصفيته بناء على اتفاق بين السلطتين المصرية و(الاسرائيلية).

ورغم رحيله عام 1986 الا ان سليمان خاطر ظل واحدا من اهم الرموز الوطنية، التى يعتز به المصريون على الدوام كشاهد ودليل قاطع على رفض الشعب المصرى للاتفاقيات الموقعة مع (اسرائيل)، وتمسكهم بالعداء لها ومقاومتهم للتطبيع معها.

ولقد تحولت الكلمات التى ذكرها "خاطر" فى التحقيق والمحاكمة، الى جزء من التراث والمأثورات الوطنية فى مصر، فمن اقواله عن الواقعة:

()كنت علي نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم "ستوب نو باسينجبالإنجليزية ما وقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها((

((أمال انتم قلتم ممنوع ليه .. قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم! ))

((أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم))

وعندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال ((إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه))

*****

محمد سيف الدولة

*من كتاب الدفاع عن ثورة مصر للدكتور/ عصمت سيف الدولة

الجمعة، 27 أكتوبر 2023

القلعة الأخيرة


 

·       منذ عام 1947 والمعركة مستعرة بيننا وبين الصهاينة ومن ورائهم امريكا وشرعيتها الدولية حول عروبة فلسطين ومشروعية الاغتصاب الصهيونى لأراضينا وأوطاننا ومشروعية ما يسمى  بدولة (اسرائيل).

·       كانت بداياتنا مبدئية، اذ وقفنا صفا واحدا، شعوبا وحكومات فى مواجهة قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947، بل وشاركنا فى حرب 1948 دفاعا عن فلسطين، ورغم هزيمتنا بسبب احتلال اقطارنا وتبعيتها، الا اننا تمسكنا بموقفنا المبدئى الرافض للاعتراف باسرائيل والتنازل لها عن أى شبر من أرض فلسطين.

·       واستمر صمودنا رغم الضغوط الدولية وعدوانى 1956 و1967.

·       وظهرت اول ثغرة فى صفوفنا بقبولنا القرار 242 بعد عدوان 1967 والذي ينص على حق اسرائيل فى الوجود مقابل الانسحاب من اراض تم احتلالها عام 1967، ولكننا لم نتوقف كثيرا حينذاك بسبب مقررات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذى رفع شعار اللاءات الثلاثة: لا صلح..لا تفاوض..لا اعتراف. وبسبب انشغالنا فى الاعداد للحرب.

·       ولكن الضربة القاصمة الاولى لفسطين ولكل الأمة، جاءت بعد حرب 1973 عندما اعترف السادات باسرائيل بموجب اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978.

·      تلا ذلك اخراج القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982 تحت تهديد الاجتياح والحصار والعدوان الصهيونى، وبدات عملية ترويض للقيادة الفلسطينية المنفية فى تونس، وتسويتها على نار هادئة، الى ان انهارت ارادتها وبدات سلسلة من التنازلات انتهت باتفاقية اوسلو 1993 والتى اعترفت فيها م.ت.ف بحق (اسرائيل) فى الوجود وتنازلت لها عن فلسطين 1948، وتنازلت عن حقها فى المقاومة وحمل السلاح.

·       ثم الاتفاقية الاسرائيلية الاردنية وادى عربة عام 1994.

·       ثم استسلام النظام العربى الرسمى كله ممثلا فى جامعته العربية باصداره لمبادرة السلام العربية عام 2002 التى تقر بحق (اسرائيل) فى الوجود، وقبول التطبيع معها ان هى انسحبت الى حدود 1967 فقط، مع التنازل الكامل عن فلسطين التاريخية.

·       الى أن وصلنا الى اتفاقيات ابراهام التى شطبت فلسطين من القاموس تماما، وسقوط الامارات والبحرين والمغرب فى مستنقع التطبيع.

·       لنكون امام شبه اجماع عربى رسمى على تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع (اسرائيل) بل والتحالف معها.

·       لكى لا يتبقى من أولئك العرب الذين رفضوا قرار التقسيم عام 1947، من يرفض الاعتراف بإسرائيل والتنازل عن فلسطين لليهود الصهاينة، الا الشعوب العربية.

·    ولكنها شعوب مقهورة محكومة بالحديد والنار ومعزولة عن فلسطين بالحدود وحراس الحدود العرب وبترسانة من التشريعات والقوانين تجرم وتعاقب وتسجن وتعصف بكل من يحاول اختراق الحدود للالتحاق بالمقاومة او كل من يقرر الاشتباك مع الاسرائيليين الذين يدنسون بلده امثال محمود نور الدين وسليمان خاطر.

·  اذن العرب الرسميون باعوا، والشعوب العربية عاجزة ولو الى حين، ولم يتبق لنا سوى قوة وحيدة فى فلسطين المحتلة لا تزال تحمل السلاح وتقاتل (اسرائيل) هى غزة.

· انها القلعة الاخيرة فى معركة قرن من الدفاع عن فلسطين، كل فلسطين، وتحريرها من المشروع والكيان والاغتصاب الغربى الصهيونى.

·  ان انهارت لاقدر الله، سيكون علينا ان ننتظر عقودا طويلة قبل ان يظهر جيل جديد داخل الارض المحتلة قادر على مقاومة وقتال (اسرائيل).

***

§   ولذلك فان المهمة الوطنية الملحة اليوم الملقاة على عاتق كل الشعوب العربية وقواها الحية هى حماية القلعة الاخيرة المسلحة فى فلسطين من السقوط.

§  وهو ما يستدعى تعلية أسقف المعارضة والمواجهة والنضال وبذل أقصى ما تستطيع من جهود وضغوط لكسر واختراق الحصار المفروض عليها اسرائيليا وعربيا ودوليا، وانقاذها من حرب الابادة والقصف والتجويع والتعطيش الحالية التى ترتكبها اسرائيل ومجتمعها الدولى.

§       ان معركتنا اليوم تختلف عن كل جولات الحرب السابقة، فهى حرب وجود بكل معانى الكلمة.

*****

القاهرة فى 27 اكتوبر 2023

الخميس، 26 أكتوبر 2023

التجريد ثم الذبح


 

تقوم الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى المجرم، باغراق (اسرائيل) بكل ماكينات القتل والابادة، بينما يكتفى النظام العربى الخائف والمتواطئ بالمطالبة بتقديم المساعدات الانسانية للضحايا، ويشارك من ناحية أخرى فى فرض الحصار على الفلسطينيين ومنع السلاح عنهم لمساعدة (اسرائيل) فى القضاء عليهم.

***

فى عام 2010 وقع فى الاسكندرية حادث اجرامى بشع اُثار ضجة كبرى، حيث قامت عصابة من اللصوص باقتحام منزلا لسرقته، وحين تصدى لها رب البيت، تمسكنوا وأوهموه انهم لن يقوموا بايذائهم وسيرحلون فى هدوء ان سمح لهم بتقييده وسرقة ما يريدون، فصدقهم وقبل عرضهم، فقاموا بتقييده ثم ذبحوه هو وزوجته.

كثيرون ممن قرأوا خبر هذه الجريمة البشعة، صدموا من سذاجة الزوج وسوء تقديره الشديد حين صدق المجرمين القتلة واستسلم لهم.

***

ولكن دعونا نعترف أن هذا هو ما يجرى لنا ومعنا بالتمام والكمال منذ عقود طويلة.  

·       فى النصف الاول من القرن العشرين، يقوم الاحتلال البريطانى بتسليح العصابات الصهيونية وتجريد العرب منه، وتجريم ومطاردة كل من يقاوم، فتكون النتيجة ضياع الارض وارتكاب مذابح ما زلنا نتناقل أهوالها حتى اليوم مع طرد وتهجير وتشريد 800 الف لاجىء فلسطينى.

·       وفى 1982 بعد اخراج القوات الفلسطينية من لبنان تحت ضغط الاجتياح الصهيونى والدعم الامريكى والدولى والتواطؤ العربى، ترتكب مذبحة صابرا وشاتيلا للفلسطينيين العزل يسقط فيها اكثر من ثلاثة آلاف شهيد من الشيوخ والاطفال والنساء.

·       وفى مصر المعتدى عليها 1967، والمنتصرة عام 1973، نصت اتفاقيات كامب ديفيد على تجريد سيناء بعرض 150 كيلومتر من القوات والسلاح الا باذن (اسرائيل) ومراقبتها بقوات اجنبية تحت القيادة الامريكية، مع الاكتفاء بتقييد القوات الاسرائيلية فى شريط ضيق عرضه ثلاثة كيلومترات فقط شرق الحدود.

·       وفى العراق، يحاصره الأمريكان 12 سنة لانهاكه واضعافه وتجريده من المقدرة على القتال دفاعا عن نفسه، ثم ينقضون عليه لاحتلاله وتدميره وتقسيمه.

·       وفى 2006 بعد فشل العدوان الصهيونى على لبنان تستصرخ (اسرائيل) المعتدية، المجتمع الدولى من شرور المقاومة وسلاح حزب الله، الذى رفض أن يُذبح فى صمت، فتقوم الامم المتحدة بوضع قواتها (اليونيفيل) فى جنوب لبنان المعتدى عليها لحماية شمال (اسرائيل)، بينما تمتنع عن وضع قوات مماثلة فى شمال الكيان الصهيونى لحماية جنوب لبنان.

·       وفى المفاوضات المارثونية بين السلطة الفلسطينية و(اسرائيل) لا يذكرون كلمة دولة فلسطينية الا مقترنة بعبارة منزوعة السلاح.

·       وقبل ذلك وبعده يباح لاسرائيل فقط امتلاك السلاح النووى ويحظر ذلك على كل دول المنطقة، مع التزام امريكى غربى صارم وقديم ومستمر بضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى الدائم على كافة الدول العربية مجتمعة.

·       وهكذا

***

·       أما فى غزة فيحاصر الصهاينة القطاع 16 عاما ويشنون عليه خمسة حروب كبرى من 2008 حتى الآن، آخرها حرب الابادة الدائرة الآن التى تستهدف تسوية القطاع بالأرض واخلاءه من السكان وتهجيرهم قسريا الى سيناء والافناء التام لحماس وكل عناصرها ونزع سلاحها وتجريد الفلسطينيين من أى مقدرة على المقاومة.

·    وسيُهزمون وينكسرون باذن الله، ولكن اذا نجح الاجتياح البرى الصهيونى لا قدر الله، فانهم سيسفكون بحورا من الدماء وسيرتكبون مذابح ابادة جماعية لاهالينا العزل فى غزة تفوق كل مذابحهم السابقة.

***

ان المهمة الأولى المقدسة الملقاة على عاتقنا جميعا الآن هى بذل كل الجهود والضغوط الممكنة لتسليح المقاومة وكسر الحصار المفروض عليهم بكل السبل.

*****

القاهرة فى 26 اكتوبر 2023

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023

بايدن يطلب اعتمادات لتهجير الفلسطينيين الى سيناء


 

ربما يكون ما نشره الدكتور/عمرو حمزاوي على صفحته فى تويتر هو اخطر ما تم تسريبه أو نشره من معلومات عن مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين الى غزة. ولذلك أعيد نشره لأعلن كل من يهمه الأمر بان هناك قرار أمريكى قد صدر بالفعل لتنفيذ ودعم وتمويل التهجير القسرى الى سيناء، وأن المسألة لم تعد مجرد شائعات أو تلميحات أو مشروعات بحثية فى ادراج مراكز ابحاث اسرائيلية، وانما هى احدى الاهداف والخطط الاستراتيجية الاساسية للحرب الاسرائيلية الحالية والتى يجرى تنفيذها الآن على قدم وساق. وهو ما يستدعى استنفار وتعبئة وحشد كل الامكانيات والقوى الرسمية والشعبية والسياسية لهذا الخطر الوجودى الذى يماثل اعلان (اسرائيل) الحرب على مصر، وليس فقط على غزة.

***

ولقد ارفق حمزاوى رابط الطلب المقدم من مكتب جو بايدن والمنشور على موقع البيت الأبيض:

 https://whitehouse.gov/wp-content/up

وفيما يلى ما كتبه على صفحته بالنص:

·      مكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه إلى الكونجرس، تحديدا إلى مجلس النواب، في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣ طلب للموافقة على "اعتمادات مالية إضافية" بقيمة ١٠٦ مليار دولار لأغراض حماية الأمن القومي الأمريكي ومساعدة الحليفتين أوكرانيا وإسرائيل.

·      في الصفحة رقم ٤٠ من الطلب، يقترح الرئيس الأمريكي اعتماد مبلغ ٣ مليار و٤٩٥ مليون دولار لبرامج وزارة الخارجية الأمريكية "للمساعدة في مجالات الهجرة واللجوء" ويشير في الفقرة الثانية من صفحة ٤٠ إلى مساعدة اللاجئين الأوكرانيين ثم في الفقرة الثالثة إلى الأوضاع الإنسانية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهنا مربط الفرس

·      يذكر طلب جو بايدن الموجه إلى مجلس النواب أن الاعتمادات الإضافية للهجرة واللجوء ستستخدم - وأترجم هنا حرفيا من النص المنشور: "لدعم المدنيين المهجرين والمضارين من الصراع الحالي ومن ضمنهم اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكذلك للتعامل مع الاحتياجات المحتملة لأهل غزة الذين سيفرون إلى بلدان مجاورة" - نهاية الترجمة.

·      ثم يتواصل في الفقرة الثالثة من الصفحة ٤٠ الحديث عن الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين والأزمة المتوقعة وعن أن - أترجم حرفيا مجددا: "هذه الأزمة قد تؤدي إلى تهجير عابر للحدود واحتياجات إنسانية متصاعدة في الإقليم والتمويل المطلوب يمكن أن يستخدم للتعامل مع الاحتياجات خارج غزة" - نهاية الترجمة والفقرة الثالثة.

·      اللغة المستخدمة في طلب بايدن بالغة الخطورة وتمرر للتهجير القسري لأهل غزة إلى خارجها ولعموم الشعب الفلسطيني إلى خارج أراضيه. هذه اللغة، والأصوات داخل البيت الأبيض المنحازة بالكامل لإسرائيل والتي تقف من خلف حديث التهجير واللجوء العابرين للحدود، لا تمانع في التورط في جريمة انتهاك السيادة المصرية وجريمة تصفية القضية الفلسطينية على حسابنا بصيغة تهجير قسري لأهل غزة إلى سيناء.

·      مسؤوليتنا اليوم، شعب ومؤسسات دولة وحكومة ومجتمع مدني، هي إعلان الرفض الكامل لأي وكل مسعى أمريكي-إسرائيلي لانتهاك سيادتنا الوطنية واستباحة أرضنا في سيناء وأن نظهر أن الموقف الشعبي، مثل الموقف الرسمي، متعاطف مع فلسطين وحق شعبها في تقرير المصير والحياة الكريمة ولكن في دولته المستقلة وعلى أرضه وليس على أرض مصر.

انتهت تغريدة عمرو حمزاوى.

***

لقد استطاعت جرائم الابادة الاسرائيلية حتى اليوم اكراه 1.4 مليون فلسطينى على النزوح من منازلهم ومناطقهم هربا من عمليات القصف المستمرة التى تقوم بتسوية احياء باكملها فى شمال غزة بالارض فوق رؤوس سكانها ، مع انذار وتهديد الاهالى بالنزوح الى الجنوب اذا ارادوا الحفاظ على حياتهم، وبالفعل فان اكثر من 700 ألف فلسطينى قد نزحوا حتى اليوم الى جنوب القطاع، تمهيدا لاكراههم قصفا وتجويعا وتعطيشا الى الهروب عبر الحدود المصرية أملا فى النجاة وفى المأوى.

ان الحياد والصمت والمناشدة والدبلوماسية والاكتفاء بادخال المساعدات بعد موافقة (اسرائيل)، لن تحمى الدولة المصرية من مخطط ومخاطر التهجير القسرى، فسيناء هى التالية بعد غزة. فماذا نحن فاعلون؟

***** 

محمد سيف الدولة

الاثنين، 23 أكتوبر 2023

اعادة المهجرين من أهالى سيناء الى مدنهم


 

فى مواجهة جرائم الابادة الصهيونية لاهالى غزة ومخطط تهجيرهم قسريا الى سيناء، بقتلهم وقصفهم وهدم منازلهم ومطالبة من ينجو منهم بالنزوح فورا من شمال غزة الى جنوبها تمهيدا لدفعهم دفعا الى اختراق الحدود الدولية واجتياح سيناء خوفا من القتل بقنابل الطائرات الاسرائيلية.

نقول فى مواجهة جرائم الابادة والتهجير القسرى والعدوان الخطير على السيادة والامن القومى المصرى، فإن هناك عديد من المهام والقرارت والاجراءات الواجب اتخاذها على وجه السرعة مثل:

1)   الدفع الفورى باكبر عدد من القوات المسلحة المصرية الى الحدود الدولية بدون الالتزام بأى قيود او موافقات مفروضة علينا فى اتفاقيات كامب ديفيد وملحقاتها.

2)   إطلاق حق المصريين فى تنظيم مسيرات واعتصامات مليونية حاشدة الى المعبر.

3)   وقيام الدولة باعداد مخيمات على الحدود والمعبر وتوفير وسائل النقل اللازمة لنقل الاف المصريين الى هناك.

4)   فتح معبر رفح بقرار مصرى بدون انتظار لموافقة (اسرائيل) لادخال المساعدات لغزة.

5)   مع اللجوء الى كل البدائل الأخرى لادخال المساعدات مثل الأنفاق.

6)   التلويح بفتح الحدود من الجانب المصرى لكل من يريد الانضمام الى المقاومة الفلسطينية دفاعا عن غزة، مع اطلاق مسيرات العودة من لبنان والاردن وسوريا.

7)   إطلاق حملة اعلامية واسعة، واستدعاء وحشد كل وسائل الاعلام العالمية امام معبر رفح.

8)   ضرورة العمل فورا على اعادة آلاف الاهالى الى مدن وقرى رفح والشيخ زويد وأكنافهم الذين قامت السلطات المصرية بتهجيرهم قسريا وهدم منازلهم فى السنوات الماضية من أجل انشاء منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية.

 وهذه النقطة الأخيرة تحديدا هى التى ساتناولها بالتفصيل فى هذه الورقة:

***

·       ان اخلاء اهالى سيناء لانشاء منطقة عازلة على الحدود الدولية هو بالأساس مشروع (اسرائيلى) قديم، طالبت به (اسرائيل) وامريكا الادارة المصرية منذ سنوات طويلة، ولكن مبارك وطنطاوى رفضوه رفضا قاطعا، الى ان تم قبوله به وتنفيذه فى السنوات الأخيرة.

·       وخلاصة المشروع هو ان يتم انشاء منطقة عازلة أو حزام أمنى بموازاة الحدود الدولية بين مصر و(اسرائيل) بعمق 5 كيلومتر وبطول الحدود مع قطاع غزة البالغة 13 كم، على أن يحظر على المدنيين من السكان والاهالى التواجد فيها، فهى تقتصر على القوات المصرية بالإضافة الى قوات MFO وهى القوات الأجنبية الموجودة فى سيناء لمراقبتنا والتى تخضع للإدارة الامريكية وليس للأمم المتحدة،

·       ان (اسرائيل) التى تعتبر سيناء منذ عقود طويلة منطقة عازلة بينها وبين مصر أكثر منها جزءًا لا يجزأ من مصر، لم تكتفِ فى اتفاقيات كامب ديفيد بإكراه النظام المصرى وإجباره على تجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، بل طالبت منذ سنوات بإخلاء الحدود من السكان، بذريعة حماية أمنها.

·       لنفاجأ بها اليوم تستهدف تهجير اهالى غزة اليها. وكأنها تعتبر أن سيناء ارض فارغة ليس لها صاحب تمثل احتياطى استراتيجى لمشروعاتها المستقبلية.

·       ان تعداد محافظة شمال سيناء لا يتعدى 400 ألف نسمة، وكان فى مقدور مشروعات التنمية زيادة تعداد كل سيناء الى ثلاثة مليون نسمة. ولكن بدلا من ذلك اتخذت السلطات قرارا بتقليص أعداد الأهالى على الحدود بتهجير سكان رفح والشيخ زويد.

·       مع العلم أن عدد الثلاثة ملايين نسمة المذكور، هو ذات العدد الذى حدده مناحم بيجين عام 1979، حين سألوه عن سبب خروجه من سيناء، فأجاب ((سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف. سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا))

·       هذه هى العقلية الصهيونية، التى ترى فى سيناء منطقة خالية عازلة ومعزولة، تحتاج لمن يستوطنها، فجئنا نحن وبدلا من تعميرها قمنا باخلائها من السكان، ويا للعجب امام عدو وكيان متخصص فى احتلال واستيطان الأراضى الفارغة!

·       ان موازين القوى العسكرية يمكن أن تتسبب فى هزيمة الجيوش، ولكن لا يمكنها الاستيلاء واستيطان الاراضى كثيفة السكان، ولنتذكر كيف انسحبت (اسرائيل) من جنوب لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005، وكيف كيف تصدى أهالى السويس لاسرائيل فى 1973 وقبلهم اهالى بورسعيد للعدوان الثلاثى فى 1956.

·       ان الشعب والسكان والاهالى، سواء كانوا حضرا أو بدوا هم خط الدفاع الحاسم والأخير عن الأوطان حين تنهزم الجيوش او تتقهقر أو تختل موازين القوى الاقليمية والدولية.

·       لقد انطلق قرار اخلاء الحدود من فرضية شديدة الخطأ بان مصدر الخطر هم الفلسطينيين فى غزة، ليتأكد ويثبت للجميع اليوم أن (اسرائيل) هى مصدر الخطر الأكبر على مصر.

·       كما انطلق من فرضية اشد خطأ وهى أن اهالينا فى سيناء ايضا يمثلون خطرا على الامن القومى، بادعاء انهم يشكلون حاضنة شعبية للارهابيين، ليثبت اليوم أنهم حائط الصد الأول ضد كل مشروعات التهجير والتوطين القسرى.

·       ان القوى الوطنية المصرية طالما طالبت منذ عقود طويلة بضرورة تحرير سيناء من قيود كامب ديفيد، وحذرت من ان بقاء هذا الوضع سيعرضها الى كافة انواع الاخطار والشرور والأشرار، بدءا بالاختراق الصهيونى والإرهاب والتهريب وتجارة العبيد والأعضاء البشرية وغيرها.

·       فاذا بمخطط التهجير القسرى ينفجر فى وجوهنا جميعا، ليؤكد مخاوف وتحذيرات القوى الوطنية على امتداد 45 عاما.

·       ان الصدمة الكبيرة والغضب العارم والقلق الشديد من التهديدات الاسرائيلية الأخيرة، فتح الابواب لتسرب شكوك خطيرة لدى قطاعات واسعة من المصريين، بأن ما تم من عملية اخلاء لسكان رفح والشيخ زويد، كان به شبهة تواطؤ وتمهيد للأرض لتنفيذ صفقة القرن وتهجير الفلسطينيين الى سيناء، ولما لا وقد سبق أن حدث فى صفقة التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للسعودية. هكذا يتساءل البعض.

·       وهى شكوك خطيرة ومدمرة، تتطلب المسارعة بطمأنة المصريين بردود قوية وحاسمة من قبل السلطات، والرد المقنع والحاسم الوحيد القادر على درء كل هذه الشكوك هو الاعادة الفورية لآلاف المصريين المهجرين الى مدنهم على الحدود الدولية مع فلسطين.

***

أعيدوا أهالينا الى اراضيهم ومنازلهم ومدنهم عند الحدود الدولية مع فلسطين، ليكونوا حصنا وسدا منيعا ضد قوات الاحتلال فيما لو تجرأت على اقتحام الحدود المصرية لتنفيذ مخططها بالقوة والاكراه.

*****

محمد سيف الدولة

سلسلة كتابات طوفان الأقصى:

·       نص فتوى الأزهر بعدم جواز الصلح مع (اسرائيل)

·         فرصتنا التاريخية للانعتاق من كامب ديفيد

·         يا ولدى هذا هو عدونا الصهيونى

·       التحرر من قيود كامب ديفيد المميتة

·       ثوابتنا ـ دليل المواطن العربى

·       رخصة عربية لقتل الفلسطينيين

·       مسيرات مليونية للحدود الفلسطينية

·       الاتفاقية المصرية الاسرائيلية لمراقبة غزة (اتفاقية  فيلادلفيا)

·       تمصير معبر رفح

·       عشرون وسيلة لدعم فلسطين ومواجهة العدوان