بحث فى المدونة

الأحد، 29 مايو 2011

السياسات الأمريكية لاحتواء الثورة المصرية


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

((يتوجب علينا ركوب موجة الثورة المصرية ))

هذه هى الصيغة التى وردت بوضوح شديد فى أحد جلسات مجلس النواب الخاصة بمصر. و كنا قد تناولنا فى مقال سابق مضمون جلسة مماثلة ، نشرناها تحت عنوان المواصفات الأمريكية لحاكم مصر الجديد .

أما عن هذه الجلسة ، ففيما يلى أهم تفاصيلها :

* * *

في 13 أبريل 2011 ، أدلى جيه سكوت كاربنتر مدير مشروع : "هزيمة التطرف من خلال قوة الأفكار" في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وهو المؤسسة الفكرية للوبي الصهيوني في واشنطن بشهادة أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي حول التحولات السياسية في الشرق الأوسط ، كان أهم ما جاء بها :

* * *

أن هناك ثلاث مصالح أمريكية رئيسية فى المنطقة هى :

1) ضمان وصول العالم إلى النفط لتوفير الوقود للصناعة العالمية .

2) الدفاع عن حق إسرائيل في الوجود وتعزيز السلام العربي الإسرائيلي باعتباره الطريق الأمثل لضمان استمرارها .

و3) تطوير تعاون مستمر مع حكومات المنطقة لمكافحة الإرهاب والأيديولوجية التي تغذيه ، لا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر .

* * *

حلفاء أمريكا التقليديين :

وقد تطلب تحقيق هذه الأهداف الرئيسية بناء علاقات مع عدد من الحلفاء الرئيسيين في المنطقة ، وهما بصفة أساسية مصر والمملكة العربية السعودية ، القائدان التوأمان بشكل تقليدي للعالم العربي .

ولفترة بلغت نحو 60 عاماً ، فإن المصالح المشتركة المتوافقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل ، ومصر بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، تمكنت من الإبقاء على الوضع الراهن .

* * *

((( ضرورة ركوب موجة الثورات العربية ))) :

إن الثورات التي حدثت والتي لا تزال تحدث ، تخلق فرصاً جديدة للولايات المتحدة ، لكنها تحمل في طياتها مخاطر أيضاً .

وعليه فإن ركوب موجة الثورات الحالية ضرورى ، وسيتطلب إبداعاً وموارد وقدرة على إقناع حلفاء قلقين بأنه يتعين التحكم في التغيير، وليس إيقافه أو التراجع عنه .

* * *

تقرير عن الأحوال الحالية فى مصر :

• أن العامل الرئيسي لإدارة التحولات السياسية بنجاح عبر المنطقة يكمن في مصر .

• مع العلم بأنه سيتم استبعاد مصر من المعادلة الإقليمية بصفة مؤقتة حيث ستبقى مشغولة بسياساتها الداخلية في المستقبل القريب .

• أكد عدد من رجال الأعمال البارزين في مصر انه ستكون هناك تحديات حقيقية على المدى القصير لاستقرار الاقتصاد وتأمين منطقة سيناء .

• كما أن مصر الديمقراطية قد لا تتوافق في رؤيتها مع الولايات المتحدة أو إسرائيل حول الحصار على غزة

• بيد أنه لا يوجد أي شخص ممن تحدثت إليهم في رحلتي الأخيرة يدعم أو يؤمن بأن مصر سوف تلغي معاهدة السلام مع إسرائيل أو يتصور وقوع حرب مع إسرائيل .

* * *

توصياته للإدارة الأمريكية :

• يتعين على الإدارة الأمريكية ان تتيقظ للمخاطر التى تشكلها جماعة الاخوان وحلفاؤها على المصالح الأمريكية الحيوية .

• وعليها أن تنخرط بعيدا عن الملأ مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بشأن عناصر التحول السياسي التي من شأنها أن تقوي دون قصد الاحتمالات السياسية هذه الجماعة .

• أما على المستوى العلنى فيتوجب على الإدارة الأمريكية ، أن ترسل الإدارة الأمريكية رسالة واضحة إلى النخبة السياسية وجمهور الناخبين في مصر بذات المعنى .

• وعليها أن تتحفظ فى أى تصريحات قد تصدرها على سبيل الاحتياط أو المجاملة للإخوان ، حتى لا تفسر خطأً من الناخب المصري العادى ان الولايات المتحدة لا تمانع فى انتخابهم .

• كما يجب علينا أن نعلن بوضوح أننا ندعم أيضاً حكومة تفي بالتزاماتها الدولية.

• وتكافح الإرهاب في كافة صوره وأشكاله .

* * *

الحوافز المقترحة :

ومن المهم أيضاً أن تعمل الإدارة الأمريكية الآن على خلق حوافز لتشجيع المصريين على اختيار نوع القيادة التي يمكننا أن نبني معها علاقات جديدة ودائمة.

• مثل مفاوضات لاتفاقية تجارة حرة

• وتوسيع برنامج "المناطق الصناعية المؤهلة ـ الكويز"

• منح قرض مبكر مضمون بالأصول المصادرة للنظام القديم ( طرح سمير رضوان وزير المالية الحالى نفس هذه الفكرة وكأنها من بنات أفكاره ) !!!!!

• التوسع بشكل كبير فى الدعم المالي للمنظمات غير الحكومية التقليدية التي تدعم الديمقراطية ، مثل المعهد الديمقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي من خلال "مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط" أو "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".

• يجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تسعى للمساعدة في دعم الديمقراطية من خلال أدوات إعلامية جديدة ( صحف وفضائيات جديدة )

* * *

كانت هذه عينة من نوايا الأمريكان تجاه ثورتنا

وخلاصتها أنهم بعد أن فشلوا فى منع قيام الثورة ، فان عليهم أن يركبوها لكى يتحكموا فى مسارها ، وان يعملوا بقدر طاقتهم على الحيلولة دون أن يحكم مصر أى تيار قد يهدد مصالحهم الحيوية للخطر .

فهل سنمكنهم من ذلك ؟

* * * * *



القاهرة فى 26مايو 2011

هناك تعليق واحد:

Dr. ra2ed يقول...

اسمح لى استاذى ان اضيف ان اوسع الابواب لركوب الثورة هو باب المدح
فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدح بقوله" اياكم والمدح فإنه الذبح " صدق الرسول الكريم
ولذلك اثنى اوباما على الثورة بكلمات معسولة ثم تبعه فى ذلك رؤساء دول اخرون فبدأوا فى حملة اشعار منسقة ومنمقة عن الثورة المصرية والثوار المصريين وللاسف انطلت هذه الخدعة على كثير من المصريين واصبحوا يكررونها وبتغنون بها ليل نهار ان العالم كله يتكلم عن ثورتنا الجميلة فتحول الثوار المصريين الى ثوار رومانسيين يخافون ان يفعلوا اى شئ يسيئ الى هذه الصورة الجميلة للثورة واقتنعوا بأن الثورة قد نجحت واتت بثمارها المرجوة بأن العالم كله اصبح يثنى علينا واكتفوا بذلك وقرروا العودة لمنازلهم لمتابعة اخبار الثورة من خلال شاشات التلفزيون او شاشات الانترنت فأصبحوا بذلك لقمة سائغة لصناع السينيما الاصليين من اليهود والامريكان وعملائهم لتوجيههم الى الهدف الذى يرجونه وبالطبع اهدافهم بعيدة كل البعد عن اهداف الثورة ... لذلك ننصح جميع الاخوة المصريين فى شتى بقاع الوطن الا يتركوا ميادين التحرير وان يظلوا بها حتى تتحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع وليس مجرد وعود زائفة تتبخر مع الايام فأن آفة حارتنا النسيان كما اخبرنا نجيب محفوظ