محمد سيف الدولة
وجه الكونجرس الأمريكي يوم الخميس 7 يوليو 2011ضربة قوية للمصالحة الفلسطينية التي تمت بمبادرة مصر وتحت رعايتها
فقام بأغلبية 407 ضد 6 أصوات فقط ، بالموافقة على قرار يقضى بما يلي :
• امتناع الولايات المتحدة عن التعامل بأى طريقة كانت مع أى حكومة فلسطينية تضم حماس ما لم تكف عن العنف وتعترف بإسرائيل .
• وحث الادارة الأمريكية على النظر في تعليق المساعدات للسلطة الفلسطينية الى أن تتراجع عن اتفاق المصالحة الأخير .
• والتأكيد على رفض الولايات المتحدة تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية التي تضم حماس ما لم تقبل هذه السلطة و يقبل كل وزير فيها علنا بحق اسرائيل في الوجود وجميع الاتفاقات والتفاهمات السابقة مع الولايات المتحدة و اسرائيل (( وكأننا نعيش زمن طقوس الاعتراف والتوبة أمام محاكم التفتيش ))
• ودعوة الإدارة أن تعلن أنها ستستخدم حق الفيتو ضد أي قرار بشأن الدولة الفلسطينية يعرض على مجلس الأمن
• والى قيادة جهد دبلوماسي لمعارضة إعلان من جانب واحد لقيام دولة فلسطينية
* * *
وسيلحق هذا القرار بطبيعة الحال ببقية مجلدات القرارات الأمريكية الصادرة ضد فلسطين
وللتذكرة : كانت المصالحة الفلسطينية التى تمت فى بداية شهر مايو الماضى من أولى منتجات الثورة المصرية .
واعتبر الكثيرون وقتها ان من أهم دلالاتها هي عودة حميدة للقرار المصري المستقل ، بعد طول غياب حيث كان تابعا للمتطلبات الأمريكية الإسرائيلية طوال عصر مبارك
وبناء عليه أقيمت الأفراح و الليالي الملاح ، واستبشر الجميع خيرا .
وخرجت الاحتفالات فى فلسطين ترفع شعار الشعب يريد انهاء الانقسام
وافتخر المصريون بوزير خارجيتهم (المنقول لاحقا) نبيل العربي ، الذى لم يكتفِ بهذه الخطوة ، بل أصدر قرار بفتح معبر رفح ، وأعلن عن قرب عودة العلاقات مع إيران ، وأكد على ان نظام مبارك الذى كانت إسرائيل تعتبره كنزا استراتيجيا لم يعد قائما .
* * *
واذا بنا نفاجأ بقرار الكونجرس المذكور الذى يسعى الى تقويض المصالحة الوليدة ، ويوجه رسالة وقحة للادارة المصرية بأن مصير كل جهودكم هو سلة المهملات ، وأن اهتموا بشئونكم ولا تتدخلوا فيما لا يعنيكم ، فالملف الفلسطينى الاسرائيلى هو ملف أمريكى اسرائيلى مائة بالمائة .
فهل ستتراجع السلطة الفلسطينية ؟ وتمتنع عن قبول أى رعاية مصرية مستقبلا لضعفها وعدم جدواها ؟ انطلاقا من المثل الشعبي القائل ((ال متغطى بغير الامريكان عريان ))
وهل ستصمت الإدارة المصرية على الموقف الأمريكي المضاد و المعاد لأى دور اقليمى لمصر ؟
ام إننا يمكن ان نتوقع ردا دبلوماسيا يتناسب مع روح الثورة ؟
ذلك ما سنراه فى المرحلة القادمة .
* * * * *
القاهرة فى 13 يوليو 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق