عجبا لأولئك الذين يباركون إقصاء التيار الاسلامى
و حل وحظر جماعة الإخوان المسلمين ، ألا يتذكرون كيف عانينا جميعا بلا استثناء ،
جيلا بعد جيل وتيارا وراء تيار وعصرا بعد عصر ، من جبروت الأنظمة والسلطات
وممارساتها الاستبدادية من إقصاء و حل وحظر ومصادرة وتجميد وتوقيف واعتقال ، أفلا
يعقلون ويتذكرون :
· حل الاحزاب 1953 وحظر تأسيسها 25 عاما 1953- 1978
·
حل جماعة الاخوان عام 1954
·
إكراه الشيوعيين على حل حزبهم السرى فى 1965 كشرط لقبولهم فى
الاتحاد الاشتراكى .
· ناهيك عن الحظر الدائم المفروض على تشكيل اى احزاب شيوعية على
مر العصور
·
عزل رجال عبد الناصر سياسيا ومحاكمتهم عام 1971
·
حل الاتحاد الاشتراكى فى 1978 وإقصاء الناصريين ورفض التصريح
لهم بحزب ، الى أن نجحوا فى ذلك عام 1992 بحكم المحكمة الادارية العليا
·
وقيام النظام عام 1978 بتأسيس 3 أحزاب على هواه : "حزب مصر
والتجمع والاحرار" مع فرض شروط قاسية على تأسيس اى احزاب أخرى مع التضييق
الشديد على أنشطتها ، وهو الوضع الذى ظل مستمرا حتى قيام ثورة يناير ، حين أطلقت
حرية تأسيس الاحزاب بلا حدود فيما عدا شرط عدد المؤسسين .
·
تجميد حزب العمل عام 2000
·
رفض تأسيس حزبى الوسط والكرامة و أى احزاب حقيقية أخرى واطلاق
العنان للاحزاب الديكورية
· اعتقال ومحاكمة الآلاف من الإسلاميين والشيوعيين والناصريين
والقوميين وغيرهم بتهم الانضمام الى تنظيمات غير شرعية
·
ألا نستوعب كيف تدهور بنا الحال الى اسفل السافلين فى ظل
الاستبداد ، وكيف تمكن النظام من ارتكاب كل انواع الجرائم فى حق مصر والمصريين بلا
محاسبة أو تعقيب ، فنهبت الثروات وانتشر الفقر وأهدرت الكرامة والاستقلال وتم
تسليم مفاتيح مصر الى الأمريكان وتحولت إسرائيل الى جار و قطر شقيق
·
ألم نتعلم ان تجارب إقصاء الآخرين لم تحل أى مشكلة : فلم تحقق
نصرا ولم تصن استقلالا ولم تنصر فقيرا ، بل أصبحنا جميعا فى الحساب الختامى بلادا
تابعة مجزأة منقسمة متقاتلة متخلفة مهزومة فاشلة
·
الم نشبع ونكتفى ونكتوى جميعنا وبدون استثناء من القهر
والاستبداد والاستعباد ومصادرة وتأميم الحياة السياسية والوطنية ، هل سنعيده مرة
أخرى ؟
·
ألم تتوافق كل التيارات منذ زمن بعيد على رفض مبدأ الإقصاء
السياسى ، ألم نقم جميعا بمراجعة مواقفنا الأولية وتعديلها والاعتذار عنها، فتراجع
الناصريين عن فكرة التنظيم الواحد ، وتراجع الماركسيين عن فكرة ديكتاتورية الطبقة
العاملة ، وتراجع الإسلاميين على فكرة الحاكمية لله لصالح المبدأ الديمقراطي
القاضى بالاحتكام الى الناس ، فلماذا نقوم الآن بالارتداد عما توافقنا عليه ؟
لماذا نعود الى الخلف ؟ لماذا نهدر أهم مكتسبات ثورة يناير ؟
· نستطيع أن نمارس خلافاتنا كما نشاء ، وان نستخدم كل أدوات
الصراع السياسى المشروعة و المعروفة ماعدا أسلحة الابعاد والاقصاء والاجتثاث سيئة
السمعة
·
ثم الا يعلم هؤلاء أن مباركة حظر اى جماعة اليوم ، سيمتد ان
عاجلا أو آجلا الى باقى الجماعات والمؤسسات المشابهة مثل جبهة الإنقاذ والتيار
الشعبي والجمعية الوطنية للتغيير و6 ابريل...الخ
***
عزيزي الناشط السياسى المحترم ان لم
تدفعك مبادئك وأخلاقك وضميرك الى رفض مبدأ إقصاء وحظر جماعة او تيار سياسى معين ،
فلا يجب أن تخذلك فطنتك وذكائك ومصلحتك المستقبلية على ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق