عفوا
التبعية هي الفتنة الحقيقية
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
لا تحدثونا عن الفتنة بين المسلمين والأقباط ، ولا عن غيرها .
فمنذ سلموا البلد للأمريكان ووقعوا مع الصهاينة اتفاقيات كامب ديفيد ، انقسمت مصر وانشقت نصفين وتبعتها باقي الأمة .
و من يومها نشأت فتنتنا الكبرى ، و أم الفتن كما يقولون ، انها الفتنة الوطنية الأخطر فى تاريخنا الحديث ، ومنها تولدت ألف فتنة وفتنة أخرى .
انشقت مصر وانقسمت الى نصفين غير متساويين :
• النصف الأول هو النظام ورجاله .
• والنصف الثاني هو كل شعبنا الطيب الغلبان بكل من فيه من مواطنين ووطنيين
* * *
• النصف الأول تحدى الجميع وانتهك الدستور والشريعة والقانون ، ووقف مع الخواجات والصهاينة ، و سيطر على كل عناصر القوة من السلطة والثروة والبرلمان والسلاح والأمن والسجون والإعلام وقبض على أقوات الناس و مصائرهم .
• والنصف الثاني المحكوم يرفض كل ذلك، ولكنه مقهور و مضطهد ومغلوب على أمره و مسجون و محاصر، بعد أن جردوه من كل أدوات المقاومة والتأثير والفعل والتغيير والدفاع عن النفس .
* * *
النصف الأول هم أحفاد الخديوي توفيق وحزبه الذين ادخلوا الانجليز مصر .
والنصف الثاني هم أحفاد عرابي وجيشه الذين حاربوا الانجليز وهُزِموا بسبب الخيانة .
وهم الذين بنوا مصر على سواعدهم ، و حاربوا فى أكتوبر وعبروا وكادوا ان يحرروا سيناء ويستردوها كاملة السيادة .
أما النظام فهو الذي سرق منا النصر وادخل الأمريكان مصر من أوسع أبوابها وانشأ للصهاينة سفارة على نهر النيل ، وتحول هو و ورجاله إلى وكلاء تجاريين وسياسيين لهم فى مصر وفى المنطقة كلها .
* * *
ومن يومها، فقد النظام الذي يحكمنا شرعيته الوطنية علاوة على شرعيته الدستورية والقانونية .
و من يومها ، وهو يحكمنا بلا شرعية .
يحكمنا بالقوة .
وهذا هو مربط الفرس :
* * *
فان لم تكن الشرعية هي مصدر الحكم
فلماذا يحترمها الآخرون ؟
وان لم تكن الغاية هي الوطن واستقلاله ، فكل البدائل مباحة .
وبالفعل بعدها ، هرول الكثيرون ، كل ينشىء لنفسه شرعية خاصة وبديلة عن الشرعية المهدورة .
اختار البعض الدين بديلا عن الوطن ، رغم انهما لا ينفصلان .
ثم اختاروا الطائفة بديلا عن الوطن والدين معا .
واختار البعض الآخر الثروة والمصلحة الخاصة .
واختار رابع الحزب او الجماعة .
واختار خامس الولاء للنظام بديلا عن الولاء للوطن .
وهكذا...
* * *
ومع غياب نظام وطنى يضبط إيقاع الأفراد والجماعات فى إطار مشروع قومى جامع يحقق الاستقلال ، ويحافظ عليه ، وينهض بالمجتمع ، ويحكم بالعدل وبالقانون ...
مع غياب مثل هذا النظام الضابط :
انفرط المجتمع ، وأخذ كل من هب ودب ، يسعى لاستقطاع جزءا او مساحة من هنا او من هناك : سلطة او ثروة او أرضا او نفوذا او دعما خارجيا ، يستأثر بها لنفسه ، و يدعم بها شرعيته الخاصة البديلة فى مواجهة شرعيات الآخرين .
وتيتم الوطن ، وساد الصراع ، و انتشرت الفتن . والبقية تأتى .
* * *
إخواننا الأعزاء بنى الوطن والأمة :
الاستقلال أولا والاستقلال وأخيرا
به نتحرر وفى معاركه نتوحد ، وبحصاده نحل كل مشكلاتنا بإذن الله .
* * * * *
القاهرة فى 7 أكتوبر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق