محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
قلوبنا محروقة ونفوسنا مقهورة على أولادنا الذين راحوا ((فطيس)) فى بورسعيد . ونأمل هذه المرة ان نتمكن من فك طلاسم الجريمة على يد لجنة تقصى الحقائق البرلمانية ، خاصة وهى محل ثقة من الجميع .
وسنوفق بإذن الله فى التعرف على المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجزرة وسابقاتها وكشف كل أعضاء التنظيم او الشبكة او الجهات التي رتبت لها وأدارتها ومولتها ، بشخوصهم وصفاتهم وأسماءهم الثلاثية ، وسنقدمهم للمحاكمة ، لينالوا الجزاء الواجب .
ولكن علينا ايضا ان نحاول ان نستكشف معا أهم الأهداف المحتملة وراء هذه الجريمة فى هذا التوقيت واهم نتائجها المتوقعة :
• الهدف الأول فى تصوري هو إحراج البرلمان ، والضرب فى شرعيته ، وإظهاره هو الآخر بمظهر الفاشل الذى لم يمثل وجوده أى فرق ، فلا تزال الجرائم ترتكب ولا يزال الفاعل مجهول ، ليلحق بقائمة الفاشلين من قبله من وزارات شرف و الجنزورى والمجلس العسكري ووزارة الداخلية .
• قطع ما تبقى من شعرة معاوية بين بعض القوى السياسية والمجلس العسكري بتأكيد فشله فى إدارة المرحلة الانتقالية وفشله فى توفير الأمن للناس وحماية أرواحهم .
• و دفع الثورة تدريجيا إلى العنف و التخلي عن سلميتها كرد فعل تلقائى لوقوع مزيد من الشهداء والمصابين كل يوم ، مما يعطى الذرائع للتدخل فى الوقت المناسب لتصفيتها بالقوة وما يلازم ذلك من أحكام عرفية وإجراءات استثنائية .
• إصدار شهادات براءة ذمة للمتهمين فى قضايا القتل الأولى من مبارك و العادلى ورجاله ، بدعوى ان الجرائم مستمرة رغم وجودهم داخل السجون .
• إشغال الراى العام المصري والقوى السياسية طول الوقت بالقضايا الأمنية فقط ، بهدف الحيلولة دون استكمال مهام الثورة من تطهير امني و سياسى و طبقى .
• توسيع هوة الانقسام بين القوى والتيارات السياسية ، نتيجة الاختلاف المتوقع بين أنصار التهدئة وأنصار التصعيد حول أسلوب التصدي للأزمة وإدارتها .
• إبقاء حالة الانفلات الامنى من خلال إبقاء حالة الاحتقان بين المواطنين وبين وزارة الداخلية ، مما يقيد رجال الشرطة فى أداء أدوارهم الأساسية فى حفظ الأمن العام ، لتبقى أياديهم مرتعشة كما يقال .
• كما ان التصعيد المريب لحالات السطو والخطف الأخيرة ستدفع الناس تدريجيا الى اللجوء الى التسلح الشخصي للدفاع عن أمنهم وممتلكاتهم بأنفسهم ، مما يمكن ان يخلق مشاكل كثيرة فى الشارع المصرى على الطريقة اللبنانية .
• تأليب الشعب على الثورة ، ودفعه الى الترحم على أيام الأمن والاستقرار فى العصر البائد ، ووضع المجتمع كله تحت الابتزاز : اما الثورة وإما الأمن .
***
ولذلك من المهم ان نعمل جميعا فى مسارين متوازيين ، الأول هو كشف ومحاكمة قتلة المصريين . والثاني هو إفشال مساعيهم المذكورة .
-*****
القاهرة فى 7 فبراير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق