بحث فى المدونة

الأحد، 28 أغسطس 2011

سيناء كامب ديفيد ـ ارقام و حقائق


سيناء كامب ديفيد ـ ارقام  و حقائق

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

فضحت الجريمة التى ارتكبها العدو الصهيونى على حدودنا الشرقية ، عمق أزمة سيادتنا الوطنية فى سيناء الحبيبة ، مما فجر حالة غضب شعبى غير مسبوقة ، وخلق توافق وطنى نادرعلى ضرورة الغاء كامب ديفيد أو تعديلها على اضعف الايمان . 
وهو ما يستدعى ان نتسلح جميعا بالمعرفة الدقيقة بحقيقة ما فعلته المعاهدة المشئومة بسيناء ، حتى لا نمل ولا نكل الى ان نحرر مصر منها ومن قيودها .
وهو ما سنتناوله بالتفصيل فى هذه الدراسة ، عبر محورين اساسيين : الاول هو التدابير الامنية الواردة فى الاتفاقية والثاني هو القوات الاجنبية الموجودة  فى سيناء .
* * *
اولاـ التدابير الامنية :
وهى ما ورد فى الملحق الاول من الاتفاقية ( الملحق الامنى ) ، ولقد وردت به القيود الاتية على حجم وتوزيع القوات المصرية فى سيناء :
·      تم لاول مرة تحديد خطين حدودين دوليين بين مصر وفلسطين ، وليس خطا واحدا ، الاول يمثل الحدود السياسية الدولية المعروفة وهو الخط الواصل بين مدينتى رفح وطابا ، اما خط الحدود الدولى الثانى فهو الخط العسكرى او الامنى وهو الخط الواقع على بعد 58 كم شرق قناة السويس والمسمى بالخط (أ).
·      ولقد قسمت سيناء من الناحية الامنية الى ثلاثة شرائح طولية سميت من الغرب الى الشرق بالمناطق ( ا ) و ( ب ) و (ج )
·      اما  المنطقة (أ) فهى المنطقة المحصورة بين قناة السويس والخط (أ) المذكور عاليه بعرض 58 كم ، وفيها سمح لمصربفرقة مشاة ميكانيكية واحدة تتكون من 22 الف جندى مشاة مصرى مع تسليح يقتصر على 230دبابة و126 مدفع ميدانى و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37مم و480 مركبة
·      ثم المنطقة (ب) وعرضها 109 كم الواقعة شرق المنطقة (أ) وتقتصر على 4000 جندى من سلاح حرس الحدود مع اسلحة خفيفة
·      ثم المنطقة (ج) وعرضها 33 كم وتنحصر بين الحدود الدولية من الشرق والمنطقة  (ب) من الغرب و لا يسمح فيها باى تواجد للقوات المسلحة المصرية وتقتصر على قوات من الشرطة ( البوليس)
·      ويحظر انشاء اى مطارات او موانى عسكرية فى كل سيناء
·      فى مقابل هذه التدابيرفى مصر قيدت الاتفاقية اسرائيل فقط فى المنطقة (د) التى تقع غرب الحدود الدولية وعرضها 4 كم فقط ، وحدد فيها عدد القوات بـ 4000 جندى
·      وللتقييم والمقارنة ، بلغ حجم القوات المصرية التى كانت  الموجودة شرق القناة على ارض سيناء  فى يوم 28 اكتوبر1973 بعد التوقف الفعلى لاطلاق النار ، حوالى 80 الف جندى مصرى واكثر من الف دبابة .
·      ولكن الرئيس الراحل انور السادات وافق على سحبها جميعا واعادتها  الى غرب القناة ما عدا 7000 جندى وثلاثون دبابة  ، وذلك فى اتفاق فض الاشتباك الاول الموقع فى 18 يناير 1974
·      ان مراجعة خطة العدوان الاسرائيلى على سيناء فى حربى 1956 و1967 ، تثير القلق فيما اذا كانت الترتيبات الحالية قادرة على رد عدوان مماثل لا قدر الله .
·      وللتذكرة فلقد تم العدوان الاسرائيلى عام 1967  على اربعة محاور :
1)   محور رفح ، العريش ، القنطرة
2)   محور العوجة ، ابو عجيلة ، الاسماعيلية
3)   محور الكنتلا ، نخل ، السويس 
4)   محور ايلات ، دهب ، شرم الشيخ جنوبا ثم الطور ، ابو زنيمة شمالا ليلتقى مع هجوم المحور الثالث القادم من راس سدر
·      وتجدر الاشارة الى  ان المنطقة المسلحة الوحيدة (أ) تنتهى قبل ممرات الجدى ومتلا والخاتمية التى تمثل خط الدفاع الرئيسى عن سيناء  .
·      سبق للرئيس السادات ان رفض هذا الوضع ، اذ انه صرح  فى 19 مارس 1974 " آن الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب آن يتوقف 0  فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف اطالب بنزع سلاح اسرائيل  كلها 0 كيف انزع سلاح سيناء 00انهم يستطيعون بذلك العودة في وقت يريدون خلال ساعات "
* * *
ثانيا : القوات الاجنبية فى سيناء :
 وهى القوات متعددة الجنسية MFO  او ذو"القبعات البرتقالية" كما يطلق عليها للتمييز بينها وبين قوات الامم المتحدة ذو القبعات الزرقاء . ويهمنا هنا التاكيد على الاتى :
·      نجحت امريكا واسرائيل فى استبدال الدور الرقابى للامم المتحدة المنصوص عليه فى المعاهدة ، بقوات متعددة الجنسية ، وقع بشانها بروتوكول بين مصر واسرائيل فى 3 اغسطس 1981.
·      تتشكل القوة من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية امريكية
·      ولا يجوز لمصر بنص المعاهدة ان تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للاعضاء الدائمين بمجلس الامن .
·      وتقوم القوة بمراقبة مصر، اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط لرفضها وجود قوات اجنبية على اراضيها ،  ومن هنا جاء اسمها (( القوات متعددة الجنسية والمراقبون  ـ  MFO ))
·      وليس من المستبعد  ان يكون جزءا من القوات الامريكية فى سيناء عناصر اسرائيلية بهويات امريكية وهمية او مزورة .
·      وفيما يلى بعض التفاصيل :
·      تتحدد وظائف MFO فى خمسة مهمات = ( 4 +  1 ) هى :
1)   تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط ( ب ) وداخل المنطقة ( ج )
2)   التحقق الدورى من تنفيذ احكام الملحق الامنى مرتين فى الشهر على الاقل ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك
3)   اجراء تحقيق اضافى خلال 48 ساعة بناء على طلب احد الاطراف
4)   ضمان حرية الملاحة فى مضيق تيران
5)   المهمة الخامسة التى اضيفت فى سبتمبر2005 هى مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصرى الاسرائيلى الموقع فى اول سبتمبر 2005 والمعدل فى 11 يوليو 2007 ( ملاحظة : لم يعلن عن هذا الاتفاق ولا نعلم ما جاء به ، ولقد وقع بعد سيطرة حماس على غزة )
·      مقر قيادة القوة فى روما ولها مقرين اقليميين فى القاهرة وتل ابيب
·      المدير الأمريكى الحالي ديفيد ساترفيلد David M. Satterfield  ومدة خدمته أربعة سنوات بدأها فى اول يوليو 2009 . وقبل ذلك شغل منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية كونداليزا ريس للعراق ونائب رئيس البعثة الامريكية هناك ، كما كان سفيرا للولايات المتحدة فى لبنان .
·      وكان المدير السابق جيمس لاروكو James A. Larocco  امريكى الجنسية ايضا وكذلك سيكون التاليين بنص البروتكول .
·      تتمركزالقوات فى قاعدتين عسكرتين : الاولى فى الجورة فى شمال سيناء بالمنطقة ( ج ) والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة
·      بالاضافة الى ثلاثين مركز مراقبة
·      ومركز اضافى فى جزيرة تيران الخاضعة للسعودية لمراقبة حركة الملاحة !
·      ملاحظة : ( السعودية لا تعترف باسرائيل فكيف تكون طرفا فى الترتيبات الامنية لكامب ديفيد )
 * *  *
تكوين القوات وتوزيعها :
·      تتكون من قيادة وثلاثة كتائب مشاة لا تزيد عن 2000 جندى ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات دعم واشارة
·      الكتائب الثلاثة هى كتيبة امريكية تتمركز فى قاعدة شرم الشيخ والكتيبتين الاخرتين احداهما من كولومبيا والاخرى من فيجى وتتمركزان فى الجورة فى الشمال وباقى القوات من باقى الدول موزعة على باقى الوحدات وفيما يلى جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات :


      الدولة
                       طبيعة القوات
عدد الافراد
الولايات المتحدة
كتيبة مشاة فى شرم الشيخ
   425    
الولايات المتحدة
وحدة طبية ووحدة مفرقعات ومكتب القيادة المدنية
   235 
الولايات المتحدة
القيادة العسكرية
    27
كولومبيا
كتيبة مشاة فى الجورة فى الشمال
   358
فيجى
كتبة مشاة فى الجورة فى الشمال
   329
 المملكة المتحدة
القيادة العسكرية
    25
كندا
القيادة العسكرية والارتباط وشئون الافراد
    28
فرنسا
القيادة العسكرية والطيران
    15
بلغاريا
الشرطة العسكرية
   41
ايطاليا
دورية سواحل من ثلاثة سفن لمراقبة الملاحة فى المضيق وخليج العقبة
   75
نيوزيلاندا
دعم وتدريب واشارة
   27
النرويج
القيادة العسكرية ومنها قائد القوات الحالى
    6
اورجواى
النقل والهندسة
   87

يلاحظ من الجدول السابق ما يلى :
·      تضطلع الولايات المتحدة بمسئولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر فى عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %
·      وذلك رغم انها لاتقف على الحياد بين مصر واسرائيل ، ( راجع مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية الموقعة فى 25 مارس 1979 والتى تعتبر احد مستندات المعاهدة )
·      وقد اختارت امريكا التمركز فى القاعدة الجنوبية فى شرم الشيخ للاهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لاسرائيل
·      رغم ان جملة عدد القوات لا يتعدى 2000 فردا ، الا ان كافية للاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية لصالح اسرائيل فى حالة وقوع  اى عدوان مسقبلى منها ، خاصة فى مواجهة قوات من الشرطة المصرية فقط فى المنطقة ( ج )
·      ان الوضع الخاص للقوات الامريكية فى بناء الـ MFO  قد يضع مصر فى مواجهة مع امريكا فى ظل اى ازمة محتملة ، مما سيمثل  حينئذ ضغطا اضافيا على اى قرار سياسى مصرى .
·      تم استبعاد كل الدول العربية والاسلامية من المشاركة فى هذه القوات
·       ومعظم الدول الاخرى عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزى فيما عدا كولومبيا وفيجى
·      ان القيادة العسكرية كلها من دول حلف الناتو
* * *
الميزانية والتمويل :
·      تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات بـ 65 مليون دولار امريكى
·      تتقاسمها كل من مصر واسرائيل
·      بالاضافة الى تمويل اضافى من اليابان والمانيا وسويسرا
 * * *
وفى اسرائيل :
اما على الجانب الاخر فى المنطقة (د) فيوجد ما يقرب من 50 مراقبا  كلهم مدنيون .
* * *
كان ما سبق هو حجم ازمة السيادة فى سيناء ، وهى حقائق  يعلمها جيدا كل المسئولين والمتابعين والخبراء ، ولكن تم حجبها واخفاءها عن غالبية الشعب الكريم لأكثر من ثلاثين سنة .
ولذلك فان مهمتنا الأولى الآن هى نشر هذه الحقائق بين كل الناس ، فهم اصحاب الشأن والارض و المصلحة .
*  *  *
أما مهمتنا الثانية فهى تدارس الوسائل الممكنة للتحرر من هذه القيود ، وهذا هو موضوع المقال القادم باذن الله
* * * * *
القاهرة فى 27 اغسطس 2011

الأحد، 21 أغسطس 2011

منتهى الخطورة


منتهى الخطورة

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

·      مرة اخرى يقتل الصهاينة 3 شهداء مصريين على الحدود ، والتحقيقات الأولية تفيد بانها فعلوا ذلك عن عمد
·      وقبلها بعدة ايام فوجئنا جميعا باضطرابات أمنية مريبة فى سيناء .
·      وهدد عوزى ديان رئيس مجلس الامن القومى الاسرائيلى بتنفيذ عمليات عسكرية فى سيناء ضد من اسماهم بالارهابيين
·      وكانت قد صدرت عشرات التصريحات الاسرائيلية  منذ الثورة  بان مصر فقدت السيطرة الأمنية على سيناء .
·      بالاضافة الى سلسلة من الادعاءات الكاذبة بأن تنظيم القاعدة ينشط فى سيناء ، وان حماس نقلت نشاطها العسكرى من سوريا الى سيناء
·      و تهديد نتنياهو فى اول يونيو الجارى بان اسرائيل لن تقف صامتة امام ما يحدث فى مصر ، وان كل الخيارات مفتوحة امامها بما في ذلك اعادة احتلال سيناء
·      كما لا نستطيع ان ننسى تصريحات آفى ديختر وزير الامن الداخلى فى عام 2008 ، بان اسرائيل خرجت من سيناء بضمانات امريكية بالعودة اليها فى فى حالة تغير سياسة النظام فى مصر من اسرائيل
·      وأن على راس هذه الضمانات منع القوات المسلحة المصرية من التواجد فى ثلثى سيناء ، بالاضافة الى وجود القوات الامريكية والغربية المسماة بقوات متعددة الجنسية هناك .
·      وكلنا يتذكر تصريحات مناحم بيجين بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر ، بأنهم انسحبوا من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف لأنها تحتاج الى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها ، وبأنه عندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أوالأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا .
 * * *
ثم أن اسرائيل قامت بالفعل بالعدوان علينا واحتلال سيناء مرتين فى عامى 1956 و1967 التى لا زلنا نسدد فواتيرها الغالية حتى الآن .
وهى لم تتورع أبدا منذ قيامها على تنفيذ تهديداتها .
ولم تتورع عن ارتكاب مئات المذابح والاعتداءات و القيام بعشرات الحروب .
فالصهاينة لا يهزلون و لا يهوشون .
وهم يعلنون طول الوقت عن نواياهم العدوانية تجاه مصر وتجاه سيناء
فلا يستطيع أحدا ان يدعى بعد ذلك أنه لم يكن يعلم ، والا كنا كما وصفنا موشى ديان حين سألوه : كيف قمت باحتلال سيناء بذات الخطة التى كتبت عنها سابقا ؟ قال : ان العرب لا يقرأون ، وان قرأوا لا يفهمون ، وان فهموا لا يفعلون شيئا .
* * *
والصهاينة لن يعدموا وسيلة لفبركة حادث هنا او حادث هناك  ، ليحولوه فى بضعة ساعات الى أزمة كبرى ، ثم يقوموا بتصعيدها الى ابعد مدى ، لنستيقظ فى احد الايام  على خبر اقتحام قوات العدو الصهيونى لسيناء ، بعد أن يكونوا قد رتبوا كل التفاصيل مع الامريكان وضمنوا الغطاء الدولى المطلوب .
·      فعلوها معنا فى 1956 بعد تأميم القناة .
·      وفعلوها فى 1967  ، بعد فبركة قصة الحشود الاسرائيلية على حدود سوريا
·      وفعلوها فى العراق 1981
·      وفعلوها فى لبنان عام 1982 بعد حادثة صغيرة مفتعلة فى سفارتهم فى لندن .
·      وفعلوها فى تونس اعوام 1985 و 1988 و1991
·      وفعلوها فى لبنان مرة اخرى فى عام 2006 بذريعة خطف حزب الله لجنود اسرائليين ليبادلهم مع أسراه فى سجون اسرائيل .
·      و يفعلونها طول الوقت فى فلسطين .
·      وفعلها الامريكان 2001 فى افغانستان و2003 فى العراق ، فبركة حوادث لاستخدامها ذريعة للاعتداء والغزو .
* * *
ان سيناء فى خطر داهم
وحتى ان لم يحتلوها  ، فانهم سيجعلون منها سيفا مسلطا على رقابنا طول الوقت ، وفزاعة مستمرة ، لاخضاع ارادتنا وتوجيه سياساتنا .
ولقد أفنى شيوخنا حياتهم ، وهرم منا جيل كامل ، وهو يحذر وينادى ويصرخ أن القيود العسكرية المفروضة علينا فى سيناء يجب أن تتوقف .
وانه يجب ان نسترد سيادتنا الكاملة عليها بأى ثمن ، وان يكون من حق قواتنا المسلحة ان تتواجد و تتمركز و تتحرك بكل حرية على كل شبر من ارض سيناء .
وانه لو لم نتدارك هذا الأمر فورا فالخطر واقع لا محالة ، وان العدوان الصهيونى قادم ان عاجلا أم آجلا .
وقدمنا تصورات واضحة حول هذه القضية .
وقلنا انه على اضعف الايمان يجب التركيز على المادة الرابعة من المعاهدة الخاصة بالترتيبات الامنية
فيمكننا أن نستخدم حقنا فى طلب اعادة النظر فى هذه الترتيبات
و فى حالة الخلاف ، فانه يجوز لنا وفقا للمادة السابعة من المعاهدة ان نلجأ الى التحكيم كما حدث فى قضية طابا .
 * * *
وان كان النظام ايام مبارك ، تابعا ومتخاذلا وخاضعا خضوعا كاملا  ، فلم يجرؤ على الاقتراب من هذه القضية ، بل كان متواطئا معهم بشكل كامل .
فاننا بعد الثورة ليس لنا حجة فى الصمت والخنوع وابقاء الوضع على ما هو عليه .
بل يتوجب علينا ان نستفيد بحالة الزخم الثورى الحالية ، للضغط دوليا واقليميا وفى كافة الاتجاهات من اجل تحرير مصر من قيود المعاهدة .
فللضغط الشعبى والمليونيات مفعول السحر ، وارادة لا يمكن كسرها ، وقوة يخشاها الجميع ويعمل لها الف حساب ، بما فيهم الصهاينة والامريكان .
اما عن اخواننا واصدقائنا الذين يريدون تأجيل هذه القضايا الى ما بعد المرحلة الانتقالية ، فاننا نؤكد لهم ان اسرائيل لن تمهلنا ذلك .
فسنجد أزمة مماثلة فى سيناء ، كلما اقدمنا على اى خطوة لا ترضى عنها اسرائيل ، انتخاب برلمان  او رئيس جمهورية معاد لها ، رفع الحصار عن غزة وفتح المعبر ، اعادة العلاقات مع ايران ، تبنى سياسة خارجية مستقلة ، الوقوف ضد انفصال دارفور ، التضييق على التدخل الامريكى فى شئوننا الداخلية ، السعى نحو تحقيق اكتفاء ذاتى من القمح ....الخ
وان كنا قد بددنا كثيرا من جهودنا بعد الثورة فى خلافات وصراعات حول قضايا هامشية او وهمية ، فانه من باب أولى ان نتوحد على هذه القضية الخطيرة والمصيرية .
حفظ الله مصر و الأمة من كل سوء .
 * * * *  *
القاهرة فى 20 اغسطس 2011