الارهاب و الاستبداد
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
يقتات الارهاب على الظلم الذى يصنعه المستبدون. ويقتات الاستبداد
على الرعب الذى يبثه الارهابيون. وهكذا فى دائرة جهنمية لا تنتهى.
يرعب الارهاب الناس ويخيفهم، فيستنجدون بالسلطة
المستبدة، التى تقايضهم على حقوقهم وحرياتهم، ان أرادوا حمايتها.
اثبتت كل تجارب الشعوب على مر التاريخ، كيف تتوحد
وتتشابك مصالح كل منهما مع الآخر.
***
·
يتخفى الارهاب وراء الدين، ويتخفى الاستبداد
وراء الوطنية.
·
كلاهما يشيع الخوف وينمو وينتعش فى أجواء الكراهية
والانقسام والاستقطاب.
·
كلاهما يكره الحرية والثورات والمشاركة الشعبية
والمعارضة والرأى الاخر.
·
كلاهما يُكَّفر أو يًخَّون المختلفين معه
ويستبيح حياتهم او حرياتهم.
·
كلاهما يعامل الشعوب كرعايا وليس كمواطنين.
·
كلاهما لا يعترف بالمساواة والمشاركة
والمراقبة والمحاسبة. فهما لا يؤمنان الا بالعبودية والطاعة العمياء، و يديران
جماعاتهم او شعوبهم بالحديد والنار.
·
كلاهما لا يتوقف او يشبع . اذا تركناه، توسع
وتغول وتجبر.
·
كلاهما يكره القانون و ينتهكه؛ الارهاب يعمل خارج
القانون، والاستبداد فوق القانون.
·
الارهاب ينسف ويقتل ويفخخ ويفجر ويخطف، ضد كل
القوانين والمبادئ الانسانية .
والاستبداد يقتل ويقنص ويعدم "ويصفى"ويعتقل،
فى حماية مظلة صورية من الشرعية والقانون.
·
قرار الحياة او الموت لدى الارهابيين فى يد
شخص واحد. وكل السلطات والمسارات والمصائر فى الانظمة الاستبدادية تتجمع فى يد
واحدة.
·
كلاهما يكره الديمقراطية؛ الارهاب يرفض الانتخابات،
أما الاستبداد فيزورها.
·
كلاهما يحتقر الناس؛ الارهاب يرفض الاحتكام
اليها، اما الاستبداد فيهدف الى تضليلها وتعبئتها وسياقتها.
·
الارهابيون هم فئة قليلة تضع ارادتها فوق
ارادة الشعوب، تريد ان تُكرهُها على الحياة وفقا لمعتقداتها.
والمستبدون هم ايضا فئة قليلة، تريد ان تحتكر
الحكم والسلطة والثورة الى أبد الابدين.
·
كلاهما شديد الخطورة على الشعوب والمجتمعات،
فهما يعملان وفقا لقاعدة "انا ومن بعدى الطوفان".
·
كلاهما يوقع ضحايا بالآلاف او بالملايين من
الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
·
كلاهما يعيش فى عالم سرى"عميق"
معدوم الشفافية، يحيطه بستار حديدى يحجب الحقيقة ويخفيها.
·
كلاهما يحترف الكذب وتضليل الرأى العام.
·
الارهابيون مخترقون من الخارج الذى يدعمهم بالأموال
والسلاح ويرسم لهم الخطط والأدوار.
والمستبدون تابعون لذات الخارج ومتحالفون
معه، يحكمون شعوبهم برعايته وتحت حمايته ووفقا لاستراتجياته.
·
واذا كان الارهاب هو البوابة التى تنفذ منها
الولايات المتحدة وحلفائها لاستباحة بلادنا وإعادة احتلالها.
فان جرائم الاستبداد وانتهاكاته هى الذريعة
التى يستخدمها الغرب للضغط على الانظمة ومقايضتها، لتحقيق مصالحه الاقتصادية وأرباحه
المالية وفرض شروطه السياسية وتسوياته الأمنية والاقليمية.
·
الارهابيون يستهدفون حياة الناس وأمنها
واستقرارها.
والمستبدون يقتلون روح الشعوب وانتمائها
الوطنى ويهددون وحدتها.
·
المستبدون يقسمون الشعوب الى أخيار وأشرار؛ حكام
ومحكومين، أسياد وعبيد، اغنياء وفقراء، موالين ومعارضين. فيستغل الارهاب هذا الانقسام
ويحوله الى تقسيم للأوطان والدول.
·
دائما ما يستعين الاستبداد بالإرهاب لتمديد
أو تأبيد حكم أنظمته التسلطية، أو لإحكام و تبرير قبضته البوليسية، او تمرير
اجراءات استثنائية، او لوأد انتفاضة شعبية، او التغطية على ازمة اقتصادية، او
للتهرب من سد الاحتياجات المعيشية، او التغطية على استسلام او هزيمة عسكرية، او
لتمرير مشاركته فى حروب وتحالفات دولية واقليمية، او لحل البرلمانات، او تأجيل
الانتخابات، او العصف بالحقوق والحريات، او لإخفاء فشل السياسات و نهب الثروات.
***
الإرهاب والاستبداد وجهان لعملة واحدة، هى قهر الشعوب
وكسرها وإدخال اليأس الى قلوبها، ليسهل ترويضها وحكمها ونهبها. وهو ما ينتهى دوما
وحتما الى إضعاف مناعتها الوطنية وتمزيقها وهزيمتها واحتلالها.
*****
هناك تعليقان (2):
مقال جميل شخص و وصف العلاقة بين كل من الارهاب والاستبداد والتعاون الغير مرئي بينهما. شكراً
شكرا اخى العزيز على تحيتك الكريمة
إرسال تعليق