لماذا تشارك المغرب فى التحالف الدولى وترفض استضافة
القمة العربية؟
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
رغم ان اجتماعاتها بلا جدوى، ورغم عجزها عن القيام بأى
دور مؤثر، ورغم الهوة الشاسعة بين مواقفها وقراراتها وبين آمال الشعوب العربية،
الا ان موقف المغرب برفض استضافة القمة العربية، هو موقف غريب وغير مفهوم وفيه
مزايدة لا محل لها، كما أنه موقف مهين لأصحاب "الفخامة والجلالة والسمو"
الذى لا يختلف ملك المغرب عنهم كثيرا فى
إفسادهم للواقع العربى، وتخاذلهم فى الدفاع عنه، وتواطؤهم مع أعدائه، وتسببهم فى
تبعيته وتخلفه، وفى استبدادهم بشعوبه واستنزافهم لثرواته.
أما بخصوص ما ورد فى بيان اعتذار المغرب من مبررات وخطاب
يتسم بالوطنية والعروبة والراديكالية، فانه للأسف لا يعدو أن يكون نسخة مكررة من
كافة الخطابات العربية الرسمية، التى لا تعكس حقيقة مواقف من يصدرها.
كما أن كثيرين سيتساءلون لماذا قبّل المغرب المشاركة فى
اجتماعات التحالف الدولى "الامريكى" المنعقدة اليوم فى الكويت، فى وقت يرفض
فيه استضافة القمة العربية؟
لقد ترسخ لدى الرأى العام العربى منذ زمن طويل، قناعة بان
دعوات اجتماع أو فض القمم العربية، وما يصدر منها من قرارات وما تتخذه من مواقف،
يتم أولا وفقا للتوجيهات الأمريكية الغربية، أو بما لا يخالفها ويخرج عن خطوطها
الحمراء. ثم فى السنوات الأخيرة الماضية، أصبحت السعودية وحواشيها من إمارات الخليج، هم أصحاب المركز الثانى فى العالم العربى بعد الأمريكان والاتحاد
الاوروبى.
وبالتالى لن يصدق كثيرون ما أعلنته المغرب من أسباب تبرر
بها رفضها استضافة القمة، وسيبحثون عن الأسباب الحقيقية، والتى على الأغلب لن تخرج
عن السياق الاقليمى العام، الساعى لتقليص
وتهميش كل ما هو عربى حتى ما تبقى منه من مظاهر وشكليات ورمزيات، واستبداله
بتحالفات وعلاقات ذات طبيعة دولية او "إسلاماوية". والامثلة متعددة:
تتعثر مشروعات تشكيل قوة عربية مشتركة لصالح التحالف الاسلامى الطائفى تحت قيادة
السعودية، او التحالف الدولى تحت قيادة الولايات المتحدة، و تتعثر اى دعوات لعقد مؤتمر
دولى للقضية الفلسطينية، بل تختفى القضية تماما من كافة أجندات الدول العربية. أضف
الى ذلك أن كل القضايا والملفات قد تم تدويلها؛ سوريا والعراق واليمن وليبيا.
فهل كانت السعودية بكل معاركها واشتباكاتها ومشروعاتها وتحالفاتها
الحالية فى المنطقة وفى سوريا واليمن ولبنان، هى التى تقف وراء الموقف المغربى، من
منظور : انه ليس لديها وقت لإضاعته مع هؤلاء؟
سنرى.
*****
القاهرة فى 22 فبراير 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق