بحث فى المدونة

الأحد، 26 فبراير 2012

المعونة المصرية لأمريكا

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

ان أمريكا لا تعطينا شيئا ، بل تأخذ منا كل يوم معونات ومساعدات هائلة ، منتزعة من استقلالنا وسياداتنا ، فى مقابل بضعة قروش يسمونها معونة كذبا وتضليلا . وهذا ليس تحليلا سياسيا او كلاما مرسلا وإنما هى حقائق موثقة من واقع عشرات التقارير الأمريكية الرسمية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تقرير الموازنة العامة لأمريكا الخاص بالمساعدات لمصر عن عام 2007 الذى ننشر خلاصته فيما يلى :

• تعتبر مصر هى أكثر حلفاء الولايات المتحدة أهمية

• ان دعم مصر لمبادرات أمريكا المختلفة سواء المتعددة الجوانب أو ثنائية الجوانب شديد الحيويه سواء كانت ذات طابع سياسي، أو استراتيجي، أو عسكري، أو اقتصادي.

• و فيما يتعلق بحرب أمريكا ضد الإرهاب فان مصر تساند أمريكا بطرق عده سواء عن طريق الدعم الشعبي أو المساعدة فى نقل الجنود ، والمساعدات الاستخباريه،والتعاون الاقتصادي و الدبلوماسي

• أما دور مصر الحيوي فى عملية السلام فى الشرق الأوسط فلقد تم تعزيزه أثناء انسحاب اسرائيل من غزه.

• أما مساعدات مصر فى عملية نقل الجنود فى الحرب ضد العراق فقد كان أساسيا لانجاح الغزو الأمريكى ، بالاضافه لمجهوداتها بعد الحرب لإعادة تأهيل العراق عربيا و عالميا فى المجتمع الدولى .

• أما عن تأثير مصر فى المنطقة فهو محوري فيما يتعلق بمصالح أمريكا فى العالم العربي والاسلامى و الدول النامية

• ان مصر المستقرة والتي تعتبر أمريكا حليفا صديقا ستستمر غايه فى الأهمية لمصالح أمريكا الأمنية فى المنطقة .

• أن طلب إدراج نسبة 1.3 بليون دولار فى الموازنة للمساعدات العسكرية لمصر سيستمر لمؤازرة جيش مصري مدرب يساعد على الاستقرار في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا . و يرمى إلى الوصول الى تعاون مشترك تصاعدي مع القوات الأمريكية.

• ان المساعدات العسكرية لمصر سوف تدفع بأهداف السياسة الخارجية لأمريكا إلى الأمام في المنطقة

• و سوف تؤهل القوات المسلحة المصرية للمشاركة كحليف فى العمليات العسكرية فى العالم أجمع

• ان المساعدات الأمريكية لمصر تيسر استخدام أمريكا لقناة السويس و المساعدات ذات الأهمية القصوى للقوات الأمريكية فى جنوب غرب أسيا .

• ان دعم مصر لعمليات السلام العالمي و الحرب العالمية ضد الإرهاب قد أثبتت مرارا و تكرارا أهمية تلك المساعدات

• أما 1.2 مليون دولار فى الموازنة فسوف يخصص للتدريب و التعليم الدولي العسكري للارتقاء بالقوات المصرية تكتيكيا. هذه المخصصات تؤهل مصر لإرسال طلبة لتلقى تعليم تقنى و متخصص فى هذا المجال . هذه الدورات تعمل على تعزيز التعاون المشترك بين كلا الطرفين و تخدم مصالح أمريكا فى المنطقة .

• وفى الموازنة خطه للاستمرار فى تدريب المصريون على الوسائل المختلفة لمكافحة الإرهاب بالاضافه لتدريب الأشخاص المبعوثة على مكافحة غسيل الأموال و تمويل الدورات المتخصصة بمكافحة الإرهاب .

• و تلك الدورات سوف تساعد على دعم المؤسسات و السياسات المتعلقة بالقوانين الاستراتيجيه المسيطرة على التجارة .

• لقد تم تخصيص 455 مليون دولار لبرنامج الإصلاح الخاص بمصر و تلك الإصلاحات سوف تساهم فى زيادة صادرات أمريكا و فتح مجالات جديدة للتجارة و الاستثمار الأمريكى

***

من هذا التقرير وغيره، ندرك أن القضية ليست هى كيفية الاستغناء عن المعونة الامريكية او كيفية توفير بدائل لها ، وانما القضية الحقيقية بعيدا عن التضليل الامريكى هى كيفية التوقف فورا عن دعم وخدمة السياسات الامريكية المعادية والمضادة لمصالحنا الوطنية وامننا القومى .

*****





الأحد، 19 فبراير 2012

من هم قادة المعهد الجمهورى؟

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

بمناسبة زيارة السناتور الامريكى جون ماكين الحالية لمصر و فى مواجهة حملة التضليل الامريكية التى تدعى ان المعهدين الجمهورى والديمقراطى وفريدوم هاوس هى منظمات مدنية غير حكومية ، نهدى القارىء الكريم بطاقة تعريف بسيطة لاهم اعضاء مجلس ادارة المعهد الجمهورى المنشورة على موقعهم على الانترنت ، لتأكيد انها مؤسسات حكومية استعمارية عسكرية استخباراتية بامتياز :

• رئيس مجلس الادارة المعهد هو جون ماكين المرشح الجمهورى الشهير فى انتخابات الرئاسة الامريكية 2008 فى مواجهة اوباما ، خليفة بوش الابن ، والزعيم الجديد للمحافظين الجدد الذين شنوا حروب العراق وافغانستان . وهو طيار عسكرى حارب فى فيتنام وتم أسره . و صديق لسفاح شيلى السابق الجنرال بينوشيه . ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب . و من كبار اعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والرئيس المشارك فى مجلس الامن القومى فى الشيوخ . وكان من انصار التدخل العسكرى الامريكى فى ليبيا . خاض حملة فى عام 1994 ضد التمويلات المشبوهة فى الانتخابات الامريكية !

• جون وليام ميدندروف : ضابط مهندس سابق فى الجيش الامريكى ووزير البحرية من عام 1977الى 1981

• ليندسىى جراهام اولين : طيار سابق فى الجيش الامريكى وعضو لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ

• كاى جرانجر : عضوة اللجنة الفرعية للدفاع واللجنة الفرعية لبرامج الدولة والعمليات الخارجية فى الكونجرس والرئيس المشارك لتجمع المراة العراقية والرئيس المشارك لتجمع مكافحة الارهاب

• راندى شونمان : رئيس لجنة تحرير العراق التى تم انشاءها من قبل مشروع القرن الامريكى الجديد لتوليد الدعم الشعبى لغزو العراق . ومستشار وزير الدفاع الامريكى دونالد رامسفيلد فى العراق وصديق حميم للمنشق العراقى احمد الجلبى

• جانيت ولينز غريسوم : عضو المجلس الامريكى للقادة السياسيين الشباب ومجلس العلاقات الخارجية

• شيرين هالبيرون : خبيرة فى الاشراف على وسائل الاعلام الموالية للولايات المتحدة فى الخارج ومديرة اذاعة اوروبا الحرة وصوت امريكا واذاعة العراق الحر وعضوة معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى وثيق الصلة باللوبى الصهيونى ومرافقة بوش الابن الى مدينة القدس فى الاحتفال بالذكرى الستين لقيام دولة اسرائيل

• جيم كولبى : زميل فى صندوق مارشال الالمانى ومتخصص فى شئون المعونة والتجارة والهجرة وخدم فى القوات البحرية الامريكية

• ميشيل كوستيو موظف سابق فى وكالة الاستخبارات المركزية ومدير الموظفين فى اللجنة الفرعية للارهاب وعضو لجنة خاصة بالاستخبارات الدائمة فى مجلس النواب .

• كونستانس بيرى نيومان : مديرة البرامج المساعد لشئون افريقيا فى الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ومساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية وعملت مع البنك الدولى وكان لها دور مميز فى توصيف ووضع ما يحدث فى دارفور تحت بند اعمال الابادة الجماعية

• برنت سكوكروفت : عسكرى سابق و مستشار الامن القومى فى عهد ريجان وبوش الاب ورئيس المجلس الاستشارى للاستخبارات الخارجية فى عهد بوش الابن . وعلى علاقة وثيقة بشركات السلاح الامريكية وعلى الاخص شركة لوكهيد .

• ريتشارد وليامسون : محام وخبير فى التفاوض ومبعوث خاص لامريكا فى السودان وشارك فى ملف دارفور . ومساعد سابق لوزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية وسفير امريكا فى لجنة الامم المتحدة لحقوق الإنسان وعضو مجلس ادارة دعم المجتمع المدنى الروسى .

• لورن دبليو كرينر : مدير المعهد الجمهمورى : الذي قال أمام لجنة الشئون الخارجية ما يلى : ((من المهم عندما يكون لنا علاقات مع حكومات مستبدة أن نخطط لليوم الذي قد يسقطون فيه عن السلطة وأن نرعى ونغذي من يمكن أن يخلعوهم))

*****

القاهرة فى 19 فبراير 2011

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

اعترافات قاتل اقتصادي

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

فيما يلى شهادة قد تكون مفيدة فى معاركنا الحالية مع صندوق النقد الدولى واخواته فيما يخص استقلالية القرار الاقتصادي المصري ، والمحاولات الخارجية لإضعافه و إخضاعه .

انها شهادة لجون بيركنز مؤلف كتاب ((الاغتيال الاقتصادي للأمم ـ اعترافات قرصان اقتصادي)) ، منشورة على اليوتيوب بعنوان ((ولادة القاتل الاقتصادي)) . وهى تتكون من جزئين ، الجزء الأول والأهم والمنشور فيما يلى ، يشرح فيه كيف تقوم الدول الرأسمالية الكبرى بالانقضاض على أى بلد لإخضاعها اقتصاديا والسيطرة عليها . أما الجزء الثاني فهو يحكى كيف فعلوها فى ايران عام 1953 وفى جواتيمالا 1954 والاكوادور 1981 وبنما 1981 والعراق 2003

***

يقول جون بيركنز :هناك طريقتان لقهر واستعباد الأمم : الأولى بحد السيف والأخرى عن طريق الديون .

نحن القتلة الإقتصاديون مسئولون حقا عن خلق هذه الإمبراطورية العالمية الأولى من نوعها ,ونحن نعمل بطرق مختلفة كثيرة .

ولكن ربما كانت الطريقة الأكثر شيوعا هي أننا نحدد بلدا لديه موارد تثير لعاب شركاتنا مثل النفط ، وبعد ذلك نرتب قرضا ضخما لهذا البلد من البنك الدولي أو أي من المنظمات الحليفة . ولكن المال لايذهب فعلا لهذا البلد وبدلا من ذلك يذهب إلى شركاتنا الكبرى لبناء مشاريع البنية التحتية في ذلك البلد : محطات توليد الطاقة , المجمعات الصناعية , الموانيء ، وهو ما يعود بالنفع على قلة من الأغنياء في ذلك البلد بالإضافة إلى شركاتنا ولكنها في الواقع لا تساعد أغلبية العامة من الناس على الإطلاق .

ونترك هؤلاء الناس وكل البلد حاملا عبء دين ضخم من المستحيل سداده , وهذا جزء من الخطة ، ان يكونوا عاجزين عن سداده ، ثم نأتى نحن بعد ذلك ، نحن القتلة الإقتصاديون قائلين لهم :

((اسمعوا . . ، أنتم مدينون لنا بالكثيرمن المال ولا يمكنكم سداد ديونكم . حسنا قوموا ببيع النفط الخاص بكم بسعر بخس لشركاتنا النفطية )) ، و((إسمحوا لنا ببناء قاعدة عسكرية في بلدكم )) ، أو (( إرسلوا قوات لدعمنا في مكان ما من العالم مثل العراق)) ، أو (( صوتوا معنا في تصويت الأمم المتحدة المقبل)) أو (( خصخصة شركات الكهرباء الخاصة بهم )) ، أو ((خصخصة شركات الماء و المجارير الخاصة بهم وبيعها للشركات الأمريكية ))

وهذا كله ينمو ويتطور مثل الفطريات وهي الطريقة الإعتيادية لعمل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهى أن يترك البلد حاملا عبء الدين وهو دين ضخم من المستحيل سداده وبعد ذلك تعرض إعادة تمويل الدين ودفع المزيد من الفائدة .

وهو ما يطلق عليه " المشروطية " أو " الحكم الصالح " وهو ما يعني في الأساس أنه يتوجب عليهم بيع مواردهم بما في ذلك العديد من خدماتهم الإجتماعية وشركات المرافق وأحيانا نظمهم المدرسية ، ونظمهم القانونية و نظم تأمينهم إلى الشركات الأجنبية .

اننا فى الحقيقة نوجه اليهم ضربات متعددة الطلقات .

*****

القاهرة فى 13 فبراير 2012

الأحد، 12 فبراير 2012

ضغوط خارجية واحتقان داخلى

من يهدد الدولة : الثورة أم النظام ؟

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com


الدولة هى المؤسسة الرئيسة فى اى بلد التي تجسد سيادة شعب على أرضه وتجسد ملكيته لها دونا عن غيره من الشعوب الأخرى . وهى تمارس ذلك من خلال آلاف من المؤسسات الفرعية الأخرى ومن خلال الدستور وآلاف القوانين واللوائح والقرارات .

ولكل بلد (أمة) دولة واحدة فقط ، الا فى حالة التقسيم الاستعماري كما حدث لنا بعد الحرب العالمية الأولى او ما حدث مؤخرا فى السودان وما يتم الإعداد له فى العراق ، أو فى حالة الاغتصاب كما هو حادث فى فلسطين .

وحين نتحدث عن ان لمصر دولة واحدة فإننا نتحدث عن دستور واحد وقضاء واحد و برلمان واحد ورئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وامن واحد وبنك مركزي واحد وعملة واحدة وسعر صرف موحد وفريق قومى واحد لكرة القدم وهكذا . كما نتحدث عن سيطرة كاملة على قواعد دخول الأجانب وإقامتهم ومغادرتهم وعلى دخول وخروج البضائع والمنتجات الأجنبية والوطنية والأموال والتحويلات ...الخ

كما نتحدث عن وحدة التشريعات والقوانين لكل شئون الدولة بدءا من الضرائب والتعليم والجرائم والعقوبات الى آخر الزواج والطلاق والمواليد والوفيات ومراسم الدفن . كما نتحدث عن كامل السيادة على الموارد العامة والثروات الطبيعية والمرافق الحيوية كنهر النيل والسد العالي وقناة السويس والقطارات والمواصلات العامة والنقل النهري والطيران .

كل هذه وغيرها الكثير هى وظائف ضرورية تقوم بها كل الدول بصرف النظر على الأنظمة الحاكمة فيها

***

أما النظام فهو منظومة القوانين التى ياتى على راسها الدستور و التى تصيغ و تعبر عن طبيعة العلاقات السائدة بين مختلف فئات الشعب وقواه داخل هذه الدولة ، سواء كانت العلاقة بين السلطة والشعب والحاكم والمحكوم ، او بين السلطات الثلاث او بين الناس بعضها البعض كالعلاقات بين الأغنياء والفقراء وبين المسلمين والمسيحيين وبين الملاك والمستأجرين وبين أصحاب الأعمال والعمال وبين الطلبة وهيئات التدريس ..الى آخر آلاف العلاقات الأخرى المتشابكة والمركبة .

والنظام قد يكون طيبا أو فاسدا ، ظالما أو عادلا ، اشتراكيا او رأسماليا ، اسلاميا او علمانيا ، ديمقراطيا أو مستبدا ، وطنيا أو مفرطا ، طائفيا ام جامعا . ولكنه فى النهاية و ايا كانت طبيعته هو جزء من الدولة ، وليس هو الدولة ذاتها ، وان كان هو المسيطر عليها وعلى كل مؤسساتها .

***

أما الثورة فهى تحدث حين يقوم الشعب بتحقيق مطالبه ومصالحه عن غير الطريق الذى يرسمه القانون ، وهى تكون واجبة حين تصادر النظم المستبدة اى امكانية للتغيير و الإصلاح عبر الطريق الديمقراطى والقانونى ، مما يوجب إسقاطها كعقبة تحول دون تحرر الشعوب وتطورها ونهضتها .

ودائما ما يحرص الحكماء من قادة الثورة على اسقاط النظام بدون تعريض كيان الدولة للخطر .

***

ولكن فى كثير من الاحيان ، وهذا هو مربط الفرس ، يكون النظام الحاكم هو مصدر الخطر على الدولة . فالاعتداء المستمر على حياة الشعب وكرامته وأمنه ومواطنته ومعيشته وحريته و حقوقه ، قد يدفع الجماهير الغاضبة الى ردود فعل تلقائية لا تقتصر على اسقاط النظام ، بل تهدد الدولة ذاتها ، فتضعف من سيادتها والولاء اليها ومن مناعتها ضد الاختراق الخارجى .

ويتوجب على كل القوى الثورية الحقيقية ان تعمل على تحرير الدولة من سيطرة النظام الفاسد بدون ان تعرض وجود الدولة وكيانها للخطر .

وهى مهمة صعبة ومعقدة ودقيقة ، نظرا للتداخل الكبير بين مؤسسات النظام ومؤسسات الدولة .

و تزداد هذه المهمة صعوبة كلما زادت انتهاكات النظام وزادت ضحاياه من القتلى والشهداء والمصابين .

***

ان أى دعوات للعصيان المدنى ما كان لها ان تجد آذانا صاغية لولا جرائم ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ثم بورسعيد و التى نأمل ان تكون الاخيرة .

*****

القاهرة فى 10 فبراير 2012

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

أهداف المجزرة ونتائجها

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

قلوبنا محروقة ونفوسنا مقهورة على أولادنا الذين راحوا ((فطيس)) فى بورسعيد . ونأمل هذه المرة ان نتمكن من فك طلاسم الجريمة على يد لجنة تقصى الحقائق البرلمانية ، خاصة وهى محل ثقة من الجميع .

وسنوفق بإذن الله فى التعرف على المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجزرة وسابقاتها وكشف كل أعضاء التنظيم او الشبكة او الجهات التي رتبت لها وأدارتها ومولتها ، بشخوصهم وصفاتهم وأسماءهم الثلاثية ، وسنقدمهم للمحاكمة ، لينالوا الجزاء الواجب .

ولكن علينا ايضا ان نحاول ان نستكشف معا أهم الأهداف المحتملة وراء هذه الجريمة فى هذا التوقيت واهم نتائجها المتوقعة :

• الهدف الأول فى تصوري هو إحراج البرلمان ، والضرب فى شرعيته ، وإظهاره هو الآخر بمظهر الفاشل الذى لم يمثل وجوده أى فرق ، فلا تزال الجرائم ترتكب ولا يزال الفاعل مجهول ، ليلحق بقائمة الفاشلين من قبله من وزارات شرف و الجنزورى والمجلس العسكري ووزارة الداخلية .

• قطع ما تبقى من شعرة معاوية بين بعض القوى السياسية والمجلس العسكري بتأكيد فشله فى إدارة المرحلة الانتقالية وفشله فى توفير الأمن للناس وحماية أرواحهم .

• و دفع الثورة تدريجيا إلى العنف و التخلي عن سلميتها كرد فعل تلقائى لوقوع مزيد من الشهداء والمصابين كل يوم ، مما يعطى الذرائع للتدخل فى الوقت المناسب لتصفيتها بالقوة وما يلازم ذلك من أحكام عرفية وإجراءات استثنائية .

• إصدار شهادات براءة ذمة للمتهمين فى قضايا القتل الأولى من مبارك و العادلى ورجاله ، بدعوى ان الجرائم مستمرة رغم وجودهم داخل السجون .

• إشغال الراى العام المصري والقوى السياسية طول الوقت بالقضايا الأمنية فقط ، بهدف الحيلولة دون استكمال مهام الثورة من تطهير امني و سياسى و طبقى .

• توسيع هوة الانقسام بين القوى والتيارات السياسية ، نتيجة الاختلاف المتوقع بين أنصار التهدئة وأنصار التصعيد حول أسلوب التصدي للأزمة وإدارتها .

• إبقاء حالة الانفلات الامنى من خلال إبقاء حالة الاحتقان بين المواطنين وبين وزارة الداخلية ، مما يقيد رجال الشرطة فى أداء أدوارهم الأساسية فى حفظ الأمن العام ، لتبقى أياديهم مرتعشة كما يقال .

• كما ان التصعيد المريب لحالات السطو والخطف الأخيرة ستدفع الناس تدريجيا الى اللجوء الى التسلح الشخصي للدفاع عن أمنهم وممتلكاتهم بأنفسهم ، مما يمكن ان يخلق مشاكل كثيرة فى الشارع المصرى على الطريقة اللبنانية .

• تأليب الشعب على الثورة ، ودفعه الى الترحم على أيام الأمن والاستقرار فى العصر البائد ، ووضع المجتمع كله تحت الابتزاز : اما الثورة وإما الأمن .

***

ولذلك من المهم ان نعمل جميعا فى مسارين متوازيين ، الأول هو كشف ومحاكمة قتلة المصريين . والثاني هو إفشال مساعيهم المذكورة .

-*****

القاهرة فى 7 فبراير 2012




الأحد، 5 فبراير 2012

نرفض التدخل الامريكى ـ بيان لم يصدر

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

نعلن نحن الموقعين أدناه من نواب برلمان الثورة المصرية غضبنا واستيائنا الشديد من محاولات التدخل الأمريكي المتكررة و الفجة فى الشئون المصرية والتى لم تتوقف منذ بدء الثورة ، والسعي المتواصل لانتهاك سيادتنا الوطنية وآخرها ما يجرى الآن بشأن المنظمات الأمريكية الثلاث المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطى وفريدوم هاوس . وهو التدخل الذى ظهر فى عشرات الاتصالات والزيارات والتهديدات من قبل الرئيس اوباما ووزير دفاعه ووزارة الخارجية والعدل ورجال الكونجرس والسفارة الأمريكية .

***

ونؤكد نحن نواب الشعب المصري اننا نرفض هذه الممارسات لعديد من الأسباب أهمها :

• انها تتناقض مع قواعد السيادة الوطنية المنصوص عليها فى كل الدساتير و كل المواثيق الدولية .

• انها تنتهك مبدأ استقلال السلطات ، وتمثل تحريضا للسلطات التنفيذية المصرية على التدخل فى شئون السلطة القضائية

• و تحاول ان تتدخل فى اختصاصات السلطة التشريعية المصرية حين تفرض نفسها لمناقشة قانون الجمعيات الاهلية الجديد .

• انها تحمل مطالبات بامتيازات خاصة للمواطنين الامريكيين فى مصر يحرمها القانون وتذكرنا بامتيازات الاحتلال البريطانى قبل الاستقلال .

• كما انها تحمل نزعات للتعالى و العنصرية ، حين تضغط للسماح لمنظماتها بالنشاط فى مصر ، فى وقت يجرم فيه الدستور والقوانين الأمريكية اى أعمال مماثلة على أراضيها .

• كما ان فيها استخفاف بالشعب المصري وثورته ، حين تضغط لاستمرار ذات السياسات التى كان يتبعها نظام مبارك فى علاقته غير المتوازنة مع الولايات المتحدة ، وكانه لم تقم ثورة .

• وتثير شكوكا حول حقيقية النوايا الامريكية فى القبول بمبدأ التعامل بندية الأحرار بين الدولتين المصرية و الامريكية .

• وتلجأ الى ذات الاسلوب الذى افقد الولايات المتحدة كثيرا من مصداقيتها لدى شعوب العالم ، من خلال اتباع سياسة ((الصداقة او التحالف بالإكراه)) تحت ضغط المساعدات والمعونات والقروض .

• كما انها تحمل فى طياتها شبهات التضليل و الكذب المُجَّرمة فى الدستور والقوانين الأمريكية ذاتها ، وذلك حين يدعى ممثلو الادارة الأمريكية ومبعوثوها انها منظمات غير حكومية ولا تتدخل فى االشئون الداخلية ، رغم ما هو ثابت و معلوم من انها وثيقة الصلة بالادارة الامريكية واجهزة استخباراتها .

• كما انها تسبب ضررا بالغا حين تحاول إفساد عدد من المواطنين المصريين من خلال إغداق الاموال الامريكية عليهم بلا أى ضوابط أو رقابة أو شفافية .

• وتحرضهم ضد سيادة الدولة المصرية وقوانينها .

• كما تقوم بخلط للاوراق وقلب للحقائق حين تضع هذه المنظمات الامريكية فى سلة واحدة مع المنظمات الحقوقية المصرية ، فتدعى ان منع الاولى من النشاط هو اعتداء على الثانية .

• كما تعمل على بث مشاعر الشك والفرقة بين المصريين من ابناء الوطن الواحد ، الذين قد يتشككون فى كثير من الممارسات خوفا من ان يكون وراءها تمويلا اجنبيا .

• وتضرب فى العمق قاعدة المساواة بين المصريين حين تتقدم بالدعم الى افراد وجماعات لتقويتها فى مواجهة آخرين .

• وتتحدى المشاعر الفطرية بالكرامة والعزة الوطنية بكل فجاجة حين تخترق العمق المصرى وحين تهدد وتتوعد فى كل مناسبة بقطع المعونات ما لم نلتزم بالمصالح والمطالب الامريكية .

• كما ان استمراء الضغط علينا بهذا الشكل الفج ، يحمل فى طياته افتراضا وقحا بأن المصريين تنقصهم الشجاعة لرفض سياساتكم والتصدى لها .

***

بناءا على كل ما سبق وغيره الكثير ، نعلن رفضنا لكل هذا التدخل وهذه الضغوط ، ونطالبكم برفع ايديكم عنا ، وننبهكم الى انه ليس من الحكمة استفزاز شعب فى حالة ثورة

الموقعون أدناه : ؟؟؟

*****

القاهرة فى اول فبراير 2012