دعوة
للاشتباك مع مئوية وعد بلفور
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
هذه دعوة للتفاعل
والاشتباك مع الذكرى المئوية لوعد بلفور، أوجهها الى كل الأحرار من المهمومين والفاعلين والناشطين فى قضايا الصراع العربى
الصهيونى.
اما عن اهم دوافع وأسباب
هذا الاشتباك، واهم الرسائل المطلوب ارسالها من خلاله، واهم الأطراف المستهدفة
بهذه الرسائل، فنتناولها فيما يلى:
1) لأن الحركة الصهيونية العالمية
داخل وخارج (اسرائيل) ستقوم هذا العام بتنظيم فاعليات كبرى للاحتفال بالذكرى
المئوية لوعد بلفور وبالدور البريطانى فى تحقيق ما يسموه "بالحلم
الصهيونى" و "المعجزة الاسرائيلية"، وستوظف هذه المناسبة لممارسة
هوايتها فى اطلاق الاكاذيب والأساطير الصهيونية الزائفة والاستمرار فى تضليل الراى
العام الغربى والعالمى.
2)
لأن
المشروع الغربى الصهيونى الذى يستهدف مصر والامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، هو مشروع عدوانى واحد متصل ومستمر،
منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وما لم نتصدَ له
ونوقف تمدده وتوسعه وانتصاراته ونجاحاته المستمرة فاننا نعرض وجودنا جميعا لمخاطر
جسيمة.
3)
وأنه
اذا كان العدو الصهيونى منظمات وكيانات وعصابات وقادة، لم يتنازل او يتراجع عن
مشروعه الاستعمارى الاستيطاني العنصرى الارهابى على امتداد مائة عام، فانه لابد من
التأكيد فى مواجهته، خاصة فى ظل حالة التراجع والاستسلام والتواطؤ العربى الرسمى،
على أن من يمتلكون حق تمثيل الامة
العربية اليوم، هم فقط أولئك الذين
يتمسكون بالثوابت الوطنية والعربية والعقائدية، الذين لم ينكسروا او يخضعوا او
يستسلموا تحت وطأة الاختلال الرهيب فى موازين القوى العسكرية والدولية، وأنهم
يتمسكون بعروبة فلسطين من نهرها الى بحرها، ويرفضون الاعتراف بأى شرعية لاسرائيل، ويرفضون
الصلح والسلام والتسوية والتطبيع معها، وكذلك كل اتفاقيات السلام من كامب ديفيد
الى اوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية و"صفقة القرن" والتحالفات
المصرية العربية الاسرائيلية الجارية اليوم على قدم وساق.
وهم يعتبرون ان
كل الوعود والمواثيق والقرارات الدولية التى مهدت وأسست لوجود اسرائيل باطلة ولا
تلزمهم فى شئ، بدءا بوعد بلفور وصك الانتداب البريطانى وقرار التقسيم وقبول اسرائيل
فى الامم المتحدة والقرار ٢٤٢ وما يسمى باتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية واى
تسويات تقوم على أساس التنازل عن ارض فلسطين التاريخية والاكتفاء بدولة فلسطينية
على حدود ١٩٦٧. ويسعون الى تحرير كامل التراب الفلسطينى المحتل ويؤمنون ان مهمة
تحرير فلسطين هى مهمة شعبية فلسطينية عربية مشتركة لا تقتصر على الفلسطينيين وحدهم
بصفتنا جميعا أبناء امة واحدة، نواجه عدوا مشتركا وأخطارا تهدد الجميع.
4)
لكى
نبعث برسالة توعية وتربية للاجيال
الجديدة بحقيقة هذا المشروع وخطورته عليهم. تلك
الاجيال التى ولدت وترعرعت وتعلمت فى ظل مؤسسات تعليمية واعلامية وسياسية تسيطر
عليها وتوجهها انظمة حكم تخاف اسرائيل وتتجنب مواجهتها وتعترف بوجودها وتقوم بتزييف
الوعى وتضليل الشعوب وطمس حقائق التاريخ .
5)
لنقول للفلسطينيين انكم لستم وحدكم
بعد أن غدرت بهم وانقلبت عليهم غالبية الدول العربية، فتحالفت مع الاحتلال وتواطأت
معه لتصفية القضية.
6)
ورسالة الى جماعة كامب ديفيد
ونظامها بأن 40 عاما من المعاهدة، وثلاث سنوات من السلام الدافئ والتحالف
الاستراتيجى، لم تنجح فى انهاء الكره والعداء الشعبى لاسرائيل. فسيظل المواطن
المصرى البسيط وكل القوى الوطنية الحقيقية تعادى الصهيونية واسرائيل وترفض الصلح
والاعتراف بها والتطبيع معها، وسيظل يناصر فلسطين ويطمح الى عودة مصر لتقوم بدورها
التاريخي فى قيادة النضال العربى ضد المشروع الصهيوني.
7)
ورسالة الى الشعوب العربية،
ان أمريكا ليست ربنا واسرائيل ليست قدرنا المحتوم الذى لا خلاص منه، وان الامة
ليست ضعيفة ولا مهزومة ولا عاجزة، وانها لو امتكلت حريتها وارادتها وقرارها لنجحت
فى القضاء على هذا الكيان فى بضعة سنوات، وان كل ما حدث ويحدث من فشل وتراجع وخوف
واستسلام هو بسبب انظمة الحكم العربية التابعة المستبدة المجزأة.
8)
ورسالة الى الصهاينة بأن الارض تلفظكم
والشعوب ترفضكم، وأنه رغم كل انواع الدعم التى تلقيتموها على امتداد ما يزيد عن
قرن من الزمان من عصبة الامم ثم الامم المتحدة ومن بريطانيا العظمى ثم من الولايات
المتحدة، ورغم سيول الأموال والسلاح ورغم التحصين الامريكى والاوروبي لكم ضد كل
قرارات الامم المتحدة المناصرة لحقوق الشعب الفلسطينى، رغم كل ذلك الا أن مشروعكم وكيانكم ودولتكم وشرعيتكم المزعومة تتعثر
و لا تزالوا عاجزين عن العيش حياة طبيعية على ارض فلسطين، فتختبئون خلف جدران وحصون
عازلة، وتواجهون مقاومة فلسطينية لم تنقطع عبر أربعة اجيال.
9) رسالة الى الراى العام العالمى
لدحض وتعرية الرواية الصهيونية الزائفة وعرض وتقديم الرواية العربية الحقيقية. ورسالة اخرى الى الضمير الشعبى العالمى وبالذات فى
إنجلترا وامريكا وأوروبا الغربية، بأن دولكم الاستعمارية تتحمل المسئولية الأكبر فى
زراعة وحماية ورعاية هذا الكيان، وان أقل واجب انسانى عليكم هو الضغط الشعبى على
حكوماتكم لإرغامها على الاعتذار عن هذه الجريمة التاريخية والعمل على تصحيح ما
ترتب عليها من آثار مدمرة، والتوقف عن دعم و حماية (اسرائيل).
10)
ولكى نتصدى ونرد على كل المحاولات
الجارية اليوم على قدم وساق لتصفية القضية والهرولة للسلام والصلح والتطبيع
والتحالف مع اسرائيل ودمجها فى المنطقة .
11)
لنسقط أكذوبة ما يقال عن "المعجزة الاسرائيلية"،
ونكشف انه بدون دعم الدول الكبرى للمشروع وحمايتها له على امتداد قرن من الزمان،
لما قامت (اسرائيل)، و لما استمرت حتى اليوم.
12)
لنكشف للعالم الاضرار والمآسى
التى ترتبت على هذا الوعد و ما سبقه وتلاه من زراعة جسم غريب معادى لشعوب المنطقة،
وتهجير وطرد شعب من ارضه، واخضاع من تبقى منه لأسوأ احتلال عرفه التاريخ.
13)
ولنقوم،
وهو الأهم، بوقفة مع النفس
من أجل التقييم والمراجعة والمحاسبة والتعرف والاعتراف والتصحيح لاسباب الفشل
والهزيمة رغم أن مقاومتنا لم تنقطع يوما على امتداد مائة عام ويزيد.
14)
هذا
بالاضافة بطبيعة الحال الى انها فرصة مناسبة لاحياء وتنشيط الحراك المدنى والشعبي
المناصر لفلسطين والمناهض للصهيونية ولاسرائيل، خاصةً فى ظل المحاولات الامريكية
الاسرائيلية العربية الرسمية الحالية لتصفية القضية.
15)
واخيرا
من أجل الالتحام والتضامن مع حملات فلسطينية وعربية و اوروبية مماثلة ستنطلق فى
الايام والاسابيع القادمة، للتنديد بالوعد، وللمطالبة باعتذار بريطانى رسمى، وللتصدى
للاحتفالات الصهيونية التى ستنطلق شعار بلفور 100
*****
القاهرة
فى 18 اكتوبر 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق