نكتة بائسة
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
النكتة :
• يُحكَى أن طائرة مصرية على متنها راكبان أحدهما إسرائيلي والآخر فلسطيني .
• و حدث عطل في محركها عرضها للسقوط .
• ولإنقاذها كان يجب إلقاء أحد الركاب من الطائرة لتخفيف الحمولة .
• ومن باب العدالة ، قرر المسئول المصري أن يقيم مسابقة بين الراكبين ومن يعجز منهما عن الإجابة ، يلقيه من الطائرة .
• وكان السؤال الأول للراكب الإسرائيلي هو : كم عدد سكان مصر ؟
• أما سؤال الفلسطيني فكان هو : ما هي أسماءهم وعناوينهم ؟
***
انتهت النكتة ، ولكن في رواية أخرى : أن المسئول المصري القي بالراكب الفلسطيني من الطائرة بدون أسئلة ولا مسابقات .
***
وفى رواية ثالثة أن الطائرة لم يكن بها أي أعطال من أصله .
* * *
وفى رواية رابعة أن المسئول المصري بعد أن ألقى بالفلسطيني ، فوجئ بالاسرائيلى يدفع به خارج الطائرة .
***
وفى رواية خامسة ان المسئول المصري ألقي بالفلسطيني ثم ألقى بنفسه وراءه تاركا الطائرة للإسرائيلي .
* * * * *
عودة الى العالم الواقعى :
ورد في وكالات الأنباء هذا الأُسبوع :
أن وزارة الخارجية المصرية تحذر القيادات الفلسطينية في غزة من تصريحاتهم المستفزة حول المصالحة والحصار . وتهددهم بعواقب وخيمة .
جاء ذلك على خلفية تصريحات فلسطينية تشكو وتعتب على العراقيل والقيود المصرية الكثيرة التي تعيق فتح المعبر وفك الحصار وتصر على ربطها بالقبول بورقة المصالحة المصرية كما هي بدون تغيير حرف واحد منها .
ورغم أن هذه التصريحات لم تجانب الحقيقة .
و رغم أنها صادرة عن أناس يعيشون أقصى أنواع المعاناة ، وحياتهم وحياة أهاليهم على المحك .
ورغم ان في الحلق غصات وغصات بسبب المشاركة الرسمية المصرية المستمرة فى إحكام الحصار عليهم ، حتى أثناء الحرب الأخيرة وما بعدها .
ورغم أن القادة الفلسطينيين دائما ما يتحدثون عن الإدارة المصرية بكل خير وكل حذر .
رغم كل ذلك ، فإنهم غير مسموح لهم بالعتاب ولا حتى بمجرد الاستياء .
عليهم أن يضعوا ألسنتهم في أفواههم ، ويصمتون .
وينتظرون ما تجود به مصر الرسمية .
أو لا تجود .
هى حرة .
ودولة ذات سيادة !!
وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة .
* * *
أما عن إسرائيل ، فحدث ولا حرج :
فرغم التهديد الصهيوني العميق لوجودنا وأمننا القومي .
ورغم كل ما فعلته معنا على امتداد أكثر من نصف قرن : بدءا بالعدوان علينا واحتلالها لأراضينا مرتين ، وعدم الانسحاب منها إلا بشرط تجريد سيناء من السلاح ، ووضع قواتنا هناك تحت رقابة قوات أمريكية وأجنبية . والتهديد الدائم بإعادة احتلالها مرة أخرى .
ورغم الضغط الصهيوني الأمريكي الدائم على الإدارة المصرية فى كل صغيرة وكبيرة
والتهديد بقطع المعونة العسكرية ان لم نُُحكم الحصار على غزة ونبنى الجدار الفولاذي ونفعل كذا وكذا .
ورغم التهديد الخطير الناتج عن الاستئثار الصهيوني بالسلاح النووى ، وتحريمه علينا .
ورغم كل الاتفاقيات الأمنية الأمريكية الإسرائيلية ضد كل المنطقة بما فيها مصر .
ورغم المخطط الصهيوني الشرير بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفقا للروايات المصرية الرسمية ذاتها .
ورغم الحديث الرسمي المصري عن المخططات الصهيونية فى أعالي النيل .
الخ ، الخ ...
* * *
رغم كل ذلك ، فانه لا مكان على الطائرة المصرية الرسمية لكل ما هو فلسطيني .
فالمقاعد كلها محجوزة لإسرائيل .
* * * * *
القاهرة فى أول يوليو 2010
هناك تعليقان (2):
اسمح لي أن أختلف معك استاذ محمد في تصويرك لأنظمتنا بأنها مثل هذا المواطن السادج عليه رحمة الله وزوجته ..
الشعوب العربية هي ذلك المواطن ، أما القتلة واللصوص فهم هذه الأنظمة العميلة .
طالما شعوبنا العربية في مثل هذه الحالة من غياب الوعي والابتعاد عن قضاياها والتطبيل والتزمير لكل من داس على راسها على مبدأ (من يتزوج أمي أقول له يا عمي) سنبقى نقتل كل يوم ونبقى فاقدين للكرامة ويبقى شروق فجر حريتنا وتقدمنا مؤجل حتى إشعار آخر.
كلام معقول اخى الكريم
وفى كافة الاحوال دعنا نمل جميعا على التحرر من قيودنا
إرسال تعليق