محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
على طريقة المندوب السامي في زمن الاحتلال البريطاني لمصر ، عينت الولايات المتحدة ((سفير خصوصي)) لمتابعة وإدارة واحتواء الثورات العربية فى مصر وتونس وليبيا ، اختارت لمهمته عنوانا براقا هو : ((المنسق الخاص للتحولات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط)) بهدف ((مساعدة الدول العربية التي تمر بعملية تحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في مرحلة ما بعد الثورة))
واختارت لهذا المنصب سفير يدعى وليام تايلور
***
لينضم بذلك الى سلسة المنسقين الأمريكان الذين يديرون لنا شئوننا منذ سنوات على امتداد الوطن العربى أمثال :
• السفير ديفيد ساترفيلد المنسق الامريكى السابق فى العراق والذى تولى مؤخرا منصب مدير القوات الأجنبية فى سيناء المسماة بقوات متعددة الجنسية والمراقبين MFO
• وفرانك ريتشارد دونى المنسق الامريكى السابق للمعارضة العراقية قبل الغزو الامريكى للعراق
• و السفيرة باتريشيا هازلاك المنسقة الامريكى لمبادرات المرأة في العراق !!
• والجنرال مايكل مولر المنسق الامنى الامريكى الجديد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
• و السفير ديفيد هيل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط
• و روبرت لوفتس القائم بأعمال المنسق الأمريكي لإعادة بناء واستقرار السودان
• والسفير هنرى كرامتون المنسق الامريكى لشئون الإرهاب
• وأيضا السفير المتجول الامريكى دانيال بنجامين لمكافحة الإرهاب
وغيرهم الكثير
***
• والسيد وليام تايلور المسئول عن مصر الان ، شغل من قبل منصب المنسق الامريكى فى أفغانستان بعد الغزو مباشرة عامى 2002 ـ 2003
• كما لعب دوراً رئيسياً في جهود مماثلة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي
• فشغل منصب السفير الأميركي فى أوكرانيا من 2006 إلى 2009
• إضافة إلى منصب مبعوث واشنطن للجنة الرباعية في الشرق الأوسط .
• وتولى في عامي 2004 و 2005 إدارة مكتب إعادة إعمار العراق في بغداد
• وقبل توليه مسئولية الربيع العربى مباشرة كان يشغل منصب نائب الرئيس لإدارة الصراع في المعهد الأميركي للسلام USIP ، وهو معهد واسع النشاط على المستوى الاقليمى ، تم تأسيسه في 1984 فى عهد ريجان ، يموله الكونجرس الأمريكي ، و كان له دور بارز فى العراق بعد الغزو وعلى الأخص فى العمل ضد المقاومة .
***
وبلمحة سريعة عن ابرز نشاطات وتصريحات وليام تايلور منذ توليه المنصب الجديد ، نجد انه كان فى زيارة لتونس عشية الانتخابات الأخيرة ، تجول خلالها فى الدوائر الانتخابية ليتفقد أحوال البلاد والعباد .
• اما فى مصر فلقد قام بلقاء عدد من القيادات المصرية كالمشير طنطاوى و فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولى وحازم الببلاوى وزير المالية ومحمود عيسى وزير التجارة والصناعة وهشام قنديل وزير الموارد المائية ووفاء نسيم مساعد وزير الخارجية
• وقام بالإدلاء بعدد من التصريحات بدأها بالكذب حين نفى ان تكون الولايات المتحدة قد قدمت اى دعم مالى لأحزاب بعينها فى مصر أو تونس أو ليبيا ، مؤكدا على انهم يقدمون فقط تدريبات ومساعدات خدمية خاصة بالانتخابات لعدد من الأحزاب بما فى ذلك بعض الأحزاب الإسلامية .
• وأكد بالصفاقة الامريكية المعتادة أن جميع الأموال الأمريكية المخصصة للإعداد للانتخابات المصرية ، لن تخضع للتنسيق أو الرقابة من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو الحكومة المصرية ، و ان الخارجية الأمريكية تتعاون مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية فى مصر .
• وعندما تحدث فى الجوانب الاقتصادية ، تقدم بنصيحة الى حازم الببلاوى وزير المالية المصرى بأن عليه أن يقبل شروط صندوق النقد الدولى والبنك الدولى اذا كان يريد ان يحصل على قروضهما الجاهزة التى تبلغ 7 مليار دولار .
• وفيما يخص الانتخابات ، طمأننا ((سيادته)) ان الولايات المتحدة ستكون راضية اذا أسفرت الانتخابات البرلمانية في مصر عن فوز أى تيار بما فى ذلك الاخوان ، طالما كانت نزيهة .
• وأنهم لن يقطعوا عنا معونتهم ان حدث ذلك
• واثني على المجلس العسكري وعلى برنامجه الزمنى لتسليم السلطة ، مؤكدا ثقتهم فى ان الجنرالات لا يريدون الاستمرار فى قيادة البلاد . .
• ولخص تايلور مهامه الرئيسية المكلف بها من قبل الادارة الامريكية فى الآتى :
1) إعداد التقارير عن مصر وليبيا وتونس و إرسالها إلى وزارة الخارجية الامريكية .
2) وضع الاستراتيجيات والسياسات الامريكية المستقبلية (( لدعم)) مصر واخواتها
3) التنسيق بين الوكالات المختلفة و المؤسسات المالية الدولية والمنظمات غير الحكومية ، وأصحاب المصلحة على أرض الواقع لتفعيل وتنفيذ هذه السياسات
4) المشاركة فى اجتماعات مجلس الامن القومى الامريكى المعنية بشئون البلدان الثلاثة .
***
ولذا أتصور انه على كل من يريد ان يفهم ما يحدث فى مصر بدقة ، ألا يكتفى بمتابعة مواقف القوى والأطراف فى الداخل ، بل عليه ان يولى عناية خاصة لكل ما يقوم به السيد/ وليام تايلور وجماعته .
*****
القاهرة فى 11/11/2011
هناك تعليقان (2):
المنسق ولا المنصت المخرب الله يلعنهم امريكا
عندك حق والله
إرسال تعليق