بحث فى المدونة

الجمعة، 22 مارس 2019

واجباتنا فى أربعينية المعاهدة مع (اسرائيل)


تحل هذا العام الذكرى الاربعون لتوقيع المعاهدة المصرية الاسرائيلية فى 26 مارس 1979 المشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد.
وهى تأتى فى ظروف شديدة السوء والتراجع بالنسبة الى القوى الوطنية المصرية المناهضة للصهيونية وللمعاهدة ولاسرائيل وللاعتراف بها والسلام والتطبيع معها.
فلاول مرة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية تجد نفسها عاجزة على التعبير عن مواقفها فى اى أنشطة أو فاعليات بعد ان قام السيد عبد الفتاح السيسى ونظامه واجهزته الامنية باغلاق كل قنوات العمل السياسى ومنابر الراى والتعبير بالضفة والمفتاح فى وجه اى معارضة سياسية.
فى ذات الوقت الذى قام فيه بفتح الابواب على مصراعيها للعلاقات المصرية الاسرائيلية بشكل غير مسبوق ولا حتى فى ايام السادات ومبارك. حتى ان سفارة العدو قامت فى مايو 2018 بالاحتفال بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين (النكبة) جهارا نهارا على ضفاف النيل فى فندق ريتز كارلتون بالجوار من ميدان التحرير. بالاضافة الى استفحال وتعمق التنسيق الامنى ليصل الى درجة التحالف، والى الشروع فى تاسيس ناتو مصرى عربى اسرائيلى تحت القيادة الامريكية لمواجهة ايران. ثم جاء توقيع صفقة لاستيراد الغاز من (اسرائيل)، وتاسيس منتدى شرق المتوسط للغاز، ليقدما دعما وتطويرا جديدا للتطبيع الاقتصادى بين الطرفين جنبا الى جنب مع اتفاقية الكويز وباقى اشكال التطبيع التجارى والزراعى والسياحى.
لقد اصبحت (اسرائيل) تحتل مكانة ممتازة اليوم فى علاقات النظام الخارجية والاقليمية والدولية اذ تقوم بدور البوابة الرئيسية لضمان الدعم الامريكى والاوروبى لعبد الفتاح السيسى، الى الدرجة التى قامت فيها فى سابقة هى الأولى من نوعها بالضغط على الادارة والكونجرس الامريكيين لاستئناف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر. والقائمة تطول.
ومختصر القول اننا امام انفتاح واسع على (اسرائيل) مقابل خنق كامل للمصريين، فماذا يمكننا ان نفعل؟
لا أظن أنه يمكننا الاستسلام، وترك هذه الذكرى الاليمة تمر فى صمت، بدون ان نقوم على أضعف الايمان بتسجيل موقفنا الوطنى وارسال رسالة الى الجميع وعلى رأسهم الأجيال الجديدة بحقيقة موقف الشعب المصرى من هذا الكيان الاستعمارى العنصرى الارهابى المسمى باسرائيل، ومن السلام والتحالف معه؟
بل انه يتوجب علينا ان نتضامن جميعا من اجل تنظيم تظاهرة وطنية واسعة تتضمن اكبر عدد ممكن من الفاعليات السياسية: سلاسل من الدراسات والمقالات ومؤتمرات سياسية وصحفية (اذا تيسر)، ومعارض للكتب واللوحات، وندوات وبيانات ألفية وملصقات فلسسطينية .. الخ يتم من خلالها ارسال الرسائل التالية للجميع:
·       ان 40 عاما على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، لم تنجح فى إنهاء العداء الشعبى المصرى العميق للعدو الصهيونى.
·       وان 71 عاما من الاغتصاب والبطش والارهاب الصهيونى والدعم الامريكى الاستعمارى، لم تنجح فى تغيير او تزييف وعى وإدراك ثلاثة اجيال متتالية لحقائق التاريخ والجغرافيا بان الأرض الواقعة على حدود مصر الشرقية هى ارض عربية تسمى فلسطين، اما (اسرائيل) فلا تعدو أن تكون كيانا استعماريا باطلا ووجوده غير مشروع، وانه طال الزمن ام قصر، ستعود الارض لأصحابها.
·       وأن ست سنوات من السلام الدافئ والتطبيع العميق وصفقات الغاز والتنسيق والتحالف الامنى والعسكرى لا تعبر عنا ولا تمثلنا، بل هى بمثابة عدوان صريح على ثوابتنا الوطنية واسس وبديهيات امننا القومى، وكل مشروعات وبرامج واهداف التغيير الذي تبنته ثورة يناير.
·       وانه لو كان الأمر بيدنا وكنا نمتلك حريتنا، لصنعنا حائط صد بأجسادنا للحيلولة دون تدنيس القاهرة بالاحتفالات الصهيونية كما حدث فى مايو الماضى 2018 على شاطئ النيل بالقرن من ميدان التحرير الذى انطلقت منه الثورة المصرية.
·       ولقمنا بطرد وسحب السفراء، واغلاق سفارة العدو على غرار ما فعلناه يوم 9 سبتمبر 2011 إبان الثورة.
·       ولبذلنا كافة جهودنا لتحرير مصر من سجن وقيود اتفاقيات كامب ديفيد.
·       ولقمنا بالغاء كل اتفاقيات الغاز والكويز وكل انواع التجارة والتطبيع الاقتصادى.
·       ولقمنا بالغاء اتفاقية طابا التى بموجبها يسمح للسياح الاسرائيليين بالعربدة على شواطئ خليج العقبة لمدة 14 يوم بدون تاشيرة.
·       ولاعدنا النظر فى علاقتنا العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية، بسبب دعمها اللانهائى لاسرائيل، وقراراها الاخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل سفارتها هناك، وتآمرها لتصفية القضية الفلسطينية فيما يسمى بصفقة القرن.
·       ولأعدنا بناء وتأسيس علاقاتنا وتحالفاتنا العربية والاقليمية والدولية، لمواجهة النفوذ والهيمينة الامريكية والعربدة الاسرائيلية.
·       وقدمنا كل الدعم الممكن لشعب فلسطين ومقاومته، ولفتحنا معبر رفح وعاملناه معاملة معبر السلوم وباقى المعابر المصرية بدون سماح لسلطات الاحتلال بالتدخل في مواعيد وشروط فتحه واغلاقه.
·       ولقمنا بفتح الابواب على مصراعيها لكل المصريين الوطنيين من أنصار فلسطين ومناهضى الصهيونية و(اسرائيل) وكامب ديفيد، للتعبير عن آرائهم ونشر الوعى الوطنى والقومى واعداد وتربية الاجيال الجديدة على حقيقة المشروع الصهيونى ومخاطره على مصر بقدر خطورته على فلسطين.
·       ولقمنا باحياء كل اللجان الوطنية من لجان مقاومة التطبيع والمقاطعة ومناهضة الصهيونية والاغاثة ودعم الانتفاضة الفلسطينية ونصرة المسجد الأقصى ..الخ
·       ولاطلقنا حملة تبرعات قومية كبرى وقوافل للدعم والاغاثة مماثلة لتلك التى أطلقناها مع انتفاصة الاقصى عام 2000.
·       وغيره الكثير.
***
·       كانت هذه بعض الرسائل التى اتصور انه يتوجب علينا التاكيد عليها تزامنا مع الذكرى الاربعين لهذه المعاهدة المشئومة، والتى نحن على يقين من ان (اسرائيل) وجماعة كامب ديفيد فى مصر سيقيمون الافراح والليالى الملاح لاحيائها والتى ظهرت بوادرها بالفعل فى الجائزة الذهبية التى قام الكونجرس باهدائها للسادات بهذه المناسبة، والتى قام وفد صهيونى من الامريكان اليهود فى الاسابيع القليلة الماضية بزيارة الى مصر ومقابلة السيسى احتفاءً بها.
***
فان فعلنا، فان هذا أضعف الايمان.
وان لم نفعل، فكأننا قد شاركنا بصمتنا فيما يشبه الاستفتاء الضمنى لدعم وتأييد السلام مع عدونا الصهيونى، ولنؤكد ما يردده نتنياهو ليل نهار من ان العلاقات المصرية والعربية مع (اسرائيل) فى أفضل حالاتها، وكذلك ما يكرره السيسى كثيرا من ان العلاقات تشهد كثير من الدفء والثقة والطمأنينة وان السلام أصبح فى وجدان المصريين.
***** 
محمد سيف الدولة

الثلاثاء، 19 مارس 2019

مانفيستو الارهابى الابيض


قرأت المانفيستو (الميثاق) الذى كتبه ونشره الارهابى الاسترالى الابيض التى قتل بدم بارد خمسين من المصلين فى مساجد نيوزيلاندا، والذى اصدره فى حوالى74  صفحة، وقمت باختصاره الى ما يقرب من 1000 كلمة، والعمل على ابراز اهم ما ورد فيه من نظريات وافكار ورؤى شديدة العنصرية والاضطراب بعد أن قمت باعادة ترتيب كلامه وتصنيفه الى ثلاثة عناوين رئيسية:

1)   ارهابى وأفتخر.
2)    أزل الغزاة، استرد أوروبا.
3)   لماذا قتلتهم؟
مستهدفا من وراء ذلك التنبيه الى هذا الوجه العنصرى والخطير، الذى لا يمثل حالة فردية او ظاهرة شاذة فى الغرب بجناحيه الأوروبى والامريكى، بل قد يكون مستقرا فى عقيدة غالبية صناع السياسات والاستراتيجيات الغربية الاستعمارية تجاهنا وتجاه باقى شعوب العالم، والذين قام قادتهم اليوم بادانة جريمة نيوزيلاندا، رغم انهم يفعلون مثله كل يوم، ولكن بطرق وأسلحة مختلفة؛ يفعلونها بالطائرات المُسيرة والاباتشى وصفقات السلاح والأحلاف العسكرية والحروب بالوكالة، وبالفيتو وبنهب مقدرات الشعوب وبالاغراق فى القروض والديون وإسقاط الانظمة الوطنية ودعم الانظمة العميلة، بالاضافة الى عنصريتهم القديمة المجرمة ضد اى بشرة ملونة، سوداء، سمراء، صفراء، وبدعايات الاسلاموفوبيا وغيرها الكثير.
وتُرى كم مليون ضحية سقطت على أيدى أسلاف وأجداد ومعاصرى هذا الارهابى الاسترالى منذ قرر الغرب العنصرى الابيض غزو العالم منذ خمسة قرون وحتى يومنا هذا؟
***
اولا ـ نعم أنا عنصرى وارهابى وقاتل، وأفتخر:
·       نعم ان ما فعلته هو عمل إرهابي، لكنني أعتقد أنه عمل موجه الى قوة محتلة. 
·       لا اشعر بأى ندم، بل أتمنى أن أقتل المزيد من الغزاة والمزيد من الخونة.
·       نعم. انا عنصرى .. وانا ضد الهجرة والمهاجرين .. وانا ضد التنوع..  وانا ضد التسامح فهو من خصائص الامم الميتة.
·       نعم أنا لا أحبهم؛ فانا أكره كل مسلم، رجل أو امرأة يختار غزو أرضنا واستبدال شعبنا. 
·       نعم انا مناهض للاسلام، ولدى رغبة في الانتقام منه بسبب 1300 عام من الحرب والدمار الذي جلبه على أهل الغرب وشعوب العالم الأخرى.
·       اهاجم المسلمين على وجه الخصوص لأنهم المجموعة الأكثر احتقارًا في الغرب، ومهاجمتهم تحصل على أعلى مستوى من الدعم والتأييد. كما أنها واحدة من أقوى مجموعات الغزاة، كما ان لديهم خصوبة عالية.
·       ليس بين الغزاة أبرياء، فكل من يستعمر أراضي الشعوب الأخرى يتقاسم الذنب.
·       حتى الاطفال ليسوا ابرياء، فأطفال الغزاة لا يبقون أطفالًا، بل يصبحون بالغين ويتكاثرون، ويخلقون المزيد من الغزاة ليحلوا محل شعبك. إنهم يكبرون ويصوتون ضد رغبات شعوبك، من أجل مصالح شعبهم وهويتهم. يكبرون ويأخذون منازل شعبك لأنفسهم، ويشغلون مواقع السلطة، ويستولون على الثروة ..
·       أي غازي تقتله، في أي عمر، يعمل على تخفيض أعداد الاعداء الذين سيواجههم أطفالك فى المستقبل.
·       إذا كنت ستقتل ستين من الغزاة المسلحين الذين يريدون إلحاق الأذى بأمتك وشعبك، فستكون موضع ترحيب كبطل، لكن اذا قتلت ستين من الغزاة غير المسلحين بعد أن أظهروا الإرادة والنية لإلحاق الأذى بأمتك وشعبك، فسوف يعتبرونك وحشًا.
·       إن الغزاة العزل أكثر خطورة على شعبنا من الغزاة المسلحين.
·       لا بديل عن العنف والقوة اما الحل الديمقراطى والديمقراطية فهي حكم الغوغاء. والغوغاء نفسها يحكمها أعداؤنا.
·       لا توجد أمة في العالم لم يتم تأسيسها أو الحفاظ عليها باستخدام القوة. القوة هي القوة. التاريخ هو تاريخ السلطة. العنف قوة والعنف هو حقيقة التاريخ.
·       التنوع هو الضعف، والقوة فى وحدة العرق.
·       إقتل أنجيلا ميركل، إقتل أردوغان، إقتل صادق خان.
·       إقتل الرئيس التنفيذي لاى شركة تستورد العمالة الرخيصة. النخبة الاقتصادية الذين يكنزون فى جيوبهم الارباح التي يتلقونها من بديلنا العرقي. 
·       اكسر ظهر اليد العاملة الرخيصة.
·       إذا كان الفرد يمتلك أو يسيطر على شركة أو شركة تجارية، ويدافع أو حتى يقبل الاستيراد الجماعي من غير البيض لاستبدال السكان الأوروبيين الأصليين، فيجب تدمير ذلك الخائن.
·       ان المنظمات غير الحكومية التى تنقل الغزاة إلى الشواطئ الأوروبية على متن سفنها تشارك مباشرة في الإبادة الجماعية الشعب الأوروبي.
·       الاستقرار والراحة هم أعداء التغيير الثوري، لذلك يجب علينا زعزعة استقرار المجتمع وإزعاجه كلما أمكن ذلك.
·       اننى من مؤيدى دونالد ترامب كصانع سياسة وقائد ورمز لتجديد الهوية البيضاء.
·       أتوقع ان يطلق سراحى من السجن وأتوقع أيضًا الحصول على جائزة نوبل للسلام. ألم يمنحوها للإرهابي نيلسون مانديلا بمجرد أن حقق شعبه النصر وتولى السلطة. وأتوقع أن يتم إطلاق سراحي خلال 27 عامًا من سجني، وهو نفس عدد السنوات التى قضاها مانديلا فى السجن وبسبب "نفس "الجريمة.
***
ثانيا ـ أزل الغزاة، استرد أوروبا.
·       أوروبا للأوروبيين والابيض هو الاوروبى الوحيد، ويجب إزالة الغزاة من التربة الأوروبية، بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه أو متى أتوا: غجر، أفارقة، هنود، أتراك، ساميون أو غيرهم. طالما لم يكونوا من شعبنا، لكنهم يعيشون في أراضينا، يجب إزالتهم. أزل الغزاة، استرجع أوروبا.
·       نشهد غزوًا على مستوى لم يسبق له مثيل في التاريخ. الملايين من الناس يتدفقون عبر حدودنا، بشكل قانوني. بدعوة من الدولة وكيانات الشركات لاستبدال الأشخاص البيض الذين فشلوا في الإنجاب، فشلوا في خلق العمالة الرخيصة والمستهلكين الجدد والقاعدة الضريبية التي تحتاجها الشركات والدول لتزدهر.
·       إن أزمة الهجرة الجماعية والخصوبة البديلة هذه هي اعتداء على الشعب الأوروبي، وإن لم يتم مكافحته، فسيؤدي في النهاية إلى الاستبدال العرقي والثقافي الكامل للشعب الأوروبي.
·       كل ذلك من خلال الهجرة. هذا هو استبدال العرقية. هذا هو استبدال الثقافة. هذا هو البديل العنصري.
·       هذه هى الإبادة الجماعية للعرق الابيض
·       الهجرة الجماعية ستحرمنا من حقوقنا وتخريب دولنا، وتدمير مجتمعاتنا، وتدمير روابطنا العرقية، وتدمير ثقافاتنا، وتدمير شعوبنا.
·       يجب علينا سحق الهجرة وترحيل هؤلاء الغزاة الذين يعيشون بالفعل على أرضنا. إنها ليست مجرد مسألة ازدهارنا، بل هي ايضا بقاء لشعبنا.
·       يجب أن تتغير معدلات المواليد لصالحنا، حتى لو قمنا بترحيل جميع غير الأوروبيين من أرضنا غدًا.
·       أتمنى لشعوب العالم المختلفة كل التوفيق بغض النظر عن العرق أو ثقافة الإيمان وأن يعيشوا في سلام ورخاء بين شعوبهم ويمارسون تقاليدهم، ولكن فى بلادهم وليس فى بلادى.
***
ثالثا ـ لماذا قتلتهم؟
·       لقد قتلتهم لانهم مجموعة واضحة وكبيرة من الغزاة، من ثقافة ذات معدلات خصوبة أعلى وثقة اجتماعية أعلى وتقاليد قوية تسعى إلى احتلال أرضى وتحل محل شعبي.
·       لإظهار للغزاة أن أراضينا لن تكون أبدًا أرضهم، وأن وطننا هو ملكنا، وأنه طالما ظل رجل أبيض، فلن يستطيعوا غزو أرضنا ولن يحلوا محل شعبنا أبدًا.
·       للانتقام لمئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن الغزاة الأجانب في الأراضي الأوروبية عبر التاريخ.
·       للانتقام من استعباد الملايين من الأوروبيين الذين أخرجهم تجار الرقيق الإسلاميين من أراضيهم.
·       للانتقام لآلاف الأرواح الأوروبية التي فقدت بسبب الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء الأراضي الأوروبية.
·       لخفض معدلات الهجرة مباشرة إلى الأراضي الأوروبية عن طريق تخويف وإزالة الغزاة ذاتهم جسديا.
·       للتحريض على العنف والانتقام ومزيد من الانقسام بين الشعب الأوروبي والغزاة الذين يحتلون الأراضي الأوروبية حاليًا.
·       لإظهار تأثير العمل المباشر؛ قم بإضاءة طريق للأمام لأولئك الذين يرغبون في اتباعه. مسار لأولئك الذين يرغبون في تحرير أسلافهم من قبضة الغزاة وأن يكونوا منارة لأولئك الذين يرغبون في خلق ثقافة دائمة، أخبرهم أنهم ليسوا وحدهم.
·       لخلق جو من الخوف والتغيير يمكن أن يحدث فيه عمل جذري وقوي وثوري.
·       لإضافة الزخم إلى تقلبات البندول في التاريخ، مما يزيد من زعزعة استقرار واستقطاب المجتمع الغربي.
·       لزرع إسفين بين دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية والأتراك التي تشكل أيضًا جزءًا من قوات الناتو، وبالتالي تحويل الناتو مرة أخرى إلى جيش أوروبي موحد ودفع تركيا مرة أخرى إلى موقعها الحقيقى كعدو.
·       لعدم تكرار ما حدث فى كوسوفو من تدخل حين قاتلت قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى جانب المسلمين وذبحوا الأوروبيين المسيحيين الذين حاولوا إخراج هؤلاء المحتلين الإسلاميين من أوروبا.
***
انتهى عرض اهم وابرز ما ورد فى مانيفستو الارهاب الابيض، وواضح اننا لسنا بصدد رجلا بسيطا او سطحيا أو مجنونا، فهو يعتنق "نظرية" كاملة تخص العرق الابيض والمخاطر التى يتعرض لها نتيجة هجرة الملايين من الشعوب والاعراق الاخرى التى تغزو اوروبا وتستوطنها وتتوالد بمعدلات اكبر بكثير من الشعوب البيضاء مما سيسفر فى النهاية عن استيلائهم على اوروبا، وتحول العرق الابيض الى اقلية مضطهدة، بما يشبه الابادة الجماعية. وان هناك قطاعا كبيرا من الخونة الاوروبيين الذين يساهمون فى هذه الجريمة مثل اصحاب الشركات التى تستجلب العمالة الرخيصة. والحل الوحيد فى مواجهة هؤلاء الغزاة واولئك الخونة الاوروبيين هو القتل والتصفية. ولذلك فهو يعتبر نفسه بطلا قوميا يستحق جائزة نوبل للسلام.
لسنا اذن بصدد شخصا معتوها، وانما ايديولوجية عنصرية لها جذورها وانصارها وسياساتها وممارساتها التى لم تنقطع على امتداد قرون طويلة، بل ان الرئيس المنتخب لاكبر دولة غربية فى العالم"دونالد ترامب" هو واحد من اهم انصار وتلاميذ هذه المدرسة.
ومن ثم فانه يتوجب علينا عدم الاستخفاف بهذا المانفيستو وبالتيار الواسع الذى يتبنى مبادئه ومضامينه فى الغرب الامريكى والاوروبى، والبحث عن سبل التصدى له ومواجهته، وعلى رأسها هدم وتفنيد كل النظريات العرقية العنصرية، وفى القلب منها النظرية الاستعمارية الغربية.
*****

محمد سيف الدولة



السبت، 16 مارس 2019

ثغرات فى وعى الأمة بين 1919 واليوم



كثيرا ما يحتار المرء من قصور الوعى السياسى والشعبى لجيل كامل وعجزه عن رؤية وادراك ومواجهة مخاطر واضحة وضوح الشمس، وتبديد جهوده واهتماماته فى قضايا ثانوية وتوجيه بوصلته الى الوجهة الخطأ. على غرار ما يحدث اليوم على سبيل المثال، من تراجع وغياب مشروع التصدى للتبعية الامريكية وللتطبيع والتحالف المصرى والعربى مع (اسرائيل) الذى وصل الى مرحل شديدة العمق والخطورة. والأمثلة كثيرة.
***
ولقد وجدت فى تاريخ جيل 1919 سابقة مماثلة تكشف الى اى مدى يمكن لجيل بكامل بكل مفكريه وقادته وتياراته المختلفة ان يغفل عن حقائق ومخاطر مؤكدة ووشيكة.
فاذا نظرنا على سبيل المثال الى كتابات المؤرخ الراحل الكبير عبد الرحمن الرافعى الذى يعتبر المصدر الرئيسى لغالبية الباحثين فى تاريخ واحداث ثورة 1919، فلن نجد حرفا واحدا فى هذه الكتابات، ينم عن وعى وادراك لاى من قضايا أربع، اخترناها على سبيل المثال، نعلم جميعا اليوم كم كانت من الاهمية والخطورة والتاثير على مصائرنا ومجتمعاتنا لعقود طويلة مستمرة حتى يومنا هذا:
·       القضية الاولى هى اتفاقيات سايكس بيكو التى وقعت بين انجلترا وفرنسا عام 1916 وتم الاعلان عنها بعد الثورة البلشفية عام 1917 ضمن الوثائق السرية المكتشفة فى وزارة الخارجية الروسية، فاننا لا نجد لها اى اثر يذكر فى كتابات الرافعى او فى بيانات ومواقف وتصريحات قادة وزعماء ثورة 1919، رغم ان هذه هى الاتفاقية التى رسمت حدودنا الحالية التى لا نزال نعيش داخل أسوارها حتى اليوم، والذى فشلت كل محاولاتنا فى الفكاك من أسارها، واكبر مثال على ذلك هو فشل وحدة 1958 بين مصر وسوريا التى تمت فى ذروة المد القومى العربى فى المنطقة.
لقد غابت عن اهتماماتهم رغم ان ما قامت به من تقسيم وتجزئة كان لها بالغ الأثر على فشل وتعثر كل محاولاتنا فى الاستقلال او فى الحفاظ على الاستقلال الذى تحقق، أو فى التنمية وسد احتياجات الشعوب العربية، او فى التقدم واللحاق بباقى شعوب العالم، خاصة تلك التى كانت تعيش فى ذات ظروفنا ولكنها انطلقت وتقدمت علينا بمسافات شاسعة، ربما بسبب ان اراضيها واممها وقومياتها لم يقم الاستعمار بتقسيمها أو بتجزئتها كما فعل معنا، وحين فعل فانه قسمها الى دولتين لا أكثر كما حدث فى كوريا وليس الى 22 دولة كما حدث معنا.
***
·       القضية الثانية التى غابت عن جيل 1919، هى وعد بلفور الصادر عام 1917، والذى كان هو اللبنة الاولى فى صناعة وزرع ما يسمى اليوم بدولة (إسرائيل) التى يدرك كل صغير وكبير فى الشعوب العربية اليوم، كم هى اكبر لعنة استعمارية غربية ضربت وطننا العربى على امتداد التاريخ، من حيث هى قاعدة عسكرية استراتيجية متقدمة للاستعمار الغربى فى أراضىنا، وحائط فاصل بين مشارقنا ومغاربنا للحيلولة دون توحيدها، وشرطى تأديب لاى شعب عربى يرغب فى التحرر والاستقلال والنهضة والتقدم، تقوم منذ انشائها بالاعتداء علينا واحتلال اراضينا وطرد شعوبنا وقتل أهالينا، حتى تحولت اليوم  الى القوة الاقليمية الكبرى فى المنطقة، لا يجرؤ أى نظام عربى واحد على تحديها، بل على العكس اصبحوا يتسابقون جميعا لنيل رضاها والتطبيع والتحالف معها. هذه القضية "الأم" على خطورتها ومحوريتها كانت غائبة تماما عن اجندات واهتمامات ومطالب الحركة الوطنية المصرية وثوار 1919.
***
·       القضية الثالثة التى غفل عنها ثوار 1919، ويا للعجب، هى طبيعة وحقيقة المشهد الدولى بعد نهاية الحرب العالمية الاولى، فلقد تصور اجدادنا ان المجتمع الدولى حينئذ سيقوم بمنحهم الاستقلال وحق تقرير المصير، وناضلوا وثاروا من اجل ان تسمح لهم بريطانيا بالمشاركة فى مؤتمر الصلح بباريس لعرض مطالبهم، رغم ما اصبحنا نعلمه جميعا اليوم من ان هذا المؤتمر لم يكن سوى ملتقى لاقتسام الغنائم وتوزيعها على المنتصرين فى الحرب، والتى لم تكن فى حقيقتها سوى حرب بين قوى ودول استعمارية تتنافس وتتصارع على احتلال بلاد العالم، أى حرب بين اشرار واشرار، كلهم يريدون دماءنا، وبالتالى كان وضعنا الحقيقي فى مؤتمرات الصلح هو فى سلة الغنائم، ورغم ذلك ذهبنا، ويالا سذاجتنا، لمطالبة مقتسمى الغنائم ان يمنحونا استقلالنا.
***
·       واخيرا وليس آخرا، تاتى القضية الرابعة التى اود ان استشهد بها هنا للتأكيد على ظاهرة قصور الوعى لدى جيل 1919، وهى قضية تشرذم حركات التحرر الوطنى العربية فى ذلك الحين، واستقلال كل منها بمعركته ومطالبه الخاصة بعد الحرب العالمية الاولى فى مواجهة انجلترا او فرنسا او ايطاليا، رغم انهم جميها كانوا محتلين أو مستهدفين كغنائم حرب كما تقدم، وبدلا من ان يتضامنوا ويطرحوا قضاياهم كقضية واحدة يعلنون فيها رفضهم للتقسيم والاقتسام وللاحتلال والانتداب .. الخ، ذهبوا وشاركوا منفردين ففشلوا جميعا فشلا ذريعا، مكن الاحتلال من البقاء فى بلادنا لثلاثين عاما أخرى قبل ان تبدأ بشائر الاستقلال فى الظهور فى العشر سنوات التالية للحرب العالمية الثانية.
·       وهو ذات الخطأ أو الخطيئة التى لا نزال نكررها حتى يومنا هذا، حين نواجه كل مشاكلنا وتحدياتنا والمخاطر التى تهددنا والتى يقف ورائها مايسترو واحد، نواجهها منفردين؛ فالامريكان و(اسرائيل) والاوروبيين، والمقرضين والدائنين فى نادى باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين، وعصابات النهب الدولى من الشركات عابرة القومية، والحظر المفروض على أى سلاح نووى عربى ...الخ، كلها مصادر خطر وتهديد واعتداء مشترك علينا جميعا بدون استثناء، ولكننا لا نزال نصر على مواجهتها منفردين.
***
ما أهمية طرح هذا الكلام اليوم؟
اهميته فى تصورى، تكمن فيما ما ذكرته فى مقدمة هذه السطور، من التراجع والاضطراب الشديد الواقع اليوم فى اجندة واولويات الحركات الوطنية والسياسية العربية، من غياب اى مشروعات جادة لمواجهة مجموعة التحديات التالية:
·       تغلغل الهيمنة الامريكية واستفحال التطبيع والتحالف المصرى والعربى مع (اسرائيل) وتصفية القضية الفلسطينية.
·       وانفجار الصراعات الطائفية والمذهبية والعربية/العربية والتى تنذر بمزيد من التخلف والهزائم والانقسام والتقسيم.
·             بالإضافة الى استمرار رهان البعض على النظام الرسمى العربى الذى توفى اكلينيكيا منذ زمن بعيد والذى يتكون من أنظمة تعتاش على الطغيان والطبقية والاستئثار والافقار والتبعية والتطبيع والفشل والتخلف الشديد.
 والتى لا اعلم هل تعود أسباب تجاهل هذه التحديات الكبرى وغيرها، من قبل كثير من القوى السياسية العربية الى قصور فى الوعى والرؤية، ام هى احدى علامات الوهن واليأس والاستسلام العربى.
*****
محمد سيف الدولة