بحث فى المدونة

الثلاثاء، 17 يناير 2012

شرفت يا كارتر بابا

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



شرفت يا نيكسون بابا ، يا بتاع الووتر جيت . عملولك قيمة وسيما ، سلاطين الفول والزيت . فرشوا لك أوسع سكة ، من راس التين على مكة ، وهناك تنفذ على عكا ، ويقولوا عليك حجيت…

بهذه القصيدة لاحمد فؤاد نجم والشيخ امام عبرت الحركة الوطنية المصرية عن رفضها لزيارة رئيس الولايات المتحدة الامريكية اكبر دولة معادية لمصر عام 1974

اما زيارة ((المفتش الرئاسى)) جيمى كارتر التى تمت فى الايام الماضية ، وصال فيها وجال كما يريد ، وقابل طوب الارض بدءا بالمجلس العسكرى وعدد من مرشحى الرئاسة ، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الذى فرح وتباهى برضا كارتر عن الانتخابات ، والاخوان والسلفيين وعدد كبير من قادة الاحزاب السياسية والمجتمع المدنى و الشباب . وتلقى ما يريد من تطمينات وادلى بعشرات التصريحات حول الجيش وميزانيته ونقل السلطة ومستقبل الديمقراطية والانتخابات وضرورة الالتزام بكامب ديفيد وغيرها .

نقول اما هذه الزيارة لكارتر ، فعلى العكس تماما من زيارة نيكسون ، لم يعترض عليها أحد ، ولم يرفض احد مقابلته ، او يصرخ فى وجهه ان لا شأن له بنا ولا بمستقبلنا ، وانه غير مرحب به .

بل شعرنا وكأن هناك تسابق بين الجميع للفوز بشرف لقاءه والتحدث معه ومده بالتحليلات والتوضيحات ورسائل الطمأنة أو الشكايا ،  وكأنه حامى حمى الديار المصرية !

رغم ان هذا هو كارتر الذى قاد اكبر عملية تكبيل عسكرى وسياسى لمصر بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التى جردت ثلثى سيناء من القوات والسلاح ، وجعلت للامن الاسرائيلى أولوية قصوى على حساب الامن القومى المصرى ( م 4 ) وعلى حساب الامن القومى العربى ( م6 ) . وهو كارتر الذى وقع اتفاق التحالف الاستراتيجى الامريكى الاسرائيلى ضد مصر المسمى ((بمذكرة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية))الشهيرة التى تم توقيعها فى 25 مارس 1979 قبل يوم واحد من توقيع معاهدة السلام فى واشنطن .

فما الذى حدث لنا ؟

وكيف بلغ التجريف الوطنى الذى قام به نظام السادات/ مبارك كل هذا الحد ؟

فنسينا من هى الولايات المتحدة ، وماذا فعلت معنا ، وكيف قامت بتصنيع نظام مبارك طوبة طوبة وقامت بحمايته ودعمه حتى النفس الأخير ، وكيف تحاول الآن ان تعيد احياءه ولكن بدون مبارك ؟

ففى اسبوع واحد انهمر علينا الجراد الامريكى من كل صوب : فبالإضافة الى جيمي كارتر ، زارنا جيفرى فيلتمان مساعد زير الخارجية لشئون الشرق الأدنى ، ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية وآخرون ، والذين أخذوا جميعا فى نفس واحد يمارسون حملات التفتيش والتهديد بانه لا مساس بالمقدسات الأمريكية فى مصر مثل التحالف الاستراتيجي ، أو اقتصاد السوق والقطاع الخاص المصري والاجنبى ، أو معاهدة السلام ، او منظمات التخابر المدني الأمريكية ((فريدوم هاوس والمعهدين الجمهورى والديمقراطي ))

***

لم يعد هذا الكلام مقبولا ولا محتملا بعد الثورة ، وان كانت الدولة عينها مكسورة لغرقها فى التبعية ، فلا عذر للقوى السياسة الأخرى . ومن الواضح انه لم يعد لنا سبيل سوى العمل على تنظيم وتعبئة كل القوى المعادية للمشروع الامريكى في مصر .

*****

القاهرة فى 17 يناير 2012

































ليست هناك تعليقات: