بحث فى المدونة

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

سباق شراء الثورات العربية


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

على غرار مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية الذى قام بضخ أموالا طائلة (حوالي 12 مليار دولار) فى دول أوروبا الغربية ذات النظام الراسمالى من أجل إعادة بناءها وضمان تفوقها على نظيراتها فى أوروبا الشرقية التى تنتهج الخط الاشتراكي ، فى اطار الصراع والتنافس الحاد بين المعسكرين ، والذى كان المقدمة لانتصار النموذج الغربي الراسمالى وسقوط المعسكر الاشتراكي مع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، وهو الصراع الذى تكرر أيضا مع اليابان فى مواجهة الصين بعد الحرب .

نقول على غرار ذلك ، اقترح نتنياهو على الإدارة الأمريكية إنشاء صندوق مماثل تموله أمريكا والدول الرأسمالية الكبرى ، لدعم التيارات الصديقة في مصر وتونس و باقي الأقطار العربية لمواجهة خطر سيطرة التيار الاسلامى على الحكم فى المنطقة العربية ، وهو ما سيمثل من وجهة نظره كابوسا لإسرائيل و أمريكا والغرب .

وهو الموضوع المهم الذي نبهنا اليه الكاتب الفلسطيني صالح النعامى فى مقال حديث له ولكنه لم يلقى الاهتمام الواجب من وسائل الإعلام المصرية .

***

ولم تكن هذه هى المرة الاولى فلقد سبق واتفق كل من أوباما و بيريز فى اجتماعهما فى واشنطن فى 5 ابريل الماضى على ضرورة دعم الانتقال الديمقراطي فى مصر ، واستعادة الاستقرار للاقتصاد المصري فى أعقاب الثورة ، وانه لا يجب الاكتفاء بمراقبة الديمقراطية فى مصر فقط ، بل يتوجب التدخل اقتصاديا ، وانه على أمريكا وإسرائيل أن يلعبا دوراً فى ضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة . وأكد شيمون بيريز فى نهاية اللقاء المذكور أنهم سيبذلون كل ما فى وسعهم لمساعدتنا على النجاح !!

***

كما لم يكن الصندوق الصهيونى هو الاقتراح الوحيد لشراء مستقبل الثورات العربية :

ففى المنتدى الاقتصادى العالمى الذى انعقد فى الأردن منذ بضعة ايام ، تبنى الحضور اقتراح بتأسيس صندوق عربى لدعم فقراء العرب بتمويل من دول الخليج النفطية

بهدف إنقاذ المنطقة من تطورات غير مرغوبة فى مسار الثورات الحالية ، وتجنب تفجر موجة ثورية ثانية اشد جذرية وعنفا ، بعد أن تفجرت موجتها الأولى بسبب الأوضاع الاقتصادية البائسة لشعوب المنطقة .

ووضعوا هدفا محددا فى ذلك هو العمل من اجل توفير 950 ألف وظيفة سنوية فى مصر بالإضافة الى 85 مليون وظيفة فى السنوات القادمة على امتداد الوطن العربى

***

اذا أضفنا الى ذلك كمية الأموال التى أعلنت الولايات المتحدة عن ضخها منذ بداية الثورة العربية ، لتمويل ودعم أصدقائها من المنظمات المدنية والسياسية لمواجهة صعود التيارات المعادية ، فاننا سنجد أنفسنا أمام سباق محموم لشراء مستقبل الثورات العربية والتحكم فى مسارها وتوجهاتها .

فهل سينجحون ؟

سنرى

*****

القاهرة فى 26 اكتوبر 2011



هناك تعليق واحد:

بإيدك يامصر يقول...

وليس غريبا أن مشروع مارشال الأول تم تمويله من ممالك الجاز السعودية وغيرها ، بفرض أمريكي ، بعد صعودها وتمكنها عقب الحرب العالمية الثانية .
فالسعودية سباقة ، فكما ساعدت مع بريطانيا ضد مصر في حرب اليمن لتنهك مصر ، الآن تلعب الدور نفسه ضد الشعب اليمني مرة أخرى وثورتهم ، وضد ثورة مصر . التاريخ يؤكد نفسه ، الأحرار في جانب ، والعبيد في جانب آخر . ولكل مصالحه . فمن ينتصر هذه المرة . نعم سنرى . ونسأل الله أن يكون معنا .