محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
منذ نهاية حرب 1973 ، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل . . .
منذئذ بدأ اللون الأسود يطغى بالتدريج على اللون الكاكى فى الشارع المصري .
والأسود هو لون الزى الرسمي لقوات الأمن المركزي
أما الكاكى فهو لون الزى الرسمى لجنود القوات المسلحة
* * *
و لقد حدد بعض الخبراء انه فى الثلاثة عقود الماضية ، تم زيادة أعداد وزارة الداخلية بمعدلات كبيرة على حساب القوات المسلحة
بحيث ان من كل خمسة عسكريين ، هناك أربعة شرطة وواحد جيش
ودلالة ذلك واضحة :
وهى أن الشعب هو العدو الأول للنظام الراحل
وهو أخطر عليه من إسرائيل
وهذا ما دفعه إلى أن يجند شرطي لكل 50 مواطن تقريبا
فى الوقت الذي يوجد فيه طبيب لكل 440 مواطن تقريبا
ناهيك عن أن ميزانية الداخلية البالغة أكثر من 9 مليار جنيه سنويا تزيد على ميزانية الصحة والتعليم مجتمعين .
وقس ذلك على باقي القطاعات .
* * *
و الشرطة فى أى مجتمع لها أدوار ضرورية لا غنى عنها هى حفظ أمن الشعب ضد المجرمين أمثال اللصوص والقتلة وتجار المخدرات ..الخ
و ليس :
ضرب المتظاهرين
ومطاردة المواطنين الأبرياء
وإرهابهم واذلالهم
والتجسس عليهم
وكتابة التقاريرعنهم
ورفض أو قبول تعيينهم
وتزوير الانتخابات ضدهم
وافساد حياتهم السياسية
واختراق أحزابهم وتخريبها
وحماية النظام و رجاله
والتستر علي جرائمهم
بل و المشاركة فيها
بمخالفة وانتهاك كل أنواع القوانين
من أجل تمرير سياسات التبعية و الفساد والاستبداد
* * *
ان قصتنا مع جهاز أمن الدولة وقوات الأمن المركزى ، ووزراء الداخلية على مر السنين ، هي قصة شبيهة بقصص العبودية ومحاكم التفتيش أيام العصور الوسطى
ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون لمثل هؤلاء مكانا فى مصرنا الجديدة التى نشرع فى بناءها الآن .
* * *
ولذا فان علينا أن نقوم بتقليص أعداد الشرطة
وتوفير ميزانياتها التى ندفعها من أموالنا وأرزاقنا .
وأن نحل جهاز أمن الدولة
أو نحدد صلاحياته بعيدا عن السياسة والسياسيين .
طبقا لقاعدة لا أمن فى السياسة ولا سياسة فى الأمن
* * *
ولنسرح قوات الأمن المركزي أو لنقلصها الى أقصى الحدود ، لتقتصر أدوارها على مقاومة التعدى على أرض الدولة ، أو منع البناء على الأراضى الزراعية ، أو إزالة مزارع الخشخاش أو حفظ الأمن فى مباريات كرة القدم ...الخ
* * *
ولنحرم ونجرم تصنيع او استيراد أسلحة القتل و الإيذاء والترهيب من سيارات مكافحة الشغب والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى والصواعق الكهربائية والدروع والهراوات .
فالأحرار لا يعاملون بالدروع و الهراوات .
* * *
و يجب ألا يكون لأى من أمن الدولة أو الأمن المركزي أو غيرهما أى صلاحيات أو مسئوليات تجاه الحياة السياسية والحزبية والنقابية والتظاهرات والاعتصامات الشعبية والمجتمع المدنى ومثيلاتها .
* * *
ويجب أن نتذكر دائما أن أروع مشاعر الأمان والاستقرار قد صنعناها و عشناها معا حين خلت شوارع مصر من العسكرى ذو الخوذة السوداء .
* * * * *
القاهرة فى 16 فبراير 2011
هناك تعليق واحد:
http://www.scribd.com/doc/50452599
إرسال تعليق