بحث فى المدونة

الجمعة، 13 مارس 2020

"بروفة" ليوم القيامة

بروفة ليوم القيامة
·       فى البداية كنا نستخف ونستهين بهذا الكورونا، ونتبادل النكت حوله، ونتصور انه بعيد جدا عنا، واننا بمنأى عن مخاطره.
·       الى ان بدأنا نكتشف بالتدريج ان الامر جد خطير وقريب، وانه من الممكن ان يطولنا جميعا نحن او من نحب لا قدر الله.
·       فوكالات الانباء تنقل لنا فى كل لحظة ازدياد عدد المصابين والوفيات وانتشارهم فى كل بلاد العالم لا فرق بين دول متقدمة ومتخلفة، وانه مرض لم يكتشف له دواء بعد.
·       الى الدرجة التى دفعت رئيس وزراء دولة مثل بريطانيا الى القول فى تصريح رسمى ان كثير منا قد يفقدون احباءهم فى المرحلة القادمة.
·       انه شعور غريب ان نشعر بالعجز التام امام خطر محدق، ليس لنا امامه حيلة بعد، مع زيادة احتمال اقتراب الأجل لاعداد كبيرة منا او من حولنا لا قدر الله.
·       شعور لم نعيشه من قبل، فكم مرة يحدث لاى جيل ان يتعرض لوباء عالمى او جائحة عالمية كما يطلقون عليها؟
·       وبالفعل بدأ يتسرب داخل كثير منا سؤال جديد عليهم، وهو ماذا نفعل إذا كان مكتوب علينا ان نكون ضمن ضحايا هذا الوباء المميت؟
·       والسؤال ليس هو ماذا نفعل حين نمرض لا قدر الله؟ وانما ماذا نفعل اليوم ونحن لا نزال اصحاء بفضل الله؟ ماذا نفعل واحتمالات النهاية بيننا اصبحت نسبتها اعلى بكثير عن اى وقت مضى؟
·       وليس المقصود ايضا حديث الاحتياطات والوقاية الصحية، وانما نوايا وغايات وسلوكيات البشر حين تزيد المخاطر او يقترب الأجل.
·       انه ذلك السؤال الافتراضى الذى كثيرا ما تناولته الروايات والاعمال الدرامية، سؤال النهاية أو اليوم الأخير.
·       هل نتجاهل الأمر ونعيش حياتنا بشكل طبيعى وكأن شيئا لا يحدث؟
·       هل نتمسك بالوهم الانسانى الشهير بأننا دائما ما نمثل الاستثناء وانه مهما أصاب الفيروس من بشر، فانه لن يصيبنا نحن؟
·       أم نطمئن انطلاقا من القاعدة الدينية بانه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا؟
·       هل نكتب وصايانا ونزيد من تعبدنا تحسبا لاقتراب يوم الحساب؟
·       هل نتقوقع وننعزل عن كل من حولنا، خوفا من العدوى؟
·       أم نتمسك بالحياة بكل ما نملك من طاقة، ونعيش فى الايام القادمة، حياتنا بالطول والعرض لأنها يمكن ان تكون ايامنا الاخيرة؟
·       ونتشجع ونغامر ونتحدى ولا نخاف او نجبن؟ ونقدم على ما كنا نخشاه ونتخوف من عواقبه فيما مضى؟
·       ومن ناحية أخرى هل نتواضع قليلا، وندرك أن وجودنا وحياتنا لا تساوى فى الحقيقة جناح بعوضة؟ وأن فيروسا ضئيلا مجهولا مثل كورونا يمكن أن يقضى على حياة آلاف مؤلفة وربما ملايين فى بضعة شهور قليلة؟
·       وهل يجب أن يسعى كل منا الى النجاة بنفسه فقط أم علينا في مثل هذه الظروف أن نتضامن ونعمل سويا؟
·       وأن نزيد من تفهمنا وتعاطفنا واحساسنا ودعمنا لمن يعيشون مخاطر وتهديدات لوجودهم تفوق خطر الاوبئة؛ كالمرضى والمعتقلين والفقراء واللاجئين وضحايا الاحتلال والحروب والانظمة المستبدة؟
·       وهل لدى كل منا اضافة أخيرة يود القيام بها قبل فوات الأوان سواء كانت عملا او انتاجا او كلمة او نصيحة او شهادة او مراجعة أو تصحيحا أو ذنبا أو اعترافا او اعتذارا يجب ان نقوم به؟
·       وخواطر ومشاعر أخرى كثيرة.
***

اننى عادة ما أحرص واحاول فى كل ما أكتب أن تكون هناك رسالة ما، الا هذه المرة، فليس عندى غير بعض الخواطر التى أردت أن أسجلها وأشاركها، أمام هذه الحالة غير المسبوقة من الخوف العام التى ضربت كل شعوب الارض بلا استثناء، بشكل تضاءلت معه فى وعى غالبية الناس ومشاعرهم واهتماماتهم أى امور أخرى.
ولا حول ولا قوة الا بالله
*****


ليست هناك تعليقات: