محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
رغم قسوة الضربة التى وجهت الى كرامتنا الوطنية ، ورغم عمق التبعية الذى انكشفت للجميع ، ورغم درجة الخضوع التى ظهر بها المجلس العسكرى ، الا انه رُبَّ ضارة نافعة .
فردود الفعل الشعبية والسياسية كشفت عن موقف وطنى واحد للجميع على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم. وهو ما يطرح إمكانية الانطلاق من هذا الموقف فى اتجاه لم الشمل و إعادة التوحد حول مشروع وطنى شعبى فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى الخارج ورجالهم ونظامهم الحاكم فى الداخل .
***
لقد انتصرنا فى 11 فبراير 2011 بسبب وحدتنا ووضوح رؤيتنا . ولكننا انقسمنا بعد ذلك حتى كاد النظام ان يعصف بثورتنا : انقسمنا على قضايا فرعية بعيدا عن القضية الرئيسية التى تستحق كل جهودنا وثورتنا ودماء شهدائنا وهى تحرير مصر من النظام الامريكى الحاكم بعناصره الخمسة :
1) سيطرة أمريكية كاملة على الاقتصاد المصرى
2) احتكار وسيطرة امريكية على التسليح المصرى
3) تبعية مصرية كاملة فى سياساتنا العربية والاقليمية والدولية .
4) قوات امريكية فى سيناء لحماية اسرائيل مع تجريدها من القوات المصرية
5) طبقة حليفة للعدو الامريكى من رجال النظام و الدولة ورجال الأعمال تستأثر بكل الثروات والسلطات وتعمل الآن على اجهاض الثورة وتفريغها من مضامينها الوطنية والاجتماعية .
***
ان هذه الدعوة للمراجعة و التصحيح والوحدة موجهة الى كل واحد فينا :
• الى الذين اكتفوا بالتركيز منذ اللحظة الاولى على الاصلاح السياسى والدستورى فقط ، ولم يروا فى نظام مبارك سوى الفساد والاستبداد ولم يروا تبعيته الكاملة للولايات المتحدة .
• والذين قرروا اتقاء شر الأمريكان وغضبهم وخافوا من الفيتو الامريكى على نتائج الانتخابات وأرسلوا تطمينات للأمريكان بالتزامهم بكافة السياسات الرئيسية لنظام مبارك تجاه اسرائيل وامريكا
• و الذين اكتفوا فقط بالتركيز على العدالة الاجتماعية دون ربطها بهدف الاستقلال الوطنى
• والذين اكتفوا فى نقدهم للمجلس العسكري بالانتهاكات الحقوقية دون التعرض الى عمق التبعية العسكرية للامريكان فى المعونة والتسليح والتدريب .
• والذين عزفوا عن التصدى للامريكان فى الأزمة الأخيرة بحجة انها تمثيلية ، ولم يعد لهم عذر الان بعد ان ظهر ان الأمريكان والمجلس العسكري يقفون فى سلة واحدة .
• والذين تورطوا وشاركوا بوعى او بدون وعى فى الصراع حول معارك وهمية مثل ليبرالى/اسلامى ، اخوانى/ سلفى ، برلمان/ميدان ...الخ
• وأخيرا إلى كل المواطنين البسطاء الذين رفضوا التدخل و الضغوط الأمريكية منذ اللحظة الأولى ، فخذلهم المجلس العسكري وحكومته .
كل هؤلاء خرجوا في لحظة توحد نادرة يعلنون غضبهم على الأمريكان وعلى المجلس العسكري وعلى اختراق القضاء وعلى كل الذين شاركوا في هدر الكرامة المصرية في الطريق العام .
وهو ما يثبت بانه فى وقت الجد ينتصر دائما وجهنا الوطنى ايا كانت تنوعاتنا السياسية والفكرية .
على كل هؤلاء أن يعملوا معا من أجل تحويل هذه اللحظة النادرة المؤقتة إلى حالة مستمرة نتوحد فيها جميعا على مشروع تحرري ديمقراطي يضع هدف استقلال مصر على راس أولوياته .
*****
القاهرة فى 9 مارس 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق