محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
يستخدم عدد من النشطاء النوبيين المصريين ، مصطلح حق العودة ، للمطالبة بالعودة الى بحيرة السد التى تم تهجيرهم منها بعد بناء السد العالى .
يكررون ذلك على الدوام ، وآخرها فى ندوة المصرى اليوم يوم 26 مايو 2011
وأود أن أعلق على هذا الخطأ الفادح :
* * *
فلنتفق بداية بأن مطلب العودة فى ذاته قد يكون عادلا و مشروعا
ولكن استخدام ((مصطلح حق العودة)) هو استخدام باطل وخطير وقد يكون مغرضا وسىء النية ، لعدد من الأسباب التى لا تخفى على أحد :
• ان حق العودة هو مصطلح يرتبط بقضية فلسطين و على وجه التحديد بقرار الأمم المتحدة رقم 194 القاضى بحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة الى وطنهم المغتصب من العدو الصهيونى عام 1948
• والنوبة ليست فلسطين
• ومصر ليست هى العدو الذى اغتصب ارض شعب آخر هو الشعب النوبى
• فالنوبة جزء من مصر مثلها مثل القاهرة والاسكندرية والسويس
• والنوبيين ليسوا شعبا قائما بذاته وليسوا أمة قائمة بذاتها وليس لهم أى خصوصية زائدة تختلف عن الخصوصيات الطبيعية بين سكان المحافظات المختلفة فى وجه بحرى أو وجه قبلى .
• كما ان تهجير سكان النوبة الى جهات أخرى داخل مصر، تم بسبب بناء مشروع قومى لصالح كل مصر وكل شعبها بما فيهم النوبيين
• كما أن مبدأ تهجير ونقل السكان داخل البلد الواحد أمر مفهوم ومقبول ، مثلما حدث مع سكان مدن القناة بعد حرب 1967 . الذين لا يزال الكثير منهم يعيش حتى الآن فى مساكنهم الجديدة فى على امتداد مصر ، فى أحياء مشهورة باسم السويسة وغيرها .
• وفى النهاية أود أن أؤكد على ان الغالبية العظمى من اهالينا النوبيين هم ناس طيبون لهم مطالب مشروعة يجب ان ندعم الممكن تحقيقه منها طالما لا تضر بالمصلحة القومية لمصر .
* * *
• لكن من ناحية أخرى يجب أن ننتبه الى أن هناك مشروعات صهيونية معادية ونشيطة تنادى بتقسيم مصر والوطن العربى الى عدة دويلات منفصلة على اسس طائفية أو اقليمية ، كما فعلوا فى جنوب السودان ويحاولون الآن فى العراق .
• و عن مصر يتحدثون على دويلة قبطية ودويلة نوبية ودويلة اسلامية ودويلة فى سيناء . وبلغت بهم الوقاحة والعدوان ان قاموا بنشر خرائط حول شكل الشرق الاوسط الجديد المستهدف بعد التقسيم .
• ولذلك فان لدينا جميعا تحسس شديد من اى تناول لملفات النوبة أو غيرها بصياغات ومعالجات سيئة السمعة والنية على وزن تلك التى وردت فى ندوة المصرى اليوم وغيرها:
• على وزن المطالبة ((بحق العودة ))
• أو الحديث عن ((التدويل)) سواء بالتأكيد او بالنفى وكأنه أحد الخيارات .
• او الحديث عن (( بلاد النوبة ))
• أو عن (( الأقلية النوبية ))
• أو عن (( الخصوصية الثقافية والحضارية ))
• أو(( التباهى بأعداد النوبيين وكانهم تكوين شعبى مستقل وقائم بذاته ))
• أو الحديث عن(( وحدة الهوية النوبية الممتدة فى مصر والسودان واوغندا والصومال )) ومساواتها بالهوية المصرية أو بالعربية ....الخ
• فلنتجنب مثل هذه الصياغات غير البريئة ، ولننتبه جميعا أكثر من أى وقت مضى ، بالمخاطر الخارجية بقدر اهتمامنا بترتيب البيت من الداخل .
* * * * *
القاهرة فى 27 مايو 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق