أختنا الحبيبة تونس، لماذا فتحت لنا هذا الباب، باب
الأمل فى أن الثورة ممكنة، والشعوب قادرة، والظلم بائد، والحرية قاب قوسين أو
أدنى.
لماذا ألهمتينا الثورة، فحلقنا بأحلامنا وأمانينا
وتوقعاتنا وأهدافنا الى آفاق وسماوات عالية بلا سقف، لنسقط بعدها على جذور الحقيقة
فنكتشف كم هو صعب طريق الثورة، وكم هى مراوغة النخبة، وكم هى قوية ومتمرسة أنظمتنا
القديمة العميقة الحاكمة، وكم هى بريئة جماهيرنا الطيبة التى تصورت أنها بانتفاضاتها
وتظاهراتها وشهدائها قد انتصرت وحسمت المعركة وأسقطت النظام.
لماذا لم تتركينا فى بؤسنا وعجزنا وسباتنا العميق الذى
كدنا أن نستمرؤه ونعتاد عليه، لماذا زرعت فينا هذه البذرة التى لم يعد بمقدورنا
تجاهلها، فأصبحنا اليوم، بعد أن أصابتنا عدوى الثورة وذقنا طعم العزة والحرية، غير
قادرين على الاستكانة مرة أخرى أو التراجع والاستسلام أو العودة بأى وجه من الوجوه
الى حياة العبودية التى كنا نحياها قبل 17 ديسمبر 2010 و25 يناير 2011 .
آه منك يا تونس،
لك منا كل الحب والشكر والتقدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق