بحث فى المدونة

الأحد، 26 ديسمبر 2010

أمن اسرائيل ، قدس الاقداس

بقلم / محمد سيف الدولة
 
 اصبحت اسرائيل وامنها هى الهدف والغاية الرئيسيين التى يجب على كل حى فى وطننا العربى ان يعمل من اجلها ويسبح بها ليل نهار .
اما طوعا او جبرا .
فالعربى الصالح هو العربى الذى يعترف باسرائيل .

 وامن اسرائيل هو المعنى المقصود من شعار السلام المرفوع الآن

فعندما يقال ان السلام خيار استراتيجى ، يكون المعنى ان امن اسرائيل خيار استراتيجى وانه الاساس لاى استقرار فى المنطقة

 ان هذا الامن هو القاعدة الوحيدة الحاكمة لسياسة الولايات المتحدة فى ادارتها للصراع العربى الصهيونى منذ عقود طويلة ، والحفاظ عليه هو التزام مقدس لكل الرؤساء والادارات الامريكية
ومن اجله خطفت مصر من عالمها العربى والاسلامى بعد حرب 1973 واعيد صياغتها على كل الاصعدة على مقاس امن اسرائيل :

 فتم نزع سلاح سيناء وحرمت القوات المسلحة المصرية من الاقتراب من الحدود المصرية الفلسطينية

 و احتفظوا لاسرائيل بالتفوق العسكرى على مصر من خلال المعونة الامريكية التى تطبق قاعدة 2: 3 فى اى دعم عسكرى للطرفين . هذا فيما عدا اشكال الدعم الاخرى لها ، المعلن عنها والمحجوب .

 و جعلوا لمعاهدتنا مع اسرائيل الاولوية على اتفاقية الدفاع العربى المشترك ، وحظر علينا الدخول فى اى التزامات جديدة تتناقض مع المعاهدة المذكورة .
 وحرمت مصر من التسلح النووى فى وقت تملك فيه اسرائيل 400 راس نووى

 وتم بيع القطاع العام لانه نجح فى دعم المجهود الحربى بعد حرب 1967

 وصنعت باموال المعونة الامريكية طبقة رسمالية مصرية موالية لامريكا واسرائيل لتامين الجبهة الداخلية من المتطرفين امثالنا .

 ووقعت اتفاقيات الكويز والبترول والغاز

 وحرمت القوى الوطنية الرافضة للاعتراف باسرائيل من ممارسة العمل السياسى ، و حوصرت وطوردت

 ومن اجل امن اسرائيل اغلق معبر رفح فى وجه الشعب الفلسطينى

 ومنعت القوافل الشعبية المناصرة لفلسطين من الدخول الى سيناء او الاقتراب منها

 ومنع التظاهر فى الشارع المصرى ضد اسرائيل

 ووقعت مصر اتفاقية فيلادلفيا عام 2005 لتامين حدود غزة على الطريقة الاسرائيلية

 
 واستجابت الحكومة المصرية للضغوط الامريكية الوقحة بشأن الحدود والانفاق

باختصار لقد تم صياغة نظمنا السياسية والاقتصادية والثقافية ، وطرق معيشنا وحياتنا من اجل غرض واحد هو حماية اسرائيل من خطر مصر الذى ظهر فى حرب 1973

وفى جبهة الصراع الفلسطينى الصهيونى فعلوا مثل هذا واكثر :

 فاجتيحت بيروت عام 1982 وتم طرد ونفى القوات الفلسطينية من لبنان لتهديدها لامن اسرائيل

 ووقعت اتفاقيات اوسلو 1993 لهذا الغرض ، و اصبحت الغاية الرئيسية للاتفاق هو القضاء على ما اسمته اسرائيل بالبنية التحتية للارهاب ، وكان هذا هو التفسير المنطقى الوحيد لقبول اسرائيل باعادة الاطراف الفلسطينية التى طردتها من لبنان عام 1982 الى الضفة وغزة الاقرب اليها والاخطر عليها

 وعندما اخل ابو عمار بالاتفاق حوصر وقتل وعمدوا بدلا منه ابو مازن.

 ثم انتقلوا الى غزة فحاصروها واجاعوها لاخضاعها وارغامها على الكف عن تهديد امن اسرائيل

 ولما صمدت قرروا ابادتها

ولكن ما هو امن اسرائيل :

 هو حقها فى الاحتفاظ بما اغتصبته من فلسطين 1948

 وحقها فى استلاب كل ما تريده من باقى فلسطين فى اى وقت تشاء

 حقها فى تهويد القدس وتغيير معالمها وتفريغها من المواطنين العرب

 حقها فى ان تمارس عنصريتها على عرب 1948 الذين تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثالثة وتحرمهم ابسط حقوق المواطنة

 حقها ان تجلب اى يهودى فى العالم الى فلسطين وتحرم اصحاب الارض الحقيقيين من حق العودة

 حقها فى بناء اى مستوطنات اسرائيلية جديدة وفى بناء جدر عازلة تحول الاراضى الفلسطينية الى معازل بشرية

 حقها فى تجريد الضفة وغزة من ابسط مقومات السيادة والدفاع عن النفس

 حقها فى التحكم فى المعابر والحدود والمياه وفى المطارات والموانى والطرق الرئيسية

 حقها فى تجريف الارض الزراعية وهدم المنازل وانتزاع اشجار الزيتون .

 حقها فى العدوان والغزو على الضفة وغزة ولبنان وسوريا والعراق فى اى وقت تشاء

 حقها فى الاحتفاظ بتفوقها العسكرى على كل البلاد العربية والاسلامية مجتمعة

 حقها فى التآمر على الامن القومى للدول العربية وخلق الفتن والحروب الاهلية والنزعات الانفصالية .

 حقها فى كل الدعم الممكن من امريكا و الامم المتحدة وكل الشرعيات الدولية

 حقها فى صياغة المواقف الرسمية العربية وملاحقة اى طرف عربى متمرد

 حقها فى تجميد القوانين والمواثيق والقرارات الدولية اذا تناقضت مع ارادتها وسياستها

 حقها فى الابادة والقتل والاغتيال والاعتقال والنفى والتجويع والحصار

 
نقول ان امن اسرائيل يعنى حقها ان تفعل كل ذلك بدون اى عقاب او تعقيب من اى طرف عربى والا كان حسابه عسيرا .

ولقد ظل كل هذا محجوبا عن العامة من الناس الى ان فضحه العدوان الصهيونى الحالى على غزة ، فاذا بالشارع العربى يدرك مصدوما حقيقة ما ضاع من امننا وكبريائنا الوطنى والقومى لصالح اسرائيل و امنها .

وهو اذ يعبرالان عن غضبه بتلقائية وعفوية ، ولكن بعد ان تتوقف المعارك وينجلى ترابها وايا كانت نتيجتها ستكون له حسابات اخرى مع ما اهدر من امننا ومع من اهدروه .
 
* * *
القاهرة فى 8 يناير 2009



التجريد ثم الذبح

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



الحادث الاجرامى الذى وقع لعائلة صغيرة فى الإسكندرية فى أواخر نوفمبر الماضى ، هو نموذج مصغر لما يُفعَل بنا منذ عقود طويلة .

وملخص الحادث ان عصابة اقتحمت منزلا لسرقته فتصدى لها صاحبه ، فتمسكنوا وأوهموه انهم سيرحلون ان سمح لهم بتقييده ، فقبل عرضهم ، فقيدوه ثم أجهزوا عليه هو وزوجته .

* * *

كثيرون ممن قرءوا هذا الخبر ، اندهشوا من سذاجة الزوج الضحية ، وسوء تقديره القاتل .

* * *

ولكن قبل ان نسترسل فى دهشتنا ، دعونا نتذكر أن هذا هو ما يجرى معنا بالتمام والكمال منذ عقود طويلة .

• ففى النصف الاول من القرن العشرين ، قام الانجليز بتسليح العصابات الصهيونية ، وتجريد العرب منه .

فتضيع الأرض ، و تُرتَكَب سلسلة مذابح لا زلنا نتناقل أهوالها حتى اليوم ، ويتم طرد وتشريد 800 الف لاجىء فلسطينى .

* * *

• و فى 1982 ، بعد إخراج القوات الفلسطينية من لبنان تحت تهديد العدوان الصهيونى والدعم الامريكى والدولى ، والتواطؤ العربى .

ترتكب مذبحة صابرا و شتيلا للأهالى العزل ، لتخلف أكثر من ثلاثة آلاف شهيد من الشيوخ والأطفال والنساء .

* * *

• وفى 2006 ، بعد فشل واندثار العدوان الصهيونى على لبنان ، تستصرخ اسرائيل المجتمع الدولى من شرور المقاومة وسلاح حزب الله ، الذى رفض أن يُذبَح فى صمت .

ثم تقوم الامم المتحدة بنشر قواتها ( اليونيفيل ) فى جنوب لبنان المعتدى عليها لحماية شمال اسرائيل .

بينما تمتنع عن وضع قوات فى شمال الكيان الصهيونى لحماية جنوب لبنان .

* * *

• وفى المفاوضات الفلسطينية الصهيونية الحالية ، يتحدثون عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح .

* * *

• وفى غزة يحاصر الصهاينة القطاع ، سنوات طويلة ، قبل ان يقوموا بعدوانهم البربرى فى 2008/2009

وبعد ان يسقط 1500 شهيد و5000 جريح ، وتهدم البيوت والمدارس والمستشفيات .

تتسابق الدول الغربية الى شرم الشيخ لتهدد وتتوعد كل من يهدد امن اسرائيل ، مطالبين بنزع سلاح حماس والمقاومة .

ويوقع الأمريكان مع الصهاينة اتفاقية ليفنى رايس ، لفرض حظر أمنى استراتيجي من جبل طارق الى باب المندب على كل من يهرب السلاح للمقاومة أو يسمح بذلك.

وتدك إسرائيل قوافل فى السودان ، بحجة انها تحمل السلاح لغزة .

و تبنى مصر الجدار الفولاذى على حدودها مع غزة لمنع تهريب السلاح .

ويصرح وزير الخارجية احمد ابو الغيط اثناء العدوان : (اننا لن نعطى السلاح لغزة لأننا ندعو الى السلام وليس الى الحرب) !!

والآن ..

يقف الجميع فى انتظارالعدوان الصهيونى القادم .

ويتساءلون فقط ك أين ومتى ؟

* * *

• و فى العراق ، يحاصره الأمريكان 12 سنة ، لإنهاكه وإضعافه وتجريده من المقدرة على القتال ، ثم ينقضون عليه لاحتلاله وتدميره وتقسيمه .

* * *

وفى مصر كامب ديفيد ، يتم تجريد سيناء بعرض 150كجم من القوات والسلاح ، ويراقبونها بقوات اجنبية .

اما فى اسرائيل فلا تجريد ولا قوات أجنبية .

* * *

• وفوق كل هذا :

السلاح النووى لاسرائيل فقط .

و التزام امريكى غربى قاطع وقديم وأبدى بضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى الدائم على كافة الدول العربية مجتمعة .

وغيره الكثير .

* * *

والحقيقة ان كل أنظمتنا ليست سوى النسخة المعظمة من محمود سليم عبد الوهاب ، ضحية الاسكندرية ، الذى قُتِّل هو وزوجته المسكينة عبير حين سمح لهم بان يقيدوه .

* * *

أطلقوا سراح المقاومة ، فالعدوان الصهيوني قادم .

* * * * *

القاهرة فى 23 ديسمبر 2010

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

مصنع المناضلين


محمد سيف الدولة



Seif_eldawla@hotmail.com






كان لدينا فى مصر مصنعا وحيدا لتربية وإعداد الشباب وطنيا وسياسيا .



و كان هذا المصنع هو الجامعات المصرية .



كان الشباب يدخلونها مادة خام ، ويتخرجون منها وقد تحول معظمهم الى كوادر وطنية مُسيَسة واعية بكل ثوابتنا الوطنية ومدركة ومستوعبة لكل هموم البلد ومشاكل الناس .



ولقد اكتسبت الجامعة هذا الدور بسبب تميزها عن المؤسسات و التجمعات الأخرى بخمسة خصائص محددة :



1) الخاصية الأولى هى انها تضم داخل أسوارها نموذجا مصغرا لمصر ، فطلابها يمثلون كل المشارب والاتجاهات والطبقات والمناطق وهو ما يمكنهم جميعا من المشاركة فى أوسع دوائر للتفاعل والحوار والمعرفة والنشاط والتدريب بشكل لن يتكرر ثانية فى حياتهم .






2) الخاصية الثانية هى ان غالبية الطلبة بطبيعة الحال متحررون من معظم المسئوليات والالتزامات والضغوط التى يعيشها باقي الناس فى المجتمع ، مما يعطيهم حرية أكبر بكثير فى الحركة والتعبير والمعارضة والغضب والتمرد .






3) الخاصية الثالثة هي ان الشاب فى هذا المرحلة من عمره يكون بكرا ( لسه بخيره ) لم تكسره الحياة بعد ، لم يتعلم أمور المرونة والمهادنة والنفاق والخضوع والخنوع والتوفيق والتلفيق وباقي قائمة اللعنات التي تصيبنا بها الحياة العملية .



 

4) الخاصية الرابعة هي ان ضخامة أعداد الطلبة وتجمعهم فى مكان واحد ، تجعل منهم قوة ذات شان ، و جماعة ضغط يعمل لها ألف حساب ان هى اتفقت على موقف او على قضية ما .






5) الخاصية الخامسة : هى ان الحركات الطلابية تكون عصية على العزل والحجب والحصار ، فالأولاد لهم أهل وبيوت وأحياء وقرى ونجوع على امتداد مصر كلها ، يعودون اليها كل يوم أو كل اسبوع ، يغذونها بما تعلموه ، ويؤثرون فيها ويتأثرون بها .



كما إنها عصية على التشهير التى تقوم به الدولة ضد كل معارضيها ، فهم لا يزالون صغارا أبرياء يفكرون ويتحركون على الفطرة والسجية . وأى تجريح فيهم لن تكون له مصداقية .



* * *



لكل ما سبق لم يكن غريبا أن يكون طلبة الجامعة هم طليعة المجتمع فى مظاهرات 1968 ضد أحكام الطيران ، وطليعته فى 1971 و1972 فى الضغط على النظام من أجل التعجيل بالحرب وتحرير الأرض .



ولم يكن غريبا أن تكون معظم القيادات الحالية لكافة الأحزاب والقوى والجماعات السياسية المختلفة هي ابنة و خريجة هذا المصنع العريق . تربت كلها فى ساحاته ، وبعد تخرجها واصلت أدوارها فى مؤسسات البلد الرسمية أو الشعبية ، المعارضة أو الحكومية .



* * *



ولأن الجامعة كانت هكذا مصنعا دائما للوطنية والوطنيين .



ولأن الوطنية بالضرورة ، ضد الأمريكان والصهاينة وحلفاءهم من الفاسدين وأغنياء الحرب والسلام .



ولأنها بالضرورة مع فلسطين والمقاومة والأمة العربية والإسلامية وكل المظلومين والمقهورين فى العالم .



ومع أغلبية الشعب من الناس البسطاء الطيبيين أصحاب البلد الحقيقيين .



لذا ، كان لابد للنظام المصري الأمريكى الجديد ، نظام كامب ديفيد ، وهو يعيد صياغة مصر على مقاس أمن إسرائيل ومصالح الأمريكان ، أن يقوم فورا بإغلاق هذا المصنع بالضبة والمفتاح .



وبالفعل تم تحريم وتجريم العمل السياسى بالجامعة بموجب اللائحة الطلابية لعام 1979 ، في نفس العام الذى وقعت فيه مصر وإسرائيل معاهدة السلام .



ولتأمين الوضع الجديد بالقوة ، تم تأسيس البوليس السياسي للطلبة ، المسمى بحرس الجامعة .



الذى تولى مهمة حصار ومطاردة ووأد أى تحركات طلابية داخل الحرم الجامعى .



* * *



• ومن يومها لم يعد لدينا فى مصر مصدرا مركزيا لإعداد الشباب وطنيا وسياسيا.



• بل أصبح العمل الوطني الجاد تهمة يعاقب عليها القانون .



• وتم حرمان جيل كامل على امتداد أكثر من 30 عاما من التربية الوطنية، ثم تم تجريده بالتدريج من قيم الانتماء وحب الوطن .



• وحتى أولئك الطلاب الذين تمكنوا من تحصيل تربية وإعداد وطنى وسياسى من مصادر أخرى ، أصبحوا يشعرون بالغربة والعزلة داخل الحرم الجامعى الحالى ، الذى يعاملهم وكأنهم ظاهرة شاذة أو متطرفة أو مخيفة أو ثقيلة الظل .



• وهو ما انعكس بوضوح على حالة معظم القوى الوطنية المعارضة فى المجتمع ، التى انقطع عنها المدد الجماهيري الطبيعى التلقائى ، حين كان الخريجون يواصلون نشاطهم الوطنى والسياسى فى مؤسساتها ، ويضخون دماء جديدة كل عام فى شرايينها ، مما ساهم فى إيقاف نموها وتطورها ، فانحصرت وضعفت و تقلص تأثيرها وتضاءلت قواعدها وكادت أن تندثر .



* * *



وهو ما يتوافق تماما مع الأهداف الصهيونية فى مصر ، والتى عبر عنها أحد قادتهم بوضوح حين قال : ان السلام مع مصر على المستوى الشعبى لم يتحقق بعد ، وانه على إسرائيل أن تنتظر رحيل الجيل الحالى ، وميلاد جيلا مصريا جديدا لا يعاديها .



* * * * *






القاهرة فى 16 ديسمبر 2010



الخميس، 16 ديسمبر 2010

الطعن وحده لا يكفى

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



• جرت العادة في الانتخابات السابقات على الاكتفاء بتقديم الطعون أمام مجلس الدولة قبل الانتخابات ، وأمام محكمة النقض أو المحكمة الدستورية بعدها .

• كما جرت العادة ان يرفض القائمون على مجلس الشعب الاعتداد بهذه الأحكام بحجة ان المجلس سيد قراره .

• و حتى فى الحالات التى حكمت فيها المحكمة الدستورية ببطلان المجلس ، فإن الدستور لم يكن قد تم تعديله بعد بالطريقة المخزية التى تمت فى 26 مارس 2007 .

• وحتى لو حكمت الدستورية هذه المرة أيضا بالبطلان ، فسيلجئون مرة أخرى الى حيلة التعديلات الدستورية ، ليُفَصِّلون المزيد من مواده على مقاس الإجراءات الانتخابية التى يريدونها .

• وستمر الحكاية وكأن شيئا لم يكن . وتهدأ ثورة الغضب ، وتنشغل الناس بمشاكل وقضايا جديدة ، وتمر الجريمة بدون عقاب .

• صحيح أن هذه الطعون ضرورية كخطوة لإثبات وقوع جريمة التزوير ، ولحل المجلس الباطل اذا تيسر .

• ولكن سيظل سلاح التزوير مسلطا على رقابنا فى كل انتخابات قادمة .

• لذا يتوجب هذه المرة إضافة إجراء جديد لمقاومة هذه الجريمة ، وهو الملاحقة الجنائية للمزورين .

* * *

و قانون العقوبات المصرى غنى بالنصوص المعنية بهذا الشأن ، والتى تصل فى بعض أحكامها الى الأشغال الشاقة المؤقتة ، والتى تسرى فى وجه كل من :

• كل من زور بنفسه او شارك حرض او ساعد فى ارتكاب هذه الجريمة سواء كان موظفا عموميا او شخصا عاديا .

• وكل من استفاد بنتائج التزوير .

• وكل من استعمل المحررات المزورة وهو يعلم بتزويرها .

• وكل من علم بالجريمة وبمرتكبيه ولم يبلغ السلطات .

• وكل من ارهب الناس للتأثير على سير العملية الانتخابية .

كل هؤلاء مُجَرَّمون بموجب القانون ، و يستوجب توقيع العقوبة عليهم .

وبتطبيق هذا التوصيف على الانتخابات الأخيرة ، فاننا سنجد لدينا قوائم طويلة وعريضة تستوجب الملاحقة ، قوائم محددة بالاسم والصفة وطبيعة المساهمة فى الجريمة .

* * *

• وبالتالى مطلوب من كل الناس الطيبين الذىن شاركوا فى الانتخابات الأخيرة سواء كانوا من المرشحين او الناخبين ، والذين شاهدوا فى لجانهم المختلفة ، تفاصيل الجريمة وكل من ارتكبها ...

مطلوب منهم أن يبادروا بتقديم بلاغات الى النائب العام ضد هؤلاء المزورين بالاسم والصفة ، أيا كانت وظائفهم او مناصبهم او جهات عملهم .

• فاذا تعذر على البعض منهم تقديم الأدلة والبراهين اللازمة لإثبات الجريمة ، فان هناك مئات الحالات المرصودة والمسجلة صوت وصورة ومتداولة بين الجميع . وهناك المئات من الشهود الشرفاء على استعداد للشهادة .

* * *

• ولنتذكر جميعا أن جريمة التزوير هى وجرائم التعذيب وجرائم الحرب والابادة ، كلها من فصيلة واحدة .

• فكل منها تمثل اعتداء على وجود و أمان الإنسان بشكل أو بآخر .

• وان كان التعذيب يهدف الى كسر وإعدام إرادة الضحية ، فان التزوير يغتصب ويعدم إرادة شعب بكامله .

• وان كانت حروب الإبادة تهدف الى القضاء على حياة البشر ، فان التزوير يقضى على وجودهم الدستورى وعلى دورهم فى صناعة مستقبلهم .

* * *

• فان كان المجتمع الانسانى والجمعيات الحقوقية قد نجحوا فى السنوات الأخيرة فى تحقيق تقدما كبيرا فى ملاحقة مجرمي التعذيب و مجرمي الحروب ، الى درجة ان الكثير منهم أصبح عرضة للاعتقال والتوقيف فى عدد من بلدان العالم بموجب أحكام إدانة صادرة ضدهم من محاكم محلية .

• فلماذا لا نلجأ الى تطبيق ذات الوسائل القانونية على جرائم ومجرمى التزوير .

• فان نجحنا فى استصدار ولو حكما واحدا بإدانة أيا منهم ، فسيرتدع الكثيرون فى المستقبل ، بما يحد ويقلص من حالة الفجاجة والفجور التى مورست بها هذه الجريمة فى الانتخابات الأخيرة .

• و أظن انه ببعض الجهد والمثابرة والحرفية قد نستطيع ، باذن الله ، استصدار أحكاما كثيرة مماثلة .

• وليست هذه بالطبع هى المعركة الوحيدة التى يجب أن نخوضها الآن .

• ولكنها تبقى معركة رئيسية وضرورية .

* * * * *

القاهرة فى 15 ديسمبر 2010



الأحد، 12 ديسمبر 2010

الخوف للجميع


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



ماذا يحدث لمجتمع يعيش شعبه بالكامل في حالة خوف دائم ؟

فيصبح هو المحرك الرئيسي للناس والمتحكم فى مواقفهم والمسيطر على ضمائرهم .

و يكون مطلوبا من أصحاب الحقوق و الصادقين منهم ان يكونوا فدائيين ، ان هم أرادوا فقط ان يطالبوا بحقوقهم ، لا ان يحصلوا عليها .

فما الذي يمكن ان يترتب على ذلك ؟

* * *

• فعندما يخاف المواطن البسيط على قوته وقوت عياله .

• ويرتعب من البطالة والعوز وضيق ذات اليد ومن المرض العضال ، ولا يأمن على مستقبل أولاده .

• ويشعر بالعجز والقهر بسبب قلة دخله أو معاشه .

• ويخاف اشد الخوف من الحكومة ومن اصغر موظف فيها .

• ويتجنب اى احتكاك مع اى من مصالحها .

• ويحمل ألف هم ان اضطر يوما الى إنهاء إجراءات بطاقة او رخصة او فيش و تشبيه .

* * *

• و عندما يخاف الموظف العام من التعسف و النقل و الاضطهاد.

• و يخاف العاملون بالقطاع الخاص من الفصل وقطع العيش والتشرد .

• ويخاف الموظف الكبير من عدم التجديد .

• ويخاف الوزير من الإقالة بجرة قلم من الرئيس .

***

• وعندما يخاف الخريج من البطالة ، فيُجبَر على الاستسلام لإذلال سوق العمل وأربابه ، و يُرَوض على الاستكانة والخنوع والرضا بأقل القليل .

* * *

• وعندما يخاف الشباب فى الأحياء الشعبية من البوكس الأزرق ، الذى يلملمهم من الشوارع ويشحنهم الى أقسام الشرطة فى رحلة من المرمطة والإهانة والإذلال .

• ويخاف أهل القرى والنجوع اشد الخوف من ضابط المباحث ومن الحجز فى التخشيبة بسبب وبدون سبب .

• ويخاف المواطن فى الشارع من جبروت رجال الشرطة ، فحياته قد تنقلب فى لحظة بتهمة ملفقة او علقة ساخنة او تعذيب قاتل .

* * *

• وعندما يخاف الطالب من حرس الجامعة ومن الفصل ومجالس التأديب والحرمان من الامتحانات ومن الشطب فى الانتخابات .

• او يخاف من اضطهاد أستاذ متعسف بلا معقب من قانون او لائحة .

• ثم يخاف الأستاذ من عميده .

• والعميد من رئيس الجامعة .

• ورئيس الجامعة من تقارير امن الدولة .

* * *

• وعندما يخاف القضاة من تحرشات السلطة التنفيذية كما حدث لزميل لهم فى ابريل 2006 .

• او يخافون من النقل أو ضياع منصب رفيع أو ترقية مستحقة .

• او يخافون من تضييقات وزير العدل على ناديهم ان هم انتخبوا قائمة الاستقلال .

* * *

• وعندما يدفع الخوف القائمين على القانون الى انتهاك القانون ومخالفته .

* * *

• وعندما يخاف المهنيون من وضع نقاباتهم تحت الحراسة.

• و يخاف الحزب المعارض من غضب الدولة وإلغاء رخصته أو تجميده أو شقه.

• أو يخاف رئيسه ان تنقلب عليه الحكومة ، فتأتى بغيره فى عشر دقائق بموافقة لجنة الأحزاب .

* * *

• وعندما يخاف الناس من السياسة خوفهم من الاعتقال .

• ويخافون من الاعتقال بسبب الضرب والتعذيب والإذلال ، والرمي فى الزنازين لسنوات وسنوات بدون جريمة وبلا سند من القانون وبلا وسيلة للتظلم .

• وعندما تخاف المعارضة الجادة من تلفيق القضايا والمحاكم العسكرية والحبس والسجن لأشرف مناضليها بدون جريمة يعاقب عليها القانون .

• او يخاف المثقفون الوطنيون من ضياع حياتهم هباء فى معارك الإصلاح والتغيير بلا جدوى ولا نتيجة ولا أمل .

• ويخاف النشطاء السياسيون من إهانات الشرطة فى الوقفات والمسيرات السلمية .

• ويخاف الشباب الوطني من عصا الأمن المركزي وفرق الكاراتيه .

• و عندما يخاف الجميع من قانون الطوارئ.

* * *

• وعندما يخاف رئيس التحرير من العزل أوالحبس.

• ويخاف الكاتب والصحفي من المنع من الكتابة .

• و يخاف مالك الجريدة من منع الإعلانات او المصادرة و الاغلاق .

• حتى كتاب الصحف القومية يرتعشون رعبا من فقد مناصبهم ورواتبهم الجنونية وباقي امتيازاتهم ، ان هم حاولوا أحيانا أن يكونوا موضوعيين .

* * *

• وعندما تخاف القنوات الفضائية من الإيقاف أو الغلق .

• والمذيعون من المنع .

• و يخاف أصحاب الرأى من الحجب الاعلامى و القوائم السوداء ان تخطوا الخطوط الحمراء .

* * *

• وعندما يخاف المرشحون من التزوير.

• و الأنصار من الاعتقال .

• و المندوبون من الضرب والطرد .

• و الناخبون من البلطجية والأمن .

• وعندما يخاف النواب الشرفاء من ثأر الحكومة وانتقامها بإسقاط العضوية او رفع الحصانة او المنع من حضور الجلسات أو الإسقاط فى الانتخابات القادمة ، او المطاردة والاعتقال بعد زوال الحصانة .

• حتى النواب الموالون يخشون استبعادهم فى الدورات القادمة ان منعتهم ضمائرهم مرة من التصويت للحكومة .

***

• وعندما يضطر الشرفاء من رجال الأعمال لموالاة الحكومة خوفا من بطشها و من خراب البيوت.

• و يخاف المنافقون من انقلاب الحكومة عليهم والركن على الرف .

• حتى الكبير منهم ، يدرك ان مكالمة تليفون من أى مسئول مهم يمكن ان تعصف به و تغير مصيره وتفتح عليه أبواب جهنم .

• وهذا المهم يخاف هو الآخر من المسئولين الأهم .

• وكلهم بنظامهم وحكومتهم وكبارهم وصغارهم يخشون الأمريكان ويرتعبون منهم .

• وهكذا...

• في دائرة جهنمية من الخوف الذي لا ينتهي .

***

عندما تكون هذه هي حياتنا، فإنها تكون حياة مستحيلة، لا يمكن أن تستمر.

عندئذ يصبح لمعظم الناس مصلحة مؤكدة في إسقاط هذا النظام المخيف.

وعاجلا أم آجلا سيجدون طريقهم الى ذلك .

* * *

القاهرة فى 9 ديسمبر 2010

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

الحيتان تتباهى باصطياد القروش !

محمد سيف الدولة


فى أهرام الاثنين 6 ديسمبر الجارى ، كتب د/عبد المنعم سعيد بنفسه إعلانا تسجيليا للدعاية لأمانة التنظيم بالحزب الوطنى فى صيغة مقال أعطاه عنوانا ((صيد سمكة القرش)) .

استلهم فيه الحوادث الأخيرة التى تمت فى شرم الشيخ والشبيهة بالفيلم الأمريكى الشهير (الفك المفترس) التى تدور حول سمكة القرش الشريرة التى تهدد مدينة آمنة وتتسبب فى قتل وجرح عدد من السياح .

وكيف قام فريق من المنقذين الطيبين الشجعان المهرة باصطيادها وقتلها لتخليص الناس من شرورها ، وإعادة الأمان المفقود الى المجتمع .

* * *

استلهم السعيد ذلك وقام بإسقاطه على الانتخابات الأخيرة :

• فالإخوان هم سمكة القرش .

• و أمانة تنظيم الحزب الوطنى هى أولئك الأبطال الشجعان الطيبين المهرة .

• أما العمل البطولى الذى قاموا به فهو إسقاط الاخوان .

• وسر نجاحهم كما هو وارد فى (المقال/ الإعلان) لم يكن هو التزوير بالطبع .

• وانما هو حسن الادارة والتنظيم .

• وأضاف السعيد كالمعتاد بعض التحابيش التحليلية لمحاولة إضفاء الطابع العلمى على الكلام .

* * *

كانت هذه هى خلاصة المقال الذى لا يمكن أن يمر بدون تعقيب لما فيه من مغالطات صريحة ومغرضة :

• فهو أولا يفتقد للحياد و الموضوعية من حيث انه مجرد إعلان دعائي مثل عشرات الإعلانات الأخرى التى تنشرها الأهرام يوميا لشركات الحديد والسيراميك وغيرها .

• وهو إعلان خال من أى اجتهاد أو إضافة ، فهو يكاد يكون نسخة طبق الأصل (قص ولصق) من تصريح أحمد عز أمين التنظيم بعد الانتخابات مباشرة ، حين طلب أن يكون المانشيت الرئيسى لانتخابات 2010 هو " نجاح الحزب الوطنى فى إسقاط الإخوان المسلمين ".

• كما ان السعيد يعلم جيدا أن كل الهزائم و التراجعات التى شهدتها كل التيارات السياسية المعارضة فى البلدان العربية : الإسلامية منها وغير الإسلامية ، تمت بفعل قهر الأنظمة الحاكمة البوليسية المستبدة ، وليس بسبب الاختيار الحر للناس .

• وأقرب مثل على ذلك هو انتخاباتكم الأخيرة التى تفخرون بها ، والتى قامت فيها أجهزة الأمن باعتقال أكثر من ألف عنصر من أنصار المعارضة ناهيك عن التزوير والتسويد وإغلاق اللجان وطرد المندوبين وترهيب المواطنين .

• ثم أنه نسى أن يذكر ان الصيادين المهرة فى أمانة التنظيم لم يكتفوا بصيد سمكة القرش فقط ، بل انهم صادوا كل الأسماك والأحياء البحرية الأخرى ، فلم يعد فى البحر أحدا سواهم .

• وكان أكثر ما أدهشنى فى هذا المقال الاعلانى الفج هو أن يقف السعيد هكذا أمام الرأى العام المصرى الشاهد بنفسه على جرائم التزوير الشامل الكامل ، فيتجاهل كل هذا ويدعى وبدون خجل أن حسن الإدارة والتنظيم هى التى مكنت الوطنى من النجاح .

• انها شجاعة بالغة وجرأة فائقة على لىّ الحقائق ، فضلا على ما فيها من تبذير وإسراف فى ما تبقى له من مصداقية لدى الآخرين .

• ولكن ما يهمني فى النهاية أن أؤكد عليه بوضوح ، هو انه حتى لو كانت المعارضة كلها كأسماك القرش التى تهاجم فقط حين تجوع وتكف حين تشبع ، فهى أرحم ألف ألف مرة من الحيتان التى أجوافها وضمائرها وذممها متسعة ، وتتطمع على الدوام فى التهام كل السلطات وكل الثروات وكل المناصب وكل شىء .

* * * * *



القاهرة فى 7 ديسمبر 2010



الأحد، 5 ديسمبر 2010

فى أهداف التزوير الشامل الكامل

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

يعلم الجميع أن مبدأ التزوير هو ركن أصيل فى النظام السياسي المصري منذ عقود طويلة .

وتتواءم المعارضة مع هذه الحقيقة رغما عن أنفها .

فللحكومة فى كل دورة ما يقرب من 350 مقعدا أو يزيد .

تأخذهم بطريقتها .

والباقي يقبل الأخذ والعطاء .

وعلى هذا الأساس تدور وتدار الانتخابات كل خمس سنوات ، بمشاركة و إذعان الجميع .

فما الجديد هذه المرة ؟

الجديد هو حالة التزوير الشامل الكامل ، على وجه لم يحدث منذ انتخابات 1979 التى تمت بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد وحل مجلس 1976.

تزوير فى كل الدوائر ، ضد كل الأطراف والقوى والشخصيات والأحزاب .

تزوير لم يستثن أحدا .

تزوير يحصد 99 % من مقاعد المجلس .

وهو ما يستدعى منا التوقف قليلا لفهم الحكاية ، ولماذا قرروا أن يفعلوها هكذا ؟

* * *

فى ذلك أتصور انه يمكن تحديد أهدافهم ونواياهم هذه المرة فيما يلى :

1) ضمان ترشيح رئاسى مريح وآمن للرئيس مبارك فيما لو أمد الله فى عمره .

• وضمان احتياطي لترشيح مريح و آمن للابن الوريث فيما لو حدثت مفاجآت صحية للأب الرئيس .

• وكذلك ضمان انتقال و تسليم هادئ للسلطة فيما لو أصاب الرئيس أى سوء بعد التجديد له .

* * *

2) التخلص من باقى آثار المرحلة الماضية التى بدأت باحتلال العراق وما سببه من تفجير طاقات غضب ورفض كبيرة ، تزامنت مع الضغوط الأمريكية لإدارة بوش على النظام لتقديم بعض التنازلات الديمقراطية الداخلية ، كان على رأسها تخفيف حدة التزوير فى انتخابات 2005 ، مما أسفر مع عوامل أخرى عن :

• سيطرة المعارضة على ما يقرب من ربع مقاعد البرلمان لأول مرة منذ زمن بعيد .

• و تنامى وصعود قوة وتأثير الإخوان المسلمين .

• و ميلاد عدد من حركات التغيير الأكثر جرأة فى معارضة النظام .

• بالإضافة الى ظهور حركات احتجاج شعبية مطلبية فى الشارع لأول مرة.

• كما أسفر بشكل عام عن رواج غير مسبوق لخطاب معارض معادى للنظام فى معظم الأروقة السياسية والإعلامية والثقافية .

• وكلها أمور لم يكن من الممكن أن يسمح بها النظام فى الظروف العادية ، وقد آن الأوان لإعادة الأمور الى ما كانت عليه طبقا للأمر العسكري الشهير (((كما كنت )))

و الفرصة الآن سانحة فى ظل إدارة أوباما التى لا تضغط على النظام بما فيه الكفاية ، بسبب التنسيق معه فى قضايا أهم . و بسبب الخوف من نجاح التيار الاسلامى المعادى للغرب .

كما يتوجب انجاز هذه المهمة قبل انتهاء مدة هذه الادارة ، وعودة المحافظين الجدد المحتملة برذالتهم وضغوطهم وأوامرهم التى يجب أن تطاع .

على ان تكون تصفية المعارضة من البرلمان هى مقدمة لحملات أخرى متوقعة لتصفية باقى آثار المرحلة الماضية فى الساحات الإعلامية والسياسية والشعبية ، ومطاردة فلول المعارضين .

وكل ذلك سيتطلب سياسة جريئة و قاسية و عنيفة ، بسبب الصعوبات المعتادة فى إلغاء اى حقوق مكتسبة ومستقرة .

فلابد منذ البداية من ذبح بضعة قطط للمعارضة ، وأول قطة هى طردها من البرلمان .

* * *

3) ومن أهداف التزوير أيضا تخفيف حدة المعارضة تحت القبة ، لتخفيف حجم الأعباء والجهود التى كانت تبذل للتصدى لها .

* * *

4) و فتح الباب لرجال الأعمال والنظام لاستعادة حريتهم الكاملة فى تمرير ما يرغبون فيه من تشريعات وسياسات تخدم مصالحهم بدون تعقيب ولا معقبين ولا ضوضاء سياسى أو اعلامى .

* * *

5) ثم انه استعراض مفيد للقوة أمام الخارج ، يُظهر أن النظام فى كامل لياقته وقادر على فرض سيطرته الكاملة على كل صغيرة وكبيرة فى البلد .

مع الإدعاء بضآلة و ضعف كل حركات وجماعات الإصلاح والتغيير التى ظهرت فى الفترة الأخيرة بما فيها الإخوان ، وان لا حول لهم ولا قوة أمام جبروت النظام وقوته ، وهو ما يحمل رسالة ضمنية او صريحة للخارج بأن يكف عن تقديم أى دعم للمعارضة أو الرهان على أي منها ، وان يدرك أن مصلحته الكاملة مع النظام الحالى ورجالاته .

* * *

6) بالإضافة الى ذلك فان التزوير الشامل يساعد النظام على توزيع أكبر عدد من المقاعد على رجاله وأنصاره الكثيرين ، كهبات و إقطاعيات لضمان الولاء ، وتبادل المصالح ، والحفاظ على تماسك الحلف الحاكم والمسيطر ، وربما أيضا لتحصيل مقابل شراء المقاعد البرلمانية بأموال طائلة . وحيث أن عدد مقاعد المجلس محدودة ، فانه يجب عدم التفريط فى أى منها لهذا المعارض أو ذاك ، فهو هدر للإمكانيات المتاحة ، وتنازل بلا مقابل .

* * *

7) و بالإضافة الى ذلك فان إسقاط المعارضة له فوائد أمنية جمة مثل تجريدها من الحصانات القانونية لمقرات نوابها البرلمانيين ، التى كان لها دور كبير فى الخمس سنوات الماضية فى تفعيل الحراك السياسى والشعبى .

* * *

8) وأيضا التمكن من القيام بحملة متوقعة من الثأر و الـتأديب ، لكل من تجرأ فى الدورة البرلمانية السابقة فى التصدي للحكومة والحزب ورجالهم ، حتى يتعظ الآخرين فى المرات القادمة . حملات على وزن حملة أيمن نور بعد انتخابات الرئاسة أو الأحكام العسكرية لخيرت الشاطر وإخوانه .

* * *

9) وأتصور أن أصحاب قرار التزوير الشامل الكامل لم يعبأوا بردود الفعل المتوقعة خارجيا وداخليا لعدة أسباب : أولها أنه يعلمون جيدا الأجندة الحقيقية للأمريكان ويعلمون دورهم فيها . والثانى التقارير الأمنية التى تطمئنهم على أن كل الأمور تحت السيطرة . والثالث هو أن الإصلاح السياسي هو قضية نُخبَوية الى حد كبير لا تهم معظم المواطنين الغارقين فى همومهم المعيشية . والرابع هو الجبروت المسيطر عليهم واستخفافهم بكل من عداهم .

* * *

كان ما سبق هو حديث عن بعض أهداف النظام من التزوير الشامل الكامل للانتخابات الأخيرة .

والخطوة التالية الواجبة يجب ان تكون هى الحديث عما تنويه القوى الوطنية الشريفة فى الأيام القادمة .

* * * * *

القاهرة فى 2 ديسمبر 2010