محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
نحمد الله على هذا الحائط الفولاذي التي تكون بعد الثورة من كل هذه الشخصيات والجماعات الوطنية ، التي تتصدى لمراقبة المرحلة الانتقالية وحمايتها من أى انحراف ، وللتدقيق فى كل صغيرة وكبيرة ، وفى كل تصريح او موقف يصدر من أى طرف كان مع أو ضد ثورة يناير وشرعيتها الجديدة .
ان هذه الوقفة الصلبة الواعية و الناضجة والحذرة والمتربصة بكل أعداء الثورة هى المهمة الأولى الضرورية لهذه المرحلة .
* * *
ولكن المشكلة التي يجب أن ننتبه إليها ، ونتعامل معها بحكمة ، هي حالة التزاحم القائمة بين عدد من الجماعات على إدارة او قيادة هذه المرحلة .
صحيح ان تعدد الجهات والجماعات التي ترغب في تمثيل الثورة ، هو أمر طبيعي كما انه مفيد ومطلوب لما فيه من حماية وضمانة ، خاصة عندما يتوافق الجميع على المطالب الرئيسية للثورة .
ولكن لابد أن ننتبه الى أن هناك آلاف المهام الأخرى المطلوب انجازها فورا ، جنبا الى جنب وعلى التوازي مع مهمة مراقبة وإدارة المرحلة الانتقالية .
وعلى رأسها :
• مساعدة الجماهير فى كل المواقع على تأسيس تنظيماتها الشعبية المستقلة
• في الأحياء والقرى والمصانع والجامعات والمساجد والكنائس والنقابات والمؤسسات والمصالح الحكومية والعامة والخاصة
• و في كل مكان على أرض مصر
• ان هذه المهمة تحتاج إلى الآلاف من النخبة والقادة السياسيين لقيادتها وإنجاحها .
• وهو ما يتطلب منا جميعا ان نبادر إلى نقل نشاطنا و تواجدنا اليومى الى كل التجمعات الشعبية الطبيعية أينما تواجد الناس من أهالينا وجيراننا وزملائنا .
• فالقيود التي حرمتنا عقودا من التواصل مع الناس قد سقطت بسقوط النظام
• و حقوق التجمع والتنظيم والتظاهر أصبحت متاحة للجميع .
• ولم يبقى سوى أن نمارسها ونستفيد منها ونوظفها فى بناء مصر التى نريدها .
* * *
ان القوى المضادة تنشط للانقلاب علينا ، فتجتمع سرا لتخطط وتنظم وتتحايل وتتآمر .
وهم مسلحون بأطنان من الأموال ، وبشبكات معقدة من التحالفات و العلاقات الداخلية والخارجية .
والضمانة الوحيدة للانتصار عليهم ، هى شعب مصر حين يتحول الى قوى منظمة
* * *
و فيما عدا أيام المظاهرات المليونية . . .
فان مهام المطالبة و الرقابة والمتابعة و الضغط خلال المرحلة الانتقالية لا تحتاج سوى بضعة مئات من القيادات الثورية .
أما باقى النخبة والقادة والدعاة فعليهم أن يتفرغوا تماما لتنظيم الشعب وتوعيته لحماية الثورة من أسفل .
* * * * *
القاهرة فى 24 فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق