مصر
و(اسرائيل)
وحكاية
الحرب والسلام
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
· قال موشى ديان أن أهداف العدوان على مصر هى :
1) تحطيم القوات التى تحاول إخضاعنا
2) تحرير ذلك الجزء من أرض الوطن الذى يحتله الغزاة
3) تأمين حرية الملاحة فى مضايق تيران وقناة السويس ".
كما قال أثناء العدوان " أن
قواتنا الجنوبية تحارب الآن عبر الحدود للقضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه ."
***
· وقال مناحم بيجين بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر
عام 1979 :" سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على
الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف . سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى
على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد
السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا ".
* * *
هذه السطور أكتبها للجيل الجديد ،
محاولا فيها أن ألخص حكاية صراعنا مع العدو الصهيوني ، لعلهم يحفظوها ظهرا عن قلب ،
ويتموا ما بدأه آباءهم وأجدادهم
المقدمات :
· زرع الاستعمار
الغربى ، الكيان الصهيوني في فلسطين منذ بدايات القرن العشرين وأعطاه دولة باطلة
عام 1947 ، ودعمه فى الحرب ضدنا عام 1948 ، وهى الحرب التى أسفرت عن اغتصاب 78 %
من ارض فلسطين .
· ثم قدم له كل
أنواع الدعم المالي والعسكري على امتداد اكثر من 60 عاما لتمكينه من الانتصار
علينا واغتصاب مزيد من أراضينا.
· ولقد وقفت مصر
منذ البداية مع كافة إخوتها من الأقطار العربية صفا واحدا ، ضد المشروع الصهيوني
وكيانه ، فما كان منه الا ان قام بالعدوان علينا عدة مرات في 1955 و 1956 و1967.
· ولقد نجح العدو
للأسف الشديد بسبب أخطائنا الكبرى ، في الاستيلاء عام 1967 على سيناء والجولان
وغزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية . وهى الهزائم التى لا نزال نسدد
أثمانها الفادحة حتى يومنا هذا .
· ولكن شعبنا
الكريم في مصر و باقي الوطن العربي رفض قبول الهزيمة ورفض شروط الأمريكان لاستعادة
سيناء وبعض الاراضى المحتلة .
· و كانت شروطهم ان
نعترف بإسرائيل وننسى فلسطين ونتعايش مع الكيان الصهيوني ، ونقبل وجوده بيننا الى
أبد الآبدين .
· وفى الخرطوم اجتمع
القادة العرب فى أول سبتمبر 1967 واتفقوا جميعا على مواصلة القتال ، وعلى عدم
الاعتراف بإسرائيل وعدم الصلح او التفاوض معها .
· وتفرغت مصر شعبا
وجيشا للإعداد للمعركة ، ونجحت بفضل الله فى تفجير حرب التحرير فى السادس من
أكتوبر 1973، وهى الحرب التي أثبتت للصهاينة والأمريكان إننا أمة باقية لا يمكن
إفناءها .
ولكن ما حدث بعد الحرب جاء مخالفا على
طول الخط لما اتجهت اليه إرادة الشعب وإرادة الأمة على امتداد قرن من الزمان
واليكم التفاصيل :
خلاصة حرب اكتوبر وما بعدها :
· 6و7و8 أكتوبر
عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس فى عمل بطولي خارق أذهل العدو والعالم
أجمع ونجحت بالفعل فى تحرير شريط بعمق متوسط من 10 ـ 12 كم شرق القناة محققة هذا
النجاح بواسطة 80 ألف مقاتل .
· 11 أكتوبر أصدر
الرئيس السادات قرارا بتطوير الهجوم داخل سيناء معللا ذلك برغبته فى تخفيف الضغط
على سوريا .
· 14 أكتوبر تم
تنفيذ القرار وذلك بدفع الفرقتين المدرعتين 4 و 21 الاحتياطيتين من غرب القناة إلى
شرقها .
· 16 أكتوبر استغل
العدو الوضع الجديد الذي كشفته له طائرات التجسس الأمريكية ، ونجح في عمل ثغرة بين
الجيشين الثاني والثالث وعبر بقواه الى الضفة الغربية للقناة وحاصر الجيش الثالث
ومدينة السويس .
· رفض الرئيس
السادات القضاء على الثغرة خوفا من تهديدات كيسنجر طبقا للتصريحات التى أدلى بها
فيما بعد .
· 20 اكتوبر طلب
الرئيس السادات وقف إطلاق النار .
· 22أكتوبر صدر
قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار .
· من 22/10 الى
28/10 لم يلتزم العدو بالقرار .
· 28/10 / 1973 تم
الإيقاف الفعلي لإطلاق النار
· بدأت الضغوط
الأمريكية على القيادة السياسية المصرية للقبول بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية
من الضفة الغربية للقناة .
· 18/1/1974 خضعت
مصر للضغوط وقبلت الشروط الأمريكية الإسرائيلية و ووقعت مع إسرائيل الاتفاق الأول لفض الاشتباك والذي بموجبه وافق السادات على ما
يلى :
1) سحب 70 ألف جندى
مصرى من سيناء فى شرق القناة وإعادتهم مرة أخرى الى مواقعهم قبل العبور .
2) مع الإبقاء على
7000 جندى مصري فقط فى سيناء .
3) سحب اكثر من 1000
دبابة مصرية من شرق القناة وإبقاء 30 دبابة فقط
4) منع وجود اى
صواريخ بعمق 30 كم غرب الخط المصرى
5) وقد سجل الجمسى
اعتراضه ، ولكن تم توقيع الاتفاق بأوامر من القيادة السياسية .
· 1/9/1975 وقع
السادات اتفاق فض الاشتباك الثانى مع العدو الصهيونى والذى كان اهم
ما جاء فيه:
1) إنهاء حالة الحرب
مع اسرائيل وذلك باتفاق الطرفين على ان النزاع بينهما لا يتم حله بالقوة المسلحة .
2) قبول مصر بدخول
مراقبين أمريكيين مدنيين الى سيناء لاول مرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وهو ما اصبح
قاعدة لما حدث فيما بعد فى اتفاقية السلام حيث أسندت مهمة الإشراف على القوات
المتعددة الجنسية الموجودة الآن فى سيناء الى الولايات المتحدة الأمريكية ( خرج
الصهاينة ودخل الأمريكان )
· 1977 ـ 1979
مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل تحت الرعاية الامريكية.
· 26 مارس 1979
توقيع معاهدة سلام مع العدو الصهيوني بمقتضاها تنسحب
قواته من شبه جزيرة سيناء بشرط :
1) تجريد ثلثى سيناء
المجاور لفلسطين (إسرائيل) من اى قوات مسلحة مصرية
2) وبشرط تقييد وجود
وسلاح القوات المصرية فى الثلث الباقى من سيناء المجاور لقناة السويس بما يوازى
ربع القوات التى عبرنا بها بدمائنا فى حرب اكتوبر والتى قبل السادات بإعادتها فى
18/1/1974 كما تقدم .
3) وبشرط ان تقوم
قوات أجنبية غير خاضعة للامم المتحدة تحت قيادة أمريكية بمراقبة القوات المصرية فى
سيناء من خلال معسكرات ونقاط مراقبة محددة على ارض سيناء
4) وبشرط أن تنسحب
مصر من المعركة العربية الدائرة ضد العدو الصهيونى ، وتقف على الحياد فى اى صراع
قادم وأن ينحشر جيش النيل فى ارضه كما قال موشى ديان
5) وبشرط ان تعترف
مصر بدولة اسرائيل وتتنازل لها عن 78 % من فلسطين .
6) وبشرط ان تقيم
علاقات طبيعية مع (اسرائيل)على كافة الأصعدة
7) وبشرط أن تتعهد
بأن تبيع لها ما تريده من البترول .
8) وبشرط أن تلتزم
بمحاكمة كل من يرتكب أى نشاط هدام ضد اسرائيل كالإثارة والتحريض والعنف .
9) وبشرط أن يتم
إنشاء نظام سياسي جديد يلتزم فيه الكافة بالاعتراف بإسرائيل وبالسلام معها ، وان
يحظر على المعارضين المشاركة فيه .
10) وبشرط أن تقود مصر حملة لدفع الدول العربية والقيادات الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل ، وان تشارك فى تصفية اى مقاومة او فعل مسلح ضدها .
11)
وبشرط ان يترك للأمريكان مهمة إعادة
صياغة مصر سياسيا و اقتصاديا وعسكريا وطبقيا وتعليميا وثقافيا ودينيا ..الخ ، وان تكون لهم
الكلمة الأولى في كل ما من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل
* * *
· وبالفعل خرج
الصهاينة من سيناء ودخلها الأمريكان كما دخلوا مصر كلها ، و تم تنفيذ كل شروطهم حرفيا
، فيما عدا نقطة واحدة عجزوا جميعا عن تحقيقها وهى :
· انتزاع حب فلسطين
وكره (اسرائيل) من قلوب وضمائر الشعب الطيب وقواه الوطنية
· فرغم مرور أكثر
من ثلاثين عاما على المعاهدة مع العدو ، الا ان رفضها والنضال ضدها والمطالبة
بالغاءها تتزايد يوما بعد يوم .
* * *
انتهت الحكاية ، ولكن الصراع قائم
لم ولن ينته ، إلى ان يوفقنا الله فى تحرير مصر من الهيمنة الامريكية ومن اتفاقيات
كامب ديفيد ومن نظامها ، ويوفقنا فى استرداد كامل التراب الفلسطيني وإنهاء المشروع
الصهيونى .
* * * * *
القاهرة فى 5 اكتوبر 2013
هناك تعليق واحد:
للأسف تقوقع معظم الشعب المصري علي نفسه وأصبح العدو بالنسبة له هم الفلسطينيون أما العدو الصهيوني فلم يعد يهتم كثيرًا بالمصائب الآتية منه
إرسال تعليق